تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

النّسونجي أو الرجل المتعدد العلاقات

«نسونجي» Womanizer بمفهوم فارس كرم وبريتني سبيرز، الأول يفاخر بعشقه للنساء والثانية مشمئزة من زوجها الذي قد تجذبه أي إمرأة جميلة يصادفها في العمل أو المقهى. «النسونجي» والدوافع النفسية للخيانة تحلّلها إختصاصية علم النفس العيادي والمعالجة النفسية الدكتورة مايا بو خليل.

- ما تعريف علم النفس للخيانة ودوافعها؟
لكل علاقة، زوجية كانت أم لا، خصوصيات وخصائص تجعلها فريدة ومميزة بحد ذاتها مما يحول دون إمكان معرفة أسباب وظروف الخيانة وتعميمها، مباشرة كانت أو غير مباشرة. فعندما تبدأ العلاقة، يبدأ الشريكان بتطوير أفكار وتوقعات تجاه الشخص الآخر وتبنى نظرة كل واحد منهما وفقا لسمات وصفات أرادوا إيجادها فألقوا الضوء عليها. أما عامل الوقت، فيأتي ليعزز التعلق بالآخر ويضفي على المشاعر قفلا يجعل الإنفصال أصعب. لكن الوقت المهدور في المسؤوليات وهموم الحياة اليومية تمنع في بعض الأحيان الشريكين من توطيد وتطوير العلاقة من الجانب العاطفي والإستثمار بالشريك عبر القيام بجلسات حوار ونشاطات مشتركة، فتبدأ الصلة بالتزعزع وينمو حاجز بينهما معزز بأفكار لم يُعبَّر عنها بحرية. تنتج عن هذه الديناميكية هوة بين الطرفين تتسم بعدم الرضى العاطفي وبالتالي الجنسي يسمح لطرف ثالث، عابر سبيل كان أم بديلاً، بالدخول والتدخل.

- هل تختلف دوافع الخيانة عند المرأة عن الرجل؟
لا تختلف الدوافع إنما تختلف الأهداف. فمن المتعارف عليه أن المرأة تفتش عمن يشعرها بأنها محبوبة ويعوض لها غياب زوجها. أما الرجل فهو غالباً ما يفتش عن اللذة السهلة والخالية من المسؤوليات والنزاعات. ولكن ذلك لا يعني أن العكس مستحيل.

- هل الحاجة إلى الخيانة مبرّرة نفسياً؟
إن الخيانة هي «الطريقة المثلى» لإعادة بناء الذات خارج الإلتزامات والمسؤوليات وخارج إطار الثنائي الذي يحجّم الشخص ويقلل من ثقته بنفسه. لديها أسباب نفسية في الغالب ولكنها لا يمكن أن تكون مبرّرة.

- كيف ينظر علم النفس إلى صفة  «نسونجي» التي يفاخر بها الرجل العربي؟
«النسونجي» أي في علم النفس «دون جوان» هو الذي يستمر في التفتيش عن ذاته من خلال كل علاقة يقوم بها. وعندما يشبع غرائزه، يترك الضحية وراءه ليعود ويفتش عن أخرى تملأ له فراغه العاطفي. فهو غير قادر على الإرتباط  والإكتفاء بإمرأة واحدة إذ أنه يرى في المرأة - الضحية تحقيقا لحلم لم يحقق في علاقته مع أمه. عندها يتأكد أنها ليست هي المطلوبة، فيعود ويكمل سلسلة مغامراته العاطفية. هذا التكرار غير السليم والذي لا يمكن السيطرة عليه يضفي على حياة هذا النوع من الرجال معنى يؤكد له أنه موجود ومرغوب مهما تقدم سنّاً.

- الخيانة الإلكترونية، «متنفس» للحياة الزوجية الروتينية أحياناً. ما سبب هذه الظاهرة الشائعة في مجتمعاتنا أخيراً؟
إن مجتمعنا الشرقي يميل أكثر فأكثر إلى الإنفتاح المفتعل حين يتمثّل الرجل بالأكثرية الذين يتمكنون من خيانة زوجاتهم والمحافظة على علاقتهم الزوجية. والإنترنت هو السبيل المثالي لذلك إذ يسمح للرجل بتوطيد علاقته مع أية امرأة أو فتاة دون الإستثمار مادياً في العلاقة. فينمو لديها الشوق للقاء الشخص الحقيقي الذي يظهر جوانب معينة من شخصيته في المحادثة لكي يستميلها. وهنا تأتي حميمية اللقاء لتتوج ساعات من التخيل والإنتظار. فإن لم يكن الحديث على الإنترنت مع غير الشريك ودون علمه بحد ذاته خيانة فهو بالتأكيد تمهيد مثالي لعلاقة حب أو مغامرة عابرة. أما الساعات التي يمضيها الشخص أمام شاشة الكمبيوتر، فهي تعبير واضح عن الرغبة بالهروب من واقع العلاقة مع الشريك.

جيل لا يعرف الطلاق
-
لمَ صفحت برناديت شيراك وهيلاري كلينتون عن جاك شيراك وبيل كلينتون، خيانة رئيسي فرنسا والولايات المتحدة السابقين لهما ؟
برناديت شيراك السيدة الفرنسية الأولى السابقة متصالحة مع جاذبية زوجها، الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. يقول المقربون من الثنائي، أنهما نقيضان شكلاً وإيماناً، فهو رجل جذاب ومتحرّر بينما هي إمرأة متديّنة ومتواضعة المظهر. ذكر كتاب «تراجيديا الرئيس» علاقته بنجمة الأمس الإيطالية التونسية كلوديا كاردينالي، كما ذكرها سائق شيراك الخاص جان كلود لومون في كتاب وثق عمله في خدمته طوال 25 عاماً نشره عام 2001. لكنهما ينتميان إلى جيل لا يعرف الطلاق، حيث العائلة مقدسة.
فبرناديت شيراك إمرأة واعية تماماً وواثقة بأن زوجها «يتقن التحكّم في الأمور دائماً» حسبما تقول. أما وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، فهي بدورها أخمدت من وطأة الفضيحة التي ارتكبها زوجها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون نهاية التسعينات. وقد باحت بمقدار الإحراج الذي شعرت به في تلك المرحلة بعد عشر سنوات خلال مقابلة مع المذيعة والعارضة الأميركية السابقة تايرا بانكس. لكن رغم المأساة التي خبرتها تقول بأنها: «لم أشكْ بحب بيل لي أبداً».
وعن كيفية التعامل مع الرجال الخونة قالت: «على كل إمرأة أن تكون صادقة مع نفسها، لا توجد قصة مماثلة لقصة أخرى». إلاّ أن كتاب «محبّةً بالسياسة» للكاتبة الأميركية سالي سميث، يُعلّل «حِكمة كلينتون» وصفحها خيانة زوجها، بأن طموحها السياسي حال دون ذلك وطغى على عواطفها كزوجة، خصوصاً أنها لم تكن الخيانة الأولى، وإنما كانت أكثر فضائحية في المكتب البيضوي في البيت الأبيض هذه المرة، ولذلك خرجت إلى العلن.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079