بانوراما الأحداث الثقافية 2012
ما هي أبرز الأحداث الثقافية التي طبعت عام 2012؟ من رحل؟ من أصدر كتاباً جديداً؟ ما هي «الخبطة» التي تركت صداها في الأوساط الثقافية؟ لمن ذهبت هذه الجائزة وما هو الفيلم الذي حقّق أعلى نسبة مشاهدة؟ ما هو الجديد الذي حملته معها سنة 2012 في الرواية والشعر والمسرح والسينما؟ هذه البانوراما تعرض حصاد العام الثقافي...
رحيل...
رحل مطلع عام 2012 في السابع من كانون الثاني/ يناير الكاتب المصري الكبير ابراهيم أصلان (من مواليد المحافظة الغربية في مصر عام 1935)، وهو واحد من أبرز كتّاب الستينات في مصر وأهمهم.
استطاع أصلان في روايته «مالك الحزين» أن يُحقق النجاح الجماهيري والنخبوي ولا سيّما بعدما تحوّلت إلى فيلم سينمائي بعنوان «الكيت كات»، جسّد دور البطولة فيه الممثل محمود عبد العزيز.
ومن أشهر أعمال أصلان «عصافير النيل»، «حجرتان وصالة»، «شيء من هذا القبيل»...
رحل في 14 تموز/ يوليو من هذا العام الأديب المصري محمد البساطي، المعروف بأسلوبه البسيط ولغته المقتصدة واعتنائه بالتفاصيل التي تزيد واقعية أعماله المأخوذة من قلب الشارع المصري وأبنائه.
وكان البساطي المولود عام 1937 من أكثر الكتّاب المهتمين بقضايا المهمشين في المجتمع المصري من الفقراء والبسطاء والمعدومين... وبدأت ثورته الأدبية مع أبطاله الذين خرجوا من عوالم لا يمكن أحداً تصوّرها قبل أن يقرأ رواياته.
ومن أهمّ أعماله «صخب البحيرة»، «ويأتي القطار»، «جوع»، «غرفة للإيجار»... ومن أبرز الجوائز التي حصل عليها: جائزة أحسن رواية لعام 1994 عن روايته «صخب البحيرة» في معرض القاهرة الدولي، وجائزة سلطان العويس في الرواية والقصة عام 2001.
فارق الموسيقار المصري عمّار الشريعي الحياة أواخر هذا العام عن 64 عاما. وكان الشريعي من أبرز الملحنين والنقاد الموسيقيين في مصر منذ سبعينات القرن الماضي.
درس في كليّة الآداب، قسم لغة انكليزية في جامعة عين شمس، ودرس التأليف الموسيقي والتحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى.
ومع أنّه كان كفيفاً برع في التأليف الموسيقي والتلحين والعزف على أكثر من آلة، ووضع الموسيقى التصويرية لأهمّ الأعمال التلفزيونية والسينمائية، ومن أشهرها: «أرجوك أعطني هذا الدواء»، «حبّ في الزنزانة»، «حليم»، «أحلام هند وكاميليا»، «المتمرّد»، « أم كلثوم»، «زيزينيا»، «هارون الرشيد»، «الأيام»، «قاسم أمين»...
وفي الكاتب المسرحي اللبناني أسامة العارف الذي حمل قضية الثقافة والفن والمسرح على كتفيه وناضل من أجلها بالكلمة والقانون.
فكتب واحدة من المسرحيات التي اعتبرت مطلع السبعينات من أفضل المسرحيات اللبنانية على الإطلاق، ثمّ استغلّ مهنته الأساسية كمحامٍ للدفاع عن قضايا الفن والفنانين في المحاكم ومن دون أي مقابل.
جوائز...
فاز الكاتب الصيني مو يان بجائزة نوبل للآداب، متجاوزاً بذلك منافسه الذي حضر اسمه بقوة في ترشيحات هذا العام موراكامي.
ومع أنّ مو يان من الكتّاب المعروفين في الصين وآسيا والعالم، إلاّ أنّ اسمه لم يكن مألوفاً في العالم العربي لأنّه غير مترجم إلى لغة الضاد.
ولكن مع فوزه أعلن الكاتب والمترجم المصري حسانين فهمي حسين أنه انتهى للتوّ من ترجمة أشهر رواياته «الذرة الحمراء الرفيعة» التي تحوّلت إلى فيلم سينمائي نجح نجاحاً باهراً في الصين.
وفي حوار أجراه معه في مسقط رأسه في شاندونغ قال الروائي مو يان المعروف بأسلوبه القريب إلى الواقعية السحرية إنه معجب بالرواية العربية وخصوصاً روايات نجيب محفوظ وجمال الغيطاني. وكشف أنّه قرأ قصائد محمود درويش وأدونيس بترجمتها إلى الصينية، وأكّد أنّ الأخير يستحقّ الفوز بجائزة نوبل بجدارة.
دخل الكاتب اللبناني الفرنكوفوني أمين معلوف الأكاديمية الفرنسية المعروفة بـ»أكاديمية الخالدين»، رسمياً في حزيران/ يونيو من هذا العام.
وألقى خطاباً طويلاً في حفلة كبيرة أُقيمت في هذه المناسبة أكّد فيها جذوره اللبنانية والعلاقة التاريخية التي تجمع وطنه الأم بوطنه الثاني فرنسا.
أصدر معلوف أول أعماله بالفرنسية «الحروب الصليبية كما رآها العرب» سنة 1983، ثم أصدر عدة أعمال روائية من أبرزها «ليون الأفريقي» التي نال عنها جائزة الصداقة الفرنسية العربية، و»صخرة طانيوس» التي أهلته لنيل جائزة غونكور الأدبية الفرنسية الرفيعة سنة 1993، كما أصدر روايات وأعمالا أخرى مثل «سمرقند» و»حدائق النور» و»رحلة بالداسار» و»الهويات القاتلة».
منحت الدولة الفرنسية الشاعر أدونيس أرفع أوسمتها هذا العام «وسام جوقة الشرف»، تقديراً لجهوده في المجالين الشعري والفكري.
وسلّم صاحب «مهيار الدمشقي» وسامه صديقه المفكر وعالم الاجتماع الفرنسي المعروف إدغار موران خلال احتفال كبير أُقيم فيار ميركور دو فرانس- غاليمار.
فاز الكاتب الفرنسي الشاب جيروم فيراري بجائزة «غونكور» 2012 عن روايته «موعظة عن سقوط روما» التي وصلت إلى القائمة القصيرة مع أعمال كتّاب مخضرمين مثل ليندا لاي وجويل ديكر وغيرهما.
يُذكر أنّ فيراري يعيش حالياً في أبو ظبي حيث يعمل كأستاذ فلسفة ومشرف تربوي في «الليسة فرنسيه».
فاز الروائي اللبناني ربيع جابر بالجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» عن روايته «دروز بلغراد». وجاء فوزه بجائزة بوكر العربية عام 2012 بعدما رُشحّت روايته «أميركا» للجائزة نفسها عام 2011.
وفي الإعلان عن القائمة الطويلة لـ «بوكر» 2013، يدخل جابر مرّة جديدة الترشيحات من خلال روايته الضخمة «طيور الهوليدي إن».
والمعروف أنّ ربيع جابر من أبرز كتّاب الرواية التاريخية في الوقت الراهن، ويُمكن اعتباره مؤرخاً روائياً للتاريخ اللبناني المعقّد.
اختيرت رواية الكاتبة اللبنانية هالة كوثراني «علي الأميركاني» أفضل رواية عربية» في معرض الشارقة 2012. والجدير ذكره أنّ هذه الرواية هي الثالثة للكاتبة بعد «الأسبوع الأخير» و»استوديو بيروت».
أحداث ومعارض وإصدارات...
افتتح في أيلول/ سبتمبر من العام 2012 القسم الجديد «فنون الإسلام» في متحف اللوفر في باريس.
ويأتي هذا الجناح ليُكرّس شمولية هذا المتحف وعالميته من خلال تغطية فنون حضارة وصلت من المغرب إلى الهند، ومن إيران إلى أوروبا.
استغرق العمل في هذا الجناح نحو عشر سنوات بين تخطيط وتنفيذ وبناء عمارة جديدة بشكل هندسي جميل قد يُضاهي في جماليته العمرانية والهندسية الهرم الزجاجي الذي يتوسط الباحة الخارجية لمتحف اللوفر الذي يستضيف سنوياً ملايين الزوّار من أرجاء المعمورة.
احتفل صالون الكتاب الفرنكوفوني في بيروت بدورته العشرين مُستضيفاً أكاديمية «غونكور» التي حضرت بشخص ستة من أعضائها هم: إدمون شارل رو، ريجيس دوبريه، الطاهر بن جلّون، برنار بيفو، ديديه دوكون، بيار أسولين.
واختير للمرّة الأولى اختيار «غونكور الشرق» الذي منحه طلاّب من أكثر من دولة عربية للكاتب ماتياس إينار عن روايته «شارع اللصوص».
أصدرت الكاتبة البريطانية ج. ك. رولينغ، أغنى كاتبات العالم، روايتها الأولى للكبار بعد سلسلة الروايات المخصصة للأطفال «هاري بوتر» التي حققت من خلالها شهرة عالمية وثروة طائلة بعدما تحولّت رواياتها إلى أفلام سينمائية ينتظرها فتيان العالم من عام إلى عام.
وروايتها الأولى للكبار «كرسي شاغر» باعت آلاف النسخ في الساعات الأولى من نشر الكتاب.
أصدرت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي التي ينتظر القرّاء والقارئات إصداراتها بفارغ الصبر روايتها الجديدة «الأسود يليق بك» بعد أربع سنوات على إصدار روايتها الأخيرة «نسيان كوم».
ووقعت كتابها الصادر عن دار «نوفل» في معرض الكتاب العربي والدولي في بيروت، وكان احتفال توقيعها مميزاً بالحشود التي توافدت إلى جناح الدار للحصول على توقيع كاتبة «ذاكرة الجسد».
حصل فيلم «الفنان» The Artist الذي صوّر على طريقة الأفلام الصامتة القديمة بالأبيض والاسود على ثلاث جوائز «أوسكار» في أهم الاحتفالات السينمائية في العالم.
فنال الفيلم الجائزة الرئيسية وهي «أفضل فيلم» وجائزة «أفضل مخرج» للفرنسي ميشال خازانافيتشوس، وفاز بطل الفيلم الممثل الفرنسي جان دوجاردان بجائزة «أفضل ممثل» عن دوره في الفيلم نفسه، علما انه أول ممثل فرنسي يفوز بجائزة الاكاديمية الاميركية للعلوم والفنون السينمائية لأفضل ممثل.
وكذلك فاز الفيلم الإيراني «انفصال» أو Separation للمخرج أصغر فرهادي بجائزة «أفضل فيلم أجنبي»، ليكون أوّل فيلم إيراني يفوز بجائزة أوسكار.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024