تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الفنانة التونسية جوليا الشواشي: ما زال أهلي يعارضون عملي في الفن رغم نجاحي

جوليا الشواشي

جوليا الشواشي

رغم أن والدها فنان، إلا أن عائلتها ما زالت تعترض على دخولها مجال الفن، وخصوصاً والدتها التي تطلب منها ترك التمثيل والبحث عن مشروع استثماري أكثر ربحاً. الفنانة التونسية جوليا الشواشي لفتت الأنظار إليها أخيراً من خلال مشاركتها في بطولة مسلسل “الرحلة” وعدد من الأعمال الفنية الأخرى. في هذا الحوار، تتحدّث جوليا عن بداياتها الفنية، والصعوبات التي واجهتها، ومثلها الأعلى في التمثيل، والنجم الذي تتمنى العمل معه، كما تكشف عن خطوطها الحمر، وموقفها من الزواج، ورأيها في منى زكي ودنيا سمير غانم وهند صبري، وعلاقتها بالموضة والسوشيال ميديا.

- كيف بدأت مشوارك الفني؟

البداية كانت عام 2015 من خلال المشاركة في برنامج “آراب كاستنغ” الذي يُعنى باكتشاف المواهب التمثيلية، وقد شاركت في البرنامج من طريق الصدفة. وبصراحة، التمثيل لم يكن هدفاً بالنسبة إليّ، بل على العكس كنت أطمح أن أكون مطربة، لكن اكتشفت أنني أمتلك موهبة التمثيل، وعندما جئت إلى مصر بدأت مشواري الفني من خلال المشاركة في الإعلانات، وبعد ذلك صرت أتلقى عروضاً للمشاركة في عدد من المسلسلات، ومنها “أبو العروسة” و”للحب فرصة أخيرة”، وشاركت أخيراً في مسلسل “الرحلة”.

- وكيف كان موقف عائلتك من دخولك مجال الفن؟

أهلي عارضوني بشدّة، وحاولوا الضغط عليَّ بكل الطرق للعودة إلى تونس. عندما جئت إلى مصر لم يكن في جيبي إلا ألف دولار، لكن الإعلانات ساعدتني في تحقيق بعض المكاسب المادية. يرى أهلي أنني نجحت، ورغم ذلك يشعرون بالخوف عليَّ، ومن حين لآخر تحاول أمي إقناعي بالتراجع عن قرار الاستمرار في التمثيل، والتفكير في أي مشروع آخر، لكنني أصرّ على موقفي من التمثيل.

- لماذا تخفين في لقاءاتك التلفزيونية أنك ابنة الفنان عدنان الشواشي؟

لأنني أرفض أن يقال إنني دخلت مجال التمثيل من طريق والدي، وهو في الحقيقة لم يساعدني في شيء، كما كنت حريصة على عدم الاعتماد عليه، فبعد كل هذا المجهود لا أريد أن يقال إنني نجحت بفضل والدي أو من خلاله، لأن هذا الكلام غير صحيح، ووالدي لم يقدّم لي أي دعم.

- ماذا أضافت لك تجربة “آراب كاستنغ”؟

جعلتني أكتشف نفسي من جديد، فكما قلت في بداية حديثي، التمثيل لم يكن ضمن أحلامي، ورغم ذلك اكتشفت موهبتي في التمثيل وأنني أحبّه، كما أن مشاركتي في برنامج “آراب كاستنغ” جعلني قادرة على التعامل مع الكاميرا بشكل محترف.

- كيف وجدت التعامل مع النجمة غادة عبدالرازق من خلال هذه التجربة؟

لم ألتقِ بغادة إلا في أثناء الاختبارات والعروض، لكنني أستمد منها القوة إذ أشعر أنها إنسانة قوية، وكما يقولون هي “ست بمئة راجل”.

- كيف تقيّمين مشاركتك في مسلسل “الرحلة”؟

سعيدة بهذه التجربة وبردود الفعل حول دوري في المسلسل، لكنني لا أميل الى الشخصية التي قدّمتها من خلاله، لأنني لا أحب تقديم أدوار تتناسب مع ملامحي الهادئة، فأنا أفضّل الدخول في تحدٍ مع نفسي، وتجسيد أدوار الشر والمرأة اللئيمة التي تسعى للانتقام... فهذه الأدوار تستفزّني وتستفز قدراتي التمثيلية.

- هل من فنان معين ترغبين العمل معه؟

أتمنى العمل مع النجم كريم عبدالعزيز، فهو ممثلي المفضّل وعبقري وقادر على إقناعي بكل الأدوار، سواء كانت رومانسية أو “أكشن” أو درامية. ولا أنكر أنني أتمنى تقديم أدوار تشبه تلك التي قدّمتها النجمة منى زكي، فجميع الشخصيات التي جسدتها رائعة، وتدل على ذكائها في اختيار ما يُعرض عليها.

- لكن ألا تخشين من حصرك في نوعية معينة من الأدوار؟

هذا حدث فعلاً في البداية، حين حصرني المخرجون في دور الفتاة الارستقراطية الرقيقة المشاعر، لكنني بدأت في كسر هذا الحاجز من خلال تجسيد دور الفتاة اللئيمة والخبيثة، كما أتمنى تقديم دور الفتاة المصرية الشعبية وأنجح به على غرار الفنانة هند صبري التي تألقت بهذا اللون في أكثر من عمل فني سينمائي ودرامي.

- وهل ستركّزين في العمل في الدراما والسينما المصرية فقط؟

بصراحة، لم أكن أرغب في الابتعاد عن الدراما والسينما التونسية، خاصة بعد امتلاكي شعبية كبيرة في تونس إثر ظهوري في برنامج “آراب كاستنغ”، إلا أن العروض التي أتلقاها في مصر تجبرني على الابتعاد عن الفن التونسي.

- كيف نجحت في إتقان اللهجة المصرية بهذه السرعة؟

حتى الآن لا أعرف كيف نجحت في ذلك. فبعد شهر واحد على وصولي الى مصر، صرت أتحدث كالمصريين تماماً، بل إن بعض أصدقائي يؤكدون لي أنني تفوّقت على المصريين أنفسهم، بسبب حُسن استخدامي للمصطلحات الجديدة، وهذا توفيق من الله.

- هل تستشيرين أهلك في العروض التي تتلقينها؟

لا، لأنني أعرف ما أريد تقديمه، وأحاول قدر الإمكان عدم الوقوع في الخطأ.

- هل درست الفن؟

لا، لأنني كما أسلفت لم أكن أخطط لدخول عالم التمثيل، ولذلك تخصّصت في مجال تكنولوجيا المعلومات والمالية، ولا أفكر في دراسة التمثيل، لأنني لستُ بحاجة لدراسته، وأرى أن موهبتي وحدها تكفي.

- من هي أفضل نجمة تونسية في رأيك؟

دليلة مفتاحي هي الأفضل، وقد حالفني الحظ في الوقوف أمامها من خلال مشهد واحد فقط، وتعلمت منها الكثير. ورغم أنني أحب تلقائيتي، إلا أنها حذّرتني من التعامل بتلقائية طوال الوقت، خاصة خلال التعاقد على أي عمل فني صحيح، وأعتقد أن وجهة نظرها سليمة مئة في المئة.

- والنجمة التي تحبين مشاهدة أعمالها الفنية باستمرار؟

نيللي كريم، فهي في رأيي مدرسة فنية مستقلة بذاتها ولا تشبه أحداً.

- من هو مثلك الأعلى في التمثيل؟

منى زكي ودنيا سمير غانم، ليس في التمثيل فقط، بل في حياتهما الشخصية، لأنهما حققتا المعادلة الصعبة: النجاح في تكوين أسرة والاستمرار في مجال الفن بقوة.

- لو لم تكوني ممثلة لكنت...

مطربة.

- هل تمتلكين موهبة أخرى إلى جانب التمثيل؟

أنا محترفة في وضع الماكياج واستخدام مستحضرات التجميل، كما أهوى تصميم الأزياء.

- ما هي خطوطك الحمر؟

ليس لديَّ خطوط حمر، لكنني لا أرى نفسي في مشاهد الإغراء، ولا أعتقد أنني سأنجح في تقديمها.

-هل ترفضين تقديم هذه النوعية من المشاهد بناءً على طلب عائلتك؟

لا علاقة لأهلي بذلك، لكن تربيتي ونشأتي في بيئة محافِظة لا تسمحان لي بتقديم مشاهد مثيرة أو ارتداء ملابس غير محتشمة.

- ما الصعوبات التي واجهتك في حياتك الفنية؟

هي صعوبات كثيرة ومتنوعة، لكنني مستمتعة لأنني بدأت من الصفر من دون أن أتلقّى أي دعم من أحد، رغم أن والدي فنان.

- هل تؤجلين خطوة الزواج من أجل التفرّغ للتمثيل؟

رغم أن التمثيل مهنة محترمة وتشبه أي مهنة أخرى، لكن اكتشفت أنها تتعارض مع الزواج، والسبب في ذلك يرجع الى العقلية الذكورية، فكلما ارتبطت عاطفياً أو أوشكت على اتخاذ قرار الزواج، أجد الرجل الذي من الممكن أن يكون شريك حياتي يطلب مني ترك التمثيل، مؤكداً أنني إنسانة مثالية، لكن مهنتي لا تناسبه وتتعارض مع فكرة تكوين أسرة مستقرة، ولا أجد أمامي سوى الانفصال.

- هل هذا يعني أن من المستحيل أن تعتزلي الفن من أجل الزواج؟

لا ليس مستحيلاً، فأنا لا أعرف المستقبل، ومن الوارد أن أقع في حب شخص أرى أنه الأنسب لي، فأقدم تنازلات من أجله... قد أعتزل إذا وجدت رجلاً يعوّضني عن كل شيء في حياتي.

- ما أفضل قرار اتخذتِه في حياتك؟

إنهاء مشروع زواج قبل إتمامه بفترة قصيرة عام 2012، ففي ذاك العام كان من المفترض أن أتزوج في تونس، لكن نجحت في إنهاء العلاقة بشكل سريع، وكلما تذكّرت ذلك القرار وجدته الأفضل، فلو كنت قد تزوجت في تلك الفترة لتركت التمثيل وانشغلت بالحياة العائلية وتكوين أسرة.

- ما العيب الذي لا تطيقينه في الرجل؟

الكذب، فرغم أن الكذب طبيعة بشرية، إلا أن البعض مُصاب بمرض الكذب، وكثير من الرجال يكذبون طوال الوقت، وأنا لا أطيق التعامل مع هذه النوعية من البشر. كما أكره الرجل المتردد وعديم الثقة في نفسه.

- ما التصرف الذي يزعجك؟

عدم تقدير عائلتي لنجاحي حتى الآن، فهم يقلّلون من قيمة ما وصلت إليه، ويشعرون أن ما أقوم به عادي وغير مهم، وينظرون الى التمثيل بصفته موهبة وليس مهنتي الأساسية، فهم يحبطونني طوال الوقت، وأتمنى أن يغيّروا أسلوب تعاملهم معي.

- ما العيب الذي تتمنين التخلص منه في شخصيتك؟

التسرّع، فأنا متسرعة في ردود فعلي وتصرفاتي، وأندم كثيراً على تلقائتي والتحدّث قبل التأنّي في التفكير.

- كيف تصفين علاقتك بالموضة؟

أتابع باستمرار أحدث صيحات الموضة، لكنني أحب أن يكون لي “ستايلي” الخاص في ارتداء الملابس.

- كيف تحافظين على رشاقتك؟

لا سرّ معيناً، لأن هذه هي طبيعة جسمي، فمهما تناولت من طعام لا أكتسب أي وزن زائد، وهذا يُسعدني كثيراً.

- هل جمال الفنانة وأناقتها يلعبان دوراً في نجاحها؟

لا، فالمعيار الأساس للنجاح في رأيي يرتكز على الموهبة، فمن دونها لا يمكن فناناً الاستمرار في التمثيل أو الغناء.

- كيف تسير علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟

أتواصل من خلالها مع متابعيّ، سواء في مصر أو تونس أو أي دولة عربية، لكنني أفضّل استخدام “الإنستغرام”.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079