تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

ديانا حداد: العمر مجرّد رقم والحياة أعطتني فرصتي

«ما أطق راسي وأنحني وأتراجع بكلامي»... بكلّ حزمٍ قالتها وتحدّثت عن التواضع، فهي صاحبة الكلمة والموقف الثابت في الفن والإنسانية والحياة. 23 عاماً من النجومية ولم تكن يوماً إلّا مواكبةً لمتطلّبات العصر والجمهور، وهي اليوم واحدة من أكثر النجمات حضوراً على السوشيال ميديا. في ميزان الكلام، ترجّح الكفّة للعقل والحكمة، وفي ميزان الفن، ترجّح الكفّة للحب والرومانسية. باعٌ طويل في عالم الفن، تتوّجُهُ قريباً بإطلاق مشروع خاص بها، بعيداً من الموسيقى والأغنيات. هي ديانا حداد، التي كلّما غابت، طال الحديث معها وكَثُرَت محاورهُ، هي ضيفة صفحاتنا اليوم في «لها»، لنتحدّث عن الفن والسوشيال ميديا والـ Business ومغدوشة والعودة إلى بيروت.


- عادةً نسأل الضيف عن حاله في بداية الحديث... ولكن معكِ سأبدأ من حيث انتهى الحديث عن السوشيال ميديا؛ لماذا قرّرتِ التحدّث عن التواضع، ومن عنيتِ حتى «قامت الدنيا»؟!

(تضحك)... لقد فقدنا التواضع للأسف في هذا الزمن. التواضع ببساطة سمة الناجح والصادق مع جمهوره ومع نفسه. ومع احترامي لكل شخص، فمن لا يعرف قيمة التواضع في حياته هو بلا شكّ إنسان مغرور ولا يرى خيراً في أي شيء يقوم به. «ما حدا أحسن من حدا»... وعلى الصعيد الفنّي، إذا كان الفنان ناجحاً فهذا بسبب جمهوره وتواصله معهم، ولكن إذا كان متعالياً عليهم، فمن الأفضل أن يجلس في منزله.

- لا تردّين الإساءة بالإساءة؛ ولكن هل جعلتكِ موجة الانتقادات تعيدين حساباتك حول المواضيع التي تنشرينها؟

تقصد بشكلٍ عام؟!

- لنتحدّث عن الأمور كما هي؛ اتُّهمتِ بأنّكِ قصدتِ الفنانة نانسي عجرم في حديثك عن الغرور...

مع احترامي للجميع، فمن يعتبر نفسه ذكياً يكون قادراً على القراءة ما بين السطور، وأنا تحدّثتُ عن الإنسان بشكلٍ عام ولم أقصد أحداً. ولو أردت الرد، لكنت خرجتُ عبر السوشيال ميديا وكتبت ردّي. الموضوع يأخذ أكبر من حجمه في إطاره الخاص، ولكن في إطاره العام هو مهم جدّاً. أعود وأكرّر لك أنّ التواضع من أروع سمات الإنسان، وللأسف نشهد اليوم مواقف تثبت لنا أنّه اختفى... لم أقصد أحداً في كلامي، وجميل جدّاً أن تكون قريباً من الناس الذين يحبّونك، ويشكّلون سبباً في نجاح حفلاتك وتحقيق أغنياتك ملايين المشاهدات على «يوتيوب». ومن يعرفني جيّداً، يعي أنّها ليست المرّة الأولى التي أفتح فيها موضوعاً مماثلاً على «سناب شات»، حيث أتطرّق دائماً الى مواضيع ذات أبعاد إنسانية. أكرّر لك، الموضوع لا يستحقّ كلّ ردود الفعل هذه، و«يحكوا اللي بدن ياه»، أنا إنسانة واضحة وصريحة، لا أجامل على حساب اسمي ونجاحي، وعندما يكون لدي ما أتحدّث به أقوم بذلك وأنتقي كلماتي.

- يُقال من أحبّه الله حبّب خلقه فيه؛ متى اختبرت ديانا حداد هذا الأمر... هل في قمة النجومية أم في خلوتها مع ذاتها؟

محبّة الناس موجودة دائماً حتى ولو غبتُ قليلاً. فما تزرعه اليوم تحصده غداً، وأنا من البداية زرعتُ حبّاً وفنّاً جميلاً، وتركتُ أثراً طيباً لدى الجمهور. والحمد لله، في حضوري وغيابي الجميع يتحدّث عنّي بالطريقة نفسها. أقول دائماً، إذا كان هناك شخصٌ واحد يحبّك فأنتَ سعيد، فكيف إذا كنت محبوباً من الملايين! هذا يُشجّعني على الاستمرارية وتقديم كل ما يحوز رضا المحبّين.

- قلّة حضورك على السوشيال ميديا مقارنةً بكثرة المؤثرين المرشدين، هل دفعكِ لأن تكوني فئة جديدة من الـ Social Influencers بعيداً من الموضة وحبّ الظهور؟

هذا صحيح... الفنان يفرض شخصيته على المتابع، وكذلك المواضيع التي يطرحها. لا يمكنني أن أركب هذه الموجة، وهكذا عرفني الجمهور... أواكب الجديد ولكن ضمن حدودي الخاصة وما يُشبهني. تطوّرتُ في شكلي وأغنياتي وأسلوبي وما أنا مقتنعة به، وحافظتُ على ما بنيته منذ أكثر من 20 عاماً في الفن. اليوم، السوشيال ميديا كتاب مفتوح، وعليك أن تضع الحدود وتختار أي مؤثر ستكون في جمهورك.

- منذ 20 عاماً وحتى اليوم... أين يكمن التطوّر في حياة ديانا حداد بعيداً من الفن؟

أعتبر نفسي موجودة دائماً، تطوّرتُ على صُعُدٍ مختلفة حتى على صعيد حياتي الخاصة. قد يفهمني الناس بشكلٍ خاطئ، ولكنّني لستُ ضد الموجة الحالية من التطور، بل أتطوّر بما قد يتقبّله الناس منّي. تغيّرتُ كثيراً وطوّرت نفسي، وهنا يأتي دوري لأسأل الناس: أين ترون ديانا حداد اليوم بعد هذا التطوّر؟

- في آخر فيديو كليب كان هناك تطوّر لافت... لم تظهري في العمل بل سمعنا فقط الـ Audio مع مشاهد تمثيلية... ما الفكرة التي تدور حولها أغنية «بنت أبويه» في هذا الكليب؟

الأغنية أتت لمناسبة خاصة، وهي عيد ميلاد فتاة أحبّها كثيراً، هي ابنة أحد أهم الشعراء في الخليج الدكتور مانع سعيد العتيبة، والذي يحبّ بناته وعائلته حبّاً جمّاً، ويرغب أن يُقدّم لهم في المناسبات أغنيات خاصة تُذاع على الملأ، لذلك كانت الفكرة مختلفة ولافتة بحيث لم أظهر في العمل.

- إذاً، ما زلتِ تؤمنين بضرورة ظهور الفنان في الفيديو كليب؟

المسألة ليست في ظهور الفنان من عدمه، بل في أهمية الفيديو كليب اليوم. هناك أغنيات كثيرة تحقّق نجاحاً على السوشيال ميديا تكون بمثابة Lyric Video أو حتى Slideshow لصور الفنان من دون حركة أو تصوير وتحصد نجاحاً كبيراً. الجمهور لم يعد يكترث للقنوات الموسيقية ولا حتى للكليب بشكلٍ عام، ونحن اليوم إذا صوّرنا أي عمل فيكون للأرشيف الخاص بنا. هناك الكثير من المغنّين يصوّرون كليبات داخل الإستوديو بتكاليف إنتاجية زهيدة وأغنياتهم تحقق صدى كبيراً، وبعض أغنيات الألبوم التي لا نصوّرها تفاجئنا بنجاحها... العصر مختلف اليوم!

- أنتِ من جيل الفنانين الذين اجتهدوا ليصلوا إلى النجومية؛ ما رأيكِ في ظاهرة نجوم السوشيال ميديا وأصحاب المواهب المحدودة الذين باتوا اليوم حديث الساعة «أونلاين»؟

أنتَ نعتّها بالظاهرة وهي فعلاً كذلك، ونحنُ لسنا ضدّها. من أنا لأحكم على ما هو موجود على الساحة؟! أنا اليوم أتعامل مع الموضوع وكأنّني مستمعة ومشاهِدة، أتابع بعض المواهب الجميلة ولكن هناك مشكلة في الاختيارات والأغنية. وعموماً، الفنان هو استمرارية، فكما قلتُ، ضحّيتُ على مدى 23 عاماً في الفن، فقدّمتُ أعمالاً نجح معظمها وبعضها خيّب الظن، وكلّ ذلك في سبيل الاستمرارية. مفهوم النجومية مختلف تماماً عن مفهوم الشهرة، فمن الصعب أن تصبح نجماً اليوم، لأن هذا يتطلّب مجهوداً مضاعفاً. ففي السنوات الثلاث الماضية، ظهر فنانون عرفوا نجاحاً ساحقاً في عددٍ من الأعمال وما لبثوا أن اختفوا عن الساحة. النجومية تعني الحضور الدائم والمثابرة.

- سأتحدّث قليلاً عن أغنيتكِ «إلى هنا»؛ إلى أي مدى تُشبهكِ بروح التحدّي الموجود فيها؟

منذ عامين وحتى اليوم تغيّرتُ كثيراً، وأعترف بأن نظرتي الى الأمور كانت حزينة وسلبية قليلاً، ولكنّني طوّرتُ نفسي، بحيث أتلقّى اليوم دروساً في الطاقة جعلت نظرتي إيجابية إلى الحياة. بالنسبة إلى التحدّي، فأنا أتحدّى بعملٍ ناجح وبقوّتي ونظرتي الإيجابية الى الأمور، والأغنية هي رسالة إلى كل شخص حتى لا تعتمد سعادته ونجاحه على أشخاص آخرين، فكلّ منّا قادر على تطوير نفسه من دون الاعتماد على أي أحد أو ظرف.

- لمن تقول ديانا حداد «ما أطق راسي وانحني وأتراجع بكلامي»؟

أنا اليوم أمثّل فئة من الناس وعليّ أن أمدّهم بالطاقة الإيجابية لإبعاد الأشخاص السلبيين من حياتهم. كلمات هذه الأغنية تحمل رسالة الى الضعفاء، فالحياة علّمتني أن أكون قوية وأتحدّى الصعاب، علماً أن أغنية «إلى هنا» حقّقت نجاحاً كبيراً فور صدورها، ولا تزال تحصد المزيد من النجاح.

- حقّقت الأغنية أكثر من 12 مليون مشاهدة على «يوتيوب»؛ هل تؤمنين بلعبة الأرقام أم أنّها عفوية؟

هي ليست عفوية ولا تلقائية، ولنا دور في دعم الأغنيات وليس في لعبة الأرقام. الجميع على علمٍ اليوم بوجود الحملات الترويجيّة للأغنيات على السوشيال ميديا ومنصّاتها كافة، وهذا ما أقوم به كما سائر الفنانين. لا يمكننا إخفاء الحقيقة، ففي كلّ فترة ندفع مبالغ للدعاية والترويج لأعمالنا للوصول إلى شريحة جديدة من الناس والجمهور، وهذا ليس خطأً... فليس كل المتابعين يدخلون مباشرةً إلى حسابي على «إنستغرام» أو قناتي على «يوتيوب».

- هل وصلتِ إلى مرحلة من مسيرتكِ الفنية تختارين فيها أغنيات ترضيكِ وتُغني أرشيفك بعيداً من إرضاء ذوق الجمهور؟

الاثنان معاً... الأهم أن أكون مقتنعةً بما أقدّمه، حتى ولو كانت أغنية خاصة مطلوبة منّي، فكثيراً ما طُلبت منّي أغنيات خاصة ورفضت أداءها لأنني لم أكن مقتنعة بها. أغنّي ما يُشبهني، وما أُصدرهُ للجمهور لا بد من أن يكون شبيهاً بي وبأسلوبي، وأنا أتعب كثيراً في اختياراتي.

- لماذا؟

حملتُ مسؤولية الغناء بلهجات عربية مختلفة، وأقدّم أعمالاً متكاملة، وهذا نهجي في العمل. وعندما أؤدي أغنية بأي لهجة، سواء عراقية أو أردنية أو مغربية أو جزائرية أو بدوية، عليّ أن أتقن المفردات حتى ولو كانت صعبة، وهذا يتطلّب منّي وقتاً طويلاً.

- مثلما حصل عندما غنّيتِ «الكذّاب» باللهجة العراقية...

طبعاً، واخترنا أغنية باللهجة العراقية المحكية، واليوم اللهجة العراقية «ضاربة» كثيراً، وأنا دائماً أؤمن بمبدأ أنّ هناك موجة لأغنيات ضاربة بلهجات معيّنة... سبق وقدّمت اللهجة العراقية بـ«ودّي حكي» و«بلا روحي» و«مقلب» وأخيراً «إلى هنا»... لكلّ فترة حكمها وأغنياتها الضاربة.

- استبقتِ موجة الأغنيات المغربية بأغنية La Fiesta...

كان غناء اللهجة المغربية مقتصراً على النجوم المغاربة، وهذا ما عنيته بأنّ ذلك يتطلب مجهوداً، وفي جعبتي أغنية باللهجة المصرية ستصدر لمناسبة عيد الأضحى المبارك، وهي مختلفة عمّا قدّمته من أعمال كنمط موسيقي ولكن تشبه خطّ ديانا حداد، كذلك أستعد لإعادة إحياء أغنيات من التراث اللبناني والخليجي في جلسة غنائية جديدة.

- في لبنان هل نعتب عليكِ بعد هذه الأغنيات؟

ولمَ تعتبون عليّ؟! فقد قدّمتُ خلال الفترة الماضية أغنيات كثيرة باللهجة اللبنانية، من بينها «يا بشر» و«يشهد الله» و«نايمة بالعسل» و«تقبر قلبي»... لا أعلم لماذا ينسى الجمهور ذلك. أنا مواطنة عربية أولاً ولبنانية الأصل وأحمل الجنسية الإماراتية وأفتخر بذلك، ولم أُبعد اللهجة اللبنانية من حساباتي يوماً... على الصعيد الإعلامي، أنا مقصّرة قليلاً، وآخر إطلالة لي كانت مع الإعلامية رابعة الزيات وما زالت أصداء الحلقة تصلني الى اليوم... لستُ من الفنانين الذين يتنقلون بين مناسبة وأخرى، أو مقابلة وأخرى، بل أنتقي ما يُناسبني لأحافظ على صورتي في أذهان الناس.

- ماذا تخفي ديانا حداد وراء هذا الهدوء؟

تفاؤلاً كبيراً جدّاً... أنا بطبعي هادئة ولا أخفي أي شيء وراء هذه الشخصية. أنا إنسانة واضحة، أعمل بهدوء رغم أنّ عجلة الزمن تسير بسرعة كبيرة، والأغنية لم تعد كما كانت، فمدّة صلاحيتها شهرٌ كأقصى حد، ولكن الفنانين الكبار ليسوا مضطرّين للسير في هذا الطريق. ولن أخفي عليكَ أنّ لدي أغنية باللهجة اللبنانية ستُعيد أمجاد «أهل العشق» و«غلطة الشاطر»، وأغنية مع الملحن فضل سليمان لا تزال في مرحلة التوزيع مع جيمي حداد، أعلّق عليها آمالاً كبيرة.

- ذكرتِ آنفاً أنّك تتلقين دروساً في الطاقة... إلى أي مدى تحسّن أسلوبك في التفكير ونظرتك إلى الأمور السطحية وأنتِ في بداية العقد الرابع من العمر؟

كثيراً... وشعرتُ بفارقٍ كبير في نظرتي الى الأمور وإلى حياتي الخاصة، ولم أعد أنزعج أو أتأثر بالأمور التي كنت أتأثر بها سابقاً. اليوم أنا سعيدة وأعكس ذلك على من حولي. الحياة لعبة، وعلاقتي مع ابنتيّ تغيّرت كثيراً، وكذلك مع محيطي. قبل هذه الفترة، كنتُ أتضايق وأفكّر كثيراً بما أريد الوصول إليه.

- إلى أي مدى أنتِ متصالحة مع العمر؟

من يراني بأمّ العين يخمّن أنّ عمري 27 عاماً، في داخلي طفلة... الإيمان يلعب دوراً، وكذلك ممارسة الرياضة في كلّ يوم، ولا تهمّني مسألة العمر. يجب أن تعطي كل سنّ حقّها، والعمر مجرّد رقم، إذا أردتَ أن يؤثر فيكَ فسيكون له تأثير، والعكس صحيح، كما لا أكترث للأضواء وأعيش حياتي بشكلٍ عادي.

- هل منحتكِ الحياة فرصتكِ كإنسان؟

نوعاً ما... لديّ بعض التحفّظات لأنّني فنانة. لنسمّها خصوصية، هناك بعض الفنانين يعيشون الدور والغرور طاغٍ على حياتهم الشخصية، والحمد لله أنا لست كذلك... ولكن كما ذكرت، هناك أمور خاصة لا أسمح لأحد بأن يتدخل فيها.

- في رأيكِ؛ الدين والالتزام الديني هل يجب أن يكونا بعيدين عن التباهي على السوشيال ميديا؟

كلّ البُعد بالتأكيد... انتُقدتُ كثيراً عندما ذهبتُ لأداء العُمرة مع ابنتَيّ، وكتب البعض «الله يرحم ديانا»، وهذا أزعجني كثيراً، فتساءلتُ كيف يحق لهم أن يطلقوا شائعات مماثلة ويتحدّثوا بمثل هذا المنطق! العلاقة بين العبد وربّه يجب أن تخصّه وحده.

- لنتحدّث قليلاً عن علاقتكِ بالسيدة سميرة توفيق وسماحها أخيراً للفنانة زين عوض بتأدية أغنيات من أرشيفها... هل أزعجكِ الأمر باعتبار أنّكِ الأحقّ في ذلك؟

علاقتي بالسيدة سميرة توفيق أقوى بكثير من أي أغنية أو عمل فني، فهي بمثابة أم وصديقة وأخت لي، تربّيتُ على صوتها وتربطني بها وبعائلتها صداقة وطيدة، ونتبادل الزيارات. عمر مسيرتي الفنية 23 عاماً، وفي رصيدي أكثر من 300 أغنية، وإذا غنّيتُ للسيدة سميرة توفيق فهذا بمثابة تقدير لها وتحية إكبار، ولتعريف الجيل الجديد إلى فنّها، وهناك أغنيات كثيرة لا أؤديها في حفلاتي وهي خاصة بي، والأغنية البدوية ليست حكراً على أحد ولا حتى اللبنانية أو المصرية أو العراقية، ويحقّ لأي فنان أن يُغنّيها.

(تضيف)... لم أطلب من أحد أن يُحمّلني مفتاح الأرشيف ولا أي رسالة، وحين حصل ذلك مع السيدة سميرة توفيق شكرتها كثيراً، وبعد أن تراجعت عن قرارها لم أحزن... هي حرّة في التصرّف بأغنياتها، وإذا أطال الله في عمري فقد أسمح لأي فنانة في المستقبل أن تغنّي أغنياتي.

- سمعنا الفنان نبيل شعيل برفقة الشيخ مشاري العفاسي يسجّلان تلاوة سورتَيّ «عمران» و«الفاتحة»؛ ما رأيكِ بهذه الخطوة ومتى قد تُقدمين على خطوة مماثلة؟

قدّمتُ أدعية منذ حوالى الخمس سنوات، ولا أحبّ أن أكرّر نفسي، وجميلٌ أن نُجدّد في خطواتنا وأعمالنا. وبالنسبة الى نبيل شعيل والشيخ العفاسي، فما أجمل هذا اللقاء. الفنان لا يغنّي الفرح والبهجة فقط، إنما يغني أيضاً للوطن والدين والمسامحة والقضايا الاجتماعية... فمثلاً اختارت السيدتان جوليا بطرس وماجدة الرومي في الحفلات التي أحيتاها الإطلالة الصحيحة وفي الوقت المناسب، وليتني كنتُ في بيروت لأحضر الحفلات، فهما تمثّلان كلّ فئات المجتمع وتُغنّيان الحب والثورة والنضال وأفتخر بصوتهما ورسالتهما.

- عندما تُذكر جوليا وماجدة تذكرين معهما كفنانة ملتزمة... وفي السابق فنانة قضية...

أتمنّى أن أكون مثلهما ولي رسالة سامية. أحمل وطني معي أينما ذهبت، وغنّيتُ القضية العربية من «الحلم العربي» حتى الآن، ولكن للأسف لا نؤدي الأغنيات الوطنية في الحفلات، لأنّ الناس يريدون الفرح بعيداً من الضغط النفسي... ناهيك عن أنّ الثورات أدّت إلى انحطاط في المستوى الفنّي وتراجع في ذوق الجمهور الذي بدأ يميل إلى الأغنيات البسيطة ذات الإيقاع السريع والتي بعضها «بلا معنى».

- متى سنرى ديانا حداد في المملكة العربية السعودية؟

قريباً جدّاً!

- وفي لبنان؟

اشتقتُ كثيراً إلى الغناء في لبنان، ولكن لا تسألني... أنا لبنانية وأحمل الجنسية الإماراتية، وللأسف الإجابة عن وجودي على جدول الحفلات اللبنانية ليست عندي بل عند المتعهدين... لا أعلم، قد يظنّ بعض المتعهدين أنّني مغرورة أو أتقاضى أجراً عالياً، ولكنني في الحقيقة أغنّي منذ سنوات طويلة بأسعار مقبولة لأُسعد الناس، وفي لبنان غنّينا للجيش والدولة والوطن و«عيوننا للبنان... وما حدا يزايد على وطنيتي»، وهذا خط أحمر.

- بعد الاعتزال... هل تعود ديانا حداد إلى مغدوشة؟

أتمنّى أن يكون لي منزل في مغدوشة مسقط رأسي في جنوب لبنان... حتى أنّ أهلي لم يملكوا يوماً منزلاً هناك، ومنزلي في لبنان كان في منطقة جونية وأقرباؤنا في جبيل ومستيتا... أتمنّى أن يكون لي منزل في لبنان وأن تتوزع إقامتي مع ابنتيّ بين بيروت ودبي وتركيا أيضاً... فما المانع في ذلك؟

- تحضّرين لـ Business جديد؛ أخبرينا عنه؟!

لستُ ضليعة في عالم الأعمال، والجميع يعلم أنّني افتتحتُ صالوناً للتجميل وبعتهُ منذ فترة، لأنّني أؤمن بأنّ من يُريد النجاح في عمله عليه أن يُتابعه بدقّة. تجربتي اليوم في عالم الأعمال مختلفة تماماً وأحضّر لها بهدوء وتأنٍّ، ويجب أن يمتهن الفنان عملاً آخر غير الفن والغناء.

- سيكون ضمن مجال الجمال و«الفاشن»؟!

«خلّي الفاشن لأهل الفاشن»!

- هل تعدين الجمهور بتكرار تجربة التلحين أو حتى خوض غمار الكتابة؟

أحبّ الكتابة كثيراً وأكتب الخواطر. ولكنّ تأليف الأغنيات أصعب من التلحين، وكثيراً ما أدندن ألحاناً وأسجّلها عندما أكون وحدي، وفي أغنية «يا بعد عمري» وضعتُ لحن أحد المقاطع بالاشتراك مع الملحن وليد الشامي. عندما تكون مثقّفاً موسيقياً وتتمتّع بالموهبة، يصبح الأمر سهلاً عليك.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078