تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

هيام التوم الريس: أكتب كمن يصرخ وترتفع حرارته من أدوار البرد

هيام التوم

هيام التوم

غلاف غرام مع حبيب سابق

غلاف غرام مع حبيب سابق

غلاف كتاب نزوات ذاكرة

غلاف كتاب نزوات ذاكرة

هيام التوم الريس، كاتبة تحاول القول والكلام والكتابة بما تشتهي أحاسيسها وأفكارها، وكانت الرواية أولى محاولاتها، التي جمعت فيها الحب والخيبة والأمل، من دون أن تتوقف عند نهاية مقبولة أو متخيّلة. تركت الحب يتفاعل في ذاته وذاتها ويصل الى طريق مفتوحة إلى ما لا نهاية، وانتقلت من ثم الى كتابة القصيدة، علّها ترى أكثر في دربها، مع اللغة المصقولة بنبض الحب والمعنى. فماذا تقول الكاتبة عن أفكارها المدوّنة في القصيدة والرواية؟

- نبدأ بسؤال الكتابة. لماذا الكتابة في حياة هيام؟

كأنك تسألني لماذا أتنفس أو لماذا ينبض قلبي. الكتابة في حياتي فعل لا إرادي، أو بتعريف أدق فعل انسيابي... كأن تزيل سداً من أمام نهر فيتدفّق حكماً، أو كأن تُشعل ناراً فتتسبّب في طبيعة الحال باندلاع حريق. أكتب ربما كمن يضحك أو كمن يبكي أو يصرخ أو كمن ترتفع حرارته ويعاني أدوار برد.

الكتابة بوح روحي، ودوائي الذي يشفيني من كل الأمراض، وسكينتي التي أهرب إليها من صخب الحياة.

- بدأت بكتابة رواية الحب. لماذا الحب تحديداً؟

الحب هو النبع الذي لا ينضب، وكل الحكايات تتفرع منه في رأيي. أمرّ بروايتي على الحرب والولادة والموت والمرض والظلم والآفات الإنسانية والعائلة ودور المرأة، ولكن ضمن  إطار الحب وقصصه التي لا تتشابه ولا تنتهي. الحب كالبصمة، ولكل إنسان بصمته وحكاية عشقه الخاصة.

- يبدو الحب في روايتك كأنه مصاب بالخيبة والانكسار، ما السبب؟

يُتّهم الكاتب دائماً بأن كتاباته مأسوية وأحداثه دراماتيكية، ولكن مهمة الكاتب في رأيي ليست في أن يصور الحياة الهادئة الوردية الخالية من المشاكل، فماذا يعالج في هذا الوضع! إنما مهمته تسليط الضوء على التحديات والمعوقات والمشاكل والمعاناة التي تواجه أبطاله. ولأن روايتي تتضمن قصصاً كثيرة ومتفرقة، يجد القارئ فيها خيبات كثيرة وانكسارات، وهذه ليست سوى الحياة المليئة بالمصاعب، والتي على الأبطال أن يتحدّوها ويتجاوزوها ليصلوا إلى بر الأمان.

اذا نظرنا حولنا في قصص الأصدقاء والأقارب، ألا نرى لكل إنسان مشكلته! هذه هي الحياة، هذه هي روايتي.

- هل تكتبين الواقع أم ما تتمنينه أم عكس ذلك؟

أكتب الواقع الذي نواجهه والحاضر الذي نعيشه والحلم بمستقبل واعد أكثر إشراقاً، والأمنيات التي تلازمنا ونسعى الى تحقيقها. أقول في مقدمة روايتي: «لكل منكم بصمة هنا بين دفّتي حياة…». والحياة صورة عنا بكل تجاربنا الماضية ومعاناتنا الحاضرة وأحلامنا وطموحاتنا المستقبلية… الحياة مسيرة غير منقوصة، وكل ما يمر به الإنسان منذ طفولته يؤثر فيه وفي طريقة استكماله لهذه المسيرة.

أما في خصوص نصّي الروائي، فهو واقعي مستقى من قصص قد تحصل مع أي شخص يعيش في زمننا الحالي، وليست شخصية مع أنني أتجول في أرجائها الفسيحة ولكن بأدوار مختلفة، فمرة أكون البطلة ومرة أقف مبتسمةً أمام ما يحصل، أو أذرف دمعة على عشق لم يكتمل، أو أصفع من يظلم ويجور. 

- ماذا يعني لك الحب، وكيف تفسّرين مفهومه في حياتك؟

الحب هو العجينة التي تكوّنت منها روحي هو الحياة التي تسري في عروقي وشراييني 

هو الفضاء الذي أسبح فيه فيملأني خيالاً

هو النجم الذي ينير خطاي وأسير على هديه

هو المطر الذي يروي أعشاب كياني.

وماذا أقول لك بعد عن الحب؟ هو البحر الذي لا تعيش سمكة مثلي خارجه.

- لاحظت أنك تكتبين الشعر أيضاً. هل الشعر أساسي في كتاباتك كما الرواية؟

الكتابة ككل عنصر أساس في حياتي، وهي عملية إبداع وشغفي الذي لا ينتهي. للشعر عين مني وللرواية الثانية، ناهيك عن أن روايتي تنضح بالشعر، وأظن أن الرواية خرجت من إطار وصف الأحداث والأماكن وانتظار القارئ لمعرفة النهاية، وتجاوزته إلى الاستمتاع بكل تفاصيل اللغة وإرهاصاتها ونكهاتها، وإلى الوصول إلى متعة الفكر والروح بالصور الشاعرية الجديدة والتلذّذ بكل فصل من فصولها قبل الاهتمام بمعرفة النهايات.

- أين تجدين نفسك أكثر: في القصيدة أم في النص الروائي؟ ولماذا؟

في الواقع، لا أستطيع التمييز بين أولادي، فالقصيدة أخت الرواية، ولكل منهما جماليتها ومكانتها في قلبي وتأثيرها فيّ. وأنا كأم أحمل في أحشائي جنيناً جراء خيال خصب كرحم وتلقيح تأثيرات عاطفية واجتماعية ووطنية... وكيفما تكوّنت بذور الكلمة في داخلي ألدها بعد فترة الحمل قصيدةً أو نصاً روائياً.

- ما الدافع الأول والمحرض على الكتابة... الحب أم الفرح أم الحزن أم ماذا؟

في الحقيقة، عندما أحب أعيش القصيدة، وحين أفقد الحب أكتبها. أنا امرأة ينهمر مني الدمع والحزن حبراً رقراقاً. أحياناً أكتب بتأثير الفرح، لكن غالباً ما أفتح لآلئ الحزن وأنقّيها وأصفّها عقداً من الكلمات والحروف لتتزيّن بها الحياة.

- متى تكتبين، بتوقيتك أم بتوقيت مضمون نصكِ؟

أكتب بتوقيت الوحي فقط، بمعنى أنني ألد حين يدهمني المخاض، ولا أخضع لجراحات قيصرية.

الكتابة بالنسبة إليّ كلقاء حبيب يجب أن أذهب إليه بكامل شغفي وشوقي ولهفتي ومن دون أي اعتبار لعوامل إلزامية… أما التنقيح والتنقية من الشوائب فشأن آخر يلزمه الوقت وجاهزية العقل. 

- ما الجديد في مشاريعك الكتابية؟

أحضّر لديواني الشعري الجديد الذي سيصدر مطلع العام المقبل، وأكتب رواية جديدة، لكنها بحكم طبيعة عملي البعيدة عن الكتابة، ونظراً لصعوبة العمل الروائي تأخذ مني الكثير من الوقت.

وأعمل حالياً مع مخرج سينمائي على فيلم قصير من وحي رواية «غرام مع حبيب سابق» سيشارك في المهرجانات العربية والعالمية.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079