رانية ناصر صاحبة أول مطبخ فلسطيني
كان النجاح حليف رانية محمد أمين ناصر في افتتاحها لمشروع المطبخ، فقد سعت لأن تبقى في حقل العمل ولا تستكين في البيت بعدما فقدت وظيفتها التي عملت فيها أحد عشر عاماً. وهكذا افتتحت مشروعها الصغير في قلب مدينة البيرة، وتساعدها في عملها أمها وأختها وسيدات من المحيطات بها، وتطمح إلى أن توظف سيدات أخريات في مطبخها، وأن تشتري سيارة لتوزيع الطلبات للزبائن وأن تعيّن لها امرأة.
- كيف بدأت عملك في إعداد المأكولات، وبيعها؟
توظفت قبل أحد عشر عاماً في إحدى الجمعيات الأهلية في فلسطين، وعملت في إعداد الطلبيات في المطبخ. وقبل خمسة شهور أغلقت الجمعية التي كنت أعمل فيها بقرار من الاحتلال الإسرائيلي.
- أين تعلمت فن الطبخ؟
كانت أمي منذ صغري تقول أنني أحب العمل في المطبخ، ولا أزال كذلك، وأعمل بمتعة وهواية. وعندما بدأت عملي في الجمعية الأهلية كان عمري واحداً وعشرين عاماً، وكان لديّ فكرة عن المطبخ وكيفية العمل فيه، ومع الممارسة ووجودي مع العاملات في المطبخ تعلّمت أموراً كثيرة.
- هل كنت تدخلين مواد جديدة على الطلبيات التي تعدّينها؟
عملي ينجح لأنني لا أستخدم المقادير مثل التي في الكتب، فأنا أعمل كأنني أعمل في بيتي ولعائلتي دون أن الجأ إلى المقادير.
- كيف أصبح لديك زبائن؟ هل استخدمت الإعلان في ذلك؟
من خلال عملي السابق كان الكل يعرفني ولم أكن فقط موظفة مطبخ، فقد كنت ألتقي الزبائن، وعندما عرف الكثير منهم أنني افتحت مطبخاً خاصاً بي توجهوا الى مطبخي، وهناك زبائن جدد سمعوا عني من زبائني القدامى. والناس يسألونني كثيراً لماذا لم أعمل دعاية للمحل، فأجيبهم بأن إسمي بحد ذاته هو دعاية، وهذا ليس غروراً، ولكن الكل يعرفني هنا، وفي عملي السابق كان الكثير من الزبائن يطلبونني بالإسم.
- هل يدرّ العمل في المطبخ الدخل عليك؟
في بلدنا لا يوجد مطبخ بل يوجد مطعم، وكلمة مطبخ غريبة. ولأنني في البداية ولديّ التزامات كثيرة، لا يوجد شيء واضح في الربح حتى الآن. ولكن وحسب عملي في المؤسسة السابقة طبعاً كان عملي يدر المال، ورغم أن أسعارنا مرتفعة لأن عملنا ليس تجارياً، فان الزبون يعرف مدى جودة ما يأخذ من عندي، فأنا أستخدم مواداً كالتي كنت أستخدمها خلال عملي السابق كموظفة.
- كيف تتصرّفين حيال ارتفاع أسعار المواد التموينية؟
هذا يؤثر في نسبة الربح، فأنا أستخدم المواد الخام الجيدة، ولا أستخدم الرخيص منها، ولذلك أبيع بسعر مرتفع. والآن مثلاً ارتفع سعر أحد أصناف الزيوت إلى الضعفين، ورغم ذلك لديّ زبائني، والكل يعرف أن هناك غلاء.
- هل قدم الأهل الدعم لك؟
أمي تعمل معي، وأختي التي تعمل في احد البنوك في رام الله تعمل معي في يوم إجازتها، وإخوتي يساعدونني.
- عندما فكرت في المطبخ، هل فكرت بذلك لكي تدعمي أسرتك؟
بصراحة لا، فأنا أعمل منذ أحد عشر عاماً. بالإضافة إلى ذلك أن الإنسان يعمل دائماً على تحسين وضعه المادي، ولكنني عندما فكرت لم يكن هذا الهدف الأساسي، فأنا تعودت على العمل وعلى الوظيفة، ومقابلة الناس، وكان من الصعب أن أجلس في البيت بلا عمل. وبصراحة كنت مترددة كثيراً في أن أفتتح المطبخ وحدي، ولكنني وجدت الدعم من الكل.
- هل زبائنك من مختلف الطبقات؟
هم من طبقة معينة للاسف، فليس من المعقول أن يقوم صاحب الدخل البسيط بالشراء من عندي، وأغلب من يشتري من عندي. هم من الموظفين، ومن الطبقة ذات المستوى المادي المرتفع.
- هل زبائنك في ازدياد؟
كل يوم هناك زبائن جدد. وأحياناً الزبائن يتصلون بي وهم على المائدة لكي يقولوا لي إن طبخي لذيذ جداً.
- وهل لديك سيدات يعملن معك؟
في بداية عملي في مشروع المطبخ كنت أنا وزميلة سابقة لي، وبدأت معها في المحل على أساس أن نرى كيفية الإقبال على مشروع المطبخ. ومنذ الشهر الثاني عملت معي أكثر من امرأة في مشروع المطبخ. والذي يتعب يشعر بمن يحيط به، وأنا أعمل مع النساء في المطبخ من الساعة الثامنة صباحا وحتى الخامسة مساءً.
- ماذا تتمنى رانية لمطبخها؟
أتمنى أن يكبر مطبخي، وأن أفتتح فروعاً. وأن يصبح لديّ موظفات، وسيارة لكي أرسل الطلبات إلى الزبائن، وأوظف لها سيدة لا رجلاً، فأنا أشعر بأن السيدة هي من يحمل هم مصاريف البيت أكثر من الرجل.
- ماذا تقولين للنساء اللواتي لا يعملن؟
على أي سيدة تجلس في بيتها أن تعمل مثلما عملت، حتى ولو كان من بيتها، وهذا يفيدها، ويدرّ عليها دخلاً لا بأس فيه. فأنا لديّ نساء يعملن معي في مطبخي وقد حسنّ دخل أسرهن، ولاحظت أن شخصيتهن قد تغيّرت وأصبح لديهنّ الجرأة على مواجهة الآخرين.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024