تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

جيهان بطلة مصارعة الذراعين

كانت تستطيع أن تتغلّب على أربعة رجال دفعة واحدة، واستطاعت بجدارة أن تحصل على لقب أقوى شابة في الوطن العربي. وحين حاورناها أكدت أنها أقوى شابة في العالم، لأنها استطاعت أن تحصل على بطولة العالم في مصارعة الذراعين تسع مرات بلا منازع. ورغم هذا فإن الشابة العملاقة جيهان تعيش وحيدة حزينة تعاندها الظروف، أسرتها ماتت، وزوجها تركها، ولم تنجب أطفالاً. سألناها عن أسرار لقبها «البلدوزر»، وكيف اكتشفت قوتها الخارقة؟. وكيف وصلت الى الشهرة العالمية؟ وكيف تعيش الآن؟


لم أتخيل أن صاحبة هذه القوة الخارقة وهذا الجسد العملاق تملك هذه المشاعر الرومانسية. بكت أقوى شابة في العالم عندما تذكرت تجربة زواجها الفاشلة، وتمنت أن تتذوق رحيق الحب الحقيقي. من يراها وهي تتحدث عن الحب لا يتخيلها وهي تقهر أقوى النساء خلال العديد من بطولات العالم في مصارعة الذراعين «الريست»، وهي البطولة التي حصلت جيهان مصطفى، (31 سنة)، على  كأسها تسع مرات منها أربع مرات متتالية لتؤكد أنها الأقوى.
تقول جيهان: «بشهادة اتحاد القوى العالمي أنا الأقوى بين شابات العالم، فلا توجد من تستطيع أن  تقهرني حتى الآن. والحمد لله رفعت اسم مصر والوطن العربي عالياً، وأطلق عليَّ البرازيليون «الرهيبة»، والأميركيون اسموني «البلدوزر»».


- كيف كانت  البداية؟
كنت أتمتع بقوام قوي وطول فارع وقوة خارقة، وأثناء سيري على كورنيش الإسكندرية وجدت تسعة شباب يلعبون «الريست»، ولا أدري لماذا قررت مشاركتهم اللعبة، وكانت المفاجأة عندما تمكنت من قهرهم جميعاً.
بدأت أتنبّه الى قوة ذراعيّ، وعرفت أن مركز شباب الشلالات في الإسكندرية يقيم مسابقة الجمهورية لمصارعة الذراعين، واكتشفت أن هناك سيدات يمارسن هذه الرياضة، وهناك بطولة رسمية لهذه اللعبة، سجلت اسمي، وفوجئ الجميع بأنني قهرت تسعاً وصعدت إلى نهائي البطولة وربحتها وسط ذهول الجميع، وحصلت على كأس الجمهورية.

- وكيف بدأت رحلتك مع احتراف هذه الرياضة؟
انهالت عليَّ العروض من الأندية لأمارس اللعبة، ومارستها في الإسكندرية وواصلت التدريب ليلاً ونهاراً، وتنقلت بين أندية عدة وشاركت في بطولة العالم رغم اعتراض كثيرين، لأنني جديدة في هذه الرياضة، وربحت العديد من البطولات، ورفعت علم مصر عالياً رغم أنني وحيدة.

- أين أسرتك؟
ماتت والدتي في طفولتي، ورحل والدي وأنا في السادسة عشرة من عمري، وظللت وحيدة حتى تزوجت من مأمور جمرك، وللأسف كانت تجربة فاشلة.

- هل فشلت التجربة بسبب فارق القوة بينكما؟
بالعكس كنت إنسانة هادئة وزوجة مطيعة، أحاول أن أوفر لزوجي جواً أسرياً، أجتهد في طهو الطعام، وألبي جميع طلبات زوجي الذي تغيرت أحواله بعد الزواج وأصبح له شأنه في عمله. ولكن تغيرت معاملته لي وأصبح أكثر حدة، وتجاهل مشاعري. أصبحت وحيدة رغم أنني أعيش معه، وأحسست بأنه يغار من شهرتي، وكان الانفصال هو النتيجة الطبيعية لهذا الزواج الذي لم يثمر أبناء.

- هل كنت تقهرين زوجك؟
ترد بسرعة: «بالعكس»، ثم تلتزم الصمت.

- هل كنت تمارسين قوتك حين تجدين من يقهرك؟
مطلقاً أنا إنسانة هادئة الطبع، ومحبوبة في الحي الذي أسكنه، وأعرف أن قوتي خارقة وإذا تشاجرت مع أربعة رجال أقهرهم... ولكنني شابة ويجب أن أتذكر هذا جيداً.

- هل تبحثين عن الحب؟
نعم، وأتمنى أن أتزوج وأنجب من الإنسان الذي أحبه ويتفهم شهرتي، ويساعدني على تحقيق المزيد من الانتصارات. فما زلت شابة وينتظرني مستقبل باهر في هذه الرياضة التي يرعاها الاتحاد الدولي للقوى، وأنا بطلتها تسع مرات دون منافسة حقيقية.

- هل حققت ثروة من البطولات التي حصلت عليها؟
ثروتي هي الشهرة في الحي الذي أعيش فيه، لأن الإعلام تجاهلني ولم أحقق أي أموال، رغم أنني أحتاج الى نفقات كثيرة حتى أوفر غذاءً مناسباً لرياضتي. وللأسف النادي الذي ألعب تحت اسمه  لم يوفر لي مصاريف مناسبة.

- ما علاقتك بجيرانك؟
 هم أهلي الحقيقيون، وكثيراً ما أستخدم قوتي في مساعدتهم على حمل الحقائب الثقيلة، أو حمل طفل والجري به إلى مستشفى، ولهذا اكتسبت حب الجميع.

- هل جاءتك عروض سينمائية؟
نعم شاركت الفنان سمير غانم في بعض حلقات «سيت كوم»، وأدرس أحد العروض السينمائية مع داليا البحيري ورامز جلال، وأتمنى أن أجد نفسي في الوسط الفني.

- وماذا عن المستقبل؟
بعض الدول مثل البرازيل والولايات المتحدة عرضت عليَّ اللعب باسمها والحصول على جنسيتها، لكنني رفضت حباً بمصر، وأتمنى أن أحترف في نادٍ أجنبي وأظل ممثلة لبلادي.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077