تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

الفنانة الفوتوغرافية نورة الشريبي: العالمية طموحي وابتكار الأفكار الجديدة متعتي

نورة الشريبي

نورة الشريبي

التصوير الفوتوغرافي هو المرادف لفن الرسم الكلاسيكي القديم، فمن خلال العدسة يعيد الفنان إسقاط المشهد أمامه بحرفية عالية لإنتاج صور عبر المؤثرات الضوئية.
ومع التطور التكنولوجي تطورت عدسات التصوير الفوتوغرافي وتنوعت أشكالها سواء كانت كاميرات التصوير الخاصة، أو كاميرات الجوال، وتفنّن الشباب باستخدامها في كل الأوقات، حتى أن البعض احترفها كمهنة بعدما أصبح التصوير الفوتوغرافي أهم وسيلة لتوثيق لحظات الحياة اليومية.
«لها» التقت الفنانة الفوتوغرافية نورة الشريبي الحاصلة على شهادات عدة في مختلف أنواع الفنون، من الرسم التشكيلي إلى التصميم الداخلي الى التصوير الفوتوغرافي.


- ما الذي دفع نورة لاحتراف التصوير الفوتوغرافي؟
على الرغم من دراستي الفنون البصرية، يبقى التصوير الفوتوغرافي عشقي ومصدر سعادتي وسعادة كل من ألتقطُ له صوراً بعدستي، وكنت أظهّر خمسمئة فيلم شهرياً نظراً للهواية الجميلة التي ارتبطت بأحاسيسي ومشاعري، والتي خلّدتْ ذكريات حفلات الأهل والأصدقاء ومناسباتهم السعيدة.

- ما المميزات الفنية التي اكتسبتها من التصوير الفوتوغرافي؟
حصلت على العديد من الشهادات في مجال الفن والتصميم الداخلي، وباتت لي خبرة واسعة في التصميم والديكور المنزلي، وتوّجت كل ذلك بالتصوير الفوتوغرافي، فاكتسبت الكثير من المميزات الفنية، من خلال اختياري لمواقع التصوير وزوايا العدسة والألوان المناسبة، لأن الفن يحاكي الإبداع في الصورة الجميلة، وكيفية التقاطها من منظوري الخاص.

- تكنّين عشقاً كبيراً للعدسة...
عشقي للعدسة وتوثيق الذكريات مصدر سعادتي، هذا العشق الذي رافقني منذ الطفولة وكَبُر معي إلى أن أصبحت الكاميرا رفيقة دربي في حلّي وترحالي، وباتت نوعاً من الإدمان اللاإرادي.

- كيف مزجت بين الفن التشكيلي والفن الفوتوغرافي؟
نظراً لأن الفن سلسلة متصلة ببعضها البعض، قمت بتجارب متنوعة في كل المجالات الفنية من تصميم المجوهرات إلى تصميم الأزياء، وبقي فن التصوير الفوتوغرافي الأكثر عمقاً في روحي لخاصيته المميزة والتي وثّقت سعادتي.

- هل تدرسين ملامح الشخصية والحس الإنساني؟
بما أن للصورة الفوتوغرافية أهمية كبيرة في حياتنا اليومية، أحاول قدر الإمكان اختيار الزاوية الأفضل والأجمل لكل شخص ترصده عدستي، وقد تكون اللقطة عفوية من دون أن يشعر بها أحد.

- كيف اكتشفت موهبتك في التصوير؟
التقاطي لصديقاتي أجمل الصور التي تعبّر عن مشاعرهن وأحاسيسهن، دفعني لاكتشاف موهبتي في فن التصوير لإظهارهن بأحلى صورة، مما زاد شغفي للاستمرار والتطوير واكتشاف المزيد في عالم التصوير، فأصبح التصوير مهنتي الجميلة التي تعبّر عن مكنوناتي وتهمس الحكاية الأعمق في كل صورة.

- ما هو طموحك في الحياة؟
أطمح للوصول الى العالمية بأجمل صورة، وأهدف الى إثبات وجودي كفنانة سعودية مبدعة.

- ماذا تحققين من خلال عدستك؟
أحقق المتعة الخيالية لكل شخص لحظة التقاط الصورة الجميلة والمميزة، وأحرص على التركيز على مَواطن الجمال في الشخص، سواء في لون العينين أو الابتسامة، وحتى أمارات الحزن أو الفرح المرسومة على ملامح الوجه، لتخرج الصورة معبّرة ما أمكن.

- لماذا تحبين تصوير الأطفال بالذات؟
عشق الأطفال أحد أسراري، واللعب معهم هوايتي المفضلة، أمارسها من خلال تصويرهم، فهم يمنحونني شعوراً لا يوصف من الجمال، ويجعلونني أكثر إيجابية في الحياة، من خلال الدقائق المعدودة التي أمضيها معهم في أثناء التصوير.

- الأبيض والأسود من الفنون العريقة، ما الذي يشدّك الى تلك التقنية في تصوير البورتريه؟
العمق الإنساني. الحياة تقوم على المتناقضات، ففيها الأبيض والأسود، الخير والشر، الفرح والحزن... ولا يمكننا الشعور بجمال الأبيض إلا من خلال رؤية الأسود. لذا، حين ألتقط الصورة باللونين، أحاول جعلها معبّرة عمّا تحمل من إحساس.

- كأنك بذلك تنفين وجود اللون الرمادي، فهل من خير أو شر مطلق في الحياة؟
طبعاً لا، اللون الرمادي موجود، والتوازن ضروري في الحياة، فالأسود يجعلنا نعرف قيمة الأبيض، والعكس صحيح، لكن الصورة باللونين الأبيض والأسود تُظهر لنا التفاصيل الإنسانية بوضوح وتُسقط الأقنعة، وهي تكون في كل الأحوال ناطقة وجريئة.

- هذا يعني أنك تميلين الى أفلام الأبيض والأسود...
بالتأكيد، فأفلام الأبيض والأسود هي مصدر إلهامي، وخاصة أفلام «السندريلا» سعاد حسني.

- بمَ تشعرين أثناء التصوير بالأبيض والأسود؟
حين تلتقط عدستي صورة باللونين الأبيض والأسود مليئة بالإحساس، أشعر بفرحة كبيرة، مما يدفعني للاستمرار بالتصوير الفوتوغرافي لتحقيق السعادة المتبادلة.

- متى يكتمل التميّز بتصوير الأبيض والأسود؟
كلما اكتمل الإحساس وبرزت ملامح الشخصية الماثلة أمامي، اغتنتْ الصورة بالمشاعر، وأصبح الجمال الإنساني أكثر وضوحاً.

- ما الذي تبحثين عنه في الشخصية؟
أبحث عن الجمال الداخلي والخارجي لإبراز ملامح الشخصية الحقيقية ولو امتدت التجربة لساعات طويلة، وكل ما يهمّني إرضاء الطرف الآخر وإظهار إحساسه الداخلي بأن الصورة جميلة جداً، ومحو العبارة التي تردّدها بعض الفتيات «أنا شكلي ليس جميلاً في الصور... لذلك أكره التصوير».

- تُبرزين نقاط الجمال والضعف في وجه الشخصية لكي تكون الصورة طبيعية، لكن ما الذي تحكيه العين؟
كل شخصية تحمل شيئاً جميلاً ومميزاً، فهناك العين الجادة، والعين المبتسمة، والضحكة العريضة، والابتسامة الخفيفة، وما عليّ إلا التجربة لأُظهر الشخصية بكامل جمالها. وعلى سبيل المثال لا الحصر، العين الفاتحة أصوّرها في الشمس لتبدو أكثر جمالاً ورقةً، فهي تلهمني لألتقط المزيد من الصور.

- هناك وجوه تحب الكاميرا وأخرى لا تحبها، لماذا؟
الوجوه تختلف بين شخصية وأخرى، وهي في الأساس لا تحب الكاميرا وتخاف منها فقط بسبب تجارب سابقة لم ترضها. وبعد دراسة مطوّلة، أصبحت أركّز على الوجوه التي من الصعب إظهارها جميلة كحقيقتها، لكنني في بعضها نجحت في التقاط الصورة من اللحظة الأولى، وفي بعضها الآخر فشلت فظهرت الصورة مغايرة للحقيقة. ولكي تخرج الصورة جميلة بما يرضي الشخص، فهي تحتاج الى مجهود كبير، سواء في اختيار الزاوية أو التحكّم بالإضاءة.

- في أثناء تصوير المرأة العصرية، علامَ تركزين؟
تتضمن الصورة عناصر مختلفة ومتنوعة، ففي حفلات الزفاف حيث تكتمل العناصر الجميلة، ربما أركّز على فستان العروس إذا كان لافتاً، أو على جمال وجهها وعينيها، وأحاول بلورة الإحساس وإظهاره في كل اللقطات.

- ما الذي يشدّك في الطبيعة أثناء التصوير؟
يشدّني مشهد غروب الشمس وهي تودّع النهار لتبشّر بإشراقة جميلة وولادة يوم يكون بداية جديدة لحلم جميل.
كما تلفتني السحب حين ترسم لوحات فنية في السماء، وأشكالاً رائعة الجمال، فتأخذني في رحلة من التأمل الروحي في جمال الطبيعة.

- شروق الشمس وغروبها مع وجود الظلال، من أهم الأوقات لتصوير الطبيعة... ما الذي تشعرين به في تلك اللحظات؟
مع بداية كل يوم، تبعث ألوان شروق الشمس على الأمل وتُبهج النفس، أما الغروب فيوحي بالأمان والسكينة والراحة للاستعداد لغد جميل، بألوان وردية وبنفسجية تشكل انعكاساً على سطح البحر وترخي بظلالها على كل ما حولها وتظهر بأحلى صورة.

- ما الوقت المثالي للتصوير الليلي؟
لا وقت محدداً للتصوير الليلي، فلكل لحظة من لحظات الليل جمالها، سواء كانت الإضاءة قوية أو خافتة، وتختلف الصور باختلاف درجات الإضاءة وتتأثر بها.

- حين تجوبين شوارع المدن، ماذا ترصد عدستك؟
في مدينة الضباب لندن، أرصد أشكال السحب المتنوعة في السماء، وفي سويسرا تشدّني الجبال والبحيرات واللون الأخضر الخلاّب، أما في جدّة فأنتظر لحظات الغروب وتساقط حبّات المطر لأرى انعكاساتها في الشوارع، كما أستمتع بالغوص في البحر الأحمر والتقاط أجمل الصور للشعاب المرجانية والكائنات البحرية.

- أين تكمن نقاط القوة في الصورة؟
في إحساسها القوي.

- تصوير المجوهرات يحتاج الى تخصص جيد، ودراسة أدق التفاصيل، وهو ما يُسمى «تصوير الماكرو»، هل تراعين تلك الخاصية؟
بالتأكيد، لأنني أهوى تصوير المجوهرات، وهي صديقة المرأة، ويجب مراعاة المسافة بيني وبين قطعة المجوهرات مع جودة العدسة، والخلفية، وانعكاس الإضاءة.

- إلى أي حد خدمتك وسائل التواصل الاجتماعي؟
خدمتني بالحد الأدنى، نظراً للخصوصية التي يتميز بها مجتمعنا المحافظ، وأنا بدوري أحترم تلك الخصوصية.

- هل تستخدمين الفوتوشوب في الصورة؟
أستخدمه وفقاً للأشخاص وفي حدود معينة حتى لا تتغير ملامح الصورة.

- أين يكمن جمال الصورة في التصوير التجريدي؟
التصوير التجريدي استخدمته في السفر، ولم تتضح معالم الصورة لأي شخص، ولم يتمكن من قراءتها إلا الفنان الحقيقي.

- هل تستطيعين التلاعب بألوان الصورة؟
في بعض الأحيان إذا طُلب مني ذلك، وأستعين بالكمبيوتر لهذه الغاية.

- ما هي مشاريعك الجديدة؟
أحببت تمثيل وطني بعد القرار السامي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين محمد بن سلمان بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، بالتعاون مع سيدة الأعمال بسمة الخريجي والستايلست نهى سندي من خلال عروض للسيارات المختلفة والمتنوعة، وإظهار فن الإبداع بالتصوير، في قلب جدّة، عروس البحر الأحمر، من خلال العدسة المتواضعة لما تحويه جدة من جمال أخّاذ.

- أي رسالة تحملين الى العالم؟
المرأة السعودية استطاعت أن تشغل مناصب محلية ودولية بعلمها وثقافتها، وبلباسها المحتشم والأنيق، الذي لم يمنعها من تحقيق طموحاتها ولا من قيادة السيارة بكل ثقة بالنفس.

- كيف تقرئين هذا النجاح؟
بنظرة احترام وفخر وتقدير، بعدما أثبتت المرأة السعودية جدارتها ونجحت في كل مناحي الحياة وفي شتى المجالات، بفضل حكومتنا الرشيدة التي قدّمت لها الدعم الكامل لتحقيق أهدافها.

- من يقف وراء نجاحك؟
لوالديّ بعد الله الفضل في نجاحي، وقد لعبا أهم الأدوار في حياتي، وأنا أفخر بهما وأشكرهما على دعمهما لي منذ الصغر، فمن والدي العزيز تعلّمت أصول القيادة والإصرار والاجتهاد والصدقية والشغف بالعمل، ومن والدتي الحبيبة استوحيت جمال الكون بحيث شجعتني على الابتكار والإبداع وإظهار الجمال بأفضل صورة ممكنة.

- ماذا تقولين للمرأة؟
لا شيء اسمه مستحيل، يمكنك تحقيق أحلامك، اجتهدي وتوكّلي على الله عز وجل لتحققي أهدافك بجدارة في الحياة، واجعلي إيمانك بالله نصب عينيك لتكوني المرأة السعودية التي تفخر بها الأجيال على مر العصور.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078