"السباحة".. طريقك للتغلب على الوحدة بعد الـ60
تتبرع نهى، الممرضة السابقة، في وصف الدواء الخاص بها لزميلتها كوثر التي تعاني نفس الأوجاع، يتبادلن أسماء الأدوية والأطباء والعلاجات. "منذ سنوات، وهن على هذا الحديث ومازالن"، تطلق عليهن نبيلة لقب "الصيدلية المتنقلة"، على رغم أنهن يحضرن لممارسة "رياضة السباحة".
منذ نحو تسع سنوات أصابها شلل نصفي، وفقدت الحركة في يدها ورجلها اليسرى، فاختار لها الطبيب "السباحة" كرياضة بديلة تناسب حالتها الصحية الطارئة، قال "ستساعدك في التحسن". منذ ذلك الحين، ونبيلة (البالغة 65 عاماً) تتابع صف السباحة بانتظام، تأتي برفقة مخدومتها وعصا تُحنى عليها الأصابع، ترتدي "عوامة السباحة" التي يستعملها الأطفال وتسبح لمدة ساعة يومياً. بالنسبة لها هذه الرياضة بمثابة إنجاز كبير، وتعلق "عندما أعود الى المنزل، استلقى على (الكنبة) لمشاهدة التلفاز، أقول لنفسي لابأس استحق بعض الكسل".
ويبدو أنه كلما تقدمنا في السن، كلما قل نشاطنا. ووفقًا لنتائج دراسة أجرتها جامعة دندي ونشرت في دورية Age and Aging، فإن أقوى "قوة ردع" للأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 60 عاماً هو عدم التصديق بأن هناك شيء من شأنه أن يعزز أو يطيل الحياة. وهذا ما يصنفه بوب لافنتشر، وهو استشاري عن كبار السن والنشاط البدني في المركز الوطني لمؤسسة القلب البريطاني للنشاط البدني والصحة، تحت عذر "أنه متأخر جداً بالنسبة لهم". ولكن هل فات الأوان لتحسين اللياقة والصحة بعد أن تتخطى عمر 60؟ يقول لافنتشر "بالتأكيد لا".
يعانين من ألم في الركبة أو المفاصل، أو خضعن لعمليات جراحية، ولم تعد يناسبهن القيام بتمارين رياضية قاسية، فاخترن رياضة السباحة لأنها وبحسب نصيحة أطبائهن لا تسبب أي ضرر على المفاصل "الوزن لا وجود له تحت الماء". في العام 2008، وجدت منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من 3.2 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ماتوا بسبب عدم النشاط. وبدأت الأبحاث تسليط الضوء على نوع من التمارين تناسب الرجال والنساء في سن 65 وما فوق. بحسب موقعlivhomeبعض الأشخاص من كبار السن يكرهون ممارسة الرياضة بسبب الألم، لكن تمارين السباحة توفر بيئة فريدة لكبار السن وهي "واحدة من الأشياء القليلة التي تساعدهم على زيادة المرونة والحد من ألم الظهر والتخلص منه"، إذ إن جلسة لمدة ساعة من هذا النوع من السباحة من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع تحسن بشكل كبير صحتهم.
سعاد (البالغة 73 عاماً) لم تحميها إلا السباحة. فيما تميل الخطط بعد التقاعد إلى التفكير بالسفر والتنقل بين مدن العالم، وقعت سعاد تحت رحمة الاستسلام للمشاكل الصحية والكآبة. زوجت بناتها وتوفي زوجها، اشتدت الوحدة وآلام المفاصل عليها، فكرت لماذا لا تعود إلى ممارسة رياضيتها الأولى "السباحة"، تغرد "فعلتها، وأضفت السباحة إلى روتيني اليومي، لإجراء تغيير جذري بدلا من عزل نفسي.. وكان ذلك أفضل قرار أخذته على الإطلاق"، في حمام السباحة تفكر سعاد باشياء جميلة لم تختر على بالها لولا هذه الرياضة. إذ ثبت علمياً أن الجسم عندما يكون مغمورا في المياه، يفرز الأندروفين (هرمونات المتعة) التي تنتج شعورا عاماً بالهدوء.
"يبدو، أن النشاط البدني وبخاصة رياضة السباحة لا يمكن أن تضيف سنوات لحياتك فقط، بل حياة لسنواتك"، يغرد سامي اللوزي.
نقلاً عن "شبكة الحياة الإجتماعية"
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024