هل طفلك موهوب؟
هل طفلي موهوب؟ سؤال تطرحه معظم الأمهات حين يبدأ الطفل باكتساب المهارات وتعلّم الكلام. والواقع أن الطفل الموهوب هو الذي يتمتّع بقدرة عالية على الإبداع فكرياً ومعرفياً في مجال محدد. فالطفل الموهوب ليس خارقاً في كلّ الأوقات والمجالات، ولا يجوز أن تكون التوقعات مرتفعة لأدائه على كل الصعد.
الطفل الموهوب هو صاحب القدرة الاستثنائية على التفكير والتعلّم، أو الكفاءة والإنجاز بنسبة مرتفعة في مجال واحد أو أكثر. وقد يكون الطفل موهوباً في الرياضيات، أو الموسيقى، أو اللغات، أو الرسم، أو الرقص، أو الرياضة... ويمتلك الطفل الموهوب صفات كثيرة تميّزه عن غيره نستعرض في ما يأتي أبرزها:
صفات الطفل الموهوب
- يتعلّم الطفل الموهوب النطق والقراءة أسرع من الأطفال الآخرين الذين هم في مثل سنّه. ويكون عموماً أسرع في تعلّم اللغات وفهم الفروق الدقيقة بين قواعد اللغة، ومن الممكن حقاً أن يتعلّم الطفل القراءة قبل دخول المدرسة العادية.
- تزيد حصيلة الكلمات والمفردات لدى الطفل الموهوب بشكل أفضل من غيره، لأسباب تتعلق بقدرته على القراءة والتحدّث في وقت مبكر. كما يصبح فضولياً وراغباً في معرفة المزيد. نتيجة ذلك، تصبح لديه مفردات أفضل من الأطفال الآخرين.
- يكون عموماً شديد الفضول والاهتمام بالمعلومات ودقيق الملاحظة. ينتبه إلى ما حوله وصاحب ذاكرة قوية. يربط بين الأفكار والأشياء والوقائع بسهولة وسرعة، ويكشف عن قدرة هائلة في إدراك المفاهيم.
- يتعلّم بسرعة من دون الحاجة إلى تدريب طويل وممارسة متكررة، وصاحب مهارات فائقة في حلّ المشاكل.
- يتعلّم القراءة في سنّ مبكرة. يستعمل جملاً طويلة ومعقّدة. يقرأ ويتكلم بسرعة غير عادية. يطرح أسئلة غير اعتيادية، ولا سيما ماذا لو؟ كيف ذلك؟
- يمتلك القدرة على قراءة لغة الجسد والتقاط الإشارات قبل توضيحها شفوياً، ولا يحتاج إلى تعليمات صريحة مثل باقي الأولاد في عمره.
- يحب الألعاب المعقّدة ويستمتع كثيراً بتعلّم أشياء جديدة. لا يوقفه أي حاجز أو عقبة.
- يرفض المساعدة عند تقديمها له لأنه يرغب في تجربة أشياء جديدة بنفسه من دون مساعدة الآخرين.
يتّصف بفرط الطاقة والنشاط، ويشعر سريعاً بالملل ويحاول دوماً البحث عن أشياء جديدة.
المصاعب التي تعترضه
في الكثير من الحالات، يجد الطفل الموهوب صعوبة في التكيف مع مواهبه، ولذلك قد تحدث بعض المشاكل السلوكية. فهو بحاجة إلى معاملة خاصة وتعاون ما بين عائلته ومدرسته لمساعدته على الاندماج مع الآخرين، بسبب التباين الحاصل بين النمو الذهني والنمو العاطفي والعمري.
• يجد الطفل الموهوب صعوبة في التواصل مع أقرانه ومن هم في فئته العمرية. فهو يشعر بالملل معهم ويواجه صعوبة في شرح وجهة نظره لهم، فيما يجد الأطفال الآخرون صعوبة في فهمه أو التواصل معه. نتيجة ذلك، يشعر الطفل الموهوب بالراحة مع الأكبر سنّاً أو مع الذين يتطابقون معه في المستوى العقلي. كما يحب الطفل الموهوب مشاركة الأشخاص البالغين لأنهم يملكون القدرة على فهم مناقشاته.
• يتعامل مع المواقف والأشياء بحساسية كبيرة عموماً، ولذلك يجد صعوبة في تقبّل أي شكل من أشكال الرفض، سواء على الصعيد الفكري أو الاجتماعي أو العاطفي.
• يبحث عن الكمال في كل شيء يفعله، ولكنه يعجز أحياناً عن تحقيق ذلك الكمال، مما يؤدي إلى شعوره بخيبة الأمل وفقدان الثقة في النفس. على سبيل المثال، قد يضع طفلك أهدافاً غير قابلة للتحقيق، لكن الفشل في بلوغ تلك الأهداف يمكن أن يؤثر سلباً في حالته النفسية.
• يعاني أحياناً من تفاوت في مستويات التنمية. ففي الكثير من الأحيان، ينجح الطفل في تنمية مستواه الفكري، ولكنه قد يواجه مشكلة في تطوير باقي الجوانب في شخصيته، مثل الاختلاط مع الأطفال الآخرين أو الحفاظ على حياة اجتماعية جيدة.
دور الأهل
- في عصر الإنترنت، بات سهلاً الحصول على مختلف المعلومات والاستشارات النفسية والاجتماعية والتربوية. إلا أنّ الجوّ العائلي المتوازن هو أفضل ما يمكن تأمينه للطفل الموهوب للانخراط التام مع إخوته وأهله. وفي الغالب، يجدر بالأهل أن يعملوا على تعزيز ثقة الطفل في نفسه وتشجيعه على تنمية مهاراته، وإقناعه بأنه قادر على مواجهة المشكلات التي تعترضه.
- كما يتوجب على الأهل توفير مناخ عاطفيّ ملائم للتعامل مع مختلف المشاعر التي تنتاب الطفل الموهوب لإقامة علاقات اجتماعية سليمة. ولا تجوز المقارنة نهائياً مع إخوته أو أصدقائه، لأنها سوف تنعكس سلباً على العلاقات بينهم.
- ولا بد من الإشارة إلى أنه مهما كان الطفل موهوباً فإنه يحتاج دوماً إلى التوجيه والحماية. ولا تتوقعي أن يرغب طفلك في الاستقلال طوال الوقت، بل يحتاج إلى المساعدة والدعم مثل أي طفل آخر في عمره.
- ويبقى الأهمّ هو التعبير عن المحبّة داخل العائلة والاهتمام بكلّ فرد فيها، والأخذ في الاعتبار أنّ الطفل الموهوب هو طفل أولاً وموهوب ثانياً! فلا يجوز حرمانه من طفولته أو الحكم عليه ومعاملته مثل الراشدين.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024