بعمر الـ78 .. أم صلاح تدير قناة للأكل البيروتي الأصيل
يتميز أهل مدينة بيروت عن سكان المدن الأخرى، ويشتهرون بصنع بعض الأطباق والحلوى، التي لا تعرفها المدن اللبنانية الأخرى.. أكلات بيروتية، ليس لها مثيل تختص بها العائلات البيروتية، اليوم في طريقها إلى الاندثار، ولذا فكرت أم صلاح، "لماذا لا تقوم بإنشاء قناة خاصة بالأكل البيروتي، مع إضافة بعض الأكلات الأخرى كما يفعل البيت البيروتي؟".
الثريدة، الرشتة، الشكشوكة، حلو المعكرون.. وعن سر المفتقة، والخبيصة، واللوبية باللحمة، والخضار المقلية، والمغمور، والمجدرة الصفراء، والسلق المحشي، والفتة، والملوخية الخضراء بالدجاج على الطريقة اللبنانية، ويخنة الفاصوليا العريضة، وأقراص كبة اليقطين، والسمكة الحرة البيروتية، وغيرها من الأطباق البيروتية التي أدخلت أم صلاح التكنولوجيا في طريقة إعدادها وتسليط الضوء عليها بعد ندرة الإقبال عليها وانحسارها شيئا فشيئا في المجتمعات البيروتية بخاصة لدى الجيل الجديد.
على قناة متخصصة بالمطبخ اللبناني المنزلي وتحديدا المطبخ اللبناني على الطريقة البيروتية الأصلية والأصيلة، تعرف السيدة اللبنانية البيروتية رفيقة عباس أم صلاح (78 عاما) قناة "أكلات بيروت" التي تديرها، بأنها "قناة تهتم بإعداد الأكل البيروتي بطريقة بسيطة وسهلة في تحضير الطعام بحيث يسهل على الجميع تحضيرها بسرعة ومن دون تعقيد". وتتوجه إلى مشاهديها بالاهتمام نفسه والمحبة ذاتها التي توليها لأفراد عائلتها من أبناء وأحفاد.
امتهنت السيدة رفيقة عباس التعليم لمدة 32 سنة، سافرت إلى كندا لرؤية ابنها فعلّمت هناك لمدة سنتين، ثم انتقلت بعدها إلى دبي للإقامة عند ابنتها حيث تعرفت إلى صديق ابنها، الذي شجعها وساعدها لتفتح قناة خاصة بالطبخ على "يوتيوب". وبدأت تعلّم الأكلات البيروتية، كما تقوم بمهمة التصوير بنفسها في مطبخها.
تعرض القناة موجزا عن صاحبة القناة: "أم صلاح حائزة على شهادة جامعية في علم النفس التوافقي من الجامعة اللبنانية، وأمضت معظم حياتها المهنية في مجال تعليم اللغة العربية بخاصة لأطفال الصف الخامس الابتدائي، وهي اليوم متقاعدة تتفرغ لتأليف قصص الأطفال والناشئين".
انتقال أم صلاح من التعليم المدرسي إلى تعليم الطبخ في قناة خاصة على "يوتيوب" بعد التقاعد، واستثمار وقتها وطاقاتها في أمور هادفة وممتعة، شوّق البعص للوصول إلى سن التقاعد، ولربما فكّر البعض بتحقيق الشهرة التي لطالما حلموا بها.
تعلق مياسة: "تجربة ام صلاح، غيرت نظرتي للحياة، وما كنت اعتقده عن ما ينتظرني من وحدة ويأس واكتئاب بعد عمر الستين، بات موعد لانطلاقة جديدة، وتحقيق شيخوخة ناجحة.. شكرا ام صلاح: لن أجلس مكتوفة اليدين".
بعدما وصل عدد المشتركين في قناة "أكل بيروت" إلى أكثر من 156 ألف، باتت أم صلاح اليوم من مشاهير الـ"سوشال ميديا". تتفاعل مع متابعيها، وخرجت من مطبخها لتشاركهم أيضا طريقة الاعتناء بشرفة منزلها. "انا عم سجل فيديو غير فيديوهات الطبخ يلي تعودنا نعملهم، تشاهدوهن وتشاركوني بالافكار، اليوم عندي فيديو عن الزرع على "بلكون" شرفة منزلي.. حلو نزرع ونقطف بايدنا"، تقول أم صلاح، فالراحة تتعبها.
أهمية الانشغال بعد عمر 60 و70
الجميع يتكيف مع الشيخوخة بشكل مختلف، بعض النساء يخشين التقاعد، لكن تجربة أم صلاح قدمت طريقة مختلفة للتعامل مع تغييرات التقدم في العمر، وضبطت إيقاع حياتها بشكل جيد، وبدلا من عزل نفسها بعد التقاعد أو الوقوع تحت رحمة المشاكل الصحية، أو ترتيبات المعيشة، عززت الشعور بالإنتاجية والمشاركة، ومارست هوايتها واهتماماتها، وحولت مرحلة الشيخوخة إلى مرحلة أكثر إبداعا، حتى باتت شخصية مثيرة للاهتمام.
نقلاً عن "شبكة الحياة الاجتماعية"
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024