تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

محمد هنيدي: زوجتي شريكة حياتي ونجاحاتي وأستشير أولادي في أعمالي الفنية

يرفض عقد المقارنات بينه وبين الفنان الراحل فؤاد المهندس، ويعتبره أستاذه الذي تعلّم منه فن الكوميديا، ويرى أن مسلسل «أرض النفاق» الذي قدّمه في رمضان الماضي بعيد تماماً من مضمون الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه لفيلم الفنان فؤاد المهندس. النجم محمد هنيدي يتحدث لـ «لها» عن كواليس مسلسله، وحقيقة تقديم جزء ثانٍ من فيلمه الشهير «صعيدي في الجامعة الأميركية»، وعودته للعمل مع أحمد السقا ومنى زكي وغادة عادل وهاني رمزي، كما يكشف سر ارتباطه بدبلجة أفلام الرسوم المتحركة بصوته، وشكل العلاقة بينه وبين أولاده فاطمة وفريدة وأحمد، ودور زوجته في نجاحه. 


- كيف استقبلت ردود الفعل على مسلسلك الأخير «أرض النفاق»؟

وصلني العديد من التعليقات الإيجابية من خلال السوشيال ميديا، ووجدت تفاعلاً كبيراً من الجمهور في كل أنحاء الوطن العربي، وبالتحديد الجمهور السعودي الذي أكنّ له كل الحب والاحترام والتقدير، وسعدت كثيراً بآرائه وإعجابه بالعمل، وعرْض المسلسل على شاشة سعودية أعطاني دفعاً قوياً، لأن الجمهور السعودي متذوّق للفن ومحب للإبداع، وأتمنى أن يحقق العمل النجاح في عرضه الثاني على القنوات الفضائية المصرية.

- هل أزعجك عدم عرض المسلسل على القنوات المصرية في موسم رمضان؟

حذْف المسلسل من خريطة إحدى القنوات المصرية التي اشترت حقوق عرضه قبل بدء شهر رمضان بأيام معدودة، شكّل صدمة كبيرة لي، وعشت أوقاتاً عصيبة لخوفي من تأثير ذلك في نِسب المشاهدة، لكن الجمهور كان حريصاً على متابعة المسلسل عبر الشاشة السعودية «SBC»، ووجدت دعماً كبيراً من فريق العمل، وعلى رأسهم المنتج جمال العدل الذي أصرّ على استكمال تصوير باقي حلقات المسلسل، وعدم تأجيل عرضه.

- ماذا عن وجود جزء ثانٍ من المسلسل؟

بعد النجاح الذي حقّقه الجزء الأول من المسلسل، قرر فريق العمل تقديم جزء ثانٍ منه، خصوصاً مع كثرة الأحداث التي يمكن تقديمها في الجزء الجديد. وعندما عرض عليَّ المنتج جمال العدل فكرة تقديم جزء ثانٍ، تحمّست ووافقت على الفور بدون تردد، لأنني استمتعت بالجزء الأول من المسلسل، خصوصاً وقد توافرت فيه كل العناصر الفنية، بداية من جهة الإنتاج التي كانت سخية على العمل، مروراً بالمؤلف الكوميدي المبدع أحمد عبدالله، والرواية الرائعة ليوسف السباعي، وصولاً إلى المخرجين المتميزَين سامح عبدالعزيز ومحمد العدل، وطاقم الممثلين الناجح... فجميعهم بذلوا جهوداً وأضافوا من خبراتهم لإخراج عمل فني يحترم عقلية المشاهد، وكل هذه الأمور تحمّسني لخوض التجربة مرة أخرى.

- معنى ذلك أنك ستحرص على الظهور في الدراما التلفزيونية كل عام؟

غيابي عن الدراما لسبع سنوات مضت كانت له أسباب عدة، أبرزها انشغالي بتقديم مشاريع سينمائية، خصوصاً أن الدراما تحتاج إلى تفرّغ تام، لأنها تستغرق وقتاً طويلاً في التحضير والتصوير، كما أن تقديم أي عمل فني هو خطوة تتطلب مني تركيزاً ليكون الاختيار صائباً، وأشعر برهبة تجاه هذه الخطوة، لأن العمل سيشاهده الملايين على امتداد الوطن العربي، لذا أفضّل الظهور في الدراما التلفزيونية من خلال عمل يطمئن له قلبي ويكون غنياً بمضمونه.

- هل شعرت بالقلق حيال مقارنتك بالفنان الراحل فؤاد المهندس الذي قدّم الرواية نفسها في فيلم سينمائي؟

لا يمكن عقد مقارنة بيني وبين الفنان الكبير فؤاد المهندس، ذلك النجم الذي تعلّمت منه فن الكوميديا، وشرفٌ لي أن أقدّم شخصية كان قد أدّاها من قبل، كما أن طريقة التناول تختلف بين المسلسل والفيلم الذي قدّمه الراحل فؤاد المهندس، لأن الدراما التلفزيونية تحتاج إلى أحداث كثيرة لكونها تُعرض في ثلاثين حلقة، بما يعادل 22 ساعة، بينما الفيلم لا تتجاوز مدة عرضه الساعتين. كما تم إظهار العمل بصورة تحاكي الواقع الذي نعيشه، والرواية سمحت لنا بذلك، لأنها تتحدث عن الإنسان وطباعه الشخصية، وهي ثابته ولا تتغير بتغيّر الزمن.

- لكن البعض أرجع نجاح المسلسل إلى ارتباط الجمهور بالفيلم ورسوخه في ذاكرتهم إلى اليوم، ما تعليقك؟

لا يمكن أحداً أن ينكر النجاح الباهر الذي حققه الفيلم، وأنه من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، لكن أحداثه تدور في فترة زمنية سابقة، وحين بدأنا التفكير في مشروع المسلسل، لم نضع تجربة الفيلم نصب أعيننا، لأنها تجربة مختلفة تماماً، على الرغم من أن النص الروائي واحد، وربما نجد من تابع المسلسل لعشقه للفيلم وارتباطه الشديد به، لكنني أؤكد أنه استمر في مشاهدة باقي الحلقات لأنه تفاعل مع شخصيات المسلسل وأحداثه.

- ما سبب حرصك على تصدُّر اسم المخرج سامح عبدالعزيز مقدمة العمل رغم أنه لم يصوّر منه إلا يوماً واحداً فقط؟

يرجع الفضل في ذلك إلى المخرج محمد العدل الذي استكمل تصوير باقي مشاهد المسلسل، فهو من أصر على وضع اسم المخرج سامح عبدالعزيز، لكونه بذل مجهوداً كبيراً في فترة التحضير للمشروع، واختيار الممثلين وأماكن التصوير والعمل على السيناريو مع المؤلف أحمد عبد الله، كما أنه كان يتمنى إنجاز المشروع بنفسه، لكن الحكم القضائي الذي صدر ضده حال دون ذلك، وعندما جاء محمد العدل لم أشعر بأي تأثير في العمل، لأنه مخرج محترف واستطاع استكمال المسلسل بالشكل المرسوم له من البداية.

- كيف تقيّم التعاون بينك وبين الفنانة دلال عبدالعزيز؟

سررتُ كثيراً بالتعاون معها، رغم أنه العمل الأول الذي يجمعنا، لأنها من الشخصيات المرحة، وتبثّ البهجة في نفوس العاملين في موقع التصوير. أما على المستوى المهني فهي فنانة عظيمة، ووجودها أضاف الى العمل، كما أنها تملك خبرة وموهبة لا تتكران إلا في ما ندر، وساعدتني في المشاهد التي جمعت بيننا على صنع كوميديا من نوع خاص، لذا شعرت بالارتياح في العمل معها، وأتمنى أن يحالفني الحظ لتكرار هذه التجربة، سواء كان العمل سينمائياً أو تلفزيونياً.

- كيف وجدت المنافسة بين الأعمال الدرامية في رمضان الماضي؟

هذا الموسم كشف عن تطور كبير في شكل الدراما، من خلال عدد من المسلسلات المميزة، ليس على مستوى الأداء التمثيلي فقط، لكن أيضاً على مستوى التأليف والإخراج والتصوير. ورغم انشغالي بتصوير مسلسلي «أرض النفاق» حتى الأيام الأخيرة من شهر رمضان، إلا أنني استطعت متابعة بعض المسلسلات وأعجبتني كثيراً، منها مسلسل «رحيم» للفنان ياسر جلال، وسعيد جداً بالمستوى الذي وصلت إليه الدراما المصرية، وأتمنى أن تحقق المزيد من التطور والنجاح.

- هل هناك مشروع سينمائي جديد تحضّر له حالياً؟

عُرض عليَّ عدد من المشاريع السينمائية، لكنني لم أحسم قراري في شأن أي منها بعد، خصوصاً أنني أستمتع حالياً بإجازة تُنسيني الإرهاق الذي عانيته في أثناء تصوير مسلسل «أرض النفاق»، وبعد الإجازة من المفترض أن أحضّر لمشروعي الفني الجديد.

- أبلغت جمهورك عبر حسابك الرسمي على «تويتر» بوجود جزء ثانٍ من فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية»... أين أصبحتم في التحضيرات لهذا المشروع؟

اجتمعت مراراً مع الدكتور مدحت العدل لوضع اللمسات الأخيرة على المشروع، وهو لا يزال في مرحلة الكتابة، ويتولّى المؤلف مدحت العدل أمر المعالجة الدرامية للعمل، على أن تُستكمل كتابته في الفترة المقبلة، ولم أحسم بعدُ قرار مشاركتي في هذا الفيلم، فربما هناك مشروع آخر يسبقه، لكن المشروع قائم بالتأكيد، وثمة حماسة لتقديمه، ليس من جانبي فقط، وإنما من جانب المؤلف والجهة المنتجة أيضاً، خصوصاً بعدما لمست اهتماماً شديداً وتفاعلاً قوياً من الجمهور عبر حسابي على «تويتر»، بمجرد أن طرحت الفكرة عليهم، وأتمنى أن نستعيد ذكريات هذا العمل في جزئه الجديد، لأنه من أجمل الأعمال وأحبّها الى قلبي.

- وهل سيجمع كل النجوم والنجمات الذين ظهروا في الجزء الأول؟

الفيلم كان يضم مجموعة كبيرة من نجوم جيلي، وأبرزهم أحمد السقا ومنى زكي وغادة عادل وهاني رمزي وطارق لطفي وفتحي عبدالوهاب... ويسعدني أن أشاركهم العمل مرة أخرى، لكن لا بد من أن نضع في الاعتبار أن الفيلم قد مرّ عليه أكثر من عشرين عاماً، وهناك العديد من الأحداث والوقائع المستجدّة، ومسألة مشاركة كل نجوم العمل في الجزء الثاني متوقفة على السيناريو والأحداث الجديدة التي سيتضمنها، لذا لن تُحسم تلك المسألة إلا بعد الانتهاء من كتابة السيناريو.

- قدّمت الفوازير مراراً، هل تفكر في خوض هذه التجربة مرة أخرى؟

أعشق تجاربي مع الفوازير، ولي معها العديد من الذكريات الجميلة، وأتمنى تقديمها مرة أخرى، لكن أنتظر فقط المشروع المميز الذي يسمح لي بذلك، لأن الفوازير أحد الطقوس الرمضانية المهمة والتي ارتبط بها الجمهور كثيراً، ولا نريد أن نفتقدها مع مرور الوقت، لكن للأسف منذ آخر فزّورة قدمتها قبل خمسة أعوام وكانت بعنوان «مسلسليكو»، لم يعرض عليَّ مشروع جيد يشجعني على خوض التجربة مرة أخرى.

- ما سر حرصك على الدبلجة الصوتية للرسوم المتحركة الخاصة بالأطفال؟

حبي للإذاعة دفعني للقيام بهذه الدبلجة، وتقارب الأصوات في ما بيننا ساعدني كثيراً في النجاح بهذا النوع من الإبداع، كما أنني استطعت من خلاله جذب الأطفال، وهم يشكّلون شريحة لا بأس بها من الجمهور، وأعتز دائماً بمحبتهم لي، وحفظهم لمختلف الشخصيات الكرتونية التي قدّمتها بصوتي، وأبرزها «الأسد الملك» و«تيمون وبومبا» و«سوبر هنيدي» و«شركة المرعبين المحدودة» و«أمير ورحلة الأساطير» و«آل شمشون»، وغيرها من الأعمال التي شعرت خلال تقديمها بمتعة شخصية أكثر منها مهنية.

- هل ستقدم جزءاً جديداً من شخصية «مارد وشوشني»؟

وافقت على تقديم التجربة مرة أخرى، لكننا لم نحدد بعد موعد عودتنا، كما أن هناك خطة لتقديم عدد من أفلام الرسوم المتحركة بصوتي ضمن «ديزني بالعربي»، وسيتم تنفيذها وطرحها مع بداية العام الجديد، وأتمنى أن تنال رضى وإعجاب الأطفال من جمهوري.

- حققت نجاحات عدة على خشبة المسرح، ألا تفكر في تقديم عمل مسرحي؟

لي العديد من الذكريات المتعلقة بمشاركتي في العروض المسرحية، والتي لا يمكنني نسيانها أبداً، وهناك مسرحيات ارتبط بها الجمهور ولا يزال يحرص على مشاهدتها عندما تعرض على شاشة التلفزيون، من دون أن يشعر بالملل، ومنها على سبيل المثال مسرحيات «عفروتو» و«ألابندا» و«حكيم عيون» و«حزمنى يا»، لذا أفكر في تقديم عمل مسرحي استعراضي كوميدي مع بداية العام الجديد، وغيابي عن المسرح طوال الفترة الماضية يعود الى احتياج العمل المسرحي الى تفرغ تام، كما أنني كنت أبحث عن النص الجيد الذي يستحق أن أعود به مرة أخرى، خصوصاً أن المسرح شهد في السنوات الأخيرة انتعاشة كبيرة، وبرز جيل يتمتع بالكثير من المواهب، سواء في التمثيل أو الإخراج، والدليل على ذلك، عودة جمهور المسرح بشكل ملحوظ.

- كيف تقيّم تفاعل الجمهور معك عبر حسابك على «تويتر»؟

سعيد جداً بتجربة السوشيال ميديا، لأنها قرّبتني كثيراً من الجمهور، وسمحت لي بالتعرف على ردود فعلهم حيال كل المواقف الحياتية والفنية، و«تويتر» هو إحدى المنصّات المهمة، ويحظى باهتمام ملايين المتابعين على مستوى العالم، وانضمامي إليه أضاف إليّ الكثير على المستويين المهني والشخصي، كما أتاح لي التعبير عن رأيي في الكثير من الأمور، وأحرص على الرد على كل التغريدات بنفسي، لأبقى على تواصل دائم مع جمهوري، وهناك مفاجأة أحضّرها حالياً على «تويتر»، وهي تقديم حلقات «أون لاين» للجمهور، واستقبال ردود الفعل عليها مباشرة.

- كيف تمضي أوقات فراغك؟

أمضي معظم أوقاتي مع أسرتي الصغيرة في المنزل، أو أزور أهلي وأصدقائي، ولا أرغب كثيراً بالمشاركة في الحفلات أو المناسبات الفنية، لأنني أرى أن وقت فراغي هو ملك لأولادي، الذين أبتعد عنهم لفترات طويلة بسبب انشغالي بالتحضير لأعمالي الفنية، كما أصطحبهم معي في إجازاتي، وأترك لهم حرية اختيار الوجهة التي سنسافر إليها.

- ما هي هواياتك؟

أحب ممارسة لعبة «البلاي ستيشن» وأتشاركها دائماً مع أولادي. أيضاً أعشق مشاهدة مباريات كرة القدم، وأشجع فريق نادي الزمالك ومنتخب مصر، أما على المستوى العربي فأشجع نادي الهلال السعودي، وعلى مستوى الكرة العالمية أشجع فريق ليفربول لكون اللاعب المصري محمد صلاح أحد لاعبيه، ولو انتقل إلى أي فريق آخر سأشجعه كرمى لعينيه.

- ما هي أكلاتك المفضّلة؟

أجد متعة في تناول الطعام، وهناك عدد من الأكلات التي أعشقها منذ صغري، وأحبها من يد والدتي، ومنها محشي الكرنب والكشري، كما أنني محترف في الطبخ، لعيشي وحيداً لفترة من حياتي، مما اضطررني لتعلّم الطهو، وأحياناً أحضر الطعام لزوجتي وأولادي، ومن الأكلات التي أعدّها بنفسي: الأرز بالشعيرية، كباب الحلّة، الشكشوكة، الطواجن على أنواعها، السمك المشوي والمقلي، والمعكرونة، كما أستمتع بتحضير فنجان القهوة لنفسي.

- زوجتك في كلمة؟

هي شريكة حياتي وصاحبة الفضل في نجاحاتي، بحيث تتحمل مسؤولية الأولاد في أوقات انشغالي بالعمل، وتوفر لي الجو الملائم للتركيز في عملي، وتراعي ظروف مهنتي، وتشجعني دائماً على تحقيق المزيد من النجاح.

- ماذا عن علاقتك بأولادك فاطمة وفريدة وأحمد؟

نحن أصدقاء، نلعب ونضحك ونمرح معاً، نجلس معاً لساعات طويلة نتحدث خلالها في كل الأمور التي تخصّنا، وعلى الرغم من صداقتنا، إلا أنني أتعامل معهم أحياناً بصفة الأب، لأن بعض المواقف تتطلب الحزم والرصانة، وعندها ينفّذون ما أطلبه منهم لأنهم يدركون جيداً مدى قسوتي.

- هل تأخذ رأيهم في أعمالك الفنية؟

أحرص على استشارتهم في أعمالي الفنية لأنهم يمثلون شرائح عمرية مختلفة، كما أنهم يبدون آراءهم بكل صراحة وبدون مجاملة، وهذا أكثر ما يعجبني فيهم، وجميعهم يمتلكون رؤية فنية، لكنني لن أفرض عليهم دخول المجال الفني، وسأترك لهم حرية اختيار المجال الذي يفضلونه بعد استكمال دراستهم.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079