تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

زنجبار الأرخبيل الأسمر...

يسبح عند شرق أفريقيا أرخبيل تحتار في هويّته فهل هو عربي أو افريقي أو هندي أو أوروبي أو أنه فقط اسمه زنجبار؟!
يذكر المؤرخ شكيب إرسلان في كتابه «حاضر العالم الإسلامي» أن زنجبار كانت تخضع لسلطنة عُمان سواء في عهد السلاطين اليعاربة أو سلاطين آل بوسعيد.
وقد ظلت سيطرة العُمانيين على زنجبار وساحل شرق أفريقيا حوالي ألف عام ولم تنقطع عن تلك المناطق إلا لفترات قصيرة بسبب رحلات الاستكشاف البرتغالية لفاسكو دي غاما التي تبعها الاستعمار البرتغالي نفسه فانتزعوها منهم عام 1503، وبقيت في أيديهم إلى أن طرد الامام سلطان بن سيف البرتغاليين من عُمان ومن ساحل شرق أفريقيا.
ثم عادت ووقعت تحت سيطرة البريطانيين وأصبحت محمية بريطانية عام 1890 لتحصل الجزيرة على استقلالها عام 1963.

ومهما تكن هوّية زنجبار التاريخية أو الحاضرة التي كانت معبرًا لا بد منه لطريق الهند في عهد الإستعمار البريطاني، فإنها شهدت تتالي أجيال التجار الذين جاؤوا من كل أنحاء العالم منذ القرن الثاني عشر، العصر الذي عرفت فيه زنجبار إزدهارًا تجاريًا تدفقت خلاله تجارة العاج والخشب والحرير، والذهب والتوابل وكانت تعتبر نقطة مركزية لتجارة العبيد.
لا تزال زنجبار محتفظة بتاريخها تستعرضه ببهاء في الأحياء القديمة لزنجبار الجزيرة المدينة التي تحمل اسم الأرخبيل.

زنجبار المدينة الجزيرة
تملك زنجبار، كبرى مدن الأرخبيل وإحدى المدن الرئيسية لتنزانيا، جمالاً غريبًا يجمع بين ألغاز القارة السمراء وطبيعتها الخلاّبة وروائع الفن المعامري الإسلامي، مما جعلها مقصد السياح، يجذبهم هذا الخليط الفريد التي لم تعط المدينة سر تركيباته.
ولعلّ مدينة الحجر Stone- Town غرب المدينة من الأسرار التي لا يمكن حلّها، ففي هذه المدينة يجد المتجول نفسه صدفة في أزقة ويكتشف خليطًا فريدًا من نوعه من أنماط الهندسة المعمارية المستوحاة من الفن العربي والهندي والأوروبي قد طغى على هذا الحي- المتاهة حيث تتجاور البيوت ذات الواجهات المرجانية والأبواب الخشبية وشرفات صغيرة معلّقة في الهواء تتدلى منها أصص الزهور.
ويعتبر «بيت العجائب» من المعالم الأثرية الفريدة التي تعكس أناقة الفن المعماري الأفريقي- العربي، فقد شُيد هذا البيت بعد القصف البريطاني في القرن التاسع عشر، ويتميز بأبوابه الغريبة.
أما بيت الساحل الذي كان مقر السلطان حتى عام 1964 فإنه يضم متحفًا مكرساً لعرض تاريخ السلطنة.
أما القلعة القديمة فهي حصن بناه العرب في موقع كنيسة برتغالية تشكل معلمًا تاريخيًا يستحق التجوال بين أسواره، فهي تضم مركز زنجبار الثقافي، وصالة مسرح مفتوح على الهواء ومعرضاً للفن ومقهى.
وعلى مسافة 35 كيلومترًا تقع غابة جوزاني التي تسرح وتمرح فيها قردة الكولوب الحمراء النادرة وأنواع أخرى من القردة، وكذلك الجواميس وسلسلة نادرة من الطيور.

بمبا Pemba
عاشت مدينة بمبا لفترة طويلة في ظل زنجبار جارتها الأكبر مساحة وذات الثقل السياسي، تفصلها عنها خمسين كيلومترًا.
لا تزال هذه الجزيرة تحتفظ بطبيعتها العذراء الخصبة التي تنتشر في فضائها روائح كبش القرنفل الذي تشتهر بزراعته.
أما المياه فيها فهي مقصد هواة الغطس الذين يكتشفون عالمًا بحريًا لم تتهاو قصوره ولم يهجره سكانه.

ميناي باي Menay Bay وشانغو Changu وكيغوماشا
تضع سلاحف البحر بيوضها في ميناي باي في جنوب غرب زنجبار، فيما تخبئ جزيرة شانغو عائلات السلاحف العملاقة، وتستعرض شبه جزيرة كيغوماشا شمال- غرب بمبا شطآناً رملية لؤلؤية خصوصاً شاطئ فوماويمبي الفسيح، مما يجعلها ملاذًا لهواة السمرة يسترخون على هدير مياه المحيط الهندي الفيروزية وهي تتلاعب بالرمال البيضاء إلى أن تذوب في كثبانها.

عيد الفطر في زنجبار طقوس خاصة
يحتفل سكان زنجبار بعيد الفطر كما كل العالم الإسلامي، فتزين شوارع المدينة وتزدحم الأسواق قبل العيد بالمتسوقين لشراء ملابس العيد.
وعلى مدار أربعة أيام يقام مهرجان العيد حيث تصدح موسيقى الطرب، فزنجبار تسمى بلاد الطرب والموسيقى فيها خليط من الإيقاعات الإفريقية والعربية وا

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080