تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ريميال نعمة: برنامج “اسكال”... الحلم الذي أصبح واقعاً

ريميال نعمة: برنامج “اسكال”... الحلم الذي أصبح واقعاً

ريميال نعمة

عملت الإعلامية ريميال نعمة في عدد من وسائل الإعلام المرئي والسمعي والمكتوب، وهي اليوم تقدّم برنامج “اسكال” عبر شاشة الـ otv والذي يتناول سيرة حياة المغتربين في كل أنحاء العالم. “لها” التقت نعمة وحاورتها حول مضمون برنامجها ومسيرتها المهنية وطموحاتها المستقبلية.

- لا تزال شاشة الـ otv تعرض برنامجك “اسكال” بموسمه الثاني، حدّثينا عنه؟

لا بل هو الموسم الخامس، علماً أنني لا ألقي بالاً لهذه الأمور، وكل ما يهمّني هو الاستمرار في تصوير حلقات البرنامج طالما أن هناك مغترباً لبنانياً واحداً في أصقاع الأرض ويستحق تسليط الضوء على إنجازاته.

- لكن كيف راودتك فكرة هذا البرنامج؟

منذ حوالى العشر سنوات، كنت أقدّم برنامجاً في “إذاعة الشرق”، نتلقى من خلاله اتصالات من لبنانيين في السويد وكندا وأوستراليا، فلفت نظري ذاك العالم النائي الذي يعيش فيه اللبنانيون، وأغراني للبحث في مكنوناته، فأصررت على أن أفرد لهم مساحة في برنامجي لتسليط الضوء على إنجازاتهم في عالم الاغتراب، وإظهار مدى عشقهم لوطنهم الأم. لكنني تركت العمل في الإذاعة، وتسلّمت رئاسة تحرير مجلة “المغترب”، ما دفعني للغوص في عالم الاغتراب، والتعرف إلى مغتربين كثر ناجحين في كل المجالات، ومن ثم كتبت تحقيقات تُعنى بالشؤون الاغترابية في جريدة “السفير”، وكانت فعلاً تجربة فريدة من نوعها.

- وكيف حملت هذه التجربة إلى التلفزيون؟

بعد تجربة مهنية طويلة، لم يعد يستهويني العمل في التلفزيون، واكتفيت بالكتابة في “السفير” إلى أن نُشر ملف اللبنانيين في ميشيغن في الولايات المتحدة الأميركية، والذي على أثره انهالت عليّ العروض من المحطات التلفزيونية، وكنت حينها منهمكة بالسفر وإعداد ملفات أخرى، وبعد مفاوضات طويلة مع محطة otv اتفقنا على صيغة مشتركة ووقّعنا العقد، وبدأت تصوير الحلقات، واخترت للبرنامج اسم “اسكال – لبنان بالدني”... وأنا اليوم راضية تماماً عمّا أقدمه، وسعيدة لأنني نجحت في نقل تجربتي الصحافية إلى الشاشة الفضية.

- تصوير البرنامج يتطلب تكلفة إنتاجية عالية، ويقال إنه مدعوم مادياً من عدد من الرعاة، وحين يتوقف الدعم سيتوقف البرنامج، ما رأيك؟

لا شك في أن برنامجي مكلف إنتاجياً، ولكن كأي برنامج آخر، ترعاه شخصيات اقتصادية ومصرفية، وكذلك المحطة التي لم تتوانَ يوماً في دعم البرنامج الذي يعتبره مسؤولوها “البرنامج - الحلم الذي أصبح واقعاً”، وهم مطمئنون للصورة التي يُقدّم بها إلى الناس. وفي النهاية، كل برنامج لا تتخلله فواصل إعلانية، يفشل ويتوقف تلقائياً بعد عرض ثلاث حلقات منه لا أكثر.

- هناك برامج أخرى مشابهة لبرنامجك، ومعروف عنها أنها تستقبل ضيوفها المغتربين مشترطةً أن يدفعوا أموالاً لقاء ظهورهم على شاشات التلفزة... أين أنت من هذه الحالة؟

لكل محطة تلفزيونية حساباتها وأسلوبها، ولي أيضاً حساباتي الخاصة، ولكن أعترف بأن المغترب هو من يدعم برنامجي ويموّله، وهناك شخصيات مهمة في الجاليات اللبنانية تتكفل بمصاريفه، ولكن هذا لا يمنع استضافة العشرات في برنامجي والإضاءة على تجارب مختلفة من دون مقابل مادي. لبرنامجي هوية خاصة وهدف معين إذ ننقل من خلاله قصص الاغتراب بشغف واحترام وتقدير، ولا يظنن أحد أنني والمحطة قد “قبرنا الفقر”! أعتقد أن البرامج الأخرى تشترط الأجر المادي قبل ظهور الضيوف في حلقاتها، ولكن العمل التلفزيوني ليس ريعياً، بل يهدف كأي عمل آخر الى الكسب المادي، ومن ذلك برنامجي، فطالما أن هناك من يموّلنا سنواصل مسيرتنا.

- هل ما زلت تقدّمين برنامجاً عبر أثير الإذاعة اللبنانية الرسمية؟

للأسف، توقف برنامجي فجأةً، رغم وعود مدير عام وزارة الإعلام بأن برنامجي لن يتوقف طالما أنه موجود في الوزارة، لأن الاغتراب مسؤولية وطنية، على حد قوله... إلا أنه توقف، تبتسم وتقول “في هذا البلد عليكِ أن تُظهري ولاءك لأحد...”. لم أفعلها يوماً ولن أفعلها أبداً. ولائي فقط لمهنيتي العالية ولجودة المادة التي أقدّمها.

- ما هو جديدك بالنسبة إلى التقديم التلفزيوني؟

كنت قد اتفقت مع شركة إنتاج لبنانية على التحضير لبرنامج كبير فكرته جديدة ومختلفة عمّا هو سائد حالياً، وأتوقع أنني سأقدّمه في موسم رمضان المقبل، كما أعمل على مشروع دليل سياحي للمغتربين سيبصر النور قريباً. ونحضّر لاحتفال كبير لتكريم بعض الشخصيات الاغترابية سيتحول حدثاً سنوياً.

- يبدو أنك هجرتِ الصحافة التي بدأت بها مسيرتك المهنية...

ما زلت أعمل في الصحافة، ولكن ليست المكتوبة. برنامجي أشبه بالوثائقي الذي يحتاج الى معرفة واحتراف كبيرين. منذ فترة انتقلت من الصحافة الفنية الى الصحافة الأشمل والأوسع. لم أدخل مجالاً آخر، بل وسّعت مداركي في الإعلام. ربما غرقت في صحافة الاغتراب، وهو عالم خاص يحتاج الى اطّلاع واسع في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الفنية.

- بعد خبرة 24 سنة في مجال الإعلام، كيف تنظرين إلى هذا المضمار الذي يتردّد أنه أصبح على وشك الاندثار؟

الإعلام باقٍ، إنما الوسائل هي التي تتغير، وعلى الإعلامي الذكي أن يواكب العصر ويتكيف مع متطلباته الجديدة ويدرك كيفية التنسيق بين المادة الإعلامية والإعلانية، وأن يجنّد المعلن لمصلحة المادة الصحافية التي يقدّمها.

- ما رأيك بأداء الإعلاميين اللبنانيين على الشاشة اذ سبق وقلت في إحدى المقابلات إن ظاهرة الإعلامي نيشان اختفت؟

لن أقول رأيي في أحد، فلكلٍ أسلوبه وطريقته ورؤيته للأمور. لا أقصد شخص نيشان، إنما الأسلوب الذي يحاور به الضيوف. هذه الظاهرة اختفت. علينا احترام أنفسنا كمحاورين انطلاقاً من احترامنا لمشاهدينا. في رأيي، طوني خليفة استطاع أن “يلعبها صح”، فقد واكب المتغيرات وخاض تجارب مختلفة بعيداً من حوارات الفن والفنانين، وهو ما ساعده في الظهور باستمرار على الشاشة، وأن تحظى برامجه بنِسب مشاهدة عالية.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079