أيام
يوم الفرح لحظةٌ، ويوم الحزن دهرٌ. نحن شعوبٌ تقدّسُ أحزانها، تُصادقها، توالفُها، ترافقُها، وتهبُها كلّ مشاعرها وأيامها وأحلامها، حتى موت كلّ مظاهر الحياة فيها.
فشعوبنا تخافُ الفرح وتخشى عواقبه. وتراها لا تبالغ في مظاهر الابتهاج والسرور، كي لا يكون ذلك ملحوقاً بألم أو كارثة أو مصيبة.
كأن الفرح محرّم عليها، هي التي آلفت الموت، والقهر، والظلم، والكوارث، والحروب، وفقدان الأحبّة وفلذات الأكباد.
وكأننا شعوب منذورة للشؤم، تنوحُ فوق رأسها حمامة، وتنتحبُ أمّ ثكلى، نخطف لحظات السعادة، نسرقها من فم الموت، لأننا نريد أن نعيش.
وترانا نصرخ مع بطل رواية “الرغيف” ابن الثماني سنوات الذي يستفيق على مشهد عمّال النفايات يلملمون الجثث التي تغفو في الشارع من جوع وبرد وعوز خلال الحرب العالمية الأولى، نصرخ بأعلى صوت: “أنا ما متّ، أنا ما متّ!”. ويلٌ لنا إن لم نصرخ للحياة... ويلٌ لنا إن لم نعلّم أطفالنا حبّها، فيُقبلون عليها بفرح ساطع وإيمان كبير وقوّة داخلية لا تخبو.
نسائم
لأنني الحبّ
أسامح هفواتك الصغيرة، وأتناسى
أفتح ذراعيّ واستقبلك كطفل يحبو
ببراءة أولى
مقبِلاً على الحياة حتى آخر قطرة فرح.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024