سيدات أعمال وإعلاميات في البريد السعودي
لم يكن البريد السعودي قبل فترة من المؤسسات الحكومية التي يلقى عليها الضوء، إذ كانت قلة خدماتها وضعف حركتها محل سخط كثير من السعوديين. لذا بدأ التوجه إلى الشركات الخاصة لإيصال الطرود البريدية والبضائع، وحتى الرسائل ذات الصفة المهمة عن طريق تلك الشركات. إلا أن هذا الواقع بدأ منذ عدة سنوات يأخذ مساراً آخر، خصوصاً بعد إطلاق خدمة «واصل» التي اعتمدها البريد السعودي كفكرة نالت استحسان العديد من مشتركي الخدمة. وقد قدّمت مؤسسة البريد شرحاً تفصيلياً لخدماتها في اجتماع دعت إليه عدداً من سيدات الأعمال السعوديات، منهن ألفت قباني عضو اللجنة الصناعية في الغرفة التجارية في جدة، ومضاوي الحسون عضو الغرفة التجارية وسيدة أعمال، سارة بغدادي، إضافة إلى عدد من الإعلاميات السعوديات، لإلقاء الضوء على حقبة جديدة ستشهدها السعودية في ما يخص الخدمات البريدية، كما ذكر رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد صالح طاهر بنتن، مضيفاً: «لا أنكر أبداً ضعف الخدمات البريدية سابقاً مع أن مؤسسة البريد قديمة في السعودية وكانت تديرها السفارة البريطانية والدولة الهاشمية». ولفت إلى أن البريد كان قبل خمس سنوات يعالج ألف مليون رسالة، ويعمل فيه ما يربوا على 10 آلاف موظف من المواطنين، وتصل خدماته إلى 6 آلاف نقطة داخل الدولة سواء كانت مدينة، أو قرية، أو من الهجر».
وتحدث عن عدد من المشاكل التي تمّ التغلّب عليها بفضل التغيّرات التي أجرتها الإدارة في الفترة الأخيرة، كان من أهمها العنوان، والصناديق البريدية. «كانت المشكلة الرئيسية في البريد العنوان الذي كان يكتب بعدة طرق، منها وصف المنطقة المراد تسليم البريد فيها، أو رسم الخريطة على المغلف من الخارج. والآن وضعنا خطة استراتيجية لتحويل البريد بما يتناسب والتطور، منها إعادة هيكلة القطاع الإداري، إعادة هيكلة مفهوم البريد وقطاعاته، تحديث آليات البريد. فيما أخذت المرحلة الثانية على عاتقها خدمة القطاع الخاص، وتنظيم أسواق الخدمات البريدية. أما المرحلة الثالثة فكانت تعني أن تعمل جميع المؤسسات بطريقة تجارية حيث يتم تخصيص خدمات بريدية للشركات». أما العنوان فبات يضم رقم البيت، اسم الشارع، اسم المدينة، الرمز البريدي.
من هذا المنطلق، وكما ذكر بنتن، جاء برنامج خدمة واصل: «برنامج واصل يتكون من ثلاثة مشاريع، أولها ترقيم العناوين لكامل السعودية، الثاني بعد الترقيم والرموز كيفية وضع هذه الأرقام والرموز لكل منطقة وكان الحل بوضع صندوق وعليه رقم، والمشروع الثالث تهيئة التوزيع وكيفية وصول البريد بشكل صحيح».
وأضاف أنه تمّ تصميم الرمز البريدي الذي يتكون من خمسة أرقام ويحمل كل المعلومات المطلوبة، وهذا المشروع نالت عليه السعودية عدداً من الجوائز العالمية. وقسّمت البلاد إلى 37,51 ألف رمز بريدي، والرمز هو أساس التخطيط الاستراتيجي للحكومة الالكترونية لكل الجهات والخدمات.
وذكر الدكتور محمد أن رقم البيت الآن يحدّد كم يبعد المنزل عن بداية الحي، وكم يبعد كل جار عن جاره، إضافة إلى أنه وعن طريق الرمز البريدي وتخزينه في (GPS) الخاص بالشخص يمكن تحديد عنوان الشخص عن طريق الانترنت. أيضاً أنشئت شركة «ناقل» لنقل البريد، والاحتياجات الخاصة، والبضائع. و«ناقل» شركة خاصة يمتلك البريد 15 في المئة منها. فيما تحولت المعالجة من الفرز اليدوي إلى المعالجة الآلية، وأسطول كامل للتوزيع. وأصبحت المؤسسات البريدية داخل السعودية مترابطة عن طريق شبكة كاملة. إضافة إلى الطابع الالكتروني. كل هذه الخدمات والتطور استحقت عليه السعودية الشهادة الذهبية في الخدمات البريدية لتنتقل إلى المركز العاشر عالميا بعدما كانت تحتلّ مركزاً متأخّراً.
سيدات الأعمال في البريد السعودي
ألفت قباني أبدت استجابة فورية تجاه ما رأته من خدمات متطورة في مؤسسة البريد السعودي مما دفع بها إلى توجيه دعوة إلى الدكتور محمد لتعريف أعضاء الغرفة التجارية الصناعية في جدة على الخدمات البريدية ليستفيد أكبر عدد ممكن منها. وقالت: «قبل ثلاث سنوات كان هناك استضافة من الغرفة التجارية لمؤسسة البريد والحديث عن هذا المشروع التطويري، إلا أنه في تلك الفترة لم يكن الأمر على أرض الواقع مما جعل البعض بغضّ الطرف عنه. ولكن حالياً يمكن الاستفادة من خدمات البريد السعودية بدل اللجوء إلى الشركات الخاصة خصوصاً أن البريد السعودي يقدم أسعاراً أقلّ بقيمة النصف مما يشجع التعامل معه».
فيما لفتت سيدة الأعمال وعضو الغرفة التجارية مضاوي الحسون إلى عدد من التجاوزات التي كانت تحدث سابقا من قبل موظفي البريد، خصوصاً في ما يخصّ الطرود الشخصية. إلا أنها وبعد الشرح الذي اطلعت عليه قالت: «رأينا الصناديق البريدية وما حل بها من قبل المواطن السعودي، وهذا عادة ما يحدث في أي تجديد يطرأ على المجتمع من عدم تقبّل له. ولكن فكرة الصناديق، وخدمة «واصل» ستوفران كثيراً من المشاق على المواطن السعودي، وعلينا من خلال التعاون مع وسائل الإعلام المختلفة أن نعمل على التوعية بأهمية وضرورة هذه الصناديق التي وفرها رجال الأعمال كاستثمار يخدم الوطن بالدرجة الأولى». واختلفت ردود الفعل والأسئلة بين الإعلاميات المشاركات عن كيفية الانتساب إلى خدمة «واصل» وقدرة البريد على تلبية كل الطلبات.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024