تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

بعد اعتزال 12 سنة: عودة حلا شيحا مفاجأة وراءها كواليس وأسرار

عودتها الى التمثيل كانت بالنسبة الى الكثيرين أمراً مستحيلاً، ولم يتوقعها أحد؛ خاصةً بعد مضي أكثر من عشر سنوات على ابتعادها عن الفن، بل إن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل كانت تطلق منشورات عبر حسابها الخاص على «فايسبوك»؛ قبل إغلاقه، تحرّم فيه الفن وتطلب من متابعيها عدم نشر أي صور لها من دون حجاب، معبرةً عن ندمها على كل الأعمال الفنية التي شاركت في بطولتها. الفنانة حلا شيحا، والتي نجحت في أن تكون حديث السوشيال ميديا والرأي العام طوال الأيام الماضية، بعد أن أعلنت عودتها الى الفن وخلعها الحجاب، تكشف لـ «لها» القصة الكاملة والأسرار الخفية وراء عودتها بعد اعتزال دام 12 سنة. 


- البداية التدريجية  

يعتقد كثر أن قرار حلا شيحا جاء مفاجئاً، لكن الحقيقة أنه جاء بعد تفكير دام شهوراً طويلة، وفقاً لما أكده المقرّبون منها، والدليل على ذلك أنها تخلّت عن النقاب في بداية الأمر، وأعلنت ذلك بشكل غير مباشر من خلال نشر صورتها مع طبيب تجميل الأسنان المشهور محمد عماد، ولم تمرّ إلا شهور قليلة على تداول هذه الصورة حتى ظهرت صورة أخرى في العيادة نفسها، ولكن بدون حجاب. وقبل أن ينشر الطبيب هذه الصورة بساعات قليلة، كانت حلا قد قررت إعلان خبر عودتها الى الفن، حيث أكدت اشتياقها الى التمثيل ورغبتها في تقديم أعمال فنية هادفة تُعلي من شأن مصر وتمسّ المواطن، ولكن بيانها الصحافي بدلاً من أن يضع حداً للشائعات، بدا غامضاً وأثار تساؤلات ودهشة كبيرة، ليصبح اسمها «تريند» على «غوغل» و«تويتر»، ويتصدر عناوين الصحف المصرية، بل فقرات برامج التوك شو، وأصبح السؤال الذي يراود الجميع: كيف تحولت حلا شيحا من إنسانة كانت تحرّم الفن وتعمل كداعية إسلامية وتعطي دروساً في الدين، إلى فنانة من جديد تخلت عن الحجاب الذي ارتدته لأكثر من عشر سنوات، وتعبّر عن اشتياقها الى التمثيل؟!

- ثلاث شائعات  

البيان الغامض الذي أصدرته حلا، لتكشف من خلاله عودتها إلى الفن، جعل الشائعات تطاردها بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وأبرز هذه الشائعات انفصالها عن زوجها الكندي يوسف هاريسون، الذي اعتنق الإسلام قبل زواجه منها بسنوات، فقد زعم البعض أن السبب الرئيس الذي يمكن أن يدفع حلا للعودة إلى التمثيل هو طلاقها وانتهاء علاقتها بزوجها، الذي يعمل كداعية إسلامي ويقيم في كندا.

هذه ليست الشائعة الوحيدة التي طاردت حلا، بل إن البعض زعم أن خلافات بينها وبين جماعة دينية التي دفعتها لاتخاذ قرار العودة الى التمثيل.

أما الشائعة الثالثة، والتي انتشرت بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي فهي جلسة تصوير زعم البعض أن حلا خضعت لها بعد خلع الحجاب، لكن الحقيقة أنها صور قديمة التُقطت لها خلال تصوير فيلم «أريد خلعاً»، والذي تعاونت من خلاله مع أشرف عبدالباقي والفنان الراحل سامي العدل.

- الخروج عن الصمت  

لم يكن أمام حلا شيحا سوى الخروج عن صمتها، وعدم الاكتفاء بهذا البيان والرد على كل ما أثير من جدل، ففي البداية أكدت أن الهجوم عليها لم يغضبها، وأن كل شخص حرّ في رأيه، ولكنها في الوقت نفسه أكدت أنها لم تتخلَّ عن دينها، وأنها تعلّمت الكثير من الأمور المفيدة والرائعة خلال سنوات الاعتزال وتفرغها للعبادة، كما أوضحت أنها لا ترى الفن حراماً، وستسعى الى تقديم أعمال إنسانية هادفة تمسّ المواطن وتعظّم مصر، وتعكس صورة إيجابية عن بلدها، معبرةً عن اشتياقها الى الفن.

حلا كانت حريصة على نفي شائعات طلاقها، بل ووصفت علاقتها بزوجها بالجيدة، لكنها كشفت أنها لا تراه لأنه مقيم في كندا بسبب ظروف عمله.

كما وضعت حلا حدّاً للشائعة الثانية حول خلافها مع جماعة دينية متشدّدة وأضافت حلا أنها لا تمتلك أي حسابات على موقعَي «فايسبوك» و«تويتر»، مؤكدةً أنها ستوثّق حسابها على «إنستغرام» لتتواصل من خلاله مع جمهورها، وتستغله بالتالي لوضع حد للشائعات السخيفة.

وأوضحت أيضاً أن المخرج مجدي أحمد علي ساعدها في اتخاذ قرار العودة، وأن هناك عدداً من الفنانين شجعوها على التراجع عن قرار الاعتزال هذا، إلا أنها لم تكشف عن أسمائهم، وأضافت أنها كانت حريصة على متابعة ما يحدث في الساحة الفنية، مؤكدةً: «عدت الى الفن لأنني أعشق التمثيل والرقص منذ صغري».

- ردود الفعل

أثارت عودة حلا شيحا الى التمثيل جدلاً كبيراً في الوسط الفني، وحرص بعض النجوم على الكشف عن آرائهم، لكن الغريب هو تجاهل جميع النجوم الذين تعاونت معهم حلا في التمثيل وتقديم أفلام ناجحة خبر عودتها، ومنهم محمد سعد وهاني سلامة، ولكن أبدى بعض الفنانين آراءهم، ومنهم وفاء عامر التي كتبت من خلال حسابها على «فايسبوك»: «حلا شيحا بنت اشتغلت معايا في مسلسل... كانت صادقة في كل حياتها وتقمّصها لشخصياتها... هي حرة وربنا هو اللي عالم بصدقها وبحبها بأشكالها».

أما آيتن عامر فغردت عبر «تويتر» قائلةً: «أحب أفكركم إن كل واحد حر؛ كل واحد حقه يمشي حياته زي ما هو عايز، كل واحد حر في اتخاذ قرارات حياته، مفيش حد وصي على حد، نورتينا حلا شيحا».

لكن قرار حلا واجهته بعض الانتقادات أيضاً، فقد هاجمتها المطربة شذى بعنف، وكتبت من خلال حسابها على «فايسبوك»: «اللي يلبس الحجاب أو يقلعه براحته؛ دي حاجة بينه وبين ربنا، بس اللي مش بينه وبين ربنا إنه يجرم اللي مش متحجب، ويطلعوا مش متدين ويلوش في الفن والفنانين؛ وبعدين في ثانية هوب يقرر يرجع تاني، والمفروض إن اللي اتلوش فيهم وكانوا في نظره كفار يستقبلوه عادي ويتعاملوا عادي، ارحمونا بقى إيه صفيحة الزبالة اللي إحنا عايشين فيها دي».

- دموع والدها  

وفي الوقت الذي التزمت فيه شقيقتها هنا شيحا الصمت؛ ولم تعلّق على قرار عودتها، علّق والدها الفنان التشكيلي أحمد شيحا على قرارها بالبكاء، معبّراً خلال مداخلة هاتفية مع أحد البرامج التلفزيونية عن تأييده لقرارها بقوة، ولكنه نفى تدخله لإقناعها بالعودة الى الفن، وقال: «ابنتي اتخذت القرار بنفسها ومن دون استشارة أحد، فهي اشتاقت الى فنها وحياتها».

-عروض  

لكن يبقى السؤال، هل يستحق تاريخ حلا شيحا الفني كل هذه الضجة؟ الإجابة هي أن حلا لم تشارك إلا في بطولة تسعة أفلام فقط، ولكن رغم قلّة عدد الأفلام التي قدّمتها إلا أنها كانت في غاية التميّز، فقد شاركت محمد سعد بدايته الفنية من خلال فيلم «اللمبي»، وقدمت مع «الزعيم» عادل إمام فيلماً مميزاً هو «عريس من جهة أمنية»، كما قدّمت فيلم «السلم والثعبان»، والذي يعد واحداً من أهم الأفلام الرومانسية، وشاركت هاني سلامة بطولته، أما مع النجم محمد فؤاد فقدمت فيلم «غاوي حب» وحققا نجاحاً كبيراً، كما ناقشت قانون الخُلع مع أشرف عبدالباقي في فيلم «أريد خلعاً».

حلا شيحا تلقت أخيراً العديد من العروض السينمائية، لكنها لم تحسم قرارها في شأن أيٍّ منها بعد، ولكن المؤكد أن الكثير ينتظر هذه العودة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079