تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

المجتمع يتهاون مع الرجل

هذه شهادات زوجات من السعودية تعرَّضن لخيانة الزوج فكانت مواقفهن أقرب الى التسامح منها الى الانتقام

لم أصدق أنني سامحت
«لم أتوقع يوماً أن أكون من الزوجات اللواتي يخونهن أزواجهن، ولم أتوقع يوماً أن تكون لديّ القدرة على التسامح في هذا الأمر». هكذا عبرت دانية محمد، (35 سنة وأم لطفلين)، عن حالتها. فهي التي عرفت زوجها قبل الزواج وجمع بينهما حب كبير، وعلاقة زواج طويلة مازالت مستمرة لأكثر من 12 عاماً، عانت خلالها من كل أنواع الخيانة وأقساها على حد قولها، تتذكر قائلة: «عرفت مشاعر الغدر والألم مع الشهر الثاني من زواجي، وأنا مازلت عروساً تعيش فرحتها برجل كانت تنتظر اليوم الذي يجمعهما فيه منزل واحد.
كانت التجربة الأولى مع اكتشافي أن زوجي سافر وأقام علاقة مع امرأة أخرى وعاد محملاً بالأدلة على علاقته.. لم أصدق نفسي لساعات، ولم أصدق أكثر عندما قبلت بما فعل وتسامحت معه في اليوم نفسه. استمرت الحياة بيننا ولم ننفصل، ولكني فقدت إحساسي بالأمان خاصة عندما اكتشفت علاقات أخرى. وفي كل مرة كنا نطوي الصفحة ونبدأ من جديد، وأعطيه أعذاراً مختلفة حتى مرت السنين وأنجبت أطفالاً وأنا مازلت غير مصدقة أني استطعت تجاوز كل الآلام والجروح التي عانيتها بسبب الخيانة وأن حياتي الزوجية مستمرة».
وأوضحت دانية أن تجربتها الزوجية غيرتها كإنسانة وجعلتها امرأة أكثر قوة وصلابة وقدرة على تحمّل هذه المشاعر المؤلمة والتعايش معها، وقالت: «لا أعرف لماذا تسامحت معه حتى يومي هذا وحتى قبل إنجاب أبنائي! هل كان الحب أم أطفالي أم رغبتي في استمرار علاقتي الزوجية؟ أم لأننا كبرنا وتربينا على مفهوم الزوجة المتسامحة والزوج الطفل المسموح له باللعب والخطأ؟ ربما كل هذه الأسباب، ولكني أحياناً أتمنى لو أني لم أسامح، وبالتأكيد لن أعلم ابنتي مسامحة زوج خانها مع أني كنت مثالاً على ذلك».

المزواج
أم مها
في نهاية العقد الخامس من عمرها قصتها تشبه حكاية دانية رغم فارق العمر الكبير الذي يفصل بينهما· هي زوجة لأكثر من 36 سنة ولديها أربعة أبناء. تعرضت لمختلف أنواع الخيانة الزوجية سواء من علاقات عابرة خارج إطار الزواج أو من زواج زوجها بامرأة أخرى كل سنة. «لم أكن أعرف أن زوجي يحب النساء بهذا الشكل، ولكني بدأت أكتشف هذا تدريجياً مع كل علاقة جديدة حين كانت كل امرأة يعرفها تحاول الاتصال بي. في كل عام كنت أعرف أنه على علاقة بامرأة أخرى، وفي كل مرة كنا نتواجه ويعطي وعوداً بالتوبة، لكنه لم يفعل.عشت في آلام رهيبة وتعرضت لكثير من الأمراض حتى حان الوقت وقررت الانفصال لأكثر من مرة وحصلت على الطلاق في إحدى المرات بعد محاولات مستمرة». 
حاولت أن تبدأ حياة جديدة، على حسب قولها، وأن توفر الجو الهادئ لأطفالها، وأن تعوضهم عن غياب والدهم، ولكن مشاكل الأولاد كبرت ولم تستطع السيطرة عليها بمفردها، تقول: «عانيت ضغوطاً شديدة من أولادي ومن عائلتي وعائلة زوجي حتى أعود إليه. وفي النهاية عدت بعد وعود جديدة ولكن دون جدوى! هنا عرفت أن لا فائدة من المحاولة مع هذا الرجل. وبما أنني لن أتزوج غيره في كل الحالات، قررت أن أعيش لأولادي فقط وأن أتسامح معه وأتركه وشأنه. تجاهلت كل تصرفاته خارج المنزل وتظاهرت بأني لا أعرف شيئاً عن علاقاته، واستمرّت الحياة».
استمر زواج أم مها ولم يتغير ولكن تغيرت مشاعرها تجاهه: «لم أعد أحمل له المشاعر نفسها لذا قررت أن أعيش من أجل أطفالي، ولكن جاء هذا القرار على حساب صحتي. أصبت بالكثير من الأمراض التي أرهقتني وأوهنت قدرتي على التحمّل، أما زوجي فلم يتغير منه شيء، ولكني سامحته ولا أحمل له أي مشاعر بغض أو كراهية».

الزوجة الثانية
أما ليلى عبدالله ( 36 سنة وأم لثلاثة أطفال) فلها قصة تتشابه في عناوينها الرئيسية مع غيرها من السيدات، ولكنها تختلف في تفاصيلها ومع ذلك تبقى من السيدات اللواتي يسامحن أزواجهن رغم الغدر والخيانة والألم. «مر على زواجي الآن 14 عاماً، وفي السنوات الأخيرة بدأت ألاحظ تغيراً على زوجي. فكثر خروجه ليلاً وأصبح يسافر في عطلات نهاية الأسبوع باستمرار، وكنت أفهم تلميحات من هنا وهناك بأنه على علاقة بأحد ما. في البداية لم أصدق لأني لم أعهد منه هذه التصرفات ولكن كانت تصرفاته تؤكد حقيقة الأمر فأقنعت نفسي بعدم تكبير الموضوع حتى لا تصبح مشكلة».
لم تستطع ليلى أن تمضي في الطريق الذي رسمته لنفسها لأن زوجها تزوج عليها بورقة زواج غير رسمية وأنجب إبنة. هذا ما عرفته ليلى عندما اتصلت بها الزوجة الثانية وأطلعتها على الأمر بغرض الانتقام من الزوج الذي أراد أن يتركها. تقول: «وقتها لم أصدق ما سمعت، شعرت بأني أعيش داخل مسلسل عربي طويل... انهرت تماماً ولكني لم اطلب الطلاق وقررت أن أحافظ على بيتي وزوجي وأبي أبنائي، خاصة أنه أبدى ندماً كبيراً على ما فعل وباح لي بحيرته وكرهه لهذه المرأة التي يشك في سلوكياتها. سامحته وقررت أن أساعده في التخلّص منها لسوء أخلاقها، وطلبت أن يحضر ابنته لأربيها مع أولادي حتى لا تنشأ في بيئة مختلفة».
استطاعت ليلى أن تنقذ زواجها. حيدت مشاعر الغيرة والغضب، وسيطرت عليها بمشاعر الحب التي تحملها نحو زوجها، ووقفت بجانبه فعبر لها عن مشكلته وحقيقة مشاعره تجاه هذه المرأة والطفلة التي أنجبها وأنه لا يشعر بأبوته لها. «قررنا أن نعرف الحقيقة وبعد إجراء فحوص DNA عرفنا أن الطفلة ليست ابنة زوجي، فطلق الزوجة الثانية وعاد إلى منزله وإليّ وإلى أولادي. ربما أكون سامحته ولكني لم أنسَ يوماً مرارة هذه المشاعر وقسوتها، لم أنسَ إحساسي بالغدر. لم أخطّط لهذا السماح لكني وجدت في نفسي القدرة عليه فقرّرت أن أعطيه إياه وأن أحافظ على عائلتي، لأن هذا ما تعلمته من والدتي رحمها الله».


يبدو أن الكويتيات لا يغفرن الخيانة لأزواجهن لأنها لدى معظمهن ذنباً لايغتفر بينما يتجاوزن بخل الزوج واهماله لبيته وأسرته بسبب حالة الدلع التي يشتهر بها الزوج الكويتي الذي غالباً ما يلقي مسؤولية البيت والاولاد على الزوجة ويعيش حياة العزوبية وهو زوج وأب، فيلتقي مساء كل ليلة الاصدقاء في الديوانية ويسافر معهم ويخرج الى البحر ليمارس هواية الحداق... كل هذا وأكثر تتحمله الزوجة الكويتية، الا الخيانة وإن كان بعضهن في وجود اولاد يغفرن الخيانة.

«لا وألف لا»
وفاء الرفاعي،
موظفة في الثلاثينات من عمرها قالت: «أنا أم لأربع بنات وأتحمل مسؤولية البيت بالكامل وليس لدي استعداد أبداً لأن أسامح في خيانة زوجي لي. واذا حدث أمر طارئ كأن اكتشف أنه يتحدث مع إحداهن أو يصادقها على «التشاتنغ» كنوع من التسلية والنزوة  العابرة او الفضول وحتى لا أبدو حادة وغير متسامحة فسأعطيه فرصة أخيرة  بعد مناقشة الامر بجدية وسحب اعتذار منه ووعد بعدم تكرار ذلك. اما في حالة الخيانة المكتملة وهو متلبس فلا وألف لا لن أستمر معه. وعلى فكرة دائما ما أسمعه هذا الكلام حتى يكون حلق في ودانه كما يقول أخواننا  المصريون.

كلنا خطاؤون
ام خالد
(صيدلانية) قالت: «نحن في زمن فتنة الرجال، فالفتيات تحولن الى موديلات وباربيات وكل واحدة منهن تعتني بجمالها وشكلها بطريقة مبالغ فيها. الفتيات في الجامعات الى ممثلات والموظفات في أماكن عملهن الى عارضات أزياء والكل يقلدن النجمات وهن يجهلن ان نانسي عجرم أو اليسا لايذهبن للشوبينغ مثلما يذهبن لإحياء حفلة غنائية!! لكن قاتل الله التقليد الأعمى.  ولهذا اجد عذرا للرجال المتزوجين والذين يقعون فريسة سهلة لهذا الاغراء، وبصراحة على كل زوجة أن تنتبه لهذا الأمر، وأدعو الزوجات للتسامح مع ازواجهن في حالة الخيانة لأننا لسنا ملائكة وكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون.  لكن لمرة واحدة، فاذا تكرر الأمر يكون الرجل زير نساء وليس ضحية».
اماني نجاد قالت: «لا أسامح زوجي في تكرار هذا الخطأ ابداً. افهم ان تقع الخيانة كنزوة عابرة لكن اذا تكررت الخيانات قولوا على الزواج السلام».
حنان سليمان: «لا بلوغ مؤمن من جحر مرتين ويكفي المرأة ان يخونها زوجها مرة واحدة ليكون تحت المجهر ليل نهار وتضعه الزوجة في شك دائم واختبار لا ينتهي. فإن تكررت المأساة فهذا زوج لعبي حرام الحياة معه».

فوق «شينه قوات عينه»
ام سليمان
مديرة مدرسة قالت: «نحن الكويتيات لنا وضع خاص مختلف تماماً عن اي سيدة في العالم، فلله الحمد من طبيعة الزوج الكويتي انه دلوع ويلقي بالمسؤولية الاجتماعية والمادية على الزوجة. واذا أعطاها يعطيها الفتات ويمن عليها. فهي التي تدفع وتعتني بالأولاد والبيت وتتحمل فوق طاقتها القروض لتشتري بيت العمر، فيما الدلوع يعيش حياته بالطول والعرض من سفر مع الاصدقاء ووقته مخصص للربع في الديوانيات والشاليهات والحداق «الصيد البحري» والزوجة هي البنك والام والممرضة والطباخة والسائق.
هل بعد كل هذا ستتحمل أيضاً خيانته؟! لا طبعاً، ولهذا نجد ان اكثر سبب منتشر للطلاق في الكويت هو خيانة الرجال. وبدلاً من ان يحمد الزوج ربه على الراحة والنعيم ويتعامل مع بيته كأنه فندق يتوقع ان تسامحه الزوجة على خيانته لاطبع والله خوش وصدق المثل «فوق شينه قوات عينه».

أولادي وبيتي
أبرار عبد الملك
(موظفة) قالت: «زوجي رجل ملتزم ببيته وهو مع قلة قليلة من الأزواج استثناء حقيقي عن القاعدة، لأنه رجل بيتوتي لا يحب الديوانيات ويسافر معنا ويمضي أغلب وقته بين أولاده. الكثيرات يحسدنني عليه ولا أتخيل انه سيخونني لأني اعرف كل تحركاته وخطواته. ولكن اذا وقع مثل هذا الاثم فسأسامحه حتى لا أعطي فرصة لانسانة أخرى ان تفسد عليّ حياتي وتهدم بيتي وتشتت اولادي وتحرمهم من والدهم الطيب، والأمر يستحق التضحية والمسامحة والغفران».

أشهر قصص الخيانة الزوجية في المجتمع الكويتي
من القصص التي لا ينساها المجتمع الكويتي عن الخيانة قصة اكتشفت زوجة خيانة زوجها لها مع الخادمة الفيلبينية التي تتمتع بجمال لافت. فكلما خرجت فيها الزوجة جلس الزوج في البيت، وصار يكره الخروج من المنزل لأي سبب. وبعدما تأكدت من تكرار خيانته لها تحدثت مع الخادمة فاعترفت لها ان «بابا يحبني» ويزورها في غرفتها اثناء غيابها عن البيت في العمل أو الزيارات.
الزوجة التي لم تشأ ان تهدم بيتها وتشوه صورة زوجها أمام أولادها فكرت بطريقة تنتقم فيها من الزوج كعقاب له و في الوقت نفسه تحفظ بيتها من الانهيار، وفي يوم عاد الزوج ينادي الخادمة لتحضر الطعام ووجد الزوجة تنتظره وهي التي تعد طعام الغداء بنفسها فسألها عن الخادمة فأجابته ببرود: سفرتها. حجزت لها اليوم وسافرت الى بلادها، وبكل ذهول وانفعال سأل الزوج لماذا؟ ماذا فعلت؟ فردت الزوجة: اكتشفت انها مصابة بالايدز!
وسقط الزوج أرضاً مصاباً بجلطة في الدماغ بسبب الفزع الكبير الذي سببه الخبر له وتم نقله الى المستشفى.

إحصاءات50% من الكويتيين مشكوك في وفائهم لزوجاتهم
أجرت صحيفة كويتية استفتاء على موقعها علي شبكة الانترنت يتضمن سؤالا واحداً للرجال، هل خنت زوجتك يوماً؟ والمطلوب الإجابة بنعم أو لا فقط. وكانت النتيجة مفاجأة من العيار الثقيل حيث جاءت نصف إجابات الرجال بنعم  والأدهى ما أعلنته وزارة العدل الكويتية من أن نصف من تزوجوا في العام 2007 أصبحوا في عداد المطلقين وهذا يعني أن نصف من شملهم الاستفتاء ربما يكونون قد خانوا زوجاتهم وأن نصف المتزوجين حديثاً فشلوا في الحفاظ على استمرار حياتهم الزوجية في مجتمع غالبيته من الأسر المحافظة التي تلتزم العادات والتقاليد الإسلامية والقبلية. 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079