فتاة مُغتصبة في الشارع... تتحمل مسؤولية اغتصابها!
فتاة تركض وتبكي في الشارع، فتاة قام شاب بالاعتداء عليها، اغتصبها وأخذ أغراضها وهرب. تلتقي الفتاة بشبان يحاولون معرفة ما الذي حصل معها، هل آذاك أحد؟ هل تعرض لك أحد؟ أسئلة تنهال على الفتاة التي تعترف بالنهاية أنها اغتُصبت، ولكن كان طلبها الأول ألا يعرف أهلها.
قصة منال هي قصة العديد من الفتيات اللواتي يمكن أن يتعرضن لحادثة مماثلة، ويخفن من البوح بذلك خوفاً من المجتمع والعائلة والتقاليد.
قصة منال هي أداء تمثيلي، ولكن رد الفعل الذي صدر عن الشبان الذين التقوا بها في الشارع كان حقيقياً، فذهب البعض يسألها ان كانت تحت حالة سكر، أو تتعاطى المخدرات. إلا أن الاهانات التي طالتها كانت أقسى بكثير من الاغتصاب، اذ اتهمها أحد الشبان انها بائعة هوى، فرد صديقه مدافعاً عنها: "اعتبرها أختك"، فرد الشاب بأن شقيقته لا تخرج بهذا الشكل وفي هذا التوقيت. أما المرأة التي التقت بها في الشارع فطلبت منها أن لا تخبر أحد بأنها تعرضت للاغتصاب.
المشكلة أن أحداً لم يتنبه إلى ضرورة أن تتجه الفتاة إلى مركز الشرطة للتبليغ عن الجاني، فجّل همهم كان تحميلها المسؤولية لأن ملابسها مكشوفة.
الفيديو الذي عُرض على شاشات التلفزيون، كان يهدف إلى رفع التوعية عند المجتمع الذي يلوم الضحية دائماً. وهوضمن حملة الـ 16 يوم العالمية التي تهدف إلى القضاء على العنف ضد النساء والفتيات، بمبادرة من "منظمة أبعاد" بالشراكة مع وزارة الدولة لشؤون المرأة اللبنانية، وبدعم من سفارة مملكة هولندا والسفارة البريطانية في لبنان والمساعدات الشعبية النروجية وعدد من الشركاء، وقد حملت عنوان "مين الفِلتان؟".
"مين الفلتان" هي حملة من ضمن حملات أطلقتها "أبعاد" سابقاً وبدأتها مع حملة "الأبيض ما بغطيالإغتصاب: إلغوا المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني"، التي تعفي المغتصب من العقوبة في حال تزوج من المغتصبة، وتكللت هذه الحملة بإلغاء المادة 522. وفي العام 2017 كانت حملة "المؤبد إلو والحياة إلها" للتصدي للإغتصاب المرتكب في الحيّز الخاص عندما يكون المُغتصب من عائلة الضحية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024