تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

سعد رمضان: للعائلة دور كبير في تكوين شخصيتي... وهذا دعاء أمي الذي تحقّق

سعد رمضان

سعد رمضان

تربيته الفنية صوّبته نحو الخيارات الصحيحة، أما عائلته فهي سنده الدائم في الحياة. يعترف بأنه عنيد، ويؤكد أننا نعيش عصر “السينغل”، ولكن الألبوم بمثابة أرشيف للفنان. النجم اللبناني سعد رمضان حقق أغلب أمنياته على الصعيدين الفني والاجتماعي، وحلم أن يرتبط اسمه بعبدالحليم الحافظ هو دعاء والدته له. صريح وواضح، يعترف بأن أغنية “ما بعرف” صدمت الجمهور سلباً في البداية ولكن سرعان ما حفظها وعلقت في ذهنه، ويشيد بجمهور المغرب العربي الذي له فضل في نجاح مسيرته الفنية. سعد رمضان في حوار...

- لماذا تأخر صدور ألبومك الأول؟

بما أننا نعيش في عصر الأغنية “السينغل” فقد ركبت هذه الموجة، لكنني وقّعت أخيراً عقداً مع شركة “روتانا”، فلِمَ لا ننتج ألبوماً؟ كل فنان بحاجة إلى ألبوم في مسيرته الفنية. من مميزات الألبوم، أنه خلال إحياء حفلة ما، بدلاً من تقديمي أغنيتين حديثتين، أقدّم برنامجاً فنياً يضم كل أغنياتي الجديدة، وهذا ما حققه لي فعلاً الألبوم.

- هل بتّ حكراً على الشاعر علي المولى؟

لا أبداً، بالصدفة اخترت كل أغنيات الألبوم من كلمات علي المولى، فهو شاعر موهوب جداً، وأول كلام يُغنّى كتبه هو “إحساسك صنم”، وكانت لي. تربطنا علاقة صداقة متينة وأتابع دائماً كتاباته، ولكن هذا لا يعني أنني لن أتعاون إلا معه، فأنا أحب التنويع. على الرغم من أن كلمات الأغنيات لعلي المولى، لكن لكل أغنية خصوصيتها وموضوعها. “ما بعرف” تختلف في فكرتها عن “معزوم”، و”كل اتنين” أغنية مخصّصة للأعراس... وهذا ما شجعني على اختيار هذه الأغنيات.

- كل فترة تقدّم أغنية خاصة بالأعراس، هل تتقصّد ذلك؟

لا أخطط لهذه الأمور، مثلاً عندما قدّمت ديو مع والدتي، لم أكن أخطط لإصداره في ذلك التوقيت، علماً أن الفكرة مطروحة منذ دخولي مجال الفن. وحين كنت في استوديو سليم عساف، كنا نستمع إلى أغنية أخرى، وفي سياق الحديث سألني لماذا لا أقدّم ديو مع والدتي؟ فأبديت إعجابي بالفكرة، وكانت والدته قد توفيت قبل شهرين من لقائي به، وأطلعني على رغبته بكتابة أغنية عن الأم... وهكذا قدّمنا الأغنية. إذا استمعت اليوم إلى أغنية خاصة بالأفراح وأعجبتني، سأصدرها حتى وإن كنت قد أصدرت واحدة قبل أسبوع. الفكرة هي أن تكون الأغنية جميلة ومناسبة لي.

- على أي أساس اخترت أغنيات الألبوم؟

ألاّ أكرر نفسي، هو المبدأ الذي أتبعه منذ دخولي عالم الفن. الألبوم عبارة عن صورة لما قدّمته خلال ثماني أو تسع سنوات. اخترت خمس أغنيات لكلٍ منها موضوع وقصة ولحن... أكثر ما أسعدني حين صدور الألبوم، هو تنوع أذواق الجمهور، فقد عملت على كل أغنية في الألبوم وكأنها “سينغل”، وكنت حائراً أي أغنية سأصور! هذا الأمر سيف ذو حدين، فعندما نركّز على أغنية في الألبوم ونروّج لها أسهل من العمل على باقي الأغنيات وكأن كل واحدة ستصدر بمفردها، واتضح أخيراً أن لكل أغنية جمهورها.

- تخاف أن تكرر نفسك، ولكن ألا تخاف أن تشبه الآخر؟

نظراً لكثرة الفنانين وازياد عدد الأغنيات، ربما يكون هناك تشابه في مكان ما، لكن هذا ليس عاملاً سلبياً. حتى أروع الأغنيات حين نستمع إليها للمرة الأولى نشعر وكأنها مأخوذة من عمل آخر، وهذا ليس جديداً بل يعود الى زمن العمالقة. لا يتعمّد أي ملحن أن يسرق لحناً، لكن لا بد التشابه في الألحان، أما المختلف فهو خامة صوتي الفريدة من نوعها... ففي لقاء مع الفنان الشامل مروان خوري في برنامج “طرب”، تحدّثنا عن أن ما يميز فناناً عن آخر إلى جانب الأغنيات هو خامة صوته، فعندما تستمعين إلى أغنية بصوتي ستعرفين أنني من يؤديها.

- قلتَ إن خامة صوتك مميزة، لكن كيف استطعت الحفاظ على الاستمرارية بين كثرة الأصوات والأغنيات الجميلة؟

نحن في عصر لا يعتمد نجاح الفنان فيه على الصوت، بل على الصورة ومواقع التواصل الاجتماعي وذكاء الفنان وإدارة أعماله والهدف الذي يصبو إليه. مثلاً، هناك من يرغبون في خوض غمار الفن من أجل جني المال فقط، ولا يكترثون لصورتهم أمام الجمهور، أما أنا ففكرت بالصورة التي سأظهر بها للجمهور، وهي النقطة المشتركة بيني وبين مدير أعمالي وسام المولى، فالصورة هي التي ستساعدني في الحفاظ على استمراريتي اليوم وغداً وبعد غد. عملنا جيداً على الصورة، وقد تألقت في دار الأوبرا في مصر، ومهرجانات: زوق مكايل وقرطاج وموازين...

- بمَ شعرت حين وقفت على مسرح دار الأوبرا في مصر؟

شعور أكثر من رائع، فأنا من أصغر الفنانين اللبنانيين الذين وقفوا على خشبة هذا المسرح.

- هل العندليب الأسمر ملهمك؟

في العام الماضي، أحييت حفلات خاصة بعبدالحليم حافظ في الأونيسكو، دار الأوبرا المصرية، على مسرح Folies Bergere وهو من أقدم المسارح وأعرقها في باريس، ومهرجان زوق مكايل أخيراً. عبدالحليم ملهمي وقد تربيت على أغنياته وصوته. كانت والدتي تغنّي لأم كلثوم، وكانت أول فنانة أستمع إلى أغنياتها، ولكن بعد أن تمتعت بالاستقلالية في الاستماع إلى الموسيقى، اخترت عبدالحليم حافظ. دخلت مجال الفن ولم أكن أعرف سوى أغنيات عبدالحليم، وفي ما بعد رحت أتعلّم أغنيات أخرى.

- “سعد رمضان يغنّي عبدالحليم حافظ”... إلى أي مدى يحمّلك هذا العنوان مسؤولية؟

هذا حلم حياتي، فلطالما حلمت بالغناء لعبدالحليم حافظ بقيادة فرقة موسيقية. حين يحقق أي إنسان حلمه يتأثر كثيراً. في أثناء تقديمي أغنية “بلاش العتاب” على مسرح دار الأوبرا المصرية، خذلتني دموعي في اللحظات الأخيرة... هي دموع الفرح وتحقيق الحلم. قررنا أن نحيي حفلاً واحداً لعبدالحليم في السنة، فلي حفلاتي وارتباطاتي الفنية الأخرى. حفلات عبدالحليم أحييها لي أولاً، ومن ثم للجمهور الذي يعشق “العندليب الأسمر”، ولا سيما أن قلائل من الفنانين يؤدون هذا اللون.

- عندما يُقال إن سعد رمضان غنّى بأسلوبه عبدالحليم، فهل هذا تشويه للأغنية أم للعمل؟

على العكس، أرى ذلك استقلالية، وأنا بطبعي لا أحب التقليد. أحب عبدالحليم كما هو، لكن لي هويتي الخاصة. أي فنان يغنّي أغنية فنان آخر ويقلّده فيها لا يقدّم جديداً. من الجميل أن يغنّي كل فنان بأسلوبه الخاص، لكنني لا أحبذ فكرة التغيير في الأغنية. أغنّي بإحساسي وأُضيف بعض العُرب، ولكن الأساس يبقى كما هو.

- كيف كان تفاعل الجمهور المصري معك؟

رائع جداً. كنت خائفاً لأن الجمهور المصري، وجمهور دار الأوبرا بالتحديد مختلف عن جمهور المهرجانات التي نؤدي فيها الأغنيات الحديثة. جمهور دار الأوبرا يحضُر للاستماع الى الطرب فقط، لا ليأكل أو يرقص. خلال غنائي “قارئة الفنجان” في الأونيسكو، وإضافتي إحدى العُرب إليها، وقف الجمهور وصفق بحرارة، فأدركت عندها أن لهذا الجمهور آذاناً طربية.

- بما أنك تربيت على أغاني أم كلثوم وعبدالحليم، كيف تجد مستوى الفن اليوم؟

لكل عصر موضته الرائجة في الغناء. عندما غنّى عبدالحليم، انتُقد واتُّهم بأنه يقدّم فناً هابطاً، بحيث حوّل الأغنيات الطويلة إلى أخرى قصيرة وسهلة في الأداء. والأمر نفسه ينطبق على الرحابنة في لبنان، فالأغنية الجبلية كانت كلها تختاً شرقياً، فاستعان الرحابنة بالناي، اختصروا الأغنيات، واتُّهموا في البداية بأن أغنياتهم هابطة. فكما نستمتع اليوم بسماع الأغنيات الرائعة والأصوات الجميلة، نجد في المقابل فناً هابطاً ننفر منه.

- من النادر أن تطاولك الشائعات أو تُنتقد سلباً، هل تعتبر نفسك محظوظاً؟

أنا اخترت هذا الطريق، وهذه هي شخصيتي. لا أحب افتعال المشاكل مع أحد، وأتمنى للآخرين ما أتمناه لنفسي. أؤمن بأن لكل إنسان رزقه ونصيبه في الحياة، وعندما نقتنع بذلك تنتفي المشاكل. هناك فنانون يفبركون الشائعات ليحظوا بشعبية عند الجمهور، وأنا لست من هذا النوع. بات لكل فنان منبره الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعرض من خلالها أعماله الفنية... قد أفعل أحياناً شيئاً يُحدث “بلبلة”، ولكنني لا أفبرك الشائعات.

- ذكرت أنك حقّقت حلمك بالغناء لعبدالحليم حافظ، لكن أي حلم يراودك اليوم؟

أحلم أن تكون حفلاتي المستقبلية والتي أؤدي فيها أغنياتي الخاصة مماثلةً لتلك التي أحييتها لعبدالحليم. يهمّني كثيراً أن أختار المسارح التي أغنّي على خشبتها، وكذلك الإطلالة في البرامج التلفزيونية. في بداية مسيرتي الفنية، كنت أطل في مختلف البرامج، من برامج فنية وألعاب وطبخ... ربما كنت حينها بحاجة لأن أُعرّف الجمهور بي، أما اليوم فقد وصلت إلى مرحلة تخوّلني اختيار المنابر التي أقف عليها.

- ما هو موقفك إذا اتُّهمت بالغرور؟

لا أعتقد أن من الخطأ أن يرسم الفنان هدفاً يصبو إليه، وهل عليّ الظهور في برامج ترفيهية حتى أبرهن للناس أنني متواضع ولستُ مغروراً؟! أصبحت اليوم مغنياً، وهذا يُلزمني باختيار المنابر التي أطل من خلالها والمسارح التي أقف عليها. مثلاً، شاركت في عدد من البرامج الفنية، كـ “صولا”، “تاراتاتا”، وأخيراً “طرب” مع مروان خوري”.

- ما رأيك بمروان خوري كمحاور؟

رائع، بدا طبيعياً، وهذا ما يحبه الجمهور.

- ما الخطوة التي ندمت عليها؟

أي خطوة أقوم بها ولا أكون مقتنعاً بها، لذا أدرس خطواتي بتأنٍ. من الطبيعي أن نخطئ أحياناً، ولكنني لم أفعل شيئاً أندم عليه.

- أي دور لعبته والدتك في حياتك الفنية، وهل نبّهتك إلى شيء؟

هي لم تنبّهني بقدر ما ربّتني على حبّ الموسيقى. كنت أستمع الى أغنياتها وأشاهد حفلاتها.

- لكن التربية لا تقتصر على الموسيقى!

بالتأكيد، للعائلة دور كبير في تكوين شخصية أفرادها. وعائلتي سندي في الحياة. وأتمنى أن أكوّن عائلة تشبه عائلتي، من حيث الترابط الأسري والمحبّة والاحترام، علماً أنني ما زلت أعيش مع أهلي، وهذا يزيدني قوةً.

- أي حكمة تعلّمتها من والدتك؟

“الله يحبّب خلقه فيك”... هو دعاء والدتي لي يوم شاركت في برنامج “ستار أكاديمي”، ولا يمكن أن أنساه أبداً. فنسبة كبيرة من نجاحي تعود الى محبّة الناس، محبتهم لسعد الإنسان قبل الفنان. كل أدعية أمي لي مستجابة من الله. أذكر يوماً كنت أغني في غرفتي لعبدالحليم حافظ، فدخلت عليّ وقالت: “مثلما وصفوا والدتك بأنها أم كلثوم لبنان، سيرتبط اسمك بعبدالحليم حافظ”، حتى أنني لم أذكّرها بهذه الحادثة إلى اليوم.

- أي صفات تتحلّى بها والدتك وتتمنى أن تجدها في زوجتك؟

التفاني مع العائلة، لدرجة أنها تعطي أولادها وتحرم نفسها، كما أنها قنوعة وليست متطلبة.

- هل تبدي رأيها في أغنياتك؟

قبل أن أصدر أغنياتي أُسمعها الى عائلتي، ولكن أمي ترى كل ما أقوم به جميلاً. نظرة الأم الى أولادها مختلفة. هي تقدّم لي النصائح ولكنني لا أعمل بها دائماً لأنني عنيد ومتشبّث برأيي.

- “ما بعرف” غريبة نوعاً ما، كيف كانت أصداؤها؟

الأصداء كانت مخيفة في البداية. “ما بعرف” هي الأغنية الأكثر انتقاداً طوال مسيرتي الفنية. حين نرغب في تقديم عمل مختلف فلن يروق للجمهور بسهولة، ولكن إذا عدنا بالزمن إلى الوراء، نجد أن أغلب الأغنيات التي انتُقدت في بداياتها تحقق اليوم نجاحاً كبيراً. الجمهور انتقد تكرار كلمة “ما بعرف”، لكن أينما ذهبت يستوقفني البعض ويطلبون من أطفالهم أن يؤدوا الأغنية، وهذا يدل على أن الأغنية لا تزال عالقة في أذهان الناس، وهذا فعلاً ما سعيت إليه.

- ماذا يعني لك أن يلتقط الأطفال صوراً لهم وهم يؤدّون أغنياتك؟

هذا يسعدني كثيراً، وهو دليل نجاح. فلو أردنا التأكد من أن الأغنية وصلت، علينا أن نسمعها بصوت الأطفال، ومع ذلك تسعدني مشاركة الأطفال والكبار على حد سواء.

- متى شعرت أنك فعلاً حققت النجاح؟

نصعد سلّم النجاح درجة درجة. قبل سنتين أو ثلاث، اعتقدت أنني وصلت إلى قمة النجاح، لكن اكتشفت في ما بعد أن أمامي الكثير من الخطوات لأخطوها.

- هل تخاف من المستقبل؟

بالتأكيد، ولكنني أثق بقدراتي ومقتنع بأن لا شيء مستحيلاً في الحياة. لغاية اليوم، حققت 95 في المئة من أمنياتي، سواء على الصعيد الفني أو الشخصي. المنزل الذي كنت أحلم به اشتريته فعلاً، وكذلك السيارة... أنا مؤمن بأننا إذا أصررنا على الوصول الى شيء ما فسنصل إليه لا محالة.

- حدّثنا عن تجربة “موازين”؟

ثمة مسارح أطمح في الوصول إليها. مثلاً يحيي الفنان حوالى أربعين مهرجاناً في السنة، ولكن هناك ثلاثة أو أربعة مهرجانات يسعى إليها، مثل مهرجانات موازين، قرطاج، دار الأوبرا المصرية، الاستقلال في الجزائر، الأونيسكو في لبنان، زوق مكايل... تستهويني كل المهرجانات التي شاركت فيها.

- لك جمهور ضخم في المغرب العربي، فكيف تفاعل مع أغنياتك؟

يسعدني حين يُقال إن سعد رمضان من أكثر الفنانين اللبنانيين الشباب الذين يملكون قاعدة جماهيرية ضخمة في المغرب العربي. تفاعل الجمهور هناك كان رائعاً.

- الشاب خالد حضر خصيصاً الى “موازين” وشاركك الغناء على المسرح، ماذا يعني لك ذلك؟

فاجأني حضوره. لم أصدّق أنه الشاب خالد. كل فنان يسعى للوصول الى ما وصل إليه الشاب خالد. حين كنت أصوّر أحد أعمالي في ألبانيا، سمعت أغنيتيّ “عايشة” و”دي دي واه”... هذا يعني أن الشاب خالد فنان عالمي. وعندما يحضُر حفل سعد رمضان تحديداً فهذا نجاح بحد ذاته، وأن نتشارك في الغناء فهو أيضاً قمة النجاح. الشاب خالد متواضع جداً، و”شبعان” فناً ونجاحاً.

- غالباً ما تسود الغيرة بين الفنانين الشباب، لكن أدهم نابلسي وقف إلى جانبك على مسرح زوق مكايل وغنّى أغنيتك!

كان هذا ممتعاً جداً. ثمة ظاهرة في مصر أتمنى أن تنتقل الى لبنان. مثلاً، الفنانون المصريون يتمنون الخير لبعضهم بعضاً، ويتبادلون الدعم وكذلك التهنئة على الأعمال الجديدة، ولا يفكرون بطريقة “أنا أو لا أحد”، الظاهرة السائدة في لبنان. لكل فنان جمهوره، فثمة من يحبني ويحب أعمالي، وهناك أيضاً من لا تعجبه أعمالي، وهذا طبيعي جداً...

- هل قلت لحبيبتك “أحسن مني تعرفي”؟

حين يزداد النقاش حدةً بيننا، أقول لها: “أنا أناني، خاين، عصبي، بخيل بمشاعر قلبي بس أنا بحبك”... أحياناً تتهمّني بالأنانية أو العصبية الزائدة... فأردّد كلمات الأغنية.

- الإعلان عن ارتباطك، ألا تخاف من أن يُبعد عنك المعجبات؟

لا، بل على العكس زاد عدد معجباتي. أعتقد أن المعجبات اللواتي يعتبرن الفنان ملكاً لهن، عددهن ضئيل جداً مقارنةً باللواتي يحببن الفنان بشكل عام. تعرضت لموقف غريب في مسيرتي الفنية، بحيث زارتني معجبة من إحدى الدول العربية في منزلي، ومن عادات أهلي استقبال جميع الضيوف. كنت أخرج من المنزل وأعود إليه وأجدها في انتظاري. أحبّتني بجنون، ولكنها حالة نادرة، وهذه هي الفئة من الفتيات التي تتأثر إذا أحبّ سعد رمضان أو تزوج.

- قرأتَ الفاتحة قبل الصعود الى مسرح “موازين”، هل من طقوس معينة تمارسها قبل الظهور على المسرح؟

أتلو الفاتحة قبل صعودي الى المسرح بلحظات، وخلال النهار لا أقوم بأي نشاط، حتى أنني لا أمارس الرياضة ولا أخرج من المنزل. أنام في ساعات متأخرة من الليل إلا أنني أستيقظ باكراً.

- الصوت يتأثر بحالة الفنان النفسية، كيف تتحكّم بصوتك على المسرح؟

عندما أصعد إلى المسرح، أنفصل عن الواقع وأنسى كل شيء.

- لماذا غنّيت “موطني”؟

لأنني أعشقها وتعني لي الكثير.

- ما الأغنية التي ترغب في تقديمها بصوتك؟

أحب تأدية كل أغنية جميلة.

- من هو الفنان الذي ترغب بلقائه وحضور حفلاته؟

السيدة ماجدة الرومي، كان من المفترض أن نلتقي في المغرب خلال احتفال نظّمته السفارة اللبنانية لكل الفنانين اللبنانيين الذين غنّوا في مهرجان “موازين”. ولكن بسبب ارتباطاتي الفنية عدت إلى لبنان ولم نلتقِ أبداً.

- في الصغر كنت تستمع إلى أغنيات ماجدة الرومي، واليوم تقفان معاً على المسرح نفسه، ماذا يعني لك ذلك؟

يشرّفني الوقوف على مسرح “موازين” الى جانب فنّاني العالم العربي. في الليلة الأولى كان مروان خوري معي وغنّيت قبل كاظم الساهر، واختتمت الماجدة المهرجان... هذا هو النجاح بعينه.

- أغلب الفنانين يهنّئون الدول العربية في المناسبات والأعياد، هل هذا نابع من صدق الانتماء أم هو مجرد مجاملة؟

هذا يتعلق بشخصية كل فنان. أما بالنسبة إليّ، فقد دُعيت ككل عام للمشاركة في حفل بمناسبة العيد الوطني في المغرب، نظراً للصداقة التي تربطني بالعاملين في السفارة اللبنانية في المغرب، كما أعتبر أن للمغرب فضلاً في نجاح مسيرتي الفنية. محبّة الجمهور هي الأساس، وجمهوري كبير في المغرب العربي، فلماذا لا أبادلهم المحبّة وصدق المشاعر ولو بمشاركتهم في الاحتفال!

- بتنا اليوم نتبادل التهانئ بالعيد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، من هو الشخص الذي تلتقط هاتفك لتعايده؟

كثيرون هم الذين أهنّئهم بالعيد عبر الهاتف.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080