تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

بعد الوديع والصافي...

 بعد أيام يمرّ شهر على غياب وديع الصافي. رائد الأغنية اللبنانية الشعبية الذي كان يستدين ليمنح حسبما قال ابنه جورج. مات فقيراً، هذا ما صرحت به زوجته مالفينا طانيوس وهي تتقبل التعازي. تعرّت نغمة النهوند بصوت وديع الصافي في أغنية «ولو»، ولم يعرف أن هذه الأغنية ستمسي عنواناً لرحيله مع أحلام فنية بوطن أفضل اعتاد الحداد إلاّ بموته... ولم يكن يعرف أن أغنية رياض البندك «يا عيني عالصبر» ستمثله هو المتواضع إنما الشامخ كجبل والراحل إنما الخالد كأرزة.


«صاحب السروال الأسود»  صوت الضيعة والجبل

عاد رئيس الإذاعة اللبنانية السابق محيي الدين سلام إلى منزله باكياً حين شهد ولادة موهبة لبنانية بوزن وديع فرنسيس بعد أن اختبرت صوته اللجنة الفاحصة. أطلق عليه اسم «وديع الصافي» نسبة إلى صفاء صوته.

«يا مرسل النغم» أغنيته الأولى ... تعاون مع مارون كرم وعاصي الرحباني وزكي ناصيف وفيلمون وهبي وسامي الصيداوي وفريد الأطرش وصدح صوت «صاحب السروال الأسود» بكلمات أسعد السبعلي بالميجانا والغياب والشموخ ... هو «صوت الضيعة والجبل» بأغانيه الحساسة عن «طيور البرد ووراق التين وناطورة الياسمين» و» زرقة النسمات وعصفورة النهرين» و«بيت صامد في الجنوب».. هو «أبو صالح» و«أبو علي» الذي وقف إلى جانب نصري شمس الدين وصباح التي بكت رحيله، وفيروز الذي غنى معها موشحات أندلسية مثل «إذا كان ذنبي أن حبّك سيدي».

حضر صوته إلى جانب نجوم شباب ومن هم من غير جيله، وائل كفوري وعاصي حلاني... وقد نهل الجيل الجديد من أعماله على مسرح التجربة وبرامج المواهب ولعل أبرزهم ملحم الزين الذي تألق بأغنية «عندك بحرية يا ريس»، ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي يتشاطر معه إبداع العزف على العود..

محطات في حياة وديع الصافي
  • ولد في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1921.
  • لم يكن وديع الصافي قد اكمل بعد السنتين من عمره عندما اذهل خاله بقوة صوته ونقاوته.
  • انتقلت عائلته في ثلاثينات القرن المنصرم إلى بيروت.
  • تقاضى أول أجر فني وكان ثماني ليرات ذهبية من والدة الزعيم الدرزي الراحل كمال جنبلاط، الست نظيرة لقاء غنائه لها وهي مريضة.
  • سافر إلى أميركا اللاتينية في الحرب العالمية الثانية، وغادر إلى مصر وبريطانيا وباريس في الحرب الأهلية لكنه لم ينقطع عن لبنان.
  • لُقّب بصاحب الحنجرة الذهبية وقيل عنه في مصر مبتكر «المدرسة الصافية» (نسبة الى وديع الصافي) في الاغنية الشرقية.
  • قدّم مع الشاعر أسعد السبعلي أغنية «طل الصباح وتكتك العصفور» عام 1940.
  • ثبت خطواته في مصر بعد لقائه بوالد «نور الهدى» أو ألكسندرا بدران، نقولا بدران.
  • تزوج إلفينا طانيوس عام 1952، ورزقا فادي وأنطوان وجورج وميلاد ودنيا ومارلين.
  • ساهم في نهضة الأغنية اللبنانية من خلال مهرجانات بعلبك التي جمعته وفيلمون وهبي والأخوين رحباني وزكي ناصيف ووليد غلمية...
  • اجتمع مع صباح في فيلمين سينمائيين هما «موال» و«نار الشوق» الذي أدى فيه أغنية «على رمش عيونها» لابنتها هويدا.
  • في سن ال80، تعاون مع المنتج اللبناني ميشال الفترياديس لإحياء حفلات غنائية في لبنان وخارجه مع المغني الإسباني خوسيه فرنانديز والمطربة حنين.
  • حقق دويتو «وكبرنا يا بيي» الذي أدته معه شمس الأغنية نجوى كرم نجاحاً منقطع النظير شكل بصمة حقيقية للقاء جيليْن من صوت الجبل. وهو معروف بالغناء للأبناء، «الله يخليك يا بني» و«يا بنتي» و«الأمانة» (مع عاصي الحلاني)...
  • فارق «صوت الجبل» الحياة عن عمر يناهز 92 عاماً.

 

من أقواله

  • الفن يبعد الإنسان عن السوء ويجعله راقياً في عاطفته وأخلاقه ووطنيته. الفن ليس مجرد غناء.
  • «ما أعز من الولد إلا البلد».

 

من الأقوال عنه

  • الموسيقار محمد عبد الوهاب: «هو أديب الفن العربي، وآخر عمالقة الفن الجميل».
الفن تغيّر قبل رحيله. لكنه تغيّر أيضاً بعد رحيل «أديبه» وأمثاله من «الصافيين».

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078