المرأة وراء مِقْود سيارة الأُجرة في لبنان
التاكسي «الزهري» أو «الوردي» إسم يُطلق في بعض البلدان العربية على خِدْمة النقل التي تتمُّ بواسطة سيارة أجرة تقودها امرأة، ويقتصر زبائنها على السيدات والفتيات والعائلات. وتسمية «التاكسي الزهري» تعود أصلاً إلى لبنان حيثُ تتميّز السيارات التي تقدِّم هذه الخدمة بلونها الزهري، وفي بلد عربي آخر مثل دبي يطلقون عليها إسم «التاكسي الوردي». وتتميّز هذه المهنة في مصر بكون النساء اللواتي يقدن سيارات الأجرة يستقبلن الزبائن من الجنسين.إنها مهنة جديدة ترتادها المرأة لأوّل مرّة. فماذا تقول سائقات التاكسي عن تجربتهن في هذا المجال؟ وماذا يقول الناس عنهم؟ الأجوبة، في هذا التحقيق.
«نياغي بنات تاكسي»: سيارات أجرة تقودها السيدات تجوب المناطق اللبنانية
ينطلقن بسيارات زهرية من منطقة المطيلب شمال شرق بيروت نحو مختلف الأراضي اللبنانية لنقل 7 أيام في الأسبوع ولمدة 24 ساعة يومياً لنقل سيدات وفتيات أو حتى عائلات إلى حيث يرغبون. والسعي مستمرّ لتطوير المشروع بهدف تقديم الخدمات بأفضل ما يكون. صاحبة الفكرة السيدة نوال ياغي فخري تحدثت الى «لها» عن ميزة هذه الخدمة.
يطرح السؤال البديهي نفسه: كيف نشأت فكرة «نياغي بنات تاكسي» Nayaghi banet Taxi؟
تراودني الفكرة منذ أن كان أولادي صغاراً، حين كنت أتمنى وجود «تاكسي بنت» أطمئن إلى انتقال ابنتي معها الى حيث تشاء. سافرت منذ فترة قصيرة الى تايلاند في إطار التحضيرات لافتتاح مركز التجميل خاصتي في لبنان فعشت التجربة الآتية: رافقني مرشد رجل لمدة 15 يوماً ثم رافقتني سيدة لحوالي نصف هذه الفترة، فشعرت انني انجزت الكثير برفقة السيدة لأن المرأة تتقن أكثر أمور التسوّق وتفهم حاجات المرأة. وأثناء عودتي الى بيروت، رأيت في مطار تايلاند سيارات تاكسي لونها زهري، أعجبتني جداً، فارتبط تسلسل الأفكار في ذهني، إلى أن افتتحنا المشروع في 10 آذار/مارس الماضي.
- من شجعك على المضي في تنفيذ الفكرة؟
عند وصولي الى لبنان استشرت زوجي ووالدتي فشجعاني، لكنني كنت أسأل نفسي هل سأجد سيدة مستعدّة لهذا العمل؟ واعتقدت أنني سأجد صعوبة في تأمين سائقات... وهنا أودّ الاشارة الى أن المديرة العامة لوزارة السياحة السيدة ندى السردوك كانت من أشدّ المرحّبين بهذا النشاط السياحي ومن أشدّ المتجاوبين، ولا شك أن رعاية وزارة السياحة للمشروع ساهمت في إعطائه هذا الرواج.
- كيف تمّ استقطاب الموظفات؟
نشرنا إعلاناً في الصحف، وفوجئت بعدد المتصلات الراغبات في الوظيفة. أما المعايير فهي أن تفوق أعمارهن الثلاثين وإجادة القيادة. وهنّ طبعاً يخضعن لاختبار في القيادة ويحصلن على رخصة سوق عمومية.
- كيف تجري المواظبة على تطوير العمل؟
السيدة نوال ياغي فخري مع سائقتين بالزي الرسمي للعمل في فترة تقل عن شهر من تاريخ افتتاح المشروع استخدمنا ثلاث سيارات مع السعي طبعاً لتأمين المزيد، تقودها 6 سيدات و6 أخريات في مرحلة الاختبار. وتتضمن هذه المرحلة اختباراً لمدى التزامهن وقدرتهن على تحمّل الضغوط التي يفرضها العمل كالتنقل في مختلف المناطق والعمل في ساعات الليل. كما نسعى الى تأمين أجهزة اتصال بين فريق العمل (السائقات والمكتب) بدلاً من الهواتف الخليوية، والى وضع عدّادات في السيارات من أجل العمل بشفافية لاسيما مع السياح الذين يستقلّون التاكسي لفترات طويلة، وكذلك الى استخدام بطاقة الائتمان credit card في السيارة وهذا أيضاً سيساهم في تأمين افضل الخدمات بأسهل الوسائل للسياح بشكل خاص.
- للأناقة دور بارز في عملكن، كيف تظهرنها؟
أولاً أهم ما رغبت في إبرازه هو أن المرأة تحافظ على أنوثتها مهما كانت مهنتها. لذلك اخترت ما يدلّ عادة على هذه الأنوثة أي اللون الزهري للسيارة، والوردة الزهرية التي تزيّن شعر السائقة، أما الزي الرسمي فهو السروال الأسود والقميص الأبيض وربطة العنق الزهرية، إضافة الى الماكياج الخفيف. فبرأيي الأناقة عنصر أساسي في الحياة المهنية للمرأة.
- في وقت قصير انتشرت الفكرة ونالت إقبالاً، إلى ماذا يعود ذلك؟
الفكرة نشرت نفسها بنفسها، فهي فكرة جديدة أحبّها الناس، إضافة إلى رعاية وزارة السياحة والدور الذي لعبه الإعلام. وقد يعود هذا الإقبال أيضاً الى العوامل الاجتماعية، فالسيدات يُجدن إدارة شؤون بعضهن البعض، في ما يتعلّق بالسياح مثلاً، كما أن الامهات والآباء كانوا من أكثر المشجعين للفكرة التي سهّلت تنقّل أولادهم في أي وقت.
- هل ترغبين في إضافة شيء ما؟
أريد أن أعبر عن احترامي للمرأة اللبنانية لتجاوبها الكبير مع هذه الفكرة ابتداءً من المديرة العامة لوزارة السياحة، الى الموظفات اللواتي تقدمن للعمل، الى الاعلاميات والزبائن...
سائقات في «نياغي بنات تاكسي»: لماذا اخترن هذه الوظيفة؟
السائقة غالية عوض، أم لأربعة أولاد، تعمل في «نياغي بنات تاكسي» في دوام الليل، قالت لـ «لها»: «لم أجد أن نوع العمل هذا جديد بالنسبة إليّ، فالقيادة هي إحدى هواياتي». وعن دوام الليل قالت: «لا يختلف الليل عن النهار ففي أي وقت المطلوب منا هو القيادة السليمة من أجل حماية الركاب. كما أنني لا أجد المرأة مختلفة عن الرجل بأي عمل ولا الرجل كذلك. فكما كانت تعتبر القيادة وقفاً على الرجال والطهو وقفاً على النساء، ها نحن نرى الجنسين يقومان بأعمال بعضهما». وعن توفيقها بين عملها وواجباتها العائلية، تقول أن دوام الليل يناسبها إذ يكون الأولاد نائمين وهي قادرة على القيام بالأعمال المنزلية في النهار. وعن أهمية الفكرة تقول أنها تفتح فرصاً أمام الأولاد للسهر أكثر بدل من الارتباط بالأهل ومدى قدرتهم على تأمين تنقلاتهم.
السائقة كريستين أبو عيد، أم لأربعة أولاد أيضاً، علمت بالوظيفة من الاعلان الصحافي: «كنت أبحث عن وظيفة ثابتة، وما إن بدأت العمل حتى رغبت فيه أكثر. فالجو مريح وقيادة سيارة زهرية اللون أمر جميل وممتع. أولادي سعيدون بالفكرة ويفرحون إذا صادف أن استقلوا معي السيارة الزهرية». وتضيف: «أنا أشجع المرأة على القيام بأي عمل ترى نفسها قادرة على القيام به".
شارك
الأكثر قراءة
إطلالات النجوم
ياسمين عبد العزيز تستعرض رشاقتها ببدلة كلاسيكية
إطلالات النجوم
جينيفر لوبيز تتلألأ بـ Bodysuit في حفل إيلي صعب
أخبار النجوم
نجوى كرم وناصر القصبي وباسم يوسف يكسرون قواعد...
أخبار النجوم
خاص "لها" - تطورات الحالة الصحيّة لمحمد منير
أخبار النجوم
منة شلبي تزيح ليلى علوي وأحمد عز من الصدارة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024