تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

بلاغ مثير من زوج مصري

نفذت زوجة مغربية أغرب وسيلة للحصول على الطلاق: هربت من منزل زوجها المصري، وعادت إلى بلادها وأخذت تُرسل له صورها في الديسكوهات والملاهي الليلية لتجبره على تطليقها. حاول الزوج أن يتفاوض مع زوجته لتتنازل عن حقوقها الباهظة، لكنها رفضت، ليتجه إلى النيابة ويتهم زوجته بالهرب والخيانة الزوجية.

النيابة اتخذت إجراءاتها وأرسلت إلى سفارة الزوجة، وطلبت استدعاءها... ويستمر التحقيق في ظل مفاوضات. ورسائل مثيرة بين الزوجين.
وقف صاحب الشركة السياحية الشاب أمام وكيل النيابة والتوتر لا يفارقه، كان يحمل في يده أسطوانة مدمجة، وصورة يتأملها بين الحين والآخر والغضب لا يُفارق ملامحه. طلب منه وكيل النيابة أن يهدأ ويسترد شتات نفسه قبل أن يبدأ الحديث.
عبثاً حاول رجل الأعمال الشاب عاصم أن يبدو هادئاً وهو يتحدث، فالكلمات خرجت منه رغم أنفه كالمدفع الرشاش، وامتلأت عيناه بالدموع وهو يقدم الـ«سي. دي» والصورة لوكيل النيابة قائلاً: «زوجتي المغربية حسناء تبتزني حتى تحصل على الطلاق دون رغبتي. هربت من منزل الزوجية وطلبت الطلاق، وعندما رفضت ارتكبت حماقات، وأرسلت لي هذه الصورة على البريد الإلكتروني الخاص بي وعليها تعليق يؤكد أنها تسهر يومياً مع أصدقائها وتدوس شرفي في الأرض، وستستمر على هذا المنوال إذا لم أطلقها.
ظهرت الدهشة على وجه وكيل النيابة وراح يتأمل صورة الزوجة العابثة التي أخرجت لسانها في الصورة وكأنها تتحدى الشخص الذي أرسلت له هذا الإيميل، ويحيطها شابان في مكان أشبه بصالة ديسكو.
وكيل النيابة سأل الزوج عن سبب رفضه تطليقها بعد هروبها، فأكد عاصم أن عقد الزواج كان يحتوي على مؤخر يتجاوز 100 ألف جنيه، بالإضافة إلى مبالغ طائلة وهدايا حصلت عليها الزوجة وأسرتها ورفضت أن تردها.
حرر الزوج بلاغه، وقررت النيابة استمرار التحقيق في هذا البلاغ المثير، وأُدرجت صورة الزوجة بين أوراق القضية.


الصفقة

أرسلت نيابة مدينة نصر إخطاراً الى سفارة بلاد الزوجة طالبة حضورها للتحقيق، لكن حسناء لم ترد، واكتفت باقامة دعوى طلاق ولم تتجه إلى طلب الخلع حفاظاَ على حقوقها المادية عند زوجها الذي أصر على استرداد زوجته مهما كانت النتائج.
البداية كانت قبل أشهر، عندما سافر عاصم إلى المغرب لتوقيع عقود تنظيم رحلات سياحية مع صاحب شركة سياحية كبرى، واحتفل رجل الأعمال المغربي بصديقه الشاب المصري بدعوته إلى منزله لتناول العشاء بمناسبة عقد هذه الصفقة المهمة.
لم يكن عاصم يُدرك أن حياته ستنقلب رأساً على عقب في هذا اليوم حين شاهدها لأول مرة، لم يتمالك نفسه من فرط جمالها، ودلالها. انبهر بها، فهي «حسناء» وتحمل اسماً على مسمى، وتمتلك دلالاً ولباقة وخفة روح. امتدت الجلسة ساعات، والغى عاصم كل مواعيده في ذلك اليوم ليبقى مع الحسناء وأسرتها. وسرعان ما ظهر التوافق بينهما، وزالت الحواجز والألقاب، وبدا عاصم وكأنه تسمر في كرسيه لا يريد مغادرة المكان.
اكتشف صاحب الشركة السياحية المصري أن الساعة تجاوزت منتصف الليل، واعتذر وهو يغادر المنزل على وعد بلقاء آخر قبل سفره. لم ينم ليلته من فرط ما فكر فيها، وراح يحلم بالزواج منها، بل إنه لم يتخيل الحياة من دونها. صوتها كان يدوي في أذنيه، ضحكاتها لا تفارق ذهنه، صورتها انطبعت في عقله... وفي صباح اليوم التالي بدأ يستعد للزيارة المرتقبة، تأنق، وراح يُجهز للسيناريو. قرر أن يدعو حسناء ووالدها إلى زيارته في القاهرة للتعرف على أسرته، وفي اللقاء الثاني بدأت المسافات تقترب وتقترب، وفي نهاية اللقاء اتفقا على سفر أسرة حسناء إلى القاهرة بعد أسبوعين.
كان عاصم يعد الأيام والساعات وأخيراً جاءت اللحظة التي انتظرها طويلاً، وصلت حسناء ووالداها، فأحسن استقبالهم وخصص لهم سيارة فارهة وحجز لهم للإقامة بفندق كبير، وأعد لهم برنامجاً سياحياً على أعلى مستوى لزيارة جميع معالم القاهرة، ولم يفارق حسناء طوال هذه الساعات.
وفي نهاية الرحلة أعلنت أسرة حسناء موافقتها على الخطوبة على أن تتم في أكبر فنادق الدار البيضاء، ووافق عاصم على كل طلبات أسرة حسناء رغم ما فيها من مبالغات، ومنها مؤخر الصداق الذي تجاوز 100 ألف جنيه، لكن الشاب كان يبحث عن السعادة بأي ثمن، وقرر الزواج فوراً، وحجز في أكبر فنادق تايلاند لتمضية شهر العسل مع حسناء، وأبلغها بأن كل طلباتها مجابة.


الملل

انتهى شهر العسل وعاد الزوجان إلى القاهرة لينشغل عاصم بعمله بعض الشيء، وبدأت المشاكل تُهاجم البيت السعيد، وسرعان ما شعرت حسناء بالملل، فهي بلا صديقات في مصر، ولم تنجح في تكوين أي علاقات مع جيرانها، وزوجها ليس معها طوال الوقت.
بدأت المشاحنات بينهما، وكان الزوج يحاول جاهداً أن يملأ فراغ زوجته في الأوقات التي يمضيها في المنزل بعد انتهاء العمل. لكن الزوجة كانت تحت وطأة الملل والشوق إلى أسرتها، رغم مرور فترة بسيطة على زواجهما، ورغم أنها تتصل بوالديها يومياً.
فشل الزوج في إخراج زوجته من هذه الحالة، وبدأت حسناء تتمرد على واقعها، وبدا الزوج عصبياً بعض الشيء، وتحوّلت مشاعر الحب إلى كراهية في ظل إصرار حسناء على العودة الى أسرتها. رفض الزوج طلبها وكان عاصم يُبرر رفضه سفرها بخوفه من هروبها، خاصة بعد أن بدأت تهدد بالبقاء في الدار البيضاء، بعدما عرضت على زوجها أن ينقل نشاطه إلى المغرب، لكن عاصم رفض تماماً، وأكد أنه اتفق معها وأسرتها على العيش في القاهرة، والانتقال الى المغرب ليس مطروحاً.
أخفى عاصم جواز سفر زوجته خوفاً من هروبها، لكن الزوجة تظاهرت بأنها استجابت لزوجها الذي ابتلع الطعم وأخبرها بأنه مسافر إلى شرم الشيخ في رحلة مع أحد الأفواج السياحية بضعة أيام فيما أكدت له حسناء أنها لن تفكر مرة أخرى في مغادرة مصر، فسافر الزوج مطمئناً.
خلال سفره كان يتصل بها مراراً كل يوم، وفجأة انقطع الاتصال لأن هاتف الزوجة كان مغلقاً. انزعج عاصم وكرر المحاولة مرات عدة طوال يوم كامل، وطلب من أحد أقاربه أن يزور شقته ليطمئن إلى الزوجة، لكن قريب عاصم أخبره بأن الباب موصد ولا أحد في الداخل.
جن جنون الزوج، فقطع رحلته واتجه بالطائرة إلى القاهرة ليكتشف أن زوجته عثرت على جواز سفرها، وحزمت حقائبها وسافرت بعد أن تركت له رسالة تطلب تطليقها ورد حقوقها... حاول الاتصال بها وبأسرتها لكن حسناء أصرت على طلبها، وحين أصر الزوج على الرفض بدأت تغيظه بصورها وهي تلهو وتعيش حياتها كما تشاء في ديسكوهات الدار البيضاء.
... وتستمر القضية في انتظار مفاجآت الأيام المقبلة.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078