تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

مسقط عاصمة سلطنة عمان

لم أتردد لحظة في قبول الدعوة التي وجهتها إليّ إدارة فندق قصر البستان إنتركونتينانتال- مسقط لحضور افتتاح مطعم  «فيو»  الذي ينضم إلى سلسلة المطاعم الموجودة في الفندق. فأنا كتبت الكثير عن سلطنة عمان وعاصمتها وتعرفت إليها عبر الكتب والشبكة العنكبوتية التي لم تستطع شاشتها أن تشبع فضولي المعرفي. إذ لا يكفي  أن تتعرف إلى مدينة من مدن العالم  بالضغط على لوح أزرار الكمبيوتر لينبثق أمامك كمّ هائل من معلومات تسقط بين سطورها واقعية الحدث و تفاصيله، بل عليك أن تكون في وسطه تعيش تجربته بكل حواسك حتى تصل إلى درجة اليقين.

ركبت الطائرة محلّقة في الفضاء الكوني وكان الغسق قد بسط لونه الأرجواني برخاء على أطراف السماء لأصل بعد حوالي الأربع ساعات إلى مطار مسقط الدولي. عبرت البوّابة وانتظرت كغيري من المسافرين أمام مكتب تأشيرة الدخول للحصول على واحدة، إذ أن من لديه جواز سفر لبناني ينال التأشيرة العُمانية لحظة وصوله إلى مطار مسقط. استغرق حصولي على التأشيرة وقتا طويلا مقارنة بغيري من المسافرين، سألت الموظف فأجابني بابتسامة  إنها المرة الأولى التي أزور فيها مسقط وعليه أن يورد كل المعلومات الخاصة بي حتى إذا ما زرت مسقط مرّة ثانية تكون إجراءات الحصول على التأشيرة سريعة. 

بعد انتهاء الإجراءات كان في انتظاري سائق الفندق. كان عمانيًا وهذا ما لفتني منذ اللحظات الأولى لوصولي، فالعمانيون يعملون في كل المهن مهما كانت.
في الطريق إلى الفندق كان الليل قد أسدل ستارته على المدينة، لم أشاهد أنواراً تنبثق من ناطحات سحاب، بل من مبان قليلة الارتفاع يكسر لونها الأبيض سواد الليل، وجبال شاهقة ينشر القمر على قممها ضياءه، فتراءت لي أنها شخوص عملاقة تراقب حركة الناس وأنوار السيارات التي تخترق ممراتها بصمت بليغ.

بعد حوالي ربع الساعة وصلت إلى فندق قصر البستان، رحّب بي موظّف الاستقبال وكان أيضًا عمانيًا. صعدت إلى غرفتي التي ما إن فتحت بابها حتى توجّهتُ إلى الشرفة لألقي نظرة على ما يمكن أن أستيقظ عليه. كانت الجبال الصخرية تقف وجهًا لوجه أمام البحر الذي بدت لي أمواجه تطلب الإذن لتستريح على الشاطئ الرملي فيذوب زبدها بحركة متقلّبة بين المد والجزر.

غلبني النعاس وغططت في سبات عميق أيقظني منه نور الصباح الذي لم أعرف كيف اخترق الستارة الخضراء السميكة، معلنًا انفلاق النهار عن الليل.

فتحت الستارة لأنعم بصباح مسقط الدافئ وشمسها الذهبية، فأنا تركت بيروت والبرد يلفح وجهها والمطر يغسل همومها والثلوج تكلل قمم جبالها. فاق المشهد الصباحي المشهد الليلي روعة. فلازوردية بحر خليج عُمان والعشب الأخضر المنبسط في حدائق فندق البستان تنبثق منها شجر النخيل، والألسنة الصخرية الممتدة على طول الشاطئ، جعلتني أسترد ذكريات طفولة أقف عند أطلالها وأردد أغنية الشارة لمسلسل الرسوم المتحركة «سندباد» والتي تقول «أنا سندباد المغترب أبعد وأبعد وأقترب لا أهاب الموج أبدًا حين يعلو ويقترب» فسندباد البحّار الذي عرفته في طفولتي وعشقت مغامراته البحرية يقال إنه انطلق من شواطئ عُمان، رغم أن المقطع الأخير من أغنية الشارة يقول «بطل من بغداد»، لعلها أطلال الذاكرة المتجسدة في بعض من المتخيل والواقعي تفور بصور من تاريخنا الشخصي وغالباً ما تخترق حدود سكون الحاضر فتكون كيمياؤها كالموجة في تقلباتها بين المد والجزر.

عدت إلى الواقع مع رنين هاتفي، كانت رسالة تلقيتها من نورا منسّقة برنامج الرحلة، تقول فيها إنها وصلت وباقي الفريق الصحافي من دبي. نزلت إلى بهو الفندق وسلّمت على نورا التي كنت متشوّقة لرؤيتها فقد كانت رفيقتي في رحلتي باريس ولندن، وفاليري وكارولين ونك. سألتني ما إذا كنت مستعدّة لإجراء مقابلة مع شانون بينيت صاحب مطعم Vue والحائز العديد من الأوسمة ، وما هي إلا لحظات حتى التقيت شانون وهو شيف مطبخ اوسترالي. أثار فضولي عندما تحدث عن سبب اختياره لمسقط وبالتحديد فندق البستان ليفتح فيه مطعمه الأول في منطقة الشرق الأوسط،خارج أوستراليا، فهو رأى فيها سحرًا فريدًا وكما قال شعبها طيب ولطيف جدًا ومثقف وإنه يشعر بالمتعة عندما يذهب في الصباح الباكر إلى سوق السمك لشراء الثمار البحرية الطازجة والمساومة على السعر. كما أنه سيقدّم في مطعمه المطبخ الفرنسي المعاصر.  ورغم أن موظفيه أوستراليون سوف يكون هناك ندّل عُمانيون يختارهم بعد أن يخضعوا لتدريب خاص. وإدارة المطعم سوف تكون لجوش لويس، وهو شيف مطبخ عمل مع شانون منذ سنوات ويتبع طريقته في تحضير الأطباق. شجعني شانون على اكتشاف مسقط قائلا :«سوف تكتشفين روعة هذه المدينة عندما تتجولين في أرجائها وتتعرّفين إلى سكانها الطيبين». شكرت شانون على الحديث وقلت له: «سوف أختبر مهارتك في الطعام مساء»، فعلّق قائلا: «أعرف أنكم أنتم اللبنانيين لديكم مطبخ غني ولذيذ جدًا إذ لدي الكثير من الأصدقاء اللبنانيين في أوستراليا تعرفت إلى مطبخكم لا سيما المازة  من خلالهم».

بعد مقابلة شانون كنا على موعد على الغداء في مطعم «الخيران» مع بولين برجيه مديرة التسويق والمبيعات لمجموعة أنتركونتينانتال  في منطقة الخليج. كانت سيدة بشوشة الوجه لفحتها شمس مسقط بلون برونزي اخترقته خضرة عينيها ومنحتها إقامتها في دول الخليج بعامة ومسقط خصوصًا شخصية كوزموبوليتانية، جعلتها تتواصل مع الناس مهما اختلفت عاداتهم وإثنياتهم بتلقائية إنسانية عميقة.

بعد الغداء اصطحبتنا بولين في جولة في أقسام الفندق وأجنحته ، والذي أعيد افتتاحه رسميا في ٤ كانون الثاني/يناير ٢٠٠٩ بعد انتهاء أعمال التجديد الشاملة التي أجريت، ومنها الثريا الكريستالية الضخمة والفريدة من نوعها التي تبرز التفاصيل الفنية الدقيقة للبهو الرئيسي الحديث التصميم. لقد أصبح فندق قصر البستان انتركونتينانتال مسقط معلمًا وطنيًا متممًا لتراث البلد، فقد جاء تصميمه الفريد غنيًا بمزايا تعكس حضارة سلطنة عُمان. يضم الفندق ٢٠٠ غرفة و ٥٠ جناحًا مزجت في تصاميمها الداخلية بين الفن الهندسي العُماني التقليدي وغنى الثقافة العربية، وزيّنت الجدران بأعمال حرفية يدوية مما منح الغرف والأجنحة بعدًا إنسانياً مفعمًا بالحياة. وإضافة إلى سلسة المطاعم التي يتضمنها الفندق يوجد بوتيكات  وسبا وصالة رياضية وملاعب تنس ... فضلاً عن وجود عيادة خاصة للحالات الطارئة وتوافر جليسة أطفال إذا أراد الأهل الخروج مساء للسهر.

عند الساعة السابعة كنّا على موعد مع حفلة كوكتيل، إذ تنظّم إدارة الفندق لنزلائها حفلة كوكتيل مرة في الأسبوع يحضرها مدير الفندق والإداريون ليتعرّفوا إلى النزلاء عن كثب مما يشعر النزيل بأنه في ضيافة صديقه وتنشأ علاقة متينة بين الفندق ونزلائه. رغم الأطباق الشهية التي عرضت علينا خلال الكوكتيل  قررت وباقي الفريق الصحافي ألا نتناول الطعام لأننا عند الساعة التاسعة على موعد مع العشاء في مطعم Vue .

استقبلنا شانون في مطعمه وانضم إلينا أنطونيو زامورا المدير العام لفندق قصر البستان إضافة إلى بولين. بدأت تتتالى علينا عينات مختارة من تسعة أطباق، وبين الطبق والآخر فترة استراحة غذائية كنا خلالها نتبادل أطراف الحديث مع زامورا الذي تكلم على خبرته وتجاربه في بلدان عدة من العالم. وحين سألته عن جنسيته الأصلية احتار، فقد ولد في لاباز عاصمة بوليفيا ودرس في أميركا وعاش فترة في هونغ كونغ ثم أندونيسيا ... فقال لا يمكن أن أقول إنني أميركي أو آسيوي. هوّنت عليه وقلت يمكن أن نقول «إنك المواطن العالمي الذي حلم به أفلاطون».

بعد العشاء صعدت إلى غرفتي وأنا أفكّر في ليوناردو دافنتشي وكيف أن نظريته الـ Aerodynamic حوّلت العالم إلى قرية كبيرة يحلّق سكانها من أقصاها إلى أقصاها في غضون ساعات، بل كيف أن التكنولوجيا ننتقد سيئاتها بينما حسناتها كبيرة، فوسائل الاتصال سمحت لي ولغيري كثيرين من شعوب الأرض بالتواصل من دون حدود لنكتشف أن السلوك الإنساني بغض النظر عن اللون والجنس والعرق هو نفسه. زملاء الرحلة كلهم غربيون يعيشون في دبي تعرّفوا إلى حقائق الشرق الأوسط عبر تجاربهم الخاصة فأعجبوا بها وتبادلوا ثقافتهم مع زملائهم العرب من دون تخطيط بل بطريقة عفوية. هم يأخذون منا ونحن كذلك.

في صباح اليوم التالي كنت على موعد لاكتشاف أسرار مسقط هذه المدينة  التي تعد من أهم موانئ الخليج العربي قديمًا والشرق العربي الإسلامي. رغم أن ذكرها يظهر ويخبو في التاريخ المكتوب، فقد كانت عاصمة التجارة وقبل أن تكون العاصمة السياسية لسلطنة عُمان. وموقعها الجغرافي كموقع وسطي بين مناطق التبادل التجاري سهّل عليها هذه المهمة، بل إنها أوّل مدينة كوزموبوليتانية في منطقة جنوب الخليج العربي منذ زمن بعيد.«هكذا هي مسقط» قال، عبدالله المرشد السياحي الذي رافقنا في رحلة في قلب العاصمة. وجهها دوماً نحو البحر تتأمل متكئة على جلمود قمم صخرية قوارب الصيّادين عائدة عند ساعات الصباح الأولى محمّلة بخيرات البحر. 

بدأ عبد الله يشرح لنا تفاصيل المدينة أثناء ركوبنا الحافلة متوجّهين إلى مسجد السلطان قابوس. تضم مسقط ثلاث بوّابات رئيسة هي: باب المثاعيب والباب الكبير والباب الصغير. عبرنا الباب الكبير متوجّهين إلى مسجد السلطان قابوس الموجود في قلب العاصمة. لفت نظري عدم وجود ناطحات سحاب التي اعتدت على رؤيتها عند زيارة بلد من بلدان الخليج. سألت عبد الله فأجابني بأنه في مسقط لا يشيّدون مباني شاهقة الارتفاع حفاظًا على روح المدينة التراثي، لذا أعلى مبنى لا يتعدى التسع طبقات، وتتميز المباني بهندستها المعمارية العُمانية.

وصلنا إلى جامع السلطان قابوس، واحد من أكبر المساجد في العالم الإسلامي، قام بتصميمه المهندس المعماري محمد صالح مكّية بالاشتراك مع كويد ديزاين الذي وقع عليه  اختيار الديوان الملكي من بين مئات المهندسين من أنحاء العالم ضمن مسابقة لاختيار أفضل تصميم هندسي. بدأت الأعمال فيه عام ١٩٩٥ وانتهت عام ٢٠٠١.

إلى جانب وظيفته الدينية يعدّ الجامع معلمًا سياحيًا يسمح بزيارته يوميًا من الثامنة صباحًا حتى الحادية عشرة ظهرًا ويتضمن مكتبة وقاعة محاضرات. دخلنا الجامع بعد أن وضعنا غطاء على الرأس. يتميز تصميمه باحتوائه مختلف الفنون المعمارية والجداريات مثل فن الزليج المغربي والجداريات المغولية إلى جانب الممرات والقباب والمنارات والحدائق الواسعة ونوافير الماء.

ولجنا كل ممراته إلى أن وصلنا إلى قاعة المصلى الرئيس في شرق الصحن الغربي الذي يتميّز بقبته التي ترتفع ٥٠ مترًا وتشكّل الأضلاع الرخامية المقوّسة والمعقودة هيكل القبة الكروي المزين بالزجاج الملوّن، يلفّه شريط من الزخارف الكتابية تتضمن آيات قرآنية بخط الثلث، إضافة إلى غشاء مخرم ومتشابك منمق بخطوط ذهبية. وتظهر من خلال شفافية هيكل القبة الثانية المكسوة بقشرة من أحجار الفسيفساء الذهبية بأكملها. تتدلى من وسط القبة ثريا من الكريستال ترتفع ١٤ متراً وبقطر ٨ أمتار وتزن ٨ أطنان. تتميز جدران المصلى بشرفات جاءت على طراز عمارة القلاع العمانية الخاصة ومسننات الشرفات في العمارة الإسلامية عموماً، فيما يتميز جدار القبة بكوة المحراب البارزة في نتوئها عند الواجهة. تفرش سجّادة عجمي المصلى الداخلي بقطعة واحدة فتغطي مساحة ٤٢٦٣ مترًا مربعًا، تمت حياكتها على أيدي ٦٠٠ امرأة محترفة في محافظة مشهد الواقعة في شرق ولاية خراسان في إيران.

أما مصلى النساء فيتميز بالزخرفات المصقولة والمنقوشة والمحفورة يدويًا، ويتسع لأكثر من ٨٠٠ مصلّية. ويقع مصلى النساء خلف المصلّى الرئيس عبر الصحن الداخلي ليشكّل امتدادًا للمصلى الرئيس، وهو مجّهز بشاشة عرض لمشاهدة خطبة الجمعة والمحاضرات من قاعة المصلى الرئيسة.

تركنا الجامع وكان جميعنا لديه انطباع على أنه تحفة القرن الحادي والعشرين المعمارية. بعد زيارة الجامع توجهنا إلى سوق السمك الشعبي، ويقع قرب المرفأ. يتميز السوق بأنه مغلق، فيه يتبارى الصيادون على عرض غنائمهم البحرية بفخر وكأنها كنوزغالية. ويلاصق سوق السمك سوق الخضر. تركنا سوق السمك وتوجهنا سيرا على الأقدام نحو الأسواق الداخلية عن طريق الكورنيش البحري الذي رصف بالرخام الملوّن وزينت مقاعده بالفسيفساء وكذلك سوره البحري.

وصلنا إلى السوق وكان أيضًا مسقوفاً ومرصوفًا بالحجارة. نبّهنا عبد الله ألا نُظهر للباعة اندهاشنا وعلينا المساومة على الأسعار. إنه نموذج للأسواق العربية التراثية بأروقتها الضيقة والأخرى الواسعة التي تشبه المتاهة، تتصاعد في فضائه المسقوف بالخشب المزخرف، البخور العماني، وتتدلى من حوانيته العباءات، وعلّقت على جدرانها مشغولات الفضة من حلي والخناجر المعقوفة التراثية، فعمان مشهورة بالفضة، فضلا عن وجود قباب زجاجية ملّونة يخترقها نور الشمس.

بعد زيارة السوق توجهنا إلى متحف بيت الزبير، الواقع في مدينة مسقط القديمة، وقد افتتح عام ١٩٩٨ بينما يعود تاريخه إلى العام ١٩١٤ إذ كان منزلا عائليا لعائلة الزبير. وبنى المتحف الزبير بن علي الهوتي، أحد قدامى أعيان عمان القديمة، وقد عمل مع عدد من السلاطين القدامى السابقين. وكان البيت قد اشتهر باستضافة النشاطات الثقافية والأدبية والسياسية في تاريخ سلطنة عمان. يضم المتحف مجموعة خاصة بأفراد عائلة الزبير، إضافة إلى أجنحة عدة تعرض لفترات من مراحل التطور التاريخي العماني، والأزياء التقليدية والأثاث العماني والخناجر والأسلحة، من بينها مدفعان أهداهما السلطان قابوس للمتحف بمناسبة افتتاحه.

بعد زيارة المتحف عدنا إلى الفندق لتناول الغداء في مطعم «بيتش بافيون»، حيث كانت بولين في انتظارنا. وأثناء الغداء تحدثت بولين عن الدلافين التي تظهر بشكل كبير في بحر عُمان خصوصاً عند ساعات الصبح الأولى، سألتنا ما إذا كنا نرغب في الذهاب في مغامرة في عرض البحر لنراقب الدلافين. وافق الجميع على هذه المغامرة، أما أنا للأسف لم يكن في استطاعتي لأنني سأرحل عن مسقط صباحاً، شعرت بالغيرة من زملاء الرحلة لأنهم سيعيشون غدًا مغامرة فريدة من نوعها، ولكن بولين هوّنت الأمر علي وقالت ربما في المرة المقبلة يكون لديك وقت كاف  لخوض هذه المغامرة.

قررت أن أستغل فترة بعد الظهر بجلسة تدليك في سبا الفندق واخترت الرفلكسولوجي Reflexology ، فسبا الفندق يوفر أنواعًا عدة من التدليك إما الصيني أو التايلاندي أو السويدي أو البالنيزي.عند الساعة التاسعة كنا على موعد على العشاء في مطعم شاينا مود الموجود في الفندق وكان عشاء لذيذًا أكلنا جميعًا بنهم. كان اللقاء الأخير بزملاء الرحلة ممتعًا فقد تبادلنا الحديث عن مغامرات السفر في أنحاء المعمورة والنوادر والطرائف التي حدثت معنا. انتهى العشاء وانتهت معه مغامرتي السندبادية في عُمان التي تركتها صباحًا وأنا أتأمل قلعتي الجلالي والميراني، اللتين تقفان على لسان صخري يعانق البحر، ترويان حكاية مدينة جميلة تستلقي بجسدها الرملي على البحر، توّج جبهتها جبال صخرية تمنحها جمالا فريدًا لا يمكن حل ألغازه.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079