الساحات الإعلامية والأدبية والثقافية تودع سليمان العيسى
بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة ووزير العدل الدكتور محمد العيسى، وعدد كبير من الإعلاميين السعوديين، شُيّعت جنازة الإعلامي المخضرم سليمان العيسى، فقيد الساحات الثقافية والإعلامية والأدبية بعد صراع طويل مع المرض.
وقد تعرض العيسى لجلطة قبل ترؤسه للوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين إلى المغرب.
كما شارك في مراسم الدفن وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري، ونائب رئيس الديوان الملكي خالد العيسى، ومدير وكالة الأنباء السعودية عبد الله الحسني، وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ ماهر المعيقلي، ونائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم, ووري جثمان الفقيد في مقبرة العدل بعد أداء صلاة المغرب عليه في المسجد الحرام.
سليمان العيسى اسم يحمل كثيرا من التجارب والحكايات. ومع أن قلبه كان كبيرا، إلا أن الألم كان أكبر، فلم يتحمله، وآثر أن يرحل في صمت تاركا ذكرياته «مع الناس» تعتصرهم لوعة الفراق. العيسى من جيل لا يعشق سوى التحدي. عاش جل حياته مكللاً بالنجاحات، يمارس مهنة الإعلام حد العشق، إذ تفنن في تحقيق رغبات جمهوره من المشاهدين والمستمعين. فالعيسى كان صوتاً سعودياً رزيناً عرف بالاتزان وارتبطً بالأحداث الجادة والرسمية. بدأ حياته معلقاً رياضياً، ويظل يركض في مهنة البحث عن المتاعب، وان اختلفت الوسيلة. قدم برنامجه الشهير «مع الناس» على مدى عقدين ونصف عقد. آمن بان الإصرار والعزيمة هما سلاح الإعلامي الناجح، موقنا أن الحس الإعلامي ركيزة أساسية في العمل، وكان من أشهر أقواله: «عندما تملك الأدوات الإعلامية الجيدة ستجد نفسك في دائرة ثرية ومنتجة تضحي معها بوقتك وراحتك، وتتذوق معها حلاوة الإنجاز، وثمرة الجهد».
وتحدث وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري معزياً أسرة وذوي الفقيد: «العيسى كان ابناً باراً بمليكه ووطنه وقدم سيرة حسنة رسمت شخصيته التي تميزت بدماثة الخلق وطيب المعشر، ورحيله خسارة لا على مستوى الفرد والمجتمع، بل على مستوى الوطن».
من جانبه، قال مندوب وزارة الثقافة والإعلام في الديوان الملكي علي الزهراني: «من الصعب اختزال صفات سليمان العيسى في حديث صحافي، فهو رجل قدم الكثير لخدمة الوطن»، منوها الى صعوبة وصف كل اللحظات التي عاشها معه، فهو رجل متواضع، بسيط، يحب عمله والناس وفعل الخير، قدم الكثير للمجال الإعلامي، ويعتبر معلم جيل.
ويلفت المستشار الإعلامي في وزارة الثقافة والإعلام خالد البيتي إلى أن سليمان العيسى كان أخا لجميع الإعلاميين، وكان محبوبا بين زملائه، وكان صلة الوصل بين المسؤولين والمجتمع، ومن أولى صفاته حرصه على العمل وأداؤه لعمله في أجمل صورة، «وكان مثلا أعلى لشبابنا، و كان شعلة نشاط».
ويقول الإعلامي غالب كامل أحد الأصدقاء المقربين للراحل: «رحمة الله عليه. فقدناه وفقدته الساحة الإعلامية أجمع، نحن من نقول ذلك، نحن رفقاء دربه. أولا التعازي لأسرته الكريمة ولجميع الزملاء في التلفزيون. الحقيقة أن «أبو محمد» دبلوماسي مهذب في تعامله مع الجميع وله العديد من المواقف التي لا تنسى. رحمة الله عليه، فقد الوطن هامة كبيرة وعلما من أعلامه».
الإعلامي عبد الرحمن يغمور أحد رفقاء درب الفقيد قال: «لا شك أن المصاب جلل، فالعيسى كان إحدى ركائز الإعلام السعودي». وأضاف: «الساحة الإعلامية فقدت رمزا من رموزها، والصوت الذي يحمل ذبذبة تزف الأخبار السعيدة للمواطن السعودي».
كما عبر الإعلامي علي السبيعي عن بالغ أسفه لوفاة العيسى الذي وصفه بالمعلم والعلم صاحب الإطلالة الفريدة على شاشة التلفزيون السعودي لعقود طويلة ومثال للإعلامي الحقيقي الذي يحمل في قلبه وعقله أمانة المهنة.
مدير قسم الأخبار في التلفزيون السعودي بمنطقة مكة المكرمة الإعلامي أحمد الحارثي قال: «الراحل الكبير سليمان العيسى صديق قريب. رجل لم أعرف عنه إلا الخلق الطيب، والأدب في الكلام والتعامل. رجل كوّن في حياته بصمة إعلامية لا تنسى. يشرفني في الحقيقة أني عملت إلى جانبه في العديد من المهمات داخل المملكة وخارجها. جمعتني مع الراحل عدة لقاءات وكان مثالاً للإعلامي القدوة ورجلا متسامحا ناجحا».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024