نائلة العبسي
صحافية جريئة وشجاعة، قاطعت رئيس الجمهورية وهو يلقي خطابه في مؤتمر الصحافيين اليمنيين وقالت له ان العسكر والجنود لايسمحون لنا بالوصول اليك. فضجت القاعه بالتصفيق. انشقت عن منتدى الإعلاميات اليمنيات واسست منتدى آخر للإعلاميات والمثقفات. في هذا اللقاء يتسنى للزميلة نائلة العبسي ان تسلط الضوء على الكثير من قضايا الصحافة والإعلاميات اليمنيات.
- نلاحظ تواريك عن الوسط الصحافي، لماذا؟
الحقيقة ان اسباب غيابي من الحقل الإعلامي بشكل عام هي أسباب صحية كوني في حاله مرضية المت بي، حالياً أستعد للسفر الى سورية ومصر للعلاج. بالاضافة الى اننا حاليا نستعد لإطلاق موقع الكتروني عن منتدى رابطة الإعلاميات اليمنيات.
- لماذا انسحبت من منتدى الإعلاميات اليمنيات واسست منتدى آخر للاعلاميات؟
لأن منتدى الإعلاميات الذي كنا فيه والذي ترأسه الزميله رحمة حجيرة كان اسمه ملتقى الإعلاميات اليمنيات بحسب البيان المرفق لديكم، ونحن كنا أسسنا فرعاً للمنتدى في محافظة الحديدة. والسبب الرئيسي الذي دفعني مع بعض الزميلات للإنشقاق عن المنتدى أن رئيسة المنتدى قبلت بالتعامل مع الدنمارك وتلقت الدعم المالي من وكالة دنماركية بعد ان قامت صحيفة «غيرلاندز بوستن» الدنماركية بنشر صور مسيئة للرسول (ص) الأمر الذي أثار غيرتنا الدينية ودفعنا لإتخاذ موقف رافض للتعامل مع الدنماركيين وما كان من رئيسة المنتدى الا انها رفضت موقفنا وهمشت مواقف زميلاتها وانفردت برأي مغاير لموقف العالم الإسلامي بأكمله، بالاضافة الى انها حولت المنتدى من منتدى للإعلاميات اليمنيات الى منتدى اسري تعمل فيه هي واخواتها واستبعدت كبار الإعلاميات المؤسسات للمنتدى. لهذا عبّرنا عن رفضنا لهذه المواقف المزاجية وانسحبنا وفكرنا في انشاء المنتدى وحصلنا على ترخيص عام 2006.
- يرى البعض ان تشتت الجهود وتعدد الكيانات لا يخدمان قضايا الاعلاميات؟
كان هدفنا كلنا ان نوحد جهودنا وننتصر لقضايانا، لكننا للأسف الشديد فوجئنا بممارسات غير مسوؤلة من رئيسة المنتدى وفوجئنا بالتهميش والتطنيش لجميع الزميلات المؤسسات للمنتدى الذي صار يستخدم للأغراض الشخصية والعائليه. فوجئنا بأن هناك متاجرة بقضايا لإعلاميات، وهناك أساليب تمارس للمزايدات السياسية، فدخل منتدانا ساحة الصراعات الحزبية والمناكفات السياسية، وان هناك من يتسول باسمائنا عند ابواب السفارات والمنظمات الدولية. وهذا عكس ما كنا نهدف اليه. لذلك اعلنت اعلاميات الحديده واعلاميات عدن ان هذا المنتدى لا يمثلهن. والآن كثير من اعلاميات صنعاء غادرن هذا المنتدى الى غير رجعة الأمر الذي دفعنا للبحث عن بديل لتمثيل الإعلاميات اليمنيات. وسأضرب لك مثالا على ذلك الزميلة سامية الأغبري التي تعرضت للشتم من صحيفة «الدستور» وهي من العضوات المؤسسات للمنتدى، لكن المنتدى تخلى عنها. فتبنينا قضيتها وأجبرنا صحيفة «الدستور» على ان تقدم اعتذاراً مكتوباً للزميلة سامية عبر اجراءات قانونية.
- ما هو البديل الذي يقدمه منتداكن؟
أسسنا منتدى رابطة الإعلاميات والمثقفات اليمنيات في 15/2/2006. وينتصر المنتدى لأي زميلة تتعرض لمشكلة. ونرشح بعض الزميلات للحصول على دورات تدريبية وتأهيلية لدى منظمات أخرى، وندافع عن حقوق زميلاتنا بمختلف أطيافهن السياسية بالإضافة الى اننا ننفذ برامج وانشطة للشراكة مع منظمات اخرى.
- ما هو تقويمك للإنتخابات الأخيرة في نقابة الصحافيين؟
لم تكن انتخابات ديمقراطية بالمستوى الذي كنا نتوقعه أنا مثلا كنت مرشحة وفوجئت بحرب غير عادية من بعض الزملاء على اساس سياسي متمثل بأعضاء الحزب الحاكم الذين حاربوني، وكذلك انصار المعارضة.
- لماذا شنت هذه الحرب ضدك؟
للأبعاد التي تتميز بها شخصيتي، فالكل يعرف اني لو وصلت الى مجلس النقابة لن أسكت. كما انهم عجزوا عن احتوائي سياسياً ويدركون اني أُغلّب المهني على الجانب السياسي. والإنتخابات للأسف الشديد جرت وفق تحالفات سياسية ضد مصالح الصحافيين وحقوقهم.
- هل كان لديك برنامج خاص لخدمة الصحافيين؟
كان لدي برنامج للدفاع عن حقوق الصحافيين بعيداً عن الإنتماءات الحزبية والتوجيهات السياسية لأن المشكلة التي تطغى على العمل النقابي حالياً هي مشكلة التصنيفات السياسية، فهذا مصنف انه مع الحزب الحاكم وذلك مصنف انه مع المعارضة.
- ما الذي دفعك الى مقاطعة رئيس الجمهورية وهو يلقي كلمته أمام مؤتمر الصحافيين العام؟
هو كان يتحدث عن حق الصحافيين في الحصول على المعلومة ويوصي الصحافيين بالتحري في الحصول على المعلومات وقال نحن مستعدون لدعمكم بالمعلومات الصحيحة. ساعتها تدخلت ورفعت صوتي في القاعة وقلت له: يافخامة الرئيس لا نستطيع الوصول اليك لأن جنودك وعساكرك يحولون بيننا وبينك. وهي كلمة حق لم أبالغ فيها.
- ما الذي سبّبه لك هذاالكلام؟
لم يسبب لي شيئاً بل على العكس جعلني أشعر باحترام وتقدير كبير لرئيس الجمهورية لأنه قطع حديثه وانصت الي وقال لي ولا يهمك، تعالي إلي في أي وقت تريدين.
- يقول بعض الزملاء انك صحافيه جريئة ومشاغبة. ما رأيك؟
هذا توصيف صحيح ولا يعيبني في شيء. أنا جريئة ولا أسكت عن انتهاك حقوق الآخرين ولا اسمح ان ينتهك اي شخص حقوقي، قد اختلف مع زملائي لكنهم يحترمونني كثيراً وأبادلهم الاحترام. المشكلة مع مجلس النقابة انهم يتعاملون بمكيالين مع قضايا الصحافيين بسبب انتماءاتهم السياسية التي تتحكم في مواقفهم من قضايا الصحافيين فإذا حدثت مشكلة مع أحد أعضاء الحزب الذين ينتمون اليه يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، وعندما تحدث مشكلة مع صحافي من حزب آخر يتعاملون مع الأمر ببرود وكأنه لا يعنيهم. وهذا ما يجعلني أرد عليهم وأواجههم. بقوة وهنا ينشأ خط تماس بيني وبينهم. لكن الإحترام والزماله قائمان وهذا ما يجعلهم ينظرون إليّ على اني حادة في مواقفي وجريئة في طرحها.
- ما هي اسوأ المواقف التي تعرضت لها بسبب عملك الصحافي؟
أنا أول صحافيه يمنية يتم اعتقالها وايداعها السجن المركزي، وكان ذلك نهاية عام 2008، لأني شتمت أحد أعضاء النيابة فلفق لي تهمه اني سببت رئيس الجمهورية. وقد وقفت نقابة الصحافيين موقف المتفرج ولم تحرك ساكناً لأنني غير منتمية الى أحزاب المعارضة. وبقيت في السجن المركزي عدة أيام ولولا تدخل شخصيات كبيرة في الدولة والحزب الحاكم لكنت ما زلت حتى يومنا هذا أقبع خلف القضبان لأن النقابة التي انتمي اليها لم تحرك ساكنا.
- لماذا ذهبت الى النيابة يومها؟
لكي أقدم بلاغاً في حادثة سرقة تعرض لها مقر منتدى رابطة الإعلاميات.
- ما هو احرج موقف تعرضت له اثناء تأدية عملك الصحافي؟
المواقف التي تعرضت لها كثيرة لكني نسيتها أو تناسيتها وآخر موقف مازلت أتذكره انني كنت ذات يوم أرافق وكيل محافظة الحديدة أثناء زيارته معرضاً للمعدات الثقيلة، وهناك سقطت على رجلي قطعة حديد كبيرة آلمتني وأعاقتني عن الحركة فأخذوني الى المستشفى وخضعت للإجراءات الصحية اللازمة، فشعرت حينها بحرج كبير.
- يطرح البعض ان الاعلاميات يواجهن متاعب كبيرة في الحصول على المعلومات أكثر من الصحافيين؟
ليس صحيحاً، بل على العكس البنت تجد ما تريد بسهولة ويتعاطف معها المسؤولون على عكس ما يحصل مع الشباب، هذا ما لمسته من خلال تجربتي وتجربة زميلاتي.
- لماذا تتزايد الصحف في اليمن وتقل معدلات دخول الصحافيين؟
زيادة الصحف تأتي تبعاً لزيادة المناوشات الحزبية والصراعات السياسية، ومعظم الصحف الأهلية محسوبة على أحزاب لا يهمها العمل الصحافي. كما ان الصحف لا تصدر عن مؤسسات بل عن افراد لا يمتلكون التمويل، لذلك نجدهم يستخدمون جهود الصحافيين من دون مقابل مالي، وإذا وجد المقابل فهو ضئيل جداً. كما ان معظم الصحف لا تبرم عقود عمل مع الصحافيين، وهذه مشكلة كبيرة لم تعالجها النقابة حتى الآن.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024