'كفاية إحراج'
«ما هو مقاسك؟»، «هذا اللون لا يُناسب بشرتك»، «هذا مُغرٍ اكثر»، «ذلك مريح خاصة عند النوم»، «هذا تطلبه المتزوجات بكثرة».. عبارات يباغت بها البائع أي إمرأة أو فتاة تدخل إلى محال لبيع المستلزمات الداخلية النسائية، ناهيك بالضحك وإشارات الغمز واللمز التي تصدر عن البائع دون حياء امام أي امراة ترغب في شراء ما يحلو لها من هذه المحلات سواء في المجمعات التجارية أو حتى الاسواق الشعبية. هي ظاهرة بشعة ومؤلمة تكاد تتكرر يومياً وتشعر بها المرأة السعودية دون أي حق لها في الحصول على خصوصيتها أثناء التسوق. حملة «كفاية احراج» من الحملات التي تهدف إلى حماية المرأة من المضايقات المتكررة من بعض الباعة الرجال في محلات المستلزمات الداخلية النسائية وتساعدها على تجنب أشد المواقف إحراجاً عند شرائها من باعة «ليسوا محارم لها».
«لها» التقت مؤسسة الحملة فاطمة مروان قاروب التي حدثتنا عن رؤية هذه الحملة وآلية تعامل وزارة العمل معها...
- ما سبب اختيار «الفيسبوك» لانطلاق الحملة؟
«الفيسبوك» أصبح ملتقى لجميع الذين نود التعرف إليهم، بمن فيهم المفكرون والعلماء والأدباء ورجال الأعمال ونخبة من سيدات المجتمع. كما أصبح ملتقى فكرياً لجميع الشخصيات والمواضيع.
- ما هي ردود الفعل السلبية على الحملة؟
حملة لن تنجح كسابقاتها، ولا تعنينا كفريق، ولا نُعيرها أي اهتمام...
- ما هو المختلف في حملتك عن حملة ريم اسعد التي طالبت بمقاطعة محلات بيع مستلزمات النساء؟
أرى أن أسلوب المقاطعة لا يجدي لأن لا بديل للسيدات. أما حملة «كفاية احراج»، فكانت رسالة من سيدات ونساء وفتيات أوصلها بكل جوارحي الى جميع المسؤولين وولاة الأمر وكل من يسعى الى حل الأزمة المحرجة لبناتهم وزوجاتهم وأمهاتهم وأخواتهم. وكلي ثقة بالله سبحانه وتعالى ثم ولاة الأمر في هذا البلد الطاهرالكريم ثم رجال هذا الوطن الغالي الذي له أصوله الشرقية الغيورة التي لا تسمح بهذا الوضع. ونحن أردنا أن ننجح، لذا جعلنا التجار من اوائل شركائنا عبر العمل على توظيف بناتنا. ومن هنا نسمح للمرأة بالتفاعل الفعلي والايجابي في مضمار العمل والتوظيف.
- ما هي رؤية الحملة؟ وأهدافها؟
رؤية الحملة هي تأنيث جميع محلات بيع المستلزمات الداخلية للمرأة في السعودية. ورسالتنا هي مساندة المرأة السعودية وتأهيلها لتصبح قادرة على أن تحل محل الرجل في محلات بيع المسلتزمات الخاصة بها، من خلال العمل الشريف الذي يحقق لها ذاتها، ويحافظ على حيائها المستمد من شريعتها الاسلامية. وأهداف الحملة هي حماية المرأة من المضايقات المتكررة من بعض الباعة الرجال في محلات مستلزمات النساء، والحفاظ على عفاف المرأة السعودية ومساعدتها على تجنب أشد المواقف إحراجاً عند شرائها مستلزماتها الخاصة من رجال ليسوا محارم لها. وغلق باب من ابواب الشيطان والرذيلة نتيجة الاختلاط غير المحمود في هذه الاماكن الخاصة جداً. مع التشديد على ضرورة تأهيل نصف المجتمع وتفعيله من خلال إيجاد فرص عمل للنساء والحد من نسبة البطالة النسائية في السعودية التي فاقت 70 في المئة.
- كيف تعاملت وزارة العمل مع الحملة؟
الى الآن البوادر جيدة والحملة تقدر لمعالي الوزير «صمته» ولكننا نرجو أن يصدر قراره في أسرع وقت.
- هل ستجري مقاطعة المحلات النسائية إذا لم تتجاوب الوزارة معكم؟
لا لن تتم المقاطعة، لأنها ليست من سياستنا ولا مصلحتنا. نحن مع تفعيل القرار ولا نسعى للضرر ولا الإضرار.
- ماذا يمنع الفتيات من العمل كبائعات في محلات نسائية رغم أنهن بتن يعملن على صناديق السوبرماركت؟
لأن «الكاشيرات» مبادرة من أصحاب هذه المتاجر، هدفها سد نسبة من البطالة ، ولكن كان يلزمها التخطيط مع المبادرة لكي لا يقع الخلط والدمج في الأمور بين الترويج للاختلاط وكسب الرزق، وهو ما حصل فعلاً وقضى بتحريم لهذه الوظيفة من هيئة كبار العلماء.
- ما هي الصعاب التي مازالت تواجه الحملة؟
لم تظهر صعاب إلا من بعد المعارضين الذي ليس لديهم سلاح قوي ولا مرجع حق وحجج قوية.
- صدر عام 2006 قرار بتأنيث المحال النسائية، برأيك ماالذي عطّل مسيرة تفعيل هذا القرار؟
القرار موجود ولكن عندما أصدر القرار لم يكن أصحاب المعارض جاهزين لتوظيف السيدات وفق الشروط التي حددتها وزارة العمل. وطلب أصحاب هذه المعارض إعطاءهم مهلة لتفعيل القرار.
- «كفاية إحراج» هي صرخة سعودية ...
ليست صرخة للإزعاج، ولكن همسة للتنبيه ،الى كل مواطن له اليد في عدم تفعيل القرار. ومحاولة لفرض ثقافة التغيير الذي يتماشى مع ما كفله ديننا لحفظ خصوصيات المرأة.
- كيف تعامل التجار والباعة مع هذه الحملة؟
هناك من يعارض بنسبة قليلة ، ولكن الغالبية دعمت وأبدت الموافقة على المبدأ، وسبق ان ذكرت ان رفض التجار سببه عدم ثقتهم بكفاءة عمل المرأة في هذا المضمار، وتخوفهم من الحاق الضرر بمنتجاتهم وخفض نسب الربح.
- هناك من اقترح إنشاء مجمعات نسائية خاصة لحماية المرأة أثناء التسوق، فهل أنت مع هذه الفكرة أو ضدها؟
أنا مع هذه الفكرة ومضمونها تماماً بشرط أن تتولى المرأة بيع المستلزمات النسائية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024