دراسة حسمت الجدل.. هل تسبب وسائل التواصل الاكتئاب؟
"مع كثرة الدراسات التي تتحدث عن الاكتئاب وعلاقته باستخدام مواقع التواصل، أصبحت مشوشاً، فما هي علاقة مواقع التواصل، بخاصة فايسبوك، بالاكتئاب؟"، هكذا تساءل مستخدم موقع التواصل الأزرق خالد التيش، عبر حسابه الشخصي.
فتوح شعبان علي
وقالت الأخصائية الاجتماعية فاطمة الكعبي، عبر حسابها الشخصي أيضاً على "فيسبوك"، إن أدق الدراسات التي قرأتها في هذا الشأن، هو أنه لا يوجد أي إثبات على الإطلاق لوجود علاقة مباشرة بين مواقع التواصل وبين إصابة الشخص بالاكتئاب والعزلة.
لكن دراسة نشرت حديثاً، في مجلة علم النفس حاولت حسم الجدل، إذ اكتشف باحثون وجود علاقة بين استخدام Facebook وSnapchat وInstagram وخفض مستوى الرفاهية أو الاكتئاب.
وبحسب الباحثين، فإن الدراسات السابقة تحدثت عن العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاكتئاب والشعور بالوحدة منذ سنوات، إلا أنه لم يثبت قط وجود علاقة سببية مباشرة، على رغم محاولة دراسات سابقة إظهار أن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية يؤثر على رفاهية المستخدمين، "ولكننا شرعنا في القيام بدراسة أكثر شمولية ودقة"، كما تقول أستاذة علم النفس في كلية الآداب والعلوم في جامعة بنسلفانيا ميليسا جي هانت، وهي الباحثة المشاركة في الدراسة.
ولذلك صمم الباحثون تجربتهم لتشمل المنصات الثلاث الأكثر شعبية مع مجموعة من الطلاب الجامعيين، ثم جمعوا بيانات الاستخدام الموضوعية التي تتبعها هاتفهم تلقائياً، وذلك بحساب الأوقات النشطة، وليست تلك التي تعمل في الخلفية فقط.
مقارنة اجتماعية
أكمل 143 مشاركاً من الطلاب استبياناً لتحديد الحالة المزاجية والرفاهية في بداية الدراسة، بالإضافة إلى لقطات مشتركة لشاشات الهواتف الخاصة بهم؛ وذلك لمعرفة المعدل الأسبوعي لبيانات الوسائط الاجتماعية. ووجد الباحثون في نهاية دراستهم، أن "استخدام وسائل تواصل اجتماعية أقل من المعتاد يؤدي إلى انخفاض كبير في كل من الاكتئاب والوحدة، وهذه التأثيرات واضحة بشكل خاص للذين كانوا أكثر اكتئاباً عندما دخلوا الدراسة".
وعلقت صفحة futurity على "فيسبوك": "لا تعني هذه النتائج أنه ينبغي التوقف عن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية بشكل كامل، بل الفكرة هي الحد من وقت الشاشة على هذه التطبيقات".
وأضافت الصفحة: "من السخرية أن تقليل استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعية يقلل من شعورك بالوحدة"، ولكن ذلك يصبح منطقياً، وتفسره عدة مؤلفات تشير إلى وجود قدر هائل من المقارنة الاجتماعية على هذه المنصات. فعندما تنظر إلى حياة الآخرين المنطلقة والمميزة، بخاصة على مواقع مثلInstagram، يتسرب إلينا شعور بأننا نعيش حياة سيئة.
ضع الهاتف
وأوضحت الصفحة المهتمة بنشر الأبحاث العلمية الجديدة على فايسبوك، إن هذا العمل لا يطبق إلا إلى Facebook وInstagramوSnapchat، لذلك ليس واضحاً ما إذا كان ينطبق على وسائط اجتماعية أخرى.
وتابعت: "على رغم هذه التحذيرات، إلا أن الدراسة لم تحدد الوقت الأمثل الذي يجب على المستخدمين إنفاقه على هذه المنصات أو أفضل طريقة لاستخدامها، هي فقط تقول لكل شخص: ضع هاتفك، واندمج مع الأشخاص الحقيقيين في حياتك، سيحسن ذلك من نفسيتك بالتأكيد".
نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024