تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

دبي حيث الترف والراحة

365 يوماً استعدتها جميعها وأنا أجلس في الطائرة الإماراتية المتوجهة إلى دبي... سنة كاملة استعدتها بأيامها ولياليها، وإذا بي أجد أنّ الأيام الأربعة التي أمضيتها في منتجع بارك حياة العام الفائت كانت هي دون شكّ الأجمل. ذكرياتي في ذاك المكان الرائع زادت حماستي للوصول سريعاً واكتشاف ما لم أتمكّن المرّة الماضية من اكتشافه. علماً أنني في هذه الرحلة سوف أكون في ضيافة سلسلة فنادق «حياة»، مما سيُمكنني من اكتشاف جمالية كلّ فندق من فنادق هذه السلسة المعروفة بفخامتها وروعتها وحسن ضيافتها في مختلف فروعها الموزّعة حول العالم.


بارك حياة: واحة فردوسية من العصر الأندلسي
في المطار أقلّتني السيّارة الخاصة بالخطوط الجويّة الإماراتية المسؤولة عن توصيل ركّاب الطائرة من الدرجتين الأولى ورجال العمال.
وأنا في طريقي إلى فندق «بارك حياة» بدأت أفكّر في البرنامج المُفترض إنجازه خلال إقامتي القصيرة في دبي: «زيارة فندق غراند حياة وريجنسي حياة ومغامرة الطائرة المائية وزيارة مقرّ شركة الطيران الإماراتي ومعهد تدريب قيادة الطائرات وتأهيل المضيفين والمضيفات والتسوّق في دبي مول والذهاب إلى برج خليفة للتمتع بمشاهدة إمارة دبي من أعلى نقطة برج في العالم».
النشاطات والمغامرات كانت مثيرة بالنسبة إليّ وطاقتي كانت كبيرة للتعرّف أكثر على تفاصيل الإمارة التي أحببتها منذ زيارتي الأولى لها.
بعد زحمة الأفكار في رأسي وضجة الناس من حولي في مطاري بيروت ودبي وجدت نفسي فجأة أمام المكان الأكثر هدوءاً في العالم.
إنّه منتجع «بارك حياة دبي». فما إن تصل إلى هذا الفندق حتى تخال نفسك في قطعة فردوسية لا يسكنها سوى العصافير والخضرة والماء.
إنّه عالم مليءٌ بالأجواء الساحرة. فالشوارع التي تسير في وسطها تحضنك بأشجار نخيلها المتراصّة على الجانبين، والإطلالة التي تستوقفك هي الخور المُزيّن بالسفن واليخوت.
أمّا الجمال الهندسي للفندق من الخارج فيُعيد إلى أذهاننا صورة القصور الأندلسية العريقة بقبابها الفيروزية الرصينة وطلائها الأبيض النقي.
ورغم وجود الفندق في قلب المدينة الصاخبة ليلاً ونهاراً، إلاّ أنّه يمنحك إحساساً بأنّه منتجع فريد أُقيم في جزيرة نائية يصعب الوصول إليها.
وقد يكون هو المنتجع الوحيد من نوعه في مركز مدينة دبي، بما له من تصميم معماري خلاّب وخدمات شخصية يوفرها لضيوفه.
وهذا ما يجعل من «بارك حياة دبي» الإختيار الأوّل للزوّار الباحثين عن ملاذ هادئ يجمع بين الذوق الرفيع في التصميم والبيئة الصحية من حيث المفهوم. ويملك «بارك حياة دبي» حصرية عطور المصمم العالمي Blaise Mautin التي تُسيطر برائحتها المميزة على المكان والتي تدخل ذاكرتك لتسكنها ولتصبح مرادفاً لهذا المكان الرائع الذي يسمح لحواسك كلها بأن تستمتع وتأخذ نصيبها من الإحساس بالجمال والترف.

كما يضمّ الفندق أهمّ نادٍ صحّي في دبي «أمارا سبا»، وهو يُقدّم تشكيلة واسعة من جلسات العلاج التجميلية المتكاملة والفريدة من نوعها في غرف خاصة ومستقلة تضمّ ردهات شراب وشرفات خارجية ودشات مطرية داخلية وخارجية.

وهذا الجوّ الحميم والمريح يجعل من منتجع «بارك حياة» المتميّز بغرفه الواسعة الأنيقة ومطاعمه الجميلة الراقية من أكثر الأمكنة المُناسبة لتمضية شهر العسل في دبي لما فيه من أجواء رومانسية حميمة ومناظر جميلة مُدهشة وحدائق غنّاء تُزينها أكاليل الزهور والأشجار والنوافير، لتتنفّس فيها صحةّ ورونقاً وجمالاً.
ونظراً إلى موقعه المطلّ على سطح مائي قرب نادي خور دبي للغولف واليخوت، يمكن زوّار بارك حياة الاستفادة من النشاطات التي يوفرها لهم الفندق كممارسة لعبة الغولف في أحد أكبر ملاعب الغولف في العالم واستئجار اليخوت والتمتّع برحلة بحرية مسليّة أو حتى خوض مغامرة الطائرة المائية Seawings التي تطير بك فوق مدينة دبي وتأخذك عبر 40 دقيقة في رحلة جوية مميزة تُمكنّك من مشاهدة برج خليفة وبرج العرب وجميرة النخيل وجزيرة العالم من ارتفاع غير كبير.

«غراند حياة دبي»: المنتجع الأوّل في قلب المدينة
عندما دخلت هذا الفندق شعرت بأني في مكان وُجد ليُشعرني بالراحة والأمان. التأمّل قد يكون أفضل رياضة يُمكنك القيام بها في هذا المنتجع الضخم القابع في قلب المدينة.
كيف لا وفي داخله غابة استوائية خضراء تتداخل بينها الجسور الخشبية التي تعتلي النهر الداخلي. إنّه فندق لا يُقارن بأي فندق آخر. فموقعه بالقرب من شواطئ خور دبي ومطاعمه العالمية المتنوعة ومناظره الطبيعية الخلاّبة ومراكبه الشراعية المصنوعية يدوياً والتي تتوّزع كشعار ثقافي تراثي داخل الفندق، كلّها أمور تجعل من غراند حياة منتجعاً لا مثيل له.
فهو يشمل 674 غرفة ويتألّف من 4 أبراج، بالإضافة إلى منتجع فخم وشقق وفيلات فندقية.
كما يقع داخل الفندق 13 مطعماً ومقهى ذات إطلالات رائعة على الحديقة الداخلية والخارجية تُمكنّك من الإستمتاع بجلسات رائعة في الهواء الطلق.
ولا يمكنك أن تمرّ في الباحة الخارجية دون أن تستوقفك الشلاّلات والبحيرات الصناعية قرب أحواض السباحة التي تُجاور أربعة ملاعب تنس وحوض سباحة داخلياً وصالة للألعاب الرياضية مجهزّة تجهيزاً كاملاً.
المنظر الرائع في وضح النهار جعلني أشعر بأنني أعيش تجربة فريدة أتمناها فعلاً لكلّ من أحبّه. وأنا أسير متأملّة جمال العمارة والطبيعة، استوقفتني أصوات أطفال صغار يلعبون ويصرخون فرحاً.
استدرت لأكتشف مصدر الصوت وإذا بي أرى عالماً كبيراً من الألعاب المائية الخارجية بجوار غرف مُغلقة مليئة بالألعاب الإلكترونية والقصص والرسوم... وعندما سألت عن هذا المكان الجميل الذي أخرج الطفل الذي يسكن داخلي علمت أنّ هذا هو العالم الخاص بأطفال النزلاء في فندق غراند حياة، وتديره معلّمات ومسؤولات يعتنين بالأطفال الذين باستطاعتهم الاستمتاع بهذا القدر من الحرية واللعب والفرح مجاناً.
وانتهت رحلتي المشوّقة داخل غراند حياة في مطعم «أوتار» الذي قدّم لنا أطيب الأطباق اللبنانية الشهية على إيقاع الموسيقى العربية الأصيلة.
وفي اليوم التالي أبيت إلاّ أن أجرّب مغامرة الأكل الهندي في مطعم «الهندي» المعروف بأطباقه الهندية الأصيلة بالفرن التندوري التقليدي. وكانت متعة التجربة كبيرة عندما تذوّقت خبز «نان» الطازج الشهير إلى جانب الصلصات الحارّة والمخللات الهندية المميزة.

وأكثر ما أحببته في مطاعم فنادق «حياة» عامة هو أسلوبهم المعروف ب«المطبخ المفتوح» الذي يعتمد على إقامة مطابخ مفتوحة وسط المطعم حتى يتمكّن الزائر من مشاهدة كيفية تحضير طعامه بأمّ عينيه، مما يزيد ثقته بالمطعم ويُشعره بالكثير من المتعة والثقة بالنظافة والجودة.

حياة ريجنسي: معلم فريد في مدينة فريدة
سمعت الكثير عن «حياة ريجنسي» قبل أن أزوره. علمت أنّه من أوائل الفنادق التي بُنيت في مدينة دبي وأردت أن أزور ذاك الفندق الذي شهد على نهضة هذه المدينة الفريدة.
فانطلقت وزملائي، ضيوف مجموعة فنادق Hyatt العالمية، إلى «حياة ريجنسي». روعة الفندق الهندسية وفخامته المعمارية ومميزاته الطبيعية تولّد لديك إحساساً بأنّك خلال إقامتك فيه سوف تعيش حياة استثنائية داخل مكانٍ أقل ما يُقال فيه إنه استثنائي.

فما أن وطأت قدماي الفندق الأقدم من ضمن سلسلة فنادق «حياة» في دبي حتى شعرت بأني وصلت إلى واحة من الترحيب والفخامة على ضفاف كورنيش الديرة في دبي.
ورغم قرب الفندق من مناطق التسوّق التجارية الأكبر والأشهر في المدينة فإن إطلالته الجميلة تجعل منه فندقاً مناسباً لرجال الأعمال أو الباحثين عن الراحة والاستجمام.
ولم يكن معقولاُ زيارة فندق «حياة ريجنسي» من دون تناول وجبة الغداء في أحد أشهر مطاعمه الذائعة الصيت في دبي كلّها. إنّه دون شك مطعم «الدوّار» الذي يقع في الطابق العلوي من الفندق. فهو يتمتّع بإطلالة رائعة على مياه البحر الزرقاء والخور ومدينة دبي.
أمّا الجديد فيه فهو أنّه يدور على مدار جلسة تناول الطعام أي ما يعادل 45 دقيقة في شكل خفيف يُمكّنك من مشاهدة بانورامية للمدينة الجميلة من كلّ جوانبها. وبعد التعرّف إلى الفندق بكل ما يتميّز به من غرف وأجنحة تناسب العائلات ورجال الأعمال، دخلنا إلى مطعم «شهرزاد» الذي أشعرني بأني وصلت إلى بلاد فارس فعلاً.
فالمطعم الإيراني الشهير هو مقصد كلّ محبّي هذا المطبخ في دبي لكونه يُقدّم أطباقاً ايرانية متخصصة لكل الذوّاقة من محبّي الأرز الإيراني اللذيذ والخبز الطازج المعدّ في فرن التنور والكباب الطيّب بالزعفران أو المعزّز بأرقى النكهات.
في الواقع، لم أتحمّس يوماً لتذوّق أطباق غريبة من مطابخ جديدة بالنسبة إليّ، إلاّ أنّ تقاليد الضيافة الإيرانية الدافئة والأجواء التراثية التي ذكرتني بحكايات ألف ليلة وليلة والديكورات الخشبية الرائعة جعلتني أشعر بوجوب تناول هذه الأطباق المميزة برائحتها اللذيذة وطريقة تقديمها الجميلة.
ومن بين الأطباق الإيرانية التي حفظتها أذكر: «خورشيه البامية»و«باغيلي بولو با ماشين» و«شيلو كباب الكبيدة».

At The Top: دبي من أعلى برج في العالم
التجربة تستحقّ المغامرة... تستحقّ العناء... وتستحقّ أيضاً تسلّق العلياء. رؤية مدينة كاملة بكلّ ما فيها وما عليها أمر جميل وإنما تأملّها من أعلى نقطة في أعلى برج في العالم هي فعلاً تجربة رائعة ومدهشة جعلتني أشعر وأنا في الطابق الأعلى أنني أعيش لحظات استثنائية في مدينة جدّ استثنائية.
وبالرغم من أنني لا أحبّ الأبنية الشاهقة والأماكن المرتفعة إلاّ أنّ الصعود إلى قمّة برج خليفة هي تجربة يُمكنك المُفاخرة بها أمام كلّ الناس، وهم دون شكّ سوف يحسدونك عليها.
كيف لا وأنت تقف على رأس أطول ناطحة سحاب في العالم، تراها شامخة على أرض الصحراء العربية بإبداع هندسي مُدهش.
وبعد عودتي إلى الأرض وقفت في وجه البحر الذي يُحاذي البرج أتأمّل عظمة الخالق... وإبداع الإنسان. فكانت تجربة «برج خليفة» عن حقّ مسك ختام الرحلة الممتعة بضيافة مجموعة فنادق «حياة» وطيران الإمارات.

زيارة خاصة لمقرّ شركة الخطوط الجويّة الإماراتية
لم أكن أعرف ما الذي قد يُفيدني على المستوى الشخصي في الزيارة المخصصة إلى مركز شركة الخطوط الجوية الإماراتية، إلى أن وصلنا إلى الشركة الضخمة وإلى كليّة الإمارات للتدريب في دبي.

تعرّفنا هناك إلى كلّ تفاصيل وحيثيات العمل الجوّي الذي تُتقنه طيران الإمارات بامتياز. ففي كليّة التدريب عرفت أنّ طاقم المضيفين ليس مجرّد مجموعة من الشبّان والشابات الذين يصعدون الطائرة لخدمة المسافرين وتأمين طلباتهم ومساعدتهم خلال رحلتهم.

بل هم طاقم يتخرّج من الكليّة بعد تدريبات مكثفة ودروس منوعة تجعلهم متخصصين في مهنتهم غير السهلة على الإطلاق.
فالكلية توفّر لأطقم المضيفين أحدث معدّات التدريب في العالم، بما في ذلك الجهاز التشبيهي الفريد لحالات الطوارئ والأجهزة التشبيهية بالحجم الكامل للطائرات، وذلك للتدريب على فنون ومهارات الخدمة في الجو وصولاً إلى وحدة التدريب الطبّي على الإسعافات الأولية والتي تحظى دوراتها وشهاداتها باعتماد كلية الجراحين الملكية في «أدنبره».
وأكثر ما لفتني في تلك الزيارة هو المكان المخصّص لتعريف المضيفين المنتمين إلى مختلف دول العالم على الحضارة العربية وتراثها من خلال جناح خاص يحكي عبر أثاثه وديكوراته وأكسسواراته سيرة التراث العربي من الهندام إلى المأكل والمشرب كالتمر والبلح والقهوة العربية، الأمر الذي يُقرّب هؤلاء المضيفين والمضيفات من ذهنية العربي الذي يتعاملون معه عبر الخطوط الجوية الإماراتية.

كما دخلنا الغرفة المخصصة لتعليمهم على طريقة تصفيف الشعر ووضع كريمات الأساس والماكياج المناسب. 
كما رأينا الطائرات الحقيقية المُستخدمة لإجراء التدريبات عليها في حالات معينة.

وقد كانت تجربة جميلة جعلتني أعرف سيرورة العمل في الخدمة الجوية على الخطوط الإماراتية المعروفة بفخامتها ومبتكراتها الجوية والحائزة أكثر من 400 جائزة عالمية حتى الآن.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078