تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

مطلقة خمس مرات!

رغم أنها لم تتجاوز ٣٠ عاماً نالت لقب مطلقة خمس مرات! وفي كل مرة هناك حكاية مثيرة وغريبة، فيما النهاية واحدة: الطلاق. شهد صاحبة تلك القصص ترويها لنا لتكون حكايتها عبرة لكل فتاة قبل أن تتعجل الزواج، وتقع ضحية تجربة غير موفقة أو زوج غير مناسب.

خوفاً من الفتنة
لم يكن لشهد ذنب في تجربتها الأولى الفاشلة، فقد سافر والدها إلى إحدى الدول العربية بحثاً عن المال، وبقيت هي ابنة التاسعة عشرة مع شقيقيها الصغيرين، فكانت تنتظر ما يرسله إليها والدها شهرياً من تحويلات تكفي بالكاد للإنفاق على نفسها وشقيقيها. وظل الوضع هكذا حتى فوجئت بمكالمة من والدها يقول لها فيها إنه قبل زواجها من أحد المصريين العاملين في الخارج، دون أن يأخذ رأيها. واكتشفت بعدها أن العريس يكبرها بـ ٢١ سنة. بيد أنها وافقت على الزواج لأنها لم تستطع رفض قرار والدها، وتم كل شيء خلال أيام قليلة ثم وجدت نفسها في بيت الزوجية مع شخص لا تعرف عنه  شيئاً، لتكتشف أن زوجها غير قادر على القيام بواجباته الزوجية. وثارت مشكلات كثيرة بينهما لهذا السبب، ومضت أشهر والعروس مازالت بكراً، ولكنها في النهاية صممت على الطلاق خوفاً من الفتنة. ونالت حريتها بعد أربعة أشهر فقط من زواجها. وأثرت هذه التجربة في حالتها النفسية، ولكنها دعت الله أن يعوضها عما نالها، وقبل أن تمر فترة العدة جاءها العريس الثاني الذي توسمت فيه الكثير، خاصة أنه من صعيد مصر.

تأنيب الضمير
وافقت على الزواج منه دون تردد، لكنها ارتكبت غلطة كبيرة لأنها لم تسأل عنه، فلم يستمر زواجها منه سوى شهرين وبضعة أيام، بعدماأحست أنه مشغول بشيء آخر غيرها فحاولت أن تفتح خزينة أسراره لكنه ظل صامتاً. وفي أحد الأيام استعد للسفر، وترك لها رسالة، طلب منها ألا تقرأها إلا بعد رحيله.
اكتشفت أن زوجها الثاني يعترف بأنه خدعها، فهو متزوج من سيدة أخرى وأنجب منها طفلين، وتأنيب الضمير يمنعه من الاستمرار في خداعها. وعندما انتهت شهد من قراءة الرسالة بكت بحرقة وراحت تندب حظها وصممت على الطلاق، لأنها لن تستمر مع زوج مخادع رافضة أن تكون ضرة.

لحظات من الخيانة
بهدوء تم الانفصال بين الزوجين، لكن هذه التجربة جعلتها تشعر بأن الدنيا سوداء. وتقول شهد: «كدت أقرر عدم الزواج مرة أخرى بعد التجربتين السابقتين، رغم أني كنت في بداية العقد الثالث من عمري. غير أني قررت في النهاية أن أعطي نفسي مهلة للتفكير في الأمر، ورفضت عدة عروض للزواج. وبعد عام تقدم لخطبتي شاب طموح توسمت فيه الخير، كان يعمل في مجال المقاولات، وأبدى استعداده للاستجابة لكل طلباتي وتحقيق أحلامي.  فوافقت بعدما اعتقدت أن الدنيا ابتسمت لي دون أن أعلم اني سألاقي أهوالاً جديدة، فقد اكتشفت أنه إنسان غريب الأطوار وحاد الطباع وقاسي القلب، بعدما كشف وجهاً آخر لم أره من قبل. وأدركت أنني تزوجت من شخص آخر حتى إنه كان يجبرني على مشاهدة الأفلام الإباحية بشكل منتظم، وشعرت وقتها بأنني أخطأت للمرة الثالثة».

تواصل شهد قائلة: «ازداد سخطي عندما اكتشفت الكارثة الكبرى، وهي أنه يخونني على فراش الزوجية ويستغل خروجي من المنزل، ولكنني قررت ألا يستمر هذا الوضع، وطلبت منه الطلاق لكنه ضحك بسخرية. وأدركت أن معركتي مع الزوج الثالث ستصل إلى المحكمة، فأقمت دعوى خلع أمام محكمة الأسرة التي استمرت جلساتها عاماً كاملاً، قدمت خلالها الأدلة والشهود الذين يؤكدون صدق مبرري للانفصال عن زوجي الخائن.وأخيراً حصلت على حريتي بعدما ترك الزوج الثالث جرحاً عميقاً في نفسي».

حب دفع إلى الكذب
تبكي شهد بمرارة وهي تتذكر حكايتها مع زوجها الرابع الذي خدعها بقناع التدين والتقوى، فأخبرها أنه خريج كلية أصول الدين، ويملك ثروة طائلة ورثها عن أسرته، فاعتقدت أن الدنيا عادت تبتسم لها من جديد وتصالحا بعد سنوات الجفاء. لكن هذا الاعتقاد لم يستمر طويلاً... حيث تقول: «بعد أشهر قليلة من الزواج اكتشفت اني خدعت للمرة الرابعة، فهو لا يحمل أي مؤهل بل الشهادة الإعدادية فقط. فقد فشل في تعليمه وزوّر شهادة دراسية واستخدمها في خداعي، والأدهى من ذلك أنه كان شديد الفقر، ولم يرث مليماً عن أسرته خلافاً لزعمه. فأخبرته أنني لن أستمر معه، بسبب خداعه لي وكذبه عليّ، ولكنه قال إن حبه لي هو الذي دفعه الى الكذب. صممت على موقفي، وتم الطلاق، وقررت بعده أن أعتزل الزواج نهائياً».

فرّ بجلده
تضيف شهد: «مضت ثلاث سنوات دون أن أفكر في الارتباط، ورفضت أكثر من عريس تقدموا لخطبتي. ورغم أنهم يعرفون بزيجاتي السابقة فقد تمسكوا بي، وكان علي زوجي الخامس أحدهم. أحببته بشدة بسبب رقته وصدق إحساسه، وشعرت بأنه جاء ليعوضني عن كل ما فاتني. ولكنني قررت أن أطيل فترة الخطوبة حتى لا أقع في الأخطاء السابقة نفسها.

سبعة أشهر من الخطوبة عشت خلالها في سعادة غامرة وظننت أني في حلم كبير. وبعد الزواج لم يبخل عليّ بشيء، فكل طلباتي كانت مجابة. لكن مشاهد الحب اختفت فجأة من الصورة الجميلة التي رسمها، وبدأت صورة أخرى تحل محلها عنوانها القلق والتوتر والشك. فاكتشفت أن زوجي الخامس نصاب خدع عشرات الضحايا، واستولى على أموالهم بحجة توظيفها ولم يفِ لهم بوعده. ثم طلب مني الهروب معه إلى شقة أخرى حتى لا يعرف أحد  مكان وجودنا. لكني رفضت وطلبت منه الطلاق فوراً، فطلقني وفر بجلده قبل أن يصل إليه ضحاياه».

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079