تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

'الغوريلا'

الكتاب: «الغوريلا»

الكاتب: كمال الرياحي

الناشر: «دار الساقي»،2011


«الغوريلا» مهّد طريق بوعزيزي. تستبق أحداث هذه الرواية ثورة الياسمين. هي تُصوّر الواقع الذي أفرز بوعزيزي والشباب التونسي المُنتفض.
اعتُبرت الرواية بمثابة الشهادة الإبداعية للثورة التونسية. تبدأ القصّة من انتهاك المحظور. برج ساعة 7 نوفمبر هو رمز نظام بن علي. يقبع البرج بشموخ وعلوّ في قلب العاصمة التونسية.
لطالما كان صعوده من المحرّمات، إلى أن تسلّقه أحدهم في موسم صيفي سياحي على مرأى من أعين الناس جميعاً مُعلناً «القيامة». ساعة النظام التي تنتصب قرب وزارة الداخلية اقتحمها رجل وصعد إلى قمتها.
لا شكّ أنّ المشهد أحدث بلبلة كبيرة وصدمة أكبر، فاحتشد الناس تحت البرج لرؤية «الزنجي» الجَسور الذي تجرّأ على المحظور. فغدا المشهد أشبه بلقطة الغوريلا في فيلم «كينغ كونغ» قابعاً على قمّة البرج والناس مُتجمهرة تحته كحشود من النمل.
ويعود بنا الكاتب إلى قصّة هذا الرجل الزنجي الذي سمّاه رفاقه «الغوريلا» لأسباب عنصرية تتعلّق باختلاف اللون والعرق والشكل. ومن تحت البرج، تنبت حكاية الطفل اللقيط الذي اختفى لمدّة سنتين قبل أن يظهر من على قمّة البرج «المُحرّم».
صالح المعروف باسم «الغوريلا» هو أحد «أطفال بورقيبة». والمقصود هنا اللقطاء الذين اتخذوا هذه التسمية أيّام حكم الحبيب بورقيبة. من هنا يدخل الكاتب الشاب عالم المُهمّشين ليوضح كيف يتمّ جذبهم الى الحركات الأصولية المتطرّفة أو الأعمال الخطيرة الفاسدة.
هكذا يكشف لنا عبر شخصية صالح كوامن المجتمع التونسي خلال الأعوام السابقة كاشفاً حقيقة الفساد السياسي والإقتصادي والتمييز العنصري الذي لم يتمّ تناوله أدبياً من قبل في عالمنا العربي.
يرسم الروائي والصحافي كمال الرياحي في روايته الصادرة حديثاً عن «دار الساقي» والواقعة في 190 صفحة أشكال الطرق المُمهّدة لثورة بوعزيزي عبر «سرد مشهدي كابوسي» يجمع بين الإفادة والتشويق.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077