تقنية أكثر فعالية في الكشف عن "سرطان الثدي"
"الفحص.. هو الخطوة الأولى في طريق مقاومة انتشار سرطان الثدي"، تدوينة سطرها الطبيب أحمد حسين على حسابه في "فايسبوك"، أرفقها بقصة مؤثرة لأم في الـ27 من عمرها، ولديها طفلان، تجاهلت آلاماً داهمتها في ظهرها وثدييها قبل عام، واكتفت بتناول المسكنات لكبحها.
وأوضح حسين في منشوره، أنه حين جاءت إليه هذه الأم، وطلب منها إجراء الفحوصات اللازمة، اكتشف إصابتها بالمرض في مرحلته الرابعة، مبيناً أنها لو أقدمت على الفحص فور شعورها بالألم، لاقتصر الأمر على استئصال جزء بسيط من الثدي، بعكس الوضع المتأزم الحالي، الذي وصل فيه المرض إلى العمود الفقري. تلك القصة تفاعل معها مئات السيدات، وعقدن النية على إجراء الفحص الدوري لهذا المرض.
لكن، ما هي جودة الفحص الموجودة في المستشفيات حالياً، وبخاصة بعد أن توصل الباحثون إلى تقنية جديدة لمحاكاة التصوير بالرنين المغناطيسيMRIs، يتم عمله عند نقاط قوة أعلى من الرنين الشائع، ويستجيب لحرارته أكثر من 20 نسيجاً من أنسجة الثدي؟
لا يوجد نسيج في ثدي المرأة يشبه الآخر، لذا يجب ألا يعامل التصوير بالرنين المغناطيسي لكشف ورصد السرطان بالطريقة ذاتها. ووفقاً للباحثين "دون وجود طريقة لإثبات أن تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الجديدة آمنة لجميع النساء، لم تكن MRIs الإكلينيكية قادرة على مواكبة أحدث التطورات في بحوث التصوير بالرنين المغناطيسي. ويمكن الكشف عن السرطان أكثر بالمعلومات التي تعطيها حقول مغناطيسية أقوى، والتي للأسف تزيد من خطر تسخين الأنسجة أثناء الفحص".
إدارة الغذاء والدواء الأميركية، تقول إن المحاكاة الجديدة ستتيح للعلماء والباحثين أن يبرهنوا على أن تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي المتطورة تلبي حدود السلامة، وقد تبدأ التجارب السريرية للاستخدام الفعلي لها.
الأستاذ المشارك في تأليف الدراسة جوزيف ريسبولي، وهو أستاذ مساعد في الهندسة الطبية الحيوية في جامعة بوردو يقول: "لقد بدأنا في تطوير تقنيات عالية القوة في الميدان، والتي يمكن أن تراقب على الفور كيفية استجابة الأورام للعلاج. لذلك نحن نريد أن تهدأ مخاوف تسخين الأنسجة في سبيل تحسين مثل هذه الأداة القوية".
ويضيف: "مدى كثافة الثدي يحدد مقدار طاقة التردد الراديوي من التصوير بالرنين المغناطيسي الذي يمتصه الثدي في شكل حرارة، ويعرف بأنه معدل الامتصاص المحدد SAR. وكلما زاد نسيج الورم الليفي في الثدي مقارنة مع الأنسجة الدهنية، ارتفعت كثافة الثدي، وارتفع معه معدل الامتصاص SAR".
"في المستشفيات، تصل قوة مجال التصوير بالرنين المغناطيسي حالياً إلى 3 (تسلا)، وهي الوحدة التي نستخدمها لقياس شدة المجال المغناطيسي"، بحسب ريسبولي، الذي أفاد أن "العديد من التقنيات ستكون أعلى بكثير من 7 (تسلا)، وسيحدث ذلك بزيادة قدرها خمسة أضعاف في SAR، لكن أيضاً مضاعفة حساسية التصوير بالرنين المغناطيسي".
وأظهر الباحثون من خلال عمليات المحاكاة الجديدة، التي اعتمدت على دمج 36 من الخلايا الثديية بكثافات مختلفة، من نماذج لكامل جسم المرأة. وجدوا أن زيادة خمسة أضعاف لقوة مجال التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن أن تظل ضمن حدود إدارة الغذاء والدواء الآمنة لمعظم أنسجة الثدي، حتى لو تخطت 7 (تسلا).
يذكر أن مجلة "لها" أطلقت أخيراً حملة "غردي وردي"، بالشراكة مع مبادرة "القافلة الوردية" التابعة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان الإماراتية، تستهدف رفع مستوى التوعية المجتمعية بشأن المرض ومخاطره، وتشجيع النساء على الكشف المبكر عنه. ولاقت هذه الحملة رواجاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي.
نقلاً عن شبكة "الحياة الاجتماعية"
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024