الفنان السوري فراس سعيد: «ضد مجهول» عمل واقعي وهناك ما هو أسوأ منه
بعد نجاحه في رمضان الماضي في تقديم شخصية “حازم” في مسلسل “ضد مجهول”، يكشف لنا الفنان السوري فراس سعيد عن أسباب موافقته على هذا الدور، وكواليس عمله للمرة الثانية مع النجمة غادة عبدالرازق، والمشاهد المؤثرة التي أرهقته في العمل، كما يتحدّث عن الظُلم الذي تعرض له مسلسله الجديد “للحب فرصة أخيرة”، والفيلم السينمائي المهم الذي يشارك في بطولته مع ليلى علوي، ويعبّر عن رأيه في الرقابة على الأعمال، ويبوح بالكثير من أسرار حياته الخاصة، ويتكلم عن دور زوجته في اختيار أعماله، وهوايته المفضلة، والموسيقى التي يحب الاستماع إليها.
- في البداية، كيف تمّ ترشيحك للمشاركة في مسلسل “ضد مجهول”؟
المخرج طارق رفعت هو الذي رشّحني للعمل، بحيث تعاونا من قبل في مسلسل “سبع أرواح”، وقد عرض عليّ إما القيام بدور “حازم” زوج البطلة التي تجسدها غادة عبدالرازق، أو طليقها، لكنني فضّلت تقديم شخصية الزوج.
- وما الذي جذبك في شخصية “حازم”؟
ثمة أسباب عدة شجّعتني على تأدية دور “حازم”، أهمها أن الشخصية تشهد الكثير من التغييرات بسبب الظروف التي تمر بها، كما أنني أرغب دائماً في تقديم أدوار جديدة ومختلفة تضيف الى رصيدي الفني.
- ما أبرز ردود الفعل التي جاءتك بعد عرض المسلسل؟
ردود الفعل التي وصلتني كانت في غاية الإيجابية وفاقت توقعاتي، لكن ما أزعجني هو تركيز البعض على المشاهد الرومانسية التي جمعت بين “حازم” وزوجته، ولم يهتممن بتفاصيل الدور الذي أقدمه.
- كيف استعددت لهذا الدور؟
أسعى أولاً لوضع إطار للشخصية التي أقدّمها، وأدرس طريقة ردود فعلها وحديثها وأتعلم كيفية أدائها، وأحياناً تُكتب تفاصيل الشخصية في السيناريو، وهذا يساعد الممثل كثيراً في أثناء التصوير، لكن أكثر ما يهمّني هو أن تكون هناك كيمياء بيني وبين الشخصية، حتى أقدّم الدور بصدقية للجمهور.
- مشهد الاغتصاب ضمن أحداث العمل صدم الجمهور، فإلى أي مدى يقترب هذا العمل من الواقع؟
هذا المشهد بالتحديد كان في غاية الصعوبة، والجمهور تأثر بقسوته الشديدة. لكن للأسف، واقعنا يشهد الكثير من مثل هذه القصص، وإذا تابعنا الأخبار في الصحف سنجد ما هو أبشع وأقسى بكثير من أحداث المسلسل، فأنا أرى أن التطرق الى هذه المشاكل هو للكشف عنها وتبيان الأسباب التي أدت إليها ومحاولة معالجتها، فدور الفن هو توعية الجمهور بما يحدث من مشاكل في المجتمع وتنبيهه إلى ضرورة تجنّبها.
- وما أكثر مشهد أرهقك في هذا المسلسل؟
أغلب المشاهد التي جمعتني بغادة عبدالرازق كانت صعبة جداً، خاصةً أنها تجسد شخصية امرأة تتعرض لمواقف من الصعب على أي شخص مواجهتها، فترى بأم عينيها من يسعى لهدم منزلها، والقضاء على أبنائها، ومن هنا تتسم المشاهد التي تجمعها مع زوجها بالحدّة والخوف والمشاعر المتناقضة.
- كيف وجدت تعاونك الأول مع غادة عبدالرازق؟
لا، هي ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها مع غادة عبدالرازق، فقد سبق أن عملنا معاً في مسلسل “حكاية حياة”، لكن المشاهد التي جمعتنا كانت قليلة، وبخلاف هذا العمل الذي كنا نصوّر مشاهدنا فيه بشكل يومي، وغادة إنسانة رائعة وتُتقن أدوارها، ولا أقول هذا من باب المجاملة، وإنما هي الحقيقة، كما كانت وبحكم خبرتها الطويلة في الفن تُحسن التصرف مع زملائها الفنانين، وتضفي أجواء من المرح في الكواليس، مما يحمّسنا على الذهاب الى موقع التصوير.
- ظهرت في هذا الدور بـ”اللوك” نفسه الذي كنت تظهر به في كل أعمالك الفنية، ولم تسعَ الى التغيير، لماذا؟
كنت أرغب في التغيير وبشدة، لكن القائمين على هذا العمل طلبوا مني الظهور بهذا الشكل، وحدث ذلك بالتزامن مع تصوير دوري في مسلسل “للحب فرصة أخيرة”، لذا كان من الصعب تغيير “اللوك” الخاص بي، لكنني في أعمالي المقبلة سأحرص على الظهور بشكل جديد مختلف.
- كيف تقيس نجاح الشخصيات التي تقدّمها للجمهور؟
ثمة أمور كثيرة يُقاس عليها نجاح الشخصيات، فربما من خلال النقد الحاصل على شاشات التلفزة أو السوشيال ميديا أو من خلال الشارع. وبالنسبة إليّ، جمهور الشارع يحتل المرتبة الأولى في جدول تقييمي لنجاح الدور أو فشله، فلقائي المباشر بأي شخص في الشارع يكشف لي مدى الصدق أو المجاملة في حديثه، كما أحرص على الاطلاع بنفسي على تعليقات الجمهور ومعرفة آرائهم، فليس هناك أسهل من عبارات المدح والتهنئة التي تصلني عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي، كذلك يمكنني التأكد من نجاح العمل عندما يشيد به صنّاع الفن بعيداً من المصلحة الشخصية.
- ما رأيك في فرض الرقابة على المصنّفات الفنية شروطاً على صنّاع الأعمال الدرامية لهذا العام؟
صناعة السينما والدراما في مصر تخطّت حاجز المئة عام، ومصر هي معقل الفن، ومتقدمة في هذا المجال على الكثير من دول العالم، وعندما نخطو خطوات الى الأمام، لا يصح أن نرجع مرة أخرى الى الوراء، فهناك أمور على الرقابة أن تركّز عليها، مثل مشاهد العنف أو تلك الخادشة للحياء والتي تتعارض مع تقاليدنا. بشكل عام، نحن بحاجة الى أعمال تساهم في توعية أبنائنا من دون أي تدخل رقابي، فالجيل الحالي يختلف بطريقة تربيته وأسلوب تفكيره عن جيلنا. وعلى سبيل المثال، الفكرة الجريئة التي تمت مناقشتها في مسلسل “اختيار إجباري”، أثرت كثيراً في الجمهور من كل الأعمار، وأتذكر كيف استوقفتني في أحد الأماكن امرأة متقدّمة في السنّ وأشادت بالعمل، لكشفه عن الكثير مما يحدث للأبناء من دون أن يكون للأهل علم بها. ومن هنا يلعب الفن دوراً مهماً في مناقشة الكثير من قضايا المجتمع.
- عُرض لك أخيراً مسلسل “للحب فرصة أخيرة”، لماذا لم يحقق هذا العمل النجاح المتوقع له؟
للأسف، لم يشاهد الجمهور المسلسل كاملاً بعد، بل تابع حلقاته الأولى فقط، إذ إن القناة وبعد عدم تمكّنها من بثّ كل الحلقات قبل شهر رمضان، اضطرت لوقف عرض المسلسل بشكل مفاجئ ومن دون إخطار المشاهدين بذلك، لنفاجأ بعد انقضاء شهر رمضان بإعلان القناة عن عرض الجزء الثاني من المسلسل، ولم يعد هناك ترابط في الأحداث، وأرى أن ما حصل هو ظلم للمسلسل.
- لكن هل أنت راضٍ عن هذا المسلسل؟
أنا راضٍ تماماً عن هذا العمل، لأنه يتحدث عن قصص اجتماعية، ويُظهر كيف يمكن الحب أن يحلّ الكثير من المشاكل، والحب الذي نتحدث عنه في العمل يختلف عن الحب ما بين رجل وامرأة، كما يقدّم النصح بضرورة أن نعطي فرصة للحب مع الزوجة وكل فرد من أفراد العائلة، فهو مسلسل اجتماعي بامتياز وليس فيه ما يخدش الحياء، بل يحمل رسائل مهمة تدعو الى الإيجابية التفاؤل في الحياة.
- لماذا لم تقدّم أعمالاً في السينما بعد؟
بدأت التركيز في السينما، وأشارك حالياً في بطولة فيلم “التاريخ السري لكوثر”، فأنا أحب الكاتب والمخرج المميز محمد أمين، وتستهويني كتاباته، والفيلم تشارك في بطولته ليلى علوي وزينة، وتتناول أحداثه شؤوناً سياسية في إطار رومانسي، من خلال قصة حب تنتهي بزواج بطليها في السر.
- هل لزوجتك دور في اختيار أدوارك؟
في البداية كانت تشاركني زوجتي في قراءة السيناريوات، وتقول رأيها، لكن حالياً أتناقش مع مستشاري في هذا الأمر، وفي النهاية يبقى قرار الموافقة على أي عمل لي.
- هل من عمل ندمت عليه؟
هناك فعلاً أعمال لم أكن راضياً عنها، لكنني لم أصل الى مرحلة الإحباط أو الندم، ذلك أنني شخص إيجابي وأتعلّم من تجاربي السابقة.
- ما الأعمال التي أعجبتك في رمضان؟
أعجبني أكثر من عمل، مثل “ليالي أوجيني”، و”عوالم خفية”، و”طايع”، و”نسر الصعيد”، وسأحرص على مشاهدة باقي الأعمال كلّما سنح لي الوقت.
- هل تحب القراءة؟
أعشق القراءة، لكنني للأسف لم أقرأ أي كتاب منذ خمسة أشهر، وذلك بسبب انشغالي بالتصوير وقراءة بعض السيناريوات الجديدة، إلا أنني أنوي إعادة قراءة بعض الكتب التي سبق لي أن قرأتها، ككتب جبران خليل جبران.
- ما البلد الذي تفضّل السفر إليه؟
الأرجنتين، وأنوي السفر إليها لأن شقيقي يقيم فيها.
- إلى أي نوع من الموسيقى تحب الاستماع؟
أحب الاستماع الى جميع المطربين، وليس مطرباً بعينه، لكنني أعشق الاستماع الى الفرق الموسيقية، وأستمع حالياً الى فرقة شيشانية تعزف موسيقى رائعة.
- ما هي هواياتك الأخرى؟
الرسم والرياضة والموسيقى، فلي معرض رسم ستسمعون عنه قريباً، وأنا أستمتع بموهبتي في الرسم.
- هل تعرضت للخيانة؟
ما من شخص لم يتعرض للخيانة، لكن الأهم هو كيفية التعامل مع الموقف، وحُسن التصرف حياله.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024