أتلانتس
كي تصل إلى فندق «أتلانتس النخلة» في دبي عليك أن تسلك طريقًا لا مثيل لها، إذ تدور بك السيارة في الطريق العائمة التي تخترق لازوردية البحر فينكشف أمامك اللون الزهري المنبثق من ذهبية الصحراء وتدرك الحالة الخاصة جدًا والتجربة الاستثنائية التي ستعيشها وعائلتك خلال الأيام التي تمضيها في هذا المنتجع الخارج عن المألوف. أما أطفالك فيشعرون بأنهم في عالم مملكة الأميرة أريال بطلة كرتون «ليتيل ميرميد» يعيشون مغامراتها مع صديقها سباستيان السلطعون في قلب المحيط الافتراضي الذي طالما شغل مخيّلتهم.
تصل إلى الفندق القائم عند رأس جزيرة النخلة الذي بُني على شكل قصر كبير، فتظن أنك وجدت فانوسًا سحريًا رماك وسط عالم أساطير ألف ليلة بكل ترفه وجماله. يحتوي الفندق على ١٥٣٩ غرفة وجناحًا تشرف جميعها على شواطئ لؤلؤية تمتد على مساحة كيلومتر ونصف الكيلومتر، تخترق لؤلؤيتها زرقة برك السباحة والحدائق المائية أو الاكوابارك.
ومن أجنحة الفندق الأبراج الملكية ذات الشرفات الخاصة والمناظر الرومانسية المطلّة على الخليج العربي أو النخلة جميرا. فلأولئك الذين يطلبون أروع ما في الرفاهية، يقدّم المنتجع جناح ولوست تشامبرز الذي يضم الأبراج الملكية، حيث ينطلق مصعد خاص إليها للاستمتاع بالمشاهد الخلابة لجزيرة النخلة جميرا ودبي والخليج العربي.
وهناك جناح الغرف المفقودة ويمتدّ كل جناح منها على ارتفاع ثلاث طبقات مع إطلالة خلابة مباشرة على «أمباسادور لاغون» من غرفة النوم الرئيسية. هذان الجناحان الواقعان ضمن الغرف المفقودة يوجدان إحساساً بأن المرء يسكن في بطن البحر على مقربة من جزيرة أتلانتس الأسطورية.
يوفر المنتجع لزوّاره ١٧ مطعمًا ومقهى من المطاعم العالمية الفخمة والحائزة جوائز دولية ونجوم دليل ميشلان الشهير، منها مطعم الشيف الايطالي جورجيو لوكاتيلي الذي يتوسّطه مطبخ جاء على شكل فرن حجري مستدير مما يتيح للزبائن أن يتابعوا طريقة تحضير وجبتهم بشكل ممتع ومسلٍ...
كما تجد في المنتجع مطعم نوبو الشهير الذي أنشأه الشيف العالمي الياباني نوبو ماتسوهيسا بالاشتراك مع النجم العالمي روبرت دي نيرو ... أما مطعم اوسيانو الرومانسي فيقدّم المأكولات البحرية في محيط خلاب حيث تطل نوافذه على الحيتان والأسماك التي تتلاعب وتتراقص في حوض «السفير»، وهو بحيرة تحتوي على ١١ مليون لتر من المياه ومئات أصناف الكائنات البحرية. فتجلس في المطعم وكأنك في غواصة سقطت في قعر البحر، وترى أيضًا في وسط البحيرة أطلال مملكة اتلانتس الأسطورية.
ويوجد في الفندق منتجع أتلانتس الصحّي الذي يأخذك إلى ملاذ من الاسترخاء والراحة. فالملامح الأرضية وممرّات المياه المتدفّقة توجّه الضيف في مسيرته إلى الطمأنينة ونحو مدخل غرف العلاج الـ 27 حيث يعرض المنتجع علاجات جافّة ورطبة على حدّ سواء. يضمّ جناح «رويال سبا» حوضًا خاصاّ بمنافث ومساحة للجلوس ومصطبة. كما يقدم الـ«سبا» خدمات للعناية بالقدمين تم إنشاؤها بإشراف الإختصاصي في معالجة أقدام نجوم هوليوود باستيان غونزاليس المعروف بلقب «بديكير النجوم».
من الفندق تستقل سيارة كهربائية مع أطفالك لتذهب إلى المغامرات المائية «اكوافنتشر»، وهي اضخم حديقة مائية في الشرق الأوسط تمتد على مساحة ١٧٠،٠٠٠ متر مربع وتحتوي على عشرات الشلالات والمنحدرات النهرية والأمواج الصناعية في جو صخور وشواطئ تحيط بالهرم البابلي الذي تنحدر منه منزلقات مائية يبلغ ارتفاعها 30 مترًا.
ولعل قفزة الشجعان أكثر الألعاب المائية إثارة حيث يقفز المغامر من علو تقريباً ٣٠ مترًا أي ما يوازي مبنى من عشر طبقات، إلى عمق الماء داخل نفق شفاف يحيط به سمك القرش ثم إلى البحيرة السفلية، وكل هذا في فترة لا تتعدى الـ٦ ثوانٍ! وبداية القفزة تبدو بطريقة شبه عمودية أي أنها تعطي انطباعًا بأن الشخص المغامر يتهاوى وعادة ما يطلق العنان لصراخه ليطغى على أصوات الأطفال ولعبهم... وأنصح من يحب المغامرة بأن يجرب قفزة الشجعان.
وطبعاً لا بد للزائر الذي يقيم في «اتلانتس النخلة» مع أطفاله، من حجز فترة التفاعل مع الدلافين في «خليج الدلافين»، وهو مركز لتدريب وحماية الدلافين يمتد على مساحة ٤ هكتارات ونصف، ويتيح لزواره فرصة نادرة لمشاهدة واحد من أذكى الحيوانات البحرية في العالم واللعب معه. وبعد أن تدفع ثمن تذكرة الدخول إلى هذا العالم العجيب (نحو ٦٠٠ درهم أو ١٥٠ دولاراً أميركياً للفرد) وترتدي لباساً خاصاً وتتخلص من ساعتك ومجوهراتك لكي لا تجرح أو تؤذي الدلفين، وبعد أن تستمع إلى ملاحظات المدرّب، تفتح لك أبواب خليج الدلافين لكي يمكنك الاقتراب منها والرقص معها وحتى تقبيلها، ضمن مجموعات صغيرة مكونة من ١٠ أشخاص... ورغم أن الوقت الذي تمضيه «فعلاً» مع الدلفين لا يتعدّى الدقائق المعدودة فإن ذكرى هذه اللحظات النادرة تبقى راسخة لفترة طويلة في ذاكرة أطفالك وهذا طبعاً لا يمكن تقديره بثمن! خصوصًا أنه في الإمكان التقاط الصور معها، على أن تحصل عليها بعد انتهاء الزيارة.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024