نداء خجا: أفلام عربية وعالمية قامت على المؤثرات البصرية
للماكياج أسراره الكبيرة وتقنياته المتعددة وأساليبه المختلفة، وكثيراً ما يبرز جمال إطلالة المرأة ويعبّر عن أسلوبها أو عن المناسبة التي ستشارك فيها. «لها» لم تقف عند فن الماكياج، بل سارعت لتتعرف أكثر على مؤثرات الماكياج في الأفلام السينمائية العالمية والمسلسلات التلفزيونية والمسارح بكل أشكالها عربياً وعالمياً. ونظرا إلى أن ماكياج الأفلام أو ما يُعرف بالماكياج الدرامي، يعكس تأثيرات مهمة توحي بحقيقة المشهد وتجعل المتلقي متفاعلاً مع الحدث، سواء السينمائي أو التلفزيوني، فقد اعتمدت نداء خجا على فن الرعب السينمائي، ووضعت لمساتها التجميلية الناعمة ببراعة على وجوه الممثلات والمذيعات. وبما أن «لها» تسعى دائماً الى استكشاف أنواع الفنون، التقت خبيرة التجميل نداء خجا، لتتحدّث عن تقنيات الماكياج في الأفلام وطبيعة المؤثرات والمواد المستخدمة في هذا الفن.
- حدّثينا عن بداياتك في عالم الماكياج؟
عشقت الماكياج منذ طفولتي، حيث كنت في المرحلة الابتدائية أرسم وجوه رفيقاتي في الحفلات المدرسية، وكنت أهوى فن الكاريكاتير، وقد استمرت رحلتي مع الرسم إلى أن كبرت وخضعت لدورة مكثفة في فن الماكياج بإشراف خبيرة التجميل نجلاء زيني في جدّة، بعدها سافرت إلى لبنان ودرست في أكاديمية بيروت للتجميل في مجال المؤثرات الخاصة والدرامية وماكياج المذيعات، حيث تلقيت دورة مكثفة لمدة 3 أشهر، تلاها تدريب متواصل في هذا المجال.
- ما أهمية الماكياج بالنسبة إلى المرأة؟
تهتم المرأة عادةً بمظهرها، وتعتمد لكل مناسبة الماكياج الذي يتماشى معها، فماكياج الصباح يختلف عن ماكياج المساء، لكن هناك نساء لا يهتممن بالماكياج بقدر اهتمامهن بترطيب البشرة والعناية بها، وثمة نساء يضعن الماكياج على وجوههن منذ الصباح، ذلك لأهميته القصوى في إبراز جمالهن.
- أين عملت بعد تخرّجك؟
عملت في «القناة الاقتصادية» في التلفزيون السعودي، وفي أحد البرامج وضعتُ ماكياجاً للمذيعات، وبعدها انطلقت للعمل في شركات الدعاية والإعلام، كما عملت في مسلسلات الدراما والأفلام، بالتزامن مع انتشار «الفايسبوك»، «الإنستغرام» و«السناب شات».
- ما عدد متابعيكِ على السوشيال ميديا؟
لي 50 ألف متابع، وأتمنى أن يتضاعف عددهم.
- ما الخدمات التي قدّمتها لك السوشال ميديا؟
السوشيال ميديا وضعتني على أول الطريق في العلاقات العامة، وعرّفتني إلى الكثير من الناس، وسهّلت لي عرض أعمالي بشكل كبير، ونقلتني نقلة نوعية، فاستطعت دخول محطة mbc بتلك العلاقات العامة التي اكتسبتها من السوشال ميديا.
- تعاونت مع أكبر المحطات التلفزيونية، لمن وضعت الماكياج؟
وضعت الماكياج للمذيعة علا الفارس في برنامج «أسرار»، والذي استمر ستة أشهر، وشاركت في مسلسل شبابي اجتماعي يدور حول شخصيات معروفة في الإعلام تحت عنوان «تكي»، والذي عُرض على «يوتيوب» وبعدها انتقل الى التلفزيون.
- كيف بدأت خطواتك للدخول في الماكياج الدرامي؟
بعدما وجدتُ التركيز على التجميل فقط، وكيفية إظهار الجمال، انتقلت الى عالم التأثيرات الدرامية، لأن هناك الكثير من الأفلام العالمية والمسلسلات العربية التي قامت على فنون الماكياج والمؤثرات البصرية، لاعتبارها مكمّلة للأفلام، وثمة الكثير من الشخصيات العالمية والعربية كان للماكياج يد في صنعها.
- علامَ اعتمدت في عالم الماكياج السينمائي؟
لتغيير ملامح الشخصيات، وتبعاً لتأثرها بالحوادث البليغة، كنت أستخدم المواد الطبيعية كالشوكولاته وملوّنات الطعام والنشا وغيرها بديلاً للدم والجروح.
- ما الذي شدّك إلى هذا العالم؟
التميّز في مجال الماكياج السينمائي شجّعني على الاستمرار في هوايتي التي عشقتها منذ الصغر، وأتاح لي الفرصة لاكتساب ثقافة أوسع وأشمل، ودفعني لاستكمال دراستي في هذا المجال.
- هل من مواد معينة تُستخدم في المؤثرات ليبدو المشهد مقنعاً؟
هي مجموعة مواد تخدم الماكياج الدرامي مثل اللاتيكس، الواكس والسيليكون، ويمكن استخدام بعض المواد المنزلية شرط أن تكون خالية من الكيماويات وآمنة على البشرة فلا تؤذيها، لأنها مصنّعة خصيصاً للعمل الدرامي. وعلى سبيل المثال لا الحصر، نضع في الجروح مادة فوق الجلد تشبهه ومحشوّة بالدم الاصطناعي.
- هل تستخدمين شمع السيليكون لإبراز علامات الشيخوخة؟
لا، بل أستخدم اللاتكس.
- هل تلك المنتجات متوافرة في السوق السعودية؟
للأسف لا، فكلها أستوردها من الخارج، وتكلفتها ليست باهظة، وأخطط لاستيراد تلك المواد وبيعها هنا عمّا قريب، أي أهدف الى إنشاء سوق سعودية للمواد التي أستخدمها في المؤثرات البصرية.
- اليوم، تعملين بأسلوب حر مع مجموعات عدة، ومنها mbc.
لا يمكنني القول إنني أعمل مع المجموعة باستمرار، لكن في علاقاتي العامة أتعاون مع جميع الجهات الإعلامية وشركات الدعاية والإعلان، وأضع الماكياج للرجل والمرأة على حد سواء، ولكل جهة ماكياجٌ يخصّها، أما بالنسبة الى الشركات التجارية فأضع الماكياج العادي والطبيعي، وبلمسات جمالية.
- ما آخر أعمالك السينمائية؟
فيلم عربي تحت عنوان «ومن كآبة المنظر» مع شركة تلفاز 11 في الرياض، وقد عُرض في مهرجان «كان» وحقق نجاحاً باهراً.
- ما التحديات التي واجهتك في هذا الفيلم؟
كانت المشاهد في غاية الصعوبة، سواء في أشكال الموتى أو الجثث المحروقة أو المتحلّلة... هو رعب إلى حد ما.
- هل يستهويك ماكياج الأربعينيات في السينما؟
يستهويني جمال الفنانات اللواتي لم يعرف مبضع الجراح طريقه إلى وجوههن، ولم يستخدمن البوتوكس والفيلرز، وكنّ يعتمدن فقط على الآيلاينر والماسكارا، فكان الجمال الطبيعي رائعاً وله خصوصية مميزة، ومنهن: سعاد حسني، فاتن حمامة، أسمهان، نادية لطفي وكثيرات غيرهن.
- مَن مِن الممثلات الأجنبيات تعجبك؟
الممثلة الأميركية بروك شيلدز وصوفيا لورين.
- من هي الممثلة العربية التي تحبين أن تضعي لها الماكياج؟
الممثلة المصرية الاستعراضية شيريهان، بلمسات تجميلية فنية ناعمة ومميزة.
- هناك مذيعة تواظبين على عمل الماكياج لها...
هي صديقتي المذيعة علا الفارس، التي لا يزال وجهها محافظاً على جماله الطبيعي، ذلك أنها ترفض رفضاً قاطعاً البوتوكس والفيلرز، كما أضع لها ماكياجاً خفيفاً جداً، لكونها بشرتها في غاية النضارة.
- هل تعارضين عمليات التجميل؟
لست ضدها، لكنني أرفض المبالغة في التجميل كأن أرى شفاهاً منفوخة فوق الحد الطبيعي، وخدوداً تصل إلى الحواجب. أحب أن يحافظ الوجه على طبيعته.
- ما هي طموحاتك؟
أطمح الى افتتاح أكاديمية لتعليم فن التجميل في مدينة جدّة، لتستطيع كل فتاة تتخرج في تلك الأكاديمية أن تؤسس مشروعها الخاص، سواء كان صالوناً أو مركزاً للتجميل، بدلاً من السفر والتعلّم في الخارج، وأن أحقق حلم كل فتاة سعودية ترغب في تلك الدراسة.
- هل تسعين الى تطبيق إحدى نقاط رؤية 2030؟
نعم، وعليّ السعي وبذل جهود حثيثة لتحقيق مجتمع حيوي منتج، فحين أؤسس أكاديمية تجميل أوفّر فرص عمل كبيرة للفتيات السعوديات، وربما تكون إحدى المدرّبات من اللواتي درسن في الأكاديمية فتقوم بعملها على أكمل وجه.
- ما هي نصيحتك للمرأة؟
أحبي نفسك واستمتعي بعمرك وحياتك، واهتمي ببشرتك، روحك وثقافتك وعلمك، فكلها تعكس شخصيتك، وهي من تكمّلك وليس الماكياج.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024