تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

فن ولادة الذكريات بعدسة المصوّرة فاطمة باصهي صور العائلة القديمة أحيت الماضي الجميل ودفعتني نحو شغف توثيق الذكريات

فاطمة باصهي

فاطمة باصهي

بعدسة المصورة فاطمة

بعدسة المصورة فاطمة

بعدسة المصورة فاطمة

بعدسة المصورة فاطمة

بعدسة المصورة فاطمة

بعدسة المصورة فاطمة

صور تقلب صفحات الحنين داخل كل من يتأملها، فتلك العيون المغمضة التي تحملها وجنات وردية صافية لا يمكن أن تكون سوى لملاك صغير وُلد تواً من رحم المعاناة والألم ليتشبع حباً وشغفاً، صور تجمع ذرات ألوانها لحظات الحياة الأولى لتبقى ذكرى خالدة في أعين من يراها، وقد تبدو للوهلة الأولى رسماً مبتدعاً لقصة خيالية، إلا أنها في الواقع مجهود حي لم ترسمه ريشة الخيال، بل صورت أبعاده عدسة فنان يهوى تجسيد اللحظات الأولى. فاطمة باصهي المصورة التي انتهجت نهجاً فريداً ونادراً في عالم تصوير المواليد والأطفال مدفوعة بشغف موهبتها وبأمومتها الفطرية لتقديم أجمل الصور في إطار من الإبداع داخل ألبوم تحكي لنا فيه عن قصة حب ونجاح نستعرضها لكم في هذا الحوار...


- برعت في التقاط صور البدايات، كيف تلتقطين صور بدايتك في هذا الحوار؟

صورتي تجسد فتاة بلغت الثلاثين ربيعاً من العمر، درست مجال الأدب الإنكليزي وتُحضر حالياً لدراسة الماجستير في مجال تعليم اللغات بالتكنولوجيا، يحيط هذه الصورة إطار موهبتي في التصوير، الذي كان هواية وتحول الى مجال عمل وشغف طورت نفسي فيه على مدى سنوات، من خلال الحصول على أكثر من عشر دورات في مجال التصوير الاحترافي.

- كيف اكتشفت حبك للتصوير، وما الخطوات التي قمت بها لتظهير الصورة من مجرد هواية إلى عمل محترف؟

حبي للتصوير ناتج من حبي العميق للذكريات المتجسّدة بالصور، فلطالما أحببت تأمل صور العائلة القديمة لما تبعثه في نفسي من قدرة على إحياء الماضي بلحظاته الجميلة، فوجدت نفسي أحب تصوير كل شيء غالٍ على قلبي، وفي مرحلة حسم قراري بتحويل شغفي الى عمل ناجح، كنت أعي تمام الوعي أن الموهبة والحرفية لا تكفيان لوحدهما، وأنني في حاجة الى أساسيات إدارة العمل لأنجح في ما أقدمه، لذلك كان لعملي في مجال التدريس إضافة الى متابعتي دورة في مجال التسويق، الأثر البالغ في صقل مهاراتي وخبرتي في مجال التعامل مع الناس وكيفية إدارة مشروعي بخطوات ثابتة.

- لماذا وقع اختيارك في مجال التصوير على تصوير المواليد والأطفال بالذات؟

أحب التصوير بكل حالاته وأشكاله، لكن وقع اختياري على تصوير الأطفال والمواليد بالذات لإيماني بقدرتي على إضافة شيء مميز في هذا المجال في المملكة، فبعد إنجابي ابنتي “فرح” لاحظت احتياج السوق الى تصوير الأطفال بمستوى مقنع، وفقاً لندرة المصورات المتخصصات في هذا المجال بالذات.

- قد لا يهتم بعض الأهالي بتوثيق لحظات المولود، وقد يعدون ذلك نوعاً من الرفاهية أو تقليداً للأجانب، ما أهمية هذا التوثيق بالنسبة إليك؟

توثيق الأيام الأولى للمولود أمر بالغ الأهمية من وجهة نظري، فهذه الهدية التي يمنحها لله للأم بعد رحلة من الوهن والتعب لا بد أن توثَّق بصورة جميلة تعيش للذكرى، كذلك أجد أن هناك أهمية لتصوير الأطفال بعمر العام، لما تحمله تلك الصور من ذكريات للوالدين باجتياز مرحلة كانت مليئة بالتحديات والصعوبات في إطار من البهجة والبسمة التي تدخل إلى القلب.

- العمل مع الأطفال، والمواليد تحديداً، أمر في غاية الصعوبة والحساسية، ويحتاج إلى صبر وقدرة تحمّل عالية، كيف تجّسدين صعوبة عملك في هذا المجال؟

تمتدّ جلسة التصوير الى أكثر من ثلاث ساعات، وعلى رغم الجهد والتعب اللذين يتطلبهما الإعداد والترتيب، إلا أن الصعوبة تكمن في مواجهة “المغص” الذي يعاني منه المواليد الجدد، خصوصاً بعد عمر الأسبوعين، لذلك نحرص على تصوير المواليد قبل بلوغهم الأسبوع الثاني لتكون جلسة التصوير أكثر سلاسة وأفضل نتائج بالصور، وفي الحقيقة أن كل الصعوبات تختفي عندما ألتقط ابتسامة مولود وأرى ردة فعل الأم عند رؤية صغيرها أو صغيرتها في وضعيات وملابس تبعث في قلبها وعينيها مشاعر من البهجة والحماسة تزيد من الترابط بينها وبين هذا الطفل أو الطفلة، ولا شك أيضاً أن حماستي لرؤية ردود فعل الأطفال ذوي عمر العام أمام الكاميرا وتصرفاتهم العفوية مع قالب الحلوى، تمنحني لحظات من السعادة لا تقدّر بثمن.

- التصوير عموماً وتصوير الأطفال بخاصة، في حاجة إلى تجديد بالأفكار والأكسسوارات والخلفيات، كيف تحاولين مواكبة الجديد؟

أستوحي أفكاري في تصوير الأطفال في كل مرة من شخصية “ابنتي الحالمة” التي تمنحني القدرة على الإبداع وإضافة لمستي كمصورة وكأم في الوقت نفسه، كما أنني أتأثر بأفكار وصور مصورين عالميين في هذا المجال وأتطلع الى الوصول لمستواهم. أما بالنسبة الى الأكسسوارات والملابس الخاصة بالتصوير، فأقوم بانتقائها حسب ذوقي، وشرائها من متاجر متفرقة حول العالم، فأنا أمتلك مجموعة من الأكسسوارات من أميركا، بولندا، ألمانيا، البرازيل... والتي غالباً ما أبتاعها إلكترونياً.

- كيف اتسعت دائرة انتشارك ومعرفة الناس بك كمصورة مواليد وأطفال؟

وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً “إنستغرام”، كان لها دور كبير في عرض عملي ومعرفة الزبائن بي، وكذلك العملاء الذين تعاملت معهم كان لهم أيضاً دور في نقل صورة إيجابية الى دائرة معارفهم، والحمد لله شيئاً فشيئاً اتسعت الدائرة ووجدت نفسي أدير مشروعي الصغير في مجال التصوير بنجاح، حتى أنني أنوي مشاركة تجربتي الناجحة في الإدارة عن طريق ورش عمل لتعمّ الفائدة على الجميع.

- العمل مع أشخاص مختلفي الأذواق والخلفيات أمر معقد، وتحديداً حين تقدمين شيئاً يعتمد كلياً على رؤيتك، كيف ترضين عميلاتك؟

الاختلاف سنّة كونيّة، فما هو جميل بالنسبة الى شخص قد يبدو أقل جمالاً لشخص آخر، خصوصاً في مجال الفنون. لكن من تجربتي الشخصية تعلمت أن أتبع حدسي وأحاول إقناع العميلة بوجهة نظري، وأمنحها بعض الحرية للمشاركة في انتقاء الأكسسوارات والخلفيات لأصل الى نتيجة مرضية لي كمصورة ولذوقها كأم.

- ما هي نظرتك حيال تخصص مجال تصوير المواليد في المملكة، وما الذي ينقصه ليكون أكثر ازدهاراً؟

فخورة جداً بتطور هذا المجال أخيراً، خصوصاً أنه مجال صعب ويتطلب إخلاصاً ومثابرة في العمل، وأكثر ما ينقصنا في هذا المجال هو وعي المجتمع وإدراكه مدى صعوبة هذا المجال وتكلفته.

- أين تجدين نفسك مستقبلاً، وما هو طموحك؟

أتمنى أن ألتقط صوراً احترافية على مستوى عالمي، كما أتمنى أن أدير أكاديمية للتصوير يوماً ما.{

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079