تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

منذر رياحنة: حياة زوجتي وأولادي ملكهم وحدهم

خطف الفنان الأردني منذر رياحنة الأنظار خلال شهر رمضان الماضي، بتجسيد شخصية «حسين» في مسلسل «أبو عمر المصري»، الذي يعد أحد قادة التكفيريين الذين قادوا حملة تفجير أبراج التجارة الأميركية، والذي دخل في حرب شرسة مع «فخر»، الشخصية التي جسّدها الفنان أحمد عز. يتحدث منذر في حواره مع «لها»، عن أسرار النجاح الكبير الذي حققه المسلسل، ورأيه في العمل مع الفنان أحمد عز، وسبب حرصه على تصوير مسلسله الآخر «المهلب» في سوريا، على رغم الأحداث الملتهبة هناك، كما يتكلم عن عودته الى السينما مرة أخرى، وسرّ تنازله عن أجره في فيلمه الجديد، وأسباب ابتعاد أسرته عن الأضواء.


- ظهرت خلال شهر رمضان الكريم بثلاث شخصيات درامية، منها التاريخي والبدوي والمصري، فأيها الأقرب إليك؟ 

لا أكذب عليك لو قلت لك إنها جميعاً مقربة من قلبي، فالأعمال الثلاثة بعيدة كل البعد عن بعضها بعضاً، فأنا أقدم شخصية حسين المصري في «أبو عمر المصري»، هي ربما كانت الأكثر انتشاراً في الوطن العربي خلال الشهر الكريم، لأنها تتحدث عن الأفكار التكفيرية التي تغسل عقول الشباب وتدخلهم في العنف والابتعاد عن مفاهيم الدين الحقيقية، إضافة إلى أنه عمل من بطولة الفنان الكبير أحمد عز، وأيضاً كان مسلسل «المهلب بن أبي صفرة» عملاً رائعاً ومختلفاً، وحقّق نجاحاً كبيراً لم أكن أتوقعه، فضلاً عن دوري البدوي في مسلسل «ثأر غليص».

- كيف تلقيت ردود الأفعال حول تجسيدك شخصية المحامي «حسين»، الذي يتحوّل إلى قيادي إرهابي في «أبو عمر المصري»؟

دعني أقول لك إن النجاح دائماً من عند الله، فأنا لم أتوقع أي شيء، لكن هناك بعض العناصر المهمة التي تساعد العمل على النجاح، ومن أهمها السيناريو الجيد، فالأستاذة مريم نعوم من أبرع المؤلفين، وكذلك المنتج وائل الجنايني متميز جداً في عمله ولم يبخل علينا بشيء، والمخرج الرائع أحمد خالد موسى مخرج مبدع، وكل هذه العناصر تساعد أي عمل على النجاح، وكذلك فريق المسلسل الذي كان يعمل بجد واجتهاد، ليظهر العمل في شكل يليق بكل نجومه.

- كيف وجدت التعاون مع النجم أحمد عز؟

«أبو عمر المصري» هو التعاون الثاني لي معه، التقينا من قبل خلال فيلم «المصلحة»، لكن هذا أول عمل في الدراما التلفزيونية معه، وأنا فعلياً أعمل مع نجم وممثل خطير، كما أنه إنسان بكل ما للكلمة من معنى، ولم أشعر للحظة أنه يتعامل مع من حوله من منطلق أنه نجم كبير، وأثناء التصوير كان يساعدني ويعطيني تفاصيل الشخصية ومفاتيحها، وكان لي الشرف أنني عملت معه.

- ألا توجد صعوبة في تقديم مسلسل عن رواية شهيرة حققت مبيعات مرتفعة؟

الصعوبات دائماً موجودة، سواء كان العمل مأخوذاً عن رواية أدبية شهيرة أو قصة جديدة، لأن هناك دائماً تحدياً من أجل تقديم عمل ناجح فيه جهد كبير، وعمل صادق يستطيع أن يدخل إلى قلوبهم مباشرة، وجميع أسرة مسلسل «أبو عمر المصري» كانوا يسعون إلى تحقيق هذا الهدف.

- كيف تعاملت مع الأزمة السياسية التي عصفت بالمسلسل مع دولة السودان، والتي اتهمت العمل بالإساءة إليها وتصويرها على أنها راعية للإرهابيين؟

الأزمة انفجرت حينما اعتقد بعض السياسيين في دولة السودان الشقيقة أن المسلسل سيكون نسخة طبق الأصل من الرواية، لكن العمل كان مختلفاً عن الرواية بفضل الكاتبة مريم نعوم، لذلك بعد أن ظهرت بقية الحلقات لم تكن هناك أي أزمة أو مشكلة تُذكر، وكلها انتهت فعلياً.

- ألم تجد صعوبة في الجمع بين ثلاثة أدوار مختلفة عن بعضها بعضاً؟

أولا،ً دوري في مسلسل «ثأر غليص» كان منتهياً منذ فترة طويلة، لكن عرضه كان بمحض الصدفة هذا العام، ثم إنني بدأت بتصوير «أبو عمر المصري»، وبعد الانتهاء منه دخلت في تصوير مسلسل «المهلب»، لذلك لم أجد صعوبة مطلقاً.

- ألم تقلق من تصوير مسلسل «المهلب» في سورية بسبب الأحداث القائمة؟

إطلاقاً، أنا وافقت على العمل من دون أن أعرف دوري فيه، بمجرد معرفتي أنه يتم تصويره في سورية، وكان الهدف من ذلك أن نكشف وجه سورية الحقيقي، ونؤكد أن الحياة مستمرة فيها وأنه لا توجد مشاكل إلا في مناطق صغيرة جداً وستُحلّ إن شاء الله، وأدعو الوطن العربي كله ليزور سورية.

- ما حال الدراما السورية الآن؟

بكل تأكيد تأثرت بالأحداث الموجودة، لكنها لم تمت نهائياً، بل ستسترد قوتها في أقرب وقت.

- ما الفرق بين طعم نجاحك في مسلسل «خطوط حمراء» مع النجم أحمد السقا ونجاحك في «أبو عمر المصري»؟

«خطوط حمراء» كان بالنسبة إلي وجه السعد بعد النجاح الساحق الذي حققه، وردود الأفعال التي وصلتني، وتقريباً لقيت النجاح نفسه في «أبو عمر المصري»، والحمدلله ردود أفعال الجمهور التي وصلتني كلها إيجابية.

- ما الدور الذي تتمنى تقديمه؟

أمنية حياتي أن أقدم شخصية شيخ المجاهدين وأسد الصحراء عمر المختار.

- أين أنت من السينما؟

أحب السينما، لكن أرغب في أن تكون أعمالي السينمائية التي أقدمها قوية، وأن يكون دوري مؤثراً ويضاف إلى رصيدي الفني، وللمناسبة انتظروني نهاية العام الحالي بفيلم «ابتسم أنت في مصر».

- هل انتهيت من تصوير هذا الفيلم؟

انتهينا فعلياً من تصوير الفيلم، والآن نحن في مرحلة المونتاج، وهو يعد عملاً وطنياً لمصر والمنطقة العربية، لأننا نحاول فيه بكل ما استطعنا أن نقدم ونتناول عاداتنا وتقاليدنا بشكل لطيف، يجعل الآخرين يتحدثون عن مصر جيداً، كما أن فكرة الفيلم وصورته جديدتين وجذابتين ولم تقدما من قبل.

- ما هو دورك في الفيلم؟

أقدم دور شاب مصري يأتي بمجموعة من الراقصات الروسيات لكي يقدمن استعراضاً روسياً في مصر، وأعرفهنّ على مصر وأجعلهنّ يرينَها في شكل مختلف، بعد أن سمعنَ عنها إشاعات مغرضة عديدة من وسائل الإعلام التي تشوّه مصر والوطن العربي في الغرب.

- ما حقيقة تنازلك عن أجرك في هذا الفيلم؟

بالفعل تنازلت عن أجري، لأني أعتبر مشاركتي في هذا الفيلم مهمة وطنية للحبيبة مصر، التي قدمت لنا كل الخير، وهذا أقل شيء ممكن أن أفعله في سبيلها، وواجبنا أن نقدم لها ولو جزءاً بسيطاً من جميلها علينا، وقد وافقت على المشاركة في الفيلم من دون أن أقرأ السيناريو، لمجرد معرفتي بأن العمل سيدعم العلاقات بين مصر وروسيا، وقلت للقائمين عليه «والمصحف الشريف أحب مصر ولا أستطيع أن أتأخر عن تلبية الواجب تجاه بلدي الثاني، لأن مصر قدمت لي كل الدعم من دون أي شروط، لذا فهذا مجرد جزء بسيط من رد الجميل».

- ألم يراودك حلم البطولة المطلقة؟

لا أشغل نفسي بالبطولة المطلقة، إلا إذا كانت سيرة ذاتية، لكن دعني أقول لك إن النجاح ليس مرتبطاً بالبطولة المطلقة أو حجم الدور، مثلاً يمكن أن تقدم مشهداً واحداً فقط في مسلسل ناجح فيترك بصمة لدى الجمهور، وبالفعل حصل ذلك مع نجوم كثيرين، والناس ستحبك وتكون بطلاً في العمل، فأنا لا أحلم بالبطولة المطلقة، لأن البطل بالنسبة إليّ هو الدور الذي أجسده.

- هل أصبحت مقيماً في القاهرة أم تتنقل بينها وبين الأردن؟

أنا بطبيعتي أتنقل بين الوطن العربي كله، لكنني مقيم في مصر، لأنها العشق ولأننا تربينا على حبها.

- هل لعب الحظ دوراً معك؟

الحمد لله على كل شيء، الحظ ساعدني كثيراً، لكن بفضل دعوات أمي «ربنا يحميها يا رب» هي وأمهات المسلمين أجمعين، فأنت تعمل ما عليك وتجتهد وتسعى، والباقي على ربنا سبحانه وتعالى ،لأنه لا يضيّع تعب أحد.

- هل يخطفك الفن من أسرتك فترات طويلة؟

لا أنكر هذا الأمر، فأنا دائماً في سفر، لكن حياتي الأسرية مستقرة والحمد لله، فهم اعتادوا على غيابي، لكن من فترة لأخرى أحاول بقدر الإمكان أن أسعدهم وأنسيهم هذا الغياب، وأسرتي فخورة بي وبعملي، ودائماً ما تشجعني على الاستمرار في تقديم أعمال فنية جيدة تليق بي.

- لماذا تبعد أسرتك عن الأضواء ولا تتحدث كثيراً عنها؟

هذه أمور شخصية، وأنا لا أتدخّل فيها، إذ إني لست من هواة نشر الصور الشخصية، ولأولادي وزوجتي حياتهم الخاصة وهم أحرار في نشرها أو إخفائها، فليس لديّ دخل فيها.

- هل توافق على عمل ولديك وجد وريان في الفن؟

بالتأكيد نعم، فأنا أعمل فيه، ولو كانا يمتلكان موهبة التمثيل فلن أقف في طريقهما مطلقاً، بل سأساعدهما في ذلك، لأنني أبٌ منفتح وأتمنى أن أحقق كل الخير لهما.

- ما هي هواياتك؟

الرياضة والقراءة.

- هل تتابع مواقع التواصل الاجتماعي؟

بالتأكيد، لكني لست من المهووسين بها.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080