تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

'الواقعية الممزوجة بالخيال'...

سؤال «من يكون؟» رافق إعلان الفوز

لأنه «يدمج قصصًا شعبية بالتاريخ والحاضر، بواقعية تمتزج بالخيال»، فاز الصيني مو يان بجائزة نوبل للآداب لهذا العام خلفاً للشاعر السويدي توماس ترانسترومر.
هذا ما أعلنته الأكاديميّة السويديّة التي، ومنذ السابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر 1895 تنفّذ رغبة العالم السويدي، ألفريد نوبل، مخترع الديناميت، الذي وهب ثروته لسلسلة من الجوائز في رسالة كتبها قبل مماته يوصي فيها بمنح جائزة «للشخص الذي يستطيع أن ينتج أعمالاً رائعة في الحقل الأدبي في اتجاه مثالي».

وفي بيان إعلان فوزه، قالت الأكاديمية السويدية إنّ مو يان أقام من خلال الجمع بين الخيال والواقع وبين البعد التاريخي والاجتماعي، عالمًا يذكّر، من خلال تعقيداته، بعوالم كتّاب مثل وليام فولكنر وغابريال غارسيا ماركيز، مع جذور ضاربة في الأدب الصيني القديم وتقليد القصة الشعبيّة.
وعلى الرغم من أن صحفاً عدة ومواقع مراهنات رجّحت فوز الروائي الياباني هاروكي موراكامي بالجائزة لهذا العام، ربح مو يان الرهان وفاز بإرث نوبل، فأعاد الجائزة إلى الصين بعد غيابها منذ العام 2000 عندما فاز بها مواطنه غاو سينجيان (صيني حصل على الجنسية الفرنسية عام 1997)، وربح ثمانية ملايين كرونة (1.2 مليون دولار قيمة الجائزة)، إضافة إلى ميدالية ذهبية وشهادة تقدير، تسلّمان في العادة في السابع من كانون الأول/ديسمبر.

في الشارع العربي، شهرة يان مطموسة. لا نعرف عنه الكثير. هو بالمرتبة الأولى تقصيرٌ منا وتالياً يعود السبب إلى عدم ترجمة كتبه من الصينية إلى العربية وغياب البروباغندا الإعلامية التي تلعب دور السلطان في تحديد أرقام المبيعات.
أليس حصول الرواية الإيروتيكية 50 Shades of Grey للكاتبة البريطانيةEL James على أعلى نسبة مبيعات لهذا العام شاهد على سلطة هذه البروباغندا؟

مع الصيني كان الأمر مختلفاً. سؤال «من يكون؟» رافق تعليقات المتابعين لبيان الأكاديمية السويدية فور إعلانها فوز مو يان، الذي اختار اسمه بنفسه عندما كتب روايته الأولى.
ويقول مو إن اسمه يعني «لا تتحدث» بالصينية وإنه اختاره لعلمه أن الحديث العلني الصريح غير مرغوب به في الصين.

ويعتبر يان الذي ترعرع في غاومي في مقاطعة شاندونغ في شرق الصين ويبلغ من العمر 57 سنة، أحد أبرز كتّاب بلاده، وله عددٌ كبيرٌ من الكتب في فن الأقصوصة ومحاولات أدبية في مواضيع مختلفة، إلى جانب الروايات التي اشتهر بها، والملحمة التاريخية «فينغرو فيتون» التي صدرت عام 1996 وتصف حال الصين في القرن العشرين، إنطلاقاً من قصة عائلة.


جائزة نوبل في سطور

بدأ منح جائزة نوبل للآداب في العام 1901، ومنحت مذاك إلى 104 أشخاص، وذلك من بين 549 جائزة حصل عليها 853 شخصا في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام والإقتصاد، منها 130 جائزة منحت بالمناصفة لشخصين، و87 جائزة تشارك فيها ثلاثة فائزين.
يبلغ متوسط أعمار الحاصلين على الجائزة 64 عاماً، وكان أصغرهم روديارد كيبلينغ الذي حصل على الجائزة عام 1907 عن 42 عاماً فقط. بينما تعد الكاتبة دوريس ليسينغ أكبر الفائزين بالجائزة إذ حصلت عليها وهي في الثامنة والثمانين.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079