ندى الشيخ ترجمت شغفها بمطبخ غرب أفريقيا...
والدتها أفريقية من ليبريا ووالدها لبناني. بدأ اهتمامها بالمطبخ لاسيّما الخاص بغرب أفريقيا في سن مبكرة. تعشق أن تمضي يوم العطلة في المطبخ تحضّر الطعام الأفريقي لأفراد عائلتها. شغفها بالطهو وتشجيع عائلتها وأصدقائها دفعاها إلى تأليف كتاب يتضمن الوصفات التي تحضرها في مطبخها. فهي تريد نشر ثقافة المطبخ الأفريقي في العالم العربي، لأنه مطبخ صحي يرتكز على الغذاء العضوي. «لها» التقت ندى الشيخ صاحبة كتاب الطهو "The Taste of west Africa".
- ما الذي دفعك لتأليف كتاب عن المطبخ الأفريقي؟
والدتي أفريقية من ليبريا، وعشت هناك فترة طويلة خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ومن الطبيعي أن يكون المطبخ الأفريقي حاضرًا في وجبات طعامنا. وعندما عدت إلى لبنان واصلت تحضير الوجبات الأفريقية. وأبدت صديقاتي إعجابهن بما أطهوه، وحاولن أن يجدن كتاب طبخ خاصاً بالمطبخ الأفريقي في مكتبات لبنان ولكن للأسف لا يوجد، علمًا أن هناك عددًا كبيرًا من اللبنانين يعيشون في أفريقيا.
- إلى ماذا استندت في تحضير الوصفات التي تعرضينها؟
إلى خبرتي في المطبخ الأفريقي، واخترت الوصفات السهلة التحضير التي يمكن إيجاد مكوّناتها بسهولة في السوبرماركت. إذ لا يمكن أن تضعي وصفات يصعب الحصول على مكوّناتها.
- من الملاحظ أنك في بعض الفصول كتبت مقدّمة عن معنى الطبق؟
طبعًا الواحد منا تكون لديه عاطفة وحنين للقديم، وأفريقيا حاضرة في مطبخ منزلي. ومن الضروري أن يعرف اللبنانيون والعرب ان الأفارقة لديهم ثقافة العرب وتقاليدهم فالعرب هم الذين اكتشفوا أفريقيا. وقد تعمّدت أن أعرف القراء إلى غرب أفريقيا وتقاليد شعبها وعاداتهم لا سيّما المطبخ، كما عرّفت بالخضار الأفريقية التي استعملتها في الطهو وأهميتها في الصحة الغذائية، فكثيرًا ما تجدين في السوبرماركت أطعمة وخضار وبهارات أفريقة لكن لا تعرفين ما هي وماذا تعني وكيف يمكن استعمالها في الطبخ. لذا خصصت فصلاً في الكتاب عرضت فيه الخضر والفاكهة التي استعملتها في الأطباق الموجودة في الكتاب، وتكلّمت على الخصائص الغذائية والفيتامينات الموجودة فيها. بذلك تعرف سيدة المنزل ماذا تطهو لعائلتها والغذاء الصحي الذي توفره. فالناس اليوم لم يعودوا يأكلون من دون أن يعرفوا المكوّنات الغذائية التي يحويها الطبق بل صاروا أكثر وعيًا وحرصًا على صحتهم. لذا سوف يكتشفون في كتابي وجبات مرتكزة على الغذاء العضوي organic food. والنباتيون يستفيدون كثيرًا من الكتاب.
- لماذا ألفت الكتاب باللغة الإنكليزية وليس العربية ؟
أظن أن كل العرب صاروا يتكلمون الإنكليزية ويتقنونها، كما أن والدتي ليبيرية وواجب علي أن أحترم لغتها لذا أحببت أن يكون أول كتاب باللغة الإنكليزية. فالهدف من كتابي ليس تجاريًا.
- من المعلوم أن المطبخ الأفريقي بعامة يرتكز كثيرًا على البهارات الحارة، هل برأيك يمكن نشره في العالم العربي؟
أفريقيا قارة ولكل مجموعة بلدان فيها مطبخها الخاص. فمطبخ بلدان شمال أفريقيا مثلا متشابه تقريبًا وهو منتشر في كل العالم تقريبًا، فأينما سافرت في العالم سواء إلى الشرق الأوسط أو أوروبا تجدين المطعم المغربي أو التونسي. اللافت في مطبخ غرب أفريقيا أنهم لا يستعملون الكثير من البهارات، بل الحر والزنجبيل والفستق فقط، أما بقية المكوّنات فهي من الخضر والفواكه. فضلاً عن أنني في كتابي لم أضع الوصفات المعقدّة، بل السهلة التي لا تحتوي على نسبة عالية من البهار الحار. عمومًا نحن نضيف البهارات الحارة بحسب الرغبة، وبالمناسبة لاحظت أن الفلفل الأخضر لا يضر مثل المطحون والمجفف.
- هل فكّرت في افتتاح مطعم يقدّم فقط المطبخ الإفريقي وتحديدًا غرب أفريقيا؟
أودّ ذلك لكن إمكاناتي المادية لا تسمح، ولكن قريبًا سأعمل في أحد المطاعم اللبنانية لأقدّم فيه الأطباق الأفريقية فعندما يتذّوقها الناس قد تعجبهم ومن ثم يفكرون في تحضير الوصفات الأفريقية. وإذا نجحت تجربتي أكون قد عرّفت الناس على المطبخ الإفريقي، وأكون قد ساهمت في نشره. وعلى كلٍّ لمن يرغب في تحضي الأطباق الأفريقية يمكنه الحصول على كتابي "The Taste of west Africa" من جميع فروع مكتبة أنطوان في بيروت.
- في كتابك تقدّمين وصفات من ليبيريا وساحل العاج والسنغال و غينيا. ما المميز في مطبخ هذه البلدان؟
اللافت عند الأفارقة أنهم يتناولون طبقًا واحدًا في الوجبة، فأنت عندما تأكلين أطباقاً مختلفة في الوجبة الواحدة سوف تشعرين بالانتفاخ والإنزعاج، فيما الوجبة الأفريقية تضم كل المكونات الغذائية وتشعرك بالشبع. سوف يلاحظ القارئ أن الفطور مرتكز على الخبز والفواكه. والسبب أن الأفارقة ليس لديهم أجبان وألبان، فليس لديهم قطعان تنتجها، فيما يستعملون الفاكهة في الخبز، مثل الموز.
- لماذا تفشل بعض السيدات في الطهو خصوصًا أطباق الحلوى أو المعجّنات رغم أنهن يتقيدن بالإرشادات الواردة في الوصفة؟
أسباب عدة منها أن السيدة لم تلتزم بالمقادير مئة في المئة أو أن حرارة الفرن غير صحيحة، أو أنها غير واثقة بنفسها.
- ما نصيحتك لسيدة البيت أثناء الطهو؟
ألا تضف الكثير من المكوّنات إلى الطبق، فإضافة الكثير من المكوّنات إلى الوجبة تضيع المذاق. ويجب الإلتزام بالمقادير الواردة في الوصفة خصوصًا أثناء تحضير الخبز والحلوى، وأن يكون فرن المطبخ جيدا وتتأكد دائمًا من حرارته، والأفضل أن يكون كهربائيًا لأنه يوزّع الحرارة بشكل متوازن، وأن يكون لديها خلاط. وعلى السيدة أن تكون واثقة بنفسها أثناء تحضير الطعام. أما نصيحتي الغذائية فهي ألا تطعم أفراد عائلتها لا سيّما أطفالها إلا من طبخها مهما كانت الوجبة، فمن الملاحظ ازدياد نسبة الأطفال المصابين بالسكري وسبب ذلك الوجبات السريعة.
- ما نصيحتك إلى الذي يحب الطعام؟
أن يعرف ماذا يأكل وما هي مكوّنات الوجبة التي يتناولها، رغم أنني لست إختصاصية غذاء خصصت في كتابي فصلاً للفوائد الصحية لكل مكوّن. فالفستق مثلاً يمدّ الجسم بالزيت الطبيعي، والبلان تين غني بالبروتين. يستفيد من كتابي المصابون بالسكري لأنه لا يحتوي على النشويات.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024