مايا نعمة: اسطنبول لا أملّ زيارتها
رغم أن اسطنبول مدينة تزورها النجمة مايا نعمة تكراراً للمشاركة في مهرجان السالسا فإنها تسرق الوقت فيها للتعرف إلى مدينة عرفت في ذاكرتنا العربية رمزًا لفرمانات الباب العالي. ومايا لا تمل من اسطنبول، ففي كل زيارة تكتشف أمرًا جديدًا.
أما شرم الشيخ فهي المدينة التي تمضي فيها فعلاً إجازة يغمرها الاسترخاء في عالم الصحراء الفريد.
عن اسطنبول حدّثتني مايا: "أزور اسطنبول كل سنة للمشاركة في مهرجان السالسا العالمي، وغالبًا ما أكون برفقة عائلتي وأصدقائي.
رغم أن زيارتي لها لا تتعدى الثلاثة أيام أنشغل خلالها بالتمارين والتحضير لسهرة السالسا، فإني أسرق الوقت وأجول في هذه المدينة التي تحضن سحر الشرق والغرب معًا.
في اسطنبول أحب زيارة الجوامع، فكل واحد منها مختلف في الهندسة المعمارية، وأشعر بأن مهندسي هذه المعالم الدينية كانوا في تنافس فني أخرج تحفًا فنية، زخارف من المرمر والرخام والذهب، ومنمنمات شُغلت بإتقان".
تحب مايا أن تجول في شوارع اسطنبول القديمة لكنها ترى أن هذه الشوارع بدأت تخضع لمعايير العولمة فتقول: "أزور اسطنبول منذ خمس سنوات، وأشعر بالتغير البطيء والسلس الذي يتسرب إلى المدينة.
فقد اعتدت الذهاب إلى الأسواق الشعبية وأتسوّق مشغولات يدوية صنعتها أياد تركية، مثل "الشروال" التركي، أما اليوم فألاحظ ووالدتي أن الأمور تغيّرت وصار وجود المتاجر التقليدية قليلا لتحل مكانها سلسلة المتاجر التي نجدها في كل دول العالم. ومع ذلك لا أزال أحب هذه المدينة ولا أتردد في زيارتها".
من النشاطات التي تقوم بها مايا السياحة البحرية حيث تبحر في مركب ضخم يخترق أمواج بحر مرمرة وتستمتع بمشاهد المدينة الخلابة وهي تتراقص على وجه ماء البحر فلا تخشى تياراته ولا مده وجزره.
الطريف كما تقول مايا: "الجولة البحرية تجعلني أستعيد مشاهد مسلسل نور وعفويًا تراني أقول آه هذا المعلم أو المشهد ظهر في مسلسل نور".
لا تحب مايا الفوضى في الأكل أثناء سفرها خارج لبنان، فلا تحاول تجربة مطبخ المدينة التي تزورها بعد تجارب عدة أفسدت عليها رحلتها: "في كل مرّة كنت أسافر وأجرب مطبخ المدينة التي أزورها أصاب بمرض في معدتي فقررت عدم خوض التجربة وأستمتع باكتشافي المدينة وأنا في صحة جيدة.
ولكن في اسطنبول أحب تناول البوظة، فهناك للبوظة طقس طريف وممتع. في زيارتي الأولى لاسطنبول أردت تناول البوظة فما كان من البائع إلا أن أعطاني القمع فارغًا بواسطة مغرفة طويلة وبدأ يملأه بالنكهات وعندما انتهى أردت أن آكل فما كان منه إلا أن سحبه بخفة ففوجئت وراح يضحك، فهذه طريقة طريفة جدًا.
وعندما أزور اسطنبول أصر على تناول البوظة لأن لها طقسًا طريفًا وممتعًا".
تنهي مايا حديثها عن اسطنبول بالقول: "أحب كل شيء في اسطنبول... الناس، الأسواق، الطبيعة الخلابة، والموسيقى الرائعة التي تسمعينها أينما ذهبت، تزيّنها الأصوات الجميلة".
شرم الشيخ
من اسطنبول تنقلني مايا إلى إجازتها في شرم الشيخ المصرية وتقول: "في شرم الشيخ أمضيت إجازة فعلية بعيدًا عن هموم العمل.
في هذه المدينة المصرية تركت العنان للرياضات والمغامرات التي كان بعضها فيه مجازفة، فجربت الغطس في البحر الأحمر، وحلّقت في المظلّة الشراعية التي يجرها القارب السريع... شعور أعجز عن ترجمته، فهذه الرياضة فيها من المتعة ما يفوق الوصف.
وبالطبع لم أُفوّت في شرم الشيخ مغامرة سفاري الصحراء التي لا تخلو من الرهبة، فخوض غمار كثبان الصحراء ليلاً مع كون مرشدك الوحيد أحيانًا ضوء القمر وأنوار السيارات الرباعية الدفع فيه مغامرة لا تخلو من الخطر فالتيه في الصحراء ليلاً وارد إذا لم تكوني برفقة خبراء ويعرفون دروبها.
تعيشين ساعات من الرهبة ولا تتنفسين الصعداء إلا عندما تلوح لك أنوار الخيم، التي تستقبلك لتناول الشاي والاستمتاع بحلقات الرقص الفلكلوري وضيافة قبائل الصحراء".
من الطرائف التي حصلت مع مايا في شرم الشيخ حين كانت طالبة في ستار أكاديمي وذهبت مع زملائها إلى شرم الشيخ: "كنا نتناول العشاء في مطعم الفندق وأُعلن برنامج السهرة فظن روّاد المطعم الأجانب أننا سنقدم وصلة غنائية، وصاروا يصفقون بحماسة بينما نحن واصلنا تناول العشاء ليفاجأوا بأن راقصة شرقية ستحيي السهرة".
وعن الفارق بين اسطنبول وشرم الشيخ تقول مايا: "تطغى على اسطنبول السمات الأوروبية، فتشعرين بأنك في إحدى مدن هولندا أو روسيا، بينما شرم الشيخ طابعها عربي صحراوي فضلاً عن أن التواصل مع الناس فيها أسهل لأننا نتكلم اللغة نفسها".
أما النصيحة التي تسديها مايا لمن يريد السفر أن يأخذ معه دائمًا ثيابًا مريحة وحذاء رياضيا، لأن السفر يعني الكثير من التجوال في الشوارع سيرًا على القدمين، وألا يضع في حقيبة اليد أثناء ذلك سوى الأشياء الضرورية، فالنشالون موجودون في كل مدن العالم والسياح طريدتهم السهلة.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024