تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الغيرة بين الأشقاء طبيعية... لكن تعاملي معها بالطرق الصحيحة

الغيرة بين الأشقاء طبيعية... لكن تعاملي معها بالطرق الصحيحة

في ظل العلاقة القوية التي تربط بين الأشقاء، من الطبيعي أن تنشأ بينهم مشاعر غيرة، سواء كان ذلك بين الأشقاء الذين هم من جنس واحد أو ممن ينتمون إلى جنسين مختلفين. ويجد الأهل أنفسهم في حيرة أمام هذه المشاكل التي تولد بين أطفالهم، وفي كثير من الأحيان يشعرون بالعجز لعدم قدرتهم على التعاطي معها بالطريقة الصحيحة. فالعراك أحياناً قد يكون طبيعياً، والشجار لا يشكل مشكلة حقيقية، لكن أحياناً تتخطى هذه الأمور الحدود المعقولة بحيث تتطلب التدخل الجاد والحازم من الراشدين، سواء كانوا الأهل أو ذوي الاختصاص. أسئلة كثيرة يطرحها الأهل في هذا الإطار تتطلب أجوبة واضحة ليُحسنوا التعامل مع هذه المشكلة بطريقة صحيحة لا تسبب أي أذى لأطفالهم ولعلاقاتهم مع بعضهم البعض. علماً أن معدل الغيرة بين الأشقاء يخفّ مع تقدّمهم في السنّ.

- هل تنشأ الغيرة عامةً بين الأطفال الذين هم من جنس واحد؟
تبين أن الغيرة تنشأ عامة بين الأطفال الذي هم من جنس واحد وتكون أعمارهم متقاربة. لكن يمكن أن تنشأ الغيرة أيضاً في حالات مختلفة.

- هل ثمة عوامل تساعد على الحد من الغيرة بين الأطفال؟
من الطبيعي أن تخف الغيرة في العائلات التي يتعامل فيها الأهل بطريقة متساوية وعادلة مع الأطفال فلا يفرّقون بين الإخوة. كما تخف الغيرة في العائلات التي يتم فيها تقدير كل طفل على حدة.

- من الواضح أن الغيرة تزداد بين التوأم، ما سبب ذلك؟
من الطبيعي أن تزداد مشاعر الغيرة بين التوأم حيث يميل الأهل إلى المقارنة بينهما ويساهمون في احتدام المنافسة بينهما ويتم تقدير أحد التوأمين على حساب الآخر الذي يشعر بقلّة الثقة في النفس. هذه الطريقة في التعامل مع التوأم تزيد من مشاعر الغيرة بينهما.

- مع ولادة طفل جديد في العائلة، يشعر الشقيق الأكبر بغيرة كبيرة، كيف يمكن التعامل مع هذا الموضوع؟
في هذا الظرف، يجد الأهل أنفسهم في حالة عجز فيجهلون الطرق الصحيحة للتصرف. فعندها يشعر الشقيق الأكبر أو الشقيقة أنها مهملة، وأن ثمة من سيأتي ويسرق منه/ها محبّة أهلها وعاطفتهم تجاهه/ها، خصوصاً أن الطفل الجديد قد يستخدم أغراض شقيقه والتي قد يكون متعلقاً بها إلى أقصى حد. في هذه الحالة، من الضروري أن يتعاطى الأهل مع مشاعر الطفل الأكبر لا مع تصرفاته التي تكون عبارة عن رد فعل على تلك التغيرات التي تحصل في عالمه. في هذه الحالة هو يحتاج إلى الكثير من الحنان والعاطفة والطمأنينة والدعم نظراً للظرف الصعب الذي يمر به.

- ماذا لو كان الطفل الأكبر في سنّ صغيرة؟
من المؤكد أن صعوبة تحضير الطفل الأكبر تزداد إذا كان في عمر السنة ونصف السنة وما دون. ففي هذه المرحلة قد لا يملك القدرة على الفهم والتعبير بشكل واضح وتكون قدراته محدودة. أما إذا كان الطفل قد تخطّى سن السنتين فيمكن أن يخبره الأهل عن الحمل وولادة طفل جديد في مرحلة متأخرة من الحمل. كما أن ثمة خطوات عملية يمكن اتباعها:

  •  من المهم نقل الطفل إلى سريره الخاص قبل ولادة الطفل الجديد، لأن ذلك قد يصبح أكثر صعوبة لاحقاً.
  •  قد لا تشعر الأم أحياناً بالانزعاج من فكرة إرضاع طفلها الصغير إذا كانت لا تزال ترضع طفلها الأكبر، هذا شرط أن تُرضع الصغير أولاً.
  •  قبل إجازة الأمومة والولادة، تُنصح الأم بإجازة لبضعة أيام ليتأقلم طفلها الأكبر مع فكرة الولادة ولتمضي بعض الوقت الإضافي معه وتتأقلم بسهولة كبرى مع وضعها الجديد.
  •  يجب أن تحرص الأم على تنظيم أنشطة يمضي في ممارستها الطفل الأكبر أوقاتاً خارج المنزل مع أطفال آخرين.
  •  على الأم أن تدع طفلها يشارك في الأمور الخاصة بشقيقه الصغير، كأن يساهم في اختيار اسمه وملابسه.
  •  على الأم أن تُري طفلها صوره بينما كان رضيعاً وتشرح له كم يحتاج الطفل إلى المساعدة والاهتمام.

- لماذا يتشاجر الأشقاء؟
يتشاجر الأشقاء عادة في العائلات التي يجد فيها الأهل المشاجرة والعراك بين الأشقاء مسألة طبيعية لا تتطلب التدخل. كما أن التوتر الزائد في حياة الأهل يقلّل من تركيزهم على أطفالهم ومن الوقت الذي يكرّسونه للعناية بهم، مما يُفاقم المشاكل بينهم.


كيف يمكن الأهل العمل على الحد من مشاعر الغيرة بين أطفالهم؟

للحد من مشاعر الغيرة بين الأطفال، ثمة خطوات عملية يمكن أن يلجأ إليها الأهل:

تجنّب المقارنة بين الأطفال.

• الاستماع إلى كل طفل في العائلة على حدة وإعطاؤه الوقت الكافي.

• عدم المقارنة بين نتائج الأطفال في المدرسة وقدراتهم.

• تجنّب التعليقات الساخرة مع الطفل ونعته بصفات سلبية تلازمه.

• التركيز على قدرات معينة لدى كل من الأطفال.

• السعي إلى تخصيص وقت لكل طفل وتمضيته معه.

• تجنب المواقف التي تؤجّج مشاعر الغيرة بين الأشقاء.

• تشجيع الأطفال على التعاون لا على المنافسة.

• التركيز على تميّز الطفل الأكبر ونضجه في تعامله مع شقيقه الأصغر.

• دعوة الأطفال للمشاركة في الأنشطة التي تقوم بها الأم بدلاً من فسح المجال لهم ليتشاجروا، سواء كانت الأم تحضّر الطعام أو تنظف المنزل.

• على الأم أن تشجع طفلها على التعبير عن مشاعره بوضوح.

• من الضروري أن تعبّر الأم باستمرار لكل من أطفالها عن عاطفتها تجاههم وحبّها الكبير لهم، لأن قلق الطفل من خسارة محبة أهله يولّد لديه عامةً مشاعر الغيرة ويقلّل ثقته في نفسه.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079