التوب شيف نورة المعمر: فن إعداد الطعام لا يختلف عن فن الماكياج
تتمتع بكاريزما مميزة، وشخصية جريئة، وأسلوب فني فريد في كل شيء. سعت الى التفوق في مجال كان حكراً على الرجال، وقررت أن يكون من الطراز الرفيع من حيث التصميم والإبداع والتقديم في كل مناسبة، والحضور المميز في كل حفل. إنها الـ «Top Chef» نورة المعمر التي عرفت ما تريد، وحققت ما تصبو إليه في مطعمها، بدءاً بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وتقديم ألذ المأكولات، وصولاً الى تلبية طلبات الحفلات والمناسبات العامة. نورة المعمر، خرّيجة معهد Le Cordon Bleu Paris»»، اصطحبت «لها» في رحلة بين أركان مطعمها «دايم وعامر» لتُطلعها على أهم التطورات في عالم المطاعم الحديثة في المملكة العربية السعودية.
- حدّثينا عن النقلة النوعية من عالم الماكياج إلى إعداد المأكولات في مطعمك الخاص «دايم وعامر»؟
عشقي لتحضير الطعام بيدَيّ منذ سنّ الطفولة دفعني لأُثبت نفسي اليوم في مطعمي. فن إعداد الطعام لا يختلف عن فن الماكياج، كما يظن الآخرون، فالاثنان توأمان سياميان، ويمكنني تطبيقهما بيدَيّ، وهما يُسعدان الناس كثيراً.
- ما الذي دفعك لتكوني «توب شيف»؟
أشكركم على منحي لقب «توب شيف»، لكنني أُشبّه نفسي بطفلة صغيرة لا تزال تحبو في عالم الطبخ، الذي عشقته وبرعت فيه لدرجة أنني أعددتُ مأكولات تذوّقها القريب والصديق وأكد تميّزها، مما دفعني لدعم موهبتي هذه بشهادة رسمية، وهذا ما حصل معي تماماً حين أحببت الماكياج وصقلت موهبتي بنيل شهادة من باريس خوّلتني العمل في هذا المجال خمسة عشر عاماً. وعندما تحكّمت بكل مفاصله، قررت الاستثمار باختصاص جديد، فسافرت إلى باريس للدراسة.
- أين درست؟
في معهد «Le Cordon Bleu Paris» في باريس لمدة سنتين، لكن دراستي استغرقت وقتاً أطول نظراً لتنقّلي بين باريس وجدّة، وتنظيم وقتي بين العمل لثلاثة أشهر في الماكياج في جدّة، والتفرّغ لدراستي في باريس، ذلك لارتباطي الرسمي بمواعيد عمل، وأنا بطبعي لا أحب أن أخسر العملاء.
- من اقترح عليك فكرة افتتاح المطعم؟
ابنة خالي الأميرة هالة بنت مشاري بنت سعود هي صاحبة الفكرة والعقل المدبّر لعمل «البزنس»، لكونها شريكة في مخبز يصنع كل أنواع المخبوزات، فنصحتني بافتتاح مطعم تحت عنوان «دايم وعامر»، ورغم إدراكي لصعوبة العمل في المطاعم، بحيث سبق لي أن خضتُ هذه التجربة في دبي، لكن الفكرة أعجبتني ونفّذناها معاً، وتولت تصميم ديكور المطعم المهندسة مها السديري صاحبة شركة think thank.
- من عالم التجميل إلى عالم تحضير المأكولات، ما الرابط بينهما، وكيف توفّقين بينهما؟
يربط بين هذين العالمين، الفن واللون والملمس. فباليدين نطبّق الماكياج ونحضّر الطعام، وهما أيضاً يشتركان بالملمس والألوان، ويشكّلهما الفن. لذا جمعت بينهما، ففي الصباح أكون في المطعم، وفي الليل أعمل في الماكياج، كما أسافر الى باريس وعدد من الدول الأوروبية لوضع الماكياج لعارضات الأزياء.
- مدينة جدّة عامرة بمطاعمها، هل أجريتِ دراسة للجدوى الاقتصادية؟
طبعاً الأميرة هالة هي التي درست الجدوى الاقتصادية للمطعم، وكنت أنا صاحبة فكرة صنع مأكولات عربية وغربية سريعة بكل أنواعها، صحية وعضوية ونظيفة وطعمها لذيذ... وكل ما أرغب في تناوله، أتمنى أن يتذوقه الجميع.
- المنافسة شرسة في السوق السعودية، لكن بمَ يتميز «دايم وعامر»؟
المنافسة ليست معي، بل مع من يقدّم في مطعمه الهمبرغر فقط، لأن فكرتي أوروبية وغير موجودة في السعودية.
- ما هي المواد التي تستخدمينها في مطعمك؟
زيت الزيتون الطبيعي الممتاز من مدينة الجوف، والزبدة الفرنسية، مع البحث الدائم عن أجود المواد لأحضّر ألذّ المأكولات. وحين أقول بأنني أقدّم طعاماً صحياً، فهذا لا يعني أنه مخصّص للحمية ويؤدي إلى نقصان الوزن، بل هو طازج وغير مجمّد في الثلاجة، وخالٍ من المواد الحافظة، لأن «دايم وعامر» يقدم عكس ما يتناوله الناس في المطاعم الأخرى، مثل الهمبرغر والبطاطا المقلية المثلّجة.
- ما أهمية طهو الطعام في موسمه؟
يبقى طبيعياً وله نكهة مميزة، لأن المواد المزروعة في غير موسمها لا طعم أو نكهة لذيذة لها. لذا، أتحكّم في السوق قدر الإمكان، وكلّما سعيت إلى الطبيعي يكون الطعام صحياً ونظيفاً. وبالنسبة الى اللحوم، أتعامل مع مزرعة في المدينة المنوّرة وأشتري منها الدجاج غير المحقون بالهورمونات لأضمن طعاماً صحيا للجسم.
- ما رأيك بالنرجيلة؟
اقترح عليّ البعض أن أقدّم النرجيلة فرفضت رفضاً قاطعاً، رغم تأكّدي من أنها ستحقق لي عشرة أضعاف ما أربحه في اليوم. افتتحت المطعم لأغيّر الفكر السعودي والثقافة السعودية في الأكل، كما رفضت تقديم الأطعمة المصنّعة مثل الهمبرغر والأجبان السائحة... أنا لست ضدها، لكن يأكلها الإنسان مرة في الشهر، وليس كل يوم. وللأسف الشديد، غالبية السعوديين لا يأكلون طعاماً صحياً نظيفاً، لذا نجد السكري في ارتفاع تصاعدي حتى بين الأطفال.
- ما هو الطبق اليومي في «دايم وعامر»؟
كل ما يشعر به الشيف يقدّمه للزبائن. لذا، كل ما أرغب في تناوله، أُطعمه للآخرين، وأطبخ المتوافر في السوق في موسمه، لأتحايل على السوق ولا أترك السوق يتحايل عليّ.
- أنتِ فتاة سعودية جريئة دخلت المطعم لتطبخي بيديك، ألم تخافي؟
حين فكّرت في أن أكون خبيرة تجميل، لم يكن أحد في السعودية قد سبقني إلى هذا المجال، لذا عملت فيه ونجحت، بدعم من أهلي. ولأنني لا أخشى في الحق لومة لائم، ولكوني بعيدة عن الخطأ أو الحرام أو العيب، افتتحت المطعم بكل جرأة.
- هل تلبّين طلبات خارجية؟
أُلبّي طلبات لأعداد صغيرة لا تتجاوز الـ 150 شخصاً، سواء كان عربياً أو غربياً أو خليجياً.
- من شجّعك على الطبخ؟
مربيتي السورية «فخرية» رحمها الله كان لها أكبر الأثر في حياتي. قوّت في نفسي حب الطبخ وعلّمتني كيفية تقديم الطعام، ذلك أن السوريين بطبعهم يقدّمون الطعام بحب ومحبة ويفتحون شهية الآخرين على تناوله.
- ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أنوي افتتاح فروع للمطعم، وسأبدأ في البحرين وبعدها في الرياض. وقريباً سأفتتح مطعماً في باريس، لأنني سعودية تعلّمت هناك وعشت فترة طويلة بينهم، وأتقنت العمل وتفوّقت على الفرنسيين الذين علموني. كما تعلّمت فن الماكياج منهم وعدت الى السعودية، ومع ذلك، لا تزال بعض الفرنسيات يطلبنني لأضع لهن الماكياج.
- هل حققت أحلامك؟
حققت أحلامي بفضل أهلي ووالدتي الأميرة نايفة بنت سعود آل سعود، فهي كانت وما زالت داعمة قوية لمشواري العلمي والعملي، وبفضلها بعد الله أنا قوية أنافس الفرنسيات في عقر دارهن.
- ماذا تقولين للفتاة السعودية؟
لا تدعي شيئاً يقف في طريقك وأمام تحقيق أحلامك، طالما أنكِ ترفعين رأس وطنك وأهلك. فكري بالمواد الموسمية الموجودة في بلدك، ولا تحرمي نفسك شيئاً، لكن اعرفي متى تأكلين، وما المواد التي تدخل جسمك. ولكي تبقي جميلة، كلي طعاماً صحياً في موسمه، لأن العقل السليم في الجسم السليم، فالطعام ينعكس على الصحة الجسدية والفكرية والنفسية، وكلما كان طعامك ملوناً يعجُّ بالخضار والفواكه، امتلأت بشرتك حيويةً ونشاطاً.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024