تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

سميرة سعيد: إبني شادي هو الرجل الوحيد في حياتي

«يوم ورا يوم» تثبت لنا الديفا سميرة سعيد أنها نجمة كل العصور، وبعد أكثر من ثلاثة عقود من العطاء ما تزال تقدم لنا فناً راقياً يلقى إعجاب الجمهور، وينمّ عن موهبة فذّة في عالم الغناء. “لها” التقت أخيراً النجمة المتألقة وأجرت معها حواراً تحدّثت فيه عن ألبومها المنتظر وشؤون حياتية وعملية.


فكرة:TAGLINE

ستايلست: مايا حداد

- أحييت قبل أيام حفلة في القرية العالمية في مدينة دبي، حدّثينا عن تلك الليلة؟
سُررتُ كثيراً بتلك الحفلة، لأنني لم أغنِّ في مدينة دبي منذ 14 عاماً، ولَكَم أسعدني تفاعل الحضور مع أغنياتي، خصوصاً أنه ضمّ محبّين من الدول العربية والأجنبية.

- هل حدّدتم موعداً لإصدار الألبوم الجديد؟
ما زلت في صدد التحضير للألبوم، ومعظم اختياراتي باتت واضحة، وسأدخل قريباً في مرحلة التنفيذ، وأطمح الى أن يكون عملاً مختلفاً ومتنوعاً، ومن الممكن أن يُطرح في منتصف العام المقبل.

- وماذا عن تفاصيل الألبوم؟
لا فكرة لدي عن عدد الأغاني التي سيضمّها الألبوم، وربما تكون 12 أغنية تتنوع بين اللون الرومانسي والإيقاع السريع. والألبوم متعدد اللهجات، ففيه اللهجة المصرية واللبنانية والخليجية والمغربية. أما فريق العمل فيضم مجموعة من الشباب الجدد وآخرين سبق أن تعاملت معهم، وهم بلال سرور وشادي نور ونادر عبدالله وخالد عز.

- إلى جانب التوزيع، هل ستنتج شركة “روتانا” العمل أيضاً؟
عقدي الحالي مع “روتانا” سينتهي بعد إصداري الأغنية الخليجية قريباً، وفي ما بعد نبدأ التفاوض على تعاون جديد.

- كيف تصفين تعاملك مع “روتانا” خلال السنوات الماضية؟
تعاملي مع “روتانا” كان مثمراً، وحققنا معاً نجاحات باهرة، وخصوصاً ألبوم “عايزة أعيش”. روتانا شركة محترمة جداً.

- حضرت في بيروت حفل الشراكة بين “روتانا” و”ديزر”، هل ستُبثّ أعمالك عبر هذا التطبيق؟ وماذا عن الحقوق التي ستحصلين عليها مقابل ذلك؟
الأعمال التي قدّمتها مع شركة “روتانا” ستُبث بالتأكيد عبر هذا التطبيق، وكذلك الأعمال التي أنتجتها على نفقتي الخاصة. أما الأعمال التي تولّت إنتاجها شركات أخرى، فلا أعرف بعد ما إذا كانت ستُبث عبر “ديزر” أم لا. وبالنسبة إلى المقابل المادي، أعتقد أن هذه الأمور ستتضح في الفترة المقبلة.

- مع التطور التكنولوجي الحاصل وبث الأغاني عبر التطبيقات الحديثة أو مواقع التواصل الاجتماعي، هل بات الفن ممتعاً؟
الفن ممتع دائماً، سواء في ظل الأزمات التي مر بها في السنوات الأخيرة، أو مواكبته التطور التكنولوجي في العصر الحديث. أرى أن أوضاع الفن بدأت بالتحسن حالياً، وبتنا على دراية بالحقوق، وأعتقد أن الفن سيصبح أفضل حالاً مما هو عليه اليوم.

- أغنية “سوبرمان” التي طرحتها، أثارت ضجة كبيرة لأنها أزعجت الرجال، كيف وجدت تفاعل الناس معها؟
بصراحة، فاجأني تفاعل الناس مع هذه الأغنية، ولم أكن أتوقع هذا الكم من ردود الفعل. في النهاية، الأغنية حقيقية وتعكس واقع كل رجل وامرأة. لقد قدّمتها بلسان المرأة، وأظهرت شكوى الرجل وتذمّره من شريكة حياته وإهمالها لنفسها. كل ما كان يهمنّي أن تصل الرسالة، ونبدأ بمعالجة قضايا حياتية مهمة بعيدة من الحب والشك والغيرة والفراق. ومنذ أن قدمت أغنية “ما حصلش حاجة” التي ناقشت موضوعاً مهماً، شعرت أن الناس باتوا يهتمون بهذه النوعية من الأغاني. ومع ذلك، أعد الرجال بأنني سأصالحهم بطرح أغنية رومانسية قريباً.

- نلاحظ أن غالبية أغنياتك تتضمن هجوماً على الرجل، هل عشت تجربة شخصية جعلتك تركزين في المواضيع المعادية للرجال؟
لا يمكن القول إن غالبية أغنياتي تتناول مواضيع معادية للرجل، لأنني أقدّم منذ سنوات طويلة أغنيات كلماتها مليئة بمعاني الرومانسية والحب، إلى جانب الأغاني التي تحمل تمرداً. المواضيع التي تناقشها أغنياتي ليست نابعة من تجربة شخصية، لكنني أحاول من خلالها الإضاءة على حالات مختلفة ممكن أن تعيشها أي امرأة. لقد غنّيت “ما حصلش حاجة” بالتزامن مع “هوا هوا” المفعمة بالحب. ولو عدنا الى الوراء، نجد كل أغاني ألبوم “قويني بيك”، ومنها “ما خلاص” و”عايز إيه”... تتحدّث عن الحب. وأعتقد أن من واجبي كفنانة أن أسلّط الضوء على كل الحالات، لكن أغانيّ التي تحمل تمرداً، تبدو مميزة إذ تلامس النساء وتمدّهم بالقوة.

- الأسماء التي تعاملت معها في ألبومك الأخير حققت انتشاراً واسعاً، إلا أن عدداً من الفنانين قدّموا أعمالاً من تأليفهم وتلحينهم ولكنها لم تحقق النجاح الذي حصده ألبوم “عايزة أعيش”... كيف تفسرين ذلك؟
طوال مسيرتي الفنية قدّمت مواهب شابة إلى الساحة الفنية، سواء كانوا ملحنين أو شعراء أو موزعين، لإيماني بأن الجيل الشاب هو من يسعى الى التجديد في الأنماط الموسيقية. ألبوم “عايزة أعيش” كانت أصداؤه رائعة، وحين طُرح كان الناس بحاجة الى طاقة إيجابية بعد الإحباط الذي أصابهم نتيجة الأوضاع المتردية في الوطن العربي، وأنا سعيدة لأن ألبومي فتح كوّة في جدار الألم وحقق انتشاراً واسعاً بين الجمهور. أما بالنسبة الى بلال سرور وشادي نور اللذين تعاملت معهما في هذا الألبوم فقد سبق أن قدّما أعمالاً ناجحة مع إليسا وتامر حسني وغيرهما.

- بدا جلياً أن الأغاني التي تتناول موضوعاً غريباً باتت تلقى قبولاً من الناس، واللحن لم يعد مؤثراً كالكلمات...
لا يمكن أن نميّز بين اللحن والكلمات والتوزيع الموسيقي وطريقة الأداء، فالأغنية عمل متكامل العناصر. لكن الناس ملّوا من أغاني الحب والرومانسية، وهم اليوم بحاجة الى أفكار جديدة تحاكي الواقع.

- هل ستقدّمين دويتو جديداً مع مطرب عالمي أو عربي؟
بعد دويتو” يوم ورا يوم” الذي حقق نجاحاً كاسحاً، يجب أن أسعى لتقديم دويتو بالمستوى نفسه، لا بل أفضل منه. الفكرة مطروحة، لكن لا شيء ملموساً حتى الآن.

- هل من أغنية ندمت عليها؟
عموماً، أنا لا أعرف الندم، وراضية تماماً عن مسيرتي الفنية ومقتنعة باختياراتي.

- ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب الغنائية؟
هذه البرامج فرصة جيدة لظهور مواهب جديدة، لكن الأهم هو استمرار هذه المواهب وإنتاج أعمال لها وتقديمها بصورة مختلفة.

- هل تفكرين في خوض تجربة التمثيل؟
للتمثيل أدواته الخاصة، وبصفتي مغنية أبرع في الغناء. لا أفكر في خوض تجربة التمثيل، فهو بالنسبة إليّ مخاطرة كبيرة.

- كيف استطعت الحفاظ على نجوميتك كل هذه السنوات؟
لأنني أبحث دائماً عن الأفكار الجديدة، ولا أحصر نفسي في لون واحد من الغناء، كما أسعى وراء الجودة في الكلمات والألحان والتوزيعات الموسيقية وحتى التطوير في طريقة الأداء. أحرص على مواكبة العصر وأحاول تقديم أغانٍ تناسب موسيقاها تطلعات الجيل الشاب.

- هل استمعت الى ألبوم شيرين عبدالوهاب الجديد، وما الذي لفتك فيه؟
شيرين من أحب الفنانات إلى قلبي، وبالتأكيد استمعت الى ألبومها الجديد، فهو أكثر من رائع ويضم أغاني متنوعة، وقد أعجبتني أغنية “كذابين”، وتلفتني شيرين باختياراتها وإحساسها المرهف.

- لطالما عانت شيرين أزمات مع شركات الإنتاج وتعرّضت لمشاكل بسبب عفويتها على المسرح... هل عانت سميرة سعيد مشاكل مشابهة؟
منذ دخولي عالم الفن وأنا أحرص على الابتعاد عن المشاكل، ولو ألقيتِ نظرة عابرة على تاريخي الفني فلن تجدي فيه أي مشكلة تداولتها وسائل الإعلام. وهذا يعود الى شخصية الفنان، وأنا بطبعي لا أحب أن تظهر مشاكلي العائلية والعملية إلى العلن.

- ما المعايير التي يستند إليها النجم ليبقى في دائرة الضوء وبعيداً من المشاكل؟
على الفنان أن يُحسن اختياراته ويحرص على مواكبة العصر فيقّدم كل ما هو جديد ومختلف في عالم الفن لتنال أعماله إعجاب الجمهور، والأهم من ذلك أن يُبقي مشاكله الحياتية بعيداً من الإعلام.

- نوال الزغبي تؤكد أنك مطربتها المفضلة، في رأيك هل لا يزال حضورها طاغياً في الساحة الفنية؟
نوال فنانة رائعة وجميلة، ولها تجارب ناجحة في الغناء، وهي في رأيي نجمة لبنانية من نوع خاص، وأدعو لها بالتوفيق.

- كشفت إليسا للجمهور عن مرضها من خلال فيديو كليب، هل تؤيدين خطوتها هذه؟
لا يمكنني الحكم على فنانة كشفت لجمهورها عن تفاصيل حياتها، فهذه المسألة نسبية وتختلف باختلاف الأشخاص، ذلك أن لكل شخص رأيه الخاص في الحياة.

- هل تحتاج الساحة الفنية الى وجوه جديدة؟
نحن بأمسّ الحاجة الى أصوات جديدة وروح حلوة تحمل نفساً جديداً. لكن اليوم تعترضنا صعوبات كثيرة، بدءاً من الانتاج وصولاً الى الاختيارات الفنية التي أصبحت في غاية الصعوبة، لكن بعد أن تتضح معالم العالم الافتراضي، أتوقع أن تبدأ المواهب الجديدة بالظهور.

- هل السبب هو سيطرة النجوم على الساحة الفنية منذ سنوات، أم يعود الى قلّة إبداع الشعراء والملحنين القدامى؟
لا هذا ولا ذاك... كما قلت، مرّ الوسط الفني في السنوات العشر الأخيرة بمشاكل إنتاجية عدة، وشهد تحولات كثيرة بدءاً من سوق “الكاسيت”، مروراً بالألبومات ووصولاً الى العالم الافتراضي. هذا فضلاً عمّا سُمّي بـ”الربيع العربي” الذي أثّرت أحداثه سلباً في الفن على امتداد الوطن العربي.

- هل تتمنين أن تصبحي حماة وجدّة لأحفادك من ابنك شادي؟
أتمنى ذلك، فهو حلم كل أم.

- أي دور يلعبه الرجل في حياتك، سواء الحبيب أو الزوج؟
رجل حياتي الوحيد هو ابني شادي النابلسي.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080