تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

المرأة السعودية والسيارة...

ليس من حقها القيادة، وهو موضوع شائك، ومادة تحت الضوء في الصحف، والإعلام السعودي، ومع ذلك هي تختار سيارتها التي تجوب بها شوارع المدينة، والمعارض تتعامل مع اختياراتها للون، والموديل، والمتعة في الجلوس داخل القمرة الخلفية.
إنها المرأة السعودية التي تحارب يوما بعد يوم على أمل حصولها على حق القيادة داخل دولتها، ولكن حتى اللحظة الموضوع لم تظهر له شمس
. ومع ذلك هي ترتاد معارض السيارات لأنها يجب أن تكون متأكدة مئة في المئة من سلامتها، ومدى خصائص الأمان داخلها بالدرجة الأولى.
«لها
» التقت عددا من السيدات السعوديات وتعرفت على اختيارهن للسيارة المفضلة، وأهم الشروط التي يجب توافرها داخل سيارتها الخاصة. إضافة إلى أصحاب المعارض في السعودية للوقوف على نسبة وجود المرأة وارتيادها المعارض، وما هي السيارة المفضلة لديها.


تختار حنين، صاحبة مركز ترفيهي في جدة، سيارتها بالمشاركة مع زوجها لأنها لا تعرف عن الأمور التقنية في داخل السيارة أي معلومة، ما يستدعي وجود زوجها معها عند زيارة معرض السيارات. تقول: «أتنقل بالسيارة العائلية المخصصة للمنزل، أو بعض الأحيان أحتاج إلى سائق والدتي. وفي كلا الحالتين كنت مشاركة في اختيار السيارة سواء قبل الزواج، أو بعده، ولكن القرار النهائي عادة كان لوالدي قبل زواجي، ولزوجي بعد الزواج من باب أنهما الأكثر خبرة في هذا الموضوع من الناحية التقنية، ومدى جودة السيارة».
وأكدت حنين أنها تبحث دائما في سيارتها عن الرحابة بحيث تكون مرتاحة عند ركوبها، وأيضا عن الأمان لطفلتها. وقالت: «صحيح أن الأمان بيد الله سبحانه وتعالى، ولكن علينا عند الاختيار تحري هذه الأمور أيضا في المركبة التي ستكون المرافق الدائم لنا عند التنقل. وحقيقة أهتم أيضا بشكلها الخارجي من حيث اللون، فأنا لا أحبذ الألوان الغريبة أو الجريئة، وأميل بطبعي إلى الأبيض، أو الأسود، أو أي لون هادئ».

أما نور العية، مديرة العلاقات العامة في إحدى الشركات الخاصة في جدة، والتي تقود السيارة خارج السعودية، فتقول: «السيارة مهمة جدا لي، خصوصا أني اعمل في مجال يتطلب التقاء الجمهور بين حين وآخر، وبالتالي يهمني في سيارتي التي أقتنيها أن تكون عملية، ذات تصميم أنيق، فأنا عادة ما أبحث عن معظم المميزات في سيارة واحدة».
تميل نور عادة في اختيارها إلى السيارات الكبيرة مثل سيارات «الجيب» لأنه طراز يتحمل مشقة الطريق، ورحلات السفر، وأيضا لا تحتاج إلى صيانة بصفة مستمرة إلا في الأوقات المحددة لصيانتها، بحيث تكون قليلة الأعطال.
وتضيف نور في حديثها: «تهمني جدا رحابة السيارة، ومدى الأمان فيها، إذ أن كثيراً من السيارات حاليا لديها مواصفات تنافس من حيث نسبة الأمان داخل المركبة، وأيضا يهمني نوعية السيارة فأنا أحبذ قيادة البي أم دابليو لأنها بالفعل قوية، وكنت قد اختبرتها أثناء سفري خارج السعودية».
أضافت نور: «عادة الناحية التقنية تكون لزوجي لأنه أخبر في هذه الأمور مني، رغم أني أحاول دائما الاطلاع على معلومات تقنية تخص السيارات، أيضا أهتم بلون السيارة، وتصميمها الداخلي وهل يتناسب مع ذوقي أو لا».

أميرة العتيبي طالبة تدرس خارج السعودية وهي حاليا في فترة تفكر فيها جديا دخول مدرسة لتعليم القيادة لأنها تحتاج إلى سيارة تقلها من مكان إلى آخر. تقول: «حاليا أنا خارج السعودية للدراسة، وبالفعل أحتاج إلى سيارة، وسواء أنا داخل الوطن أو خارجه أعتقد أن السيارة التي سأركبها سيكون لي فيها رأي من عدة نواحٍ أهمها، هل تتماشى مع ذوقي وشخصيتي أم لا؟».
أميرة تحب سيارات الجيب للأسباب ذاتها التي ذكرتها نور من حيث قوتها وقدرتها على تحمل المسافات الطويلة، أيضا لأنها عادة سيارة كبيرة تستطيع أن تستوعب عددا كبيرا من الركاب.
تضيف أميرة: «أتردد على معارض السيارات إذا كنت أريد شراء سيارة خاصة بي، أو سيارة لعائلتي. ولكن دائما أهتم أيضا بمشاركة العائلة لي في هذا الموضوع تحديدا لأن السيارة العائلية عادة تكون لجميع أفراد الأسرة، ومن الممكن أن يكون في العائلة شخص له دراية بنوعية ويفضّلها على نوعية أخرى، وسيارة أكثر أماناً من أخرى. حقيقة أنا لا أبحث عن السرعة بل الرحابة والقدرة على التحمل».


خبرة واسعة

تملك هيام أبو راشد خبرة واسعة في السيارات وطريقة اختيارها من كل النواحي لأنها كانت تعمل في شركة لكزس التي منحتها دورة تدريبية كاملة ومعرفة جيدة بتقنية السيارات. قالت: «أختار سيارتي بنفسي، والقرار لي بشكل مطلق، وذلك لأسباب عدة أولها أني أنا صاحبة السيارة، وثانيها أن لي دراية كبيرة في تقنية السيارات من خلال الدورة التي تلقيتها في عملي، إضافة إلى أن على كل سيدة أن تكون على علم ودراية بتقنية السيارات من ناحية الماكينة، وعدد الأحصنة فيها، واستهلاك البنزين، وإن كانت تستهلك بنزين الخمسة وتسعين، أو الواحد وتسعين».

تؤكد هيام في حديثها إلى «لها» أن في اختيارها لا تحرص على الرفاهية الزائدة في السيارة حيث أن من يقودها هو السائق، وبالتالي لا يمكن أنها تشتري سيارة باهظة الثمن لإعطائها للعامل، فإن لم تكن هي قائد السيارة فلن تهتم للرفاهية الكبيرة فيها، إلا أنها وفي المقابل تركز على السيارة القوية خصوصا في الشوارع التي باتت غير صالحة في الآونة الأخيرة.  وأضافت: «أفضل الألوان الغامقة للسيارة رغم أن الجميع ينصحون باللون الفاتح لعكس حرارة الشمس، وأيضا أختار عادة الفرش من القماش مبتعدة عن الجلد حتى لا تكون السيارة حارة من الداخل».
ولفتت إلى ضرورة أن تلم المرأة السعودية بمعلومات تقنية كبيرة في السيارة حتى تتفادى الأعطال المتكررة والمكلفة، والناجمة عن جهلها في بعض الأمور التي ذكرتها سابقا. وترى أن السيارات اليابانية الصغيرة هي الأفضل في زحمة مدينة جدة.

من جانبه تحدث مدير التدريب الفني لشركة جاكوار ولاند روفر محمد عثمان مظفر عن مسألة اختيار المرأة للسيارة قائلا: «فئة السيارات التي أعمل معها هي الفئة الفارهة والتي تصل في متوسط سعرها الى ما يقارب 250 ألف ريال، ما يعني أننا نتعامل هنا مع الطبقة المخملية من المجتمع السعودي، وأيضا هذا يعني أن هذه السيارة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة».
وعن زيارة المرأة لمعارض السيارات قال: «بالفعل المرأة السعودية تهتم جدا باختيار المركبة التي ستكون خاصة بها، أو سيارة العائلة ، حيث أن من 10 إلى 15 في المئة من السيدات يزرن المعارض وحدهن دون أزواجهن، أو أخوانهن، أو حتى الأب، مما يعني أن القرار يكون بالشكل المطلق لها. وعادة تبحث المرأة في المركبة عن المواصفات الداخلية من حيث الأنظمة الصوتية، المقاعد الجلدية المريحة، مع خاصية التدليك والتبريد، وجود طاولات لوضع الحاسب المحمول في الصف الخلفي للمقاعد، هدوء المقصورة من الداخل بحيث لا تتسرب ضوضاء الطريق إلى داخل المركبة، ولا تكون هي ذات صوت مزعج، وجود شاشات للترفيه عن الأطفال، أماكن رحبة للتخزين، إضافة إلى القوة، والرحابة».

من جهته، قال مجدي جودة مدير علامة مازيراتي في السعودية: «في المجمل، يصل عدد الزوار من النساء إلى معرض مازيراتي في المملكة إلى 20% من إجمالي عدد الزوار ويكون لهن دور ايجابي وفعال في اختيار السيارة،  وأهم المواصفات التي تطلبها المرأة السعودية هي المساحة في المقاعد الخلفية لراحتها وإمكانات التحكم في المقاعد وجهاز التبريد».
وذكر أن اللون المفضل لدى السيدة في الاختيار للسيارة هو الأبيض والأحمر، فيما يحتل البيج والأحمر المرتبة الأولى من ناحية لون الفرش الداخلي. وأضاف: «لمسنا أخيراً اهتمام المرأة السعودية الملحوظ بالتفاصيل التقنية خاصةً مواصفات الأمان ومجسمات الصوت وقدرات المحرك. ونجد أن كلا الجنسين يشترك في هاجس السيارة ومدى فاعليتها ومظهرها الإنسيابي».

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079