سلمان زين الدين: مكتبتي جزء من مائدتي اليومية
عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن أحداً أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية... ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة أحد «عشاّق الكتب» الخاصّة، الشاعر والناقد سلمان زين الدين وجئنا بالاعترافات الآتية...
علاقتي بمكتبتي هي
...علاقة عشق وغرام،علاقة إدمان، فالكتاب كالطعام والماء جزء من المائدة اليومية، وإذا مرّ بي يوم بدون قراءة أحس أن ثمة شيئاً ما ينقصني.. وأحياناً أُعرض عنها، وأملّها. فأنا لست كائناً ورقيّاً، حتى إذا ما عصف الشوق بي إليها من جديد، أعود لأتلو بين يديها فعل الندامة.
أزور مكتبتي مرّة كلّ
أزورها كلّما ضقتُ ذرعاً بالخارج، أفيء إليها فأحس بالأمان، وأزورها كلّما حاصرني الداخل فأعرف طعم الحرية، وأزورها كلّما اشتقت إليها. فالزيارة لا تتم بناءً على موعد مسبق، ولا تراعي مقتضيات البروتوكول، ذلك أن الكلفة بيننا مرفوعة.
أنواع الكتب المفضّلة لديّ
هذه الأيام أفضّل الرواية لأنها تجمع بين سائر الأنواع الأدبية من سيرة إلى شعر ومسرح ودين وسياسة واجتماع... وهذا التفضيل يتوافق مع ممارستي النقد الروائي في جريدة «الحياة» حاليّاً.
وهكذا، يلتقي الميل مع الممارسة العملية، وأجمع بين المتعة والفائدة في آن. ثم إن الرواية قد توفّر عالماً متخيّلاً أفضل من هذا العالم المتهالك الذي تُرتكب فيه شتى أنواع الموبقات باسم القيم الكبرى.
كتاب أُعيد قراءته
«نهج البلاغة» للإمام علي بن أبى طالب لما يمثّله من نصٍّ فريد في نسجه المحكم بغضّ النظر عمّا يريد قوله، ولما يوفّره من إطلالة على المطلق في علاقته بالنسبي والمحدود والزائل، ولما يكتنزه من قيم إنسانية كبرى.
كتاب لا أعيره
«قصة تجاربي مع الحقيقة» للمهاتما غاندي. إنّه يمثل إحدى التجارب النادرة في التاريخ التي تنسف حقيقة القوة التقليدية، وتحلّ محلّها قوة الحقيقة. فالقوة إلى زوال والحقيقة وحدها الباقية.
كاتب قرأت له أكثر من غيره
......كمال جنبلاط، نظراً لما يمثّله من شجاعة الانقلاب على الأطر البالية، على مختلف الصُعُد، ولربطه الدائم بين الواقع والمثُل التي حلم بتحقيقها، وللشعرية التي تكتنف كتاباته على أنواعها، ولإخلاصه الدائم للحقيقة، تلك التي دفع نفسه من أجلها.
آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
...«من حصاد الأيام» لإملي نصرالله، فهذه السيدة الرائدة في الأدب اللبناني والعربي، التي لم تسوّل لها الريادة الانقطاع عن جذورها والتنكر لمجتمعها تستحق أن توضع في صدر المكتبة.
كتاب أنصح بقراءته
...«كمال جنبلاط الرجل والأسطورة» لإيغور تيمو غييف.
كتاب لا أنساه أبداً
...«أدب الحياة» لكمال جنبلاط.
بين المكتبة والإنترنت أختار
...أختار المكتبة، فالحميمية التي يوفرها الكتاب، ورائحة الورق، ولونه، وما يتيحه من وضعيات كثيرة في التعامل معه، ذلك كله يجعلني منحازاً للمكتبة بدون تردّد، وليقل عني دعاة التكنولوجيا ما يريدون، فذلك آخر همّي
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024