بين دبي وزيغي...
أين يكمن الثراء ؟ في التجربة أم في المكان ؟ يحضرني قول الرسّام الإسباني بابلو بيكاسو: «أحب أن أحيا كرجل فقير يمتلك ثروة». وهنا بمعنى البساطة. وهذا الرجاء كثيراً ما ينزع إليه من يعيش الصخب فيما يفضل البعض تدليل راحته بالترف. وجهتان جنباً إلى جنب جغرافياً، إمارة الأبراج والجاه دبي وخليج زيغي، شاه التمر ومرتع الشاة حيث تجول وتصول حواس ست، القرية التي تخترقها الإمارات وتفصلها عن موطنها. تجربتان وحياتان وغربتان عن المنطق تستحقان مغادرة الواقع.
جميل أن تحط الطائرة على مدرج النهار، لكن في دبي الأمر مغاير وإن كانت الرحلة قصيّة. فهذه الإمارة تصحو ليلاً بإشراقة أبراجها. وحتماً لو أن فناني الإستشراق في القرن التاسع عشر بثّت فيهم الحياة لكانت أُجهضت ألوانهم الصحراوية، وسامروا الليل واعتلوا برج «خليفة» وأصابهم شره التسوّق.
ليس للمتعة عنوان واحد في دبي، فالعالم من حولك إينما سلكت. لا فرق إن نزلت في فندق فور بوينتس شيراتون في شارع الشيخ زايد أو تصالحت دراهمك مع الإقامة في فندق أتلانتيس الأسطوري. لا يمكن توحيد المتعة ومنسوبها، ولكن دبي بالفعل إمارة تستقبلك بالدهشة والخيال.
يفضل أن تتقمّص في دبي شخصية فنان، فمراعاة النهوض باكراً قاعدة بالية للغاية، فالأحلام تبصر ليلاً. إختر حلمك.
أشتات الحلم سيرأبها حتماً مترو دبي الذي تنتشر محطاته عند أهم مراكز الترفيه، وهذا سيجنب السائح جلبة الزحمة على أرض الأوقات والأرقام القياسية.
إنسياب الدهشة ... بيئات وحيوات ورشقات
لا يمكن القدوم إلى دبي دون زيارة مراكزها التجارية خصوصاً «دبي مول»، أكبر مركز للتسوّق في الشرق الأوسط. دع منسوب الدهشة ينساب من الأسفل. إحتسي القهوة في مقهى «أرماني» تحت شلال من الفراشات البيضاء، وأنت تناظر متاجر «ديور» و«غوتشي» و«لوي فويتون» و«دولتشي إند غابانا». لديك الكثير لرؤيته، فقد إحتبس هذا المركز بيئات وحيوات ومفاجآت... تحسس برودة سويسرا وأدخل عالماً أبيض، حيث الثلج يفترش ركناً فسيحاً. كما يمكنك إختراق الأعماق عبر السير بين دفّتي أكبر واجهة عرض للمخلوقات البحرية «دبي أكواريوم» حيث مئات أسماك القرش التي تجذبك إلى الإقتراب بحذر. مواعيد دهشة متجدّدة مع كل خطوة، لكن حين يحضر موعد العشاء يجب ألاّ تفوّت فرصة تناول الطعام على أنغام نوافير «دبي فاونتن» التي تتراقص مياهها على وقع شرقي حيناً ورومانسي يحبس الأنفاس أحياناً أخرى، خصوصاً أن مدى الرشقات المائية هو الأطول في العالم. وهنا تفشل الكلمة أو الصورة في وصف دهشة العين...
«بندقية» دبي
هل نحن في لوس أنجليس ؟ روعة مكثفة يطوّقها الضوء المنبعث من الأبراج المتآخية. لكن حين تحنّ إلى التواضع مجدداً، عليك أن تسافر إلى عالم آخر حيث وسائل النقل المائية البدائية، حيث يمكن إختبار المرور في «الغوندولا» الإيطالية تحت جسر ريالتو لكن في عبْرة بنكهة «دُبيانية».
لا يمكن التأكد من صحة هذا المصطلح لكن حين نريد أن ننسب أي كلمة إلى «صبيْ»، تكون صبيانية. تمنحك نزهة اللاغون الزبرجدية إنتعاشاً بلون النخيل الذي يتألق مع الزرقة ويشكّل بطاقة سياحية يمتشق خلفية عناصرها فندق برج العرب في منطقة الجميرا. ملاحظة: القوارب غير مجهزة بمجاذيف توخياً لإلتقاط عشرات الصور.
برج «خليفة» وإخوته...
من تكون؟ رياضي يهوى الفروسية يستمتع بسباقي الخيل والهجن الأصيلة في دبي والصيد بالصقور ؟ أم إمرأة تعاني أرق الأناقة. أياً تكن، من الواجب أن تبارك لبرج «خليفة» في وسط المدينة - أطول مبنى في العالم (828 متراً)- فوزه بجائزة أفضل المشاريع العقارية متعددة الإستخدامات ضمن جوائز «سيتي سكيب» الشرق الأوسط العقارية 2010 التي تكرم المتميزين من المشاريع والمؤسسات العقارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بزيارة طابق Panorama (منصة للمشاهدة الشاهقة) المخصص للزوّار.
التواضع غير مرتبط بالمكان، فلمَ لا تختبر شعور العشاء في أعلى مطعم في العالم، وضغط زر يحمل رقم مئتين عبر مصعد بسرعة أربعين كيلومتراً بالساعة ؟ لا تفوّت هذه السرعة العمودية الإستثنائية. ولدبي لقاء متجدّد مع السحاب بهندسة الطحالب المعدنية لأربعة أبراج متمايلة على وقع شعلة في مهب شاهق في جزيرة خور دبي.
من دبي إلى دبا وبمحاذاة خليج الزمرد- الريحاني.. جنة معزولة
ساورتني معاناة فقدان الأمل في إيجاد كائن على قيد الحياة في دربي من دبي إلى إمارة الشارقة إلى دبا في محافظة مسندم العمانية. المحطة التالية مبهمة وقاحلة جرداء، تمدنا الشاة التي تقفز أمام السيارة ببعض الأمل في الوصول خصوصاً بعد قراءة لوحة مرعبة يتآكلها الصدأ، «لا تقترب حين تكون المياه حمراء» (ظاهرة المد الأحمر). أخطأ السائق الهندي بالطريق ومسافة ساعتين تضاعفت. تحدينا الوادي الأسمر وواصلنا التقدّم بين الجبال الهرمة.
وأخيراً لمحنا ترحيب لوحة، هنا منتجع Six Senses Hideaway. وهنا زيغي أيضاً، القرية الصغيرة في الخليج العماني التي قال لي مسنّ عماني أن إسمها يعني «حار» باللهجة الشحّية. غالباً ما يحضرك الجميل وربط المواقف أثناء الأسفار، وهنا تذكرت أغنية للفنانة الرائعة سيلين ديون بعنوان «زيغي»، «زيغي، إسمه زيغي، لقد أصابني بالجنون.. هو شاب لا يشبه بقية الرجال..». الخطوة الأولى فور الترجّل من السيارة هي ضبط عقارب الوقت حسب توقيت المنتجع، ساعة إضافية قبالة مضيق هرمز. ستنتابك الحيرة حتماً فور الوصول، وتتساءل هل المنتجع في زيغي المسندميّة أم العكس؟
شاركالأكثر قراءة
أخبار النجوم
خبيرة أبراج تثير الجدل بعد تنبؤاتها لمصير ثلاث...
أخبار النجوم
نجوى كرم تتحدث للمرة الأولى عن تأثير زوجها في...
أخبار النجوم
أحمد العوضي يردّ على منتقديه بأسلوبه الخاص (فيديو)
أخبار النجوم
فاتن موسى تتذكر لحظات ممتعة مع الراحل مصطفى...
أخبار النجوم
ياسمين عبد العزيز تضع حدّاً لتعليقات منسوبة إلى...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024