تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

حكيم: اتخذت قرار الاعتزال وأنا على مسرح «أولمبيا»

حقق الفنان حكيم نجاحاً كبيراً خلال مشواره الغنائي الممتد على مدار أكثر من 30 عاماً، فهو كان ثالث فنان مصري يقف على مسرح أولمبيا العالمي بعد أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وأول فنان مصري يغني نشيد الصاعقة بشكل رسمي، بعد قرار تعميمه من الدولة المصرية. في هذا الحوار، يتحدث حكيم لـ«لها»، عن أمور مهمة كثيرة، من بينها: حفلته التاريخية في مسرح أولمبيا، وحلمه بالغناء مع النجم العالمي ستروماي، وتفاصيل تعاونه الجديد مع صديق عمره الفنان حميد الشاعري، إضافة الى هواياته، وعلاقته بأولاده وزوجته.


- لماذا غنّيت نشيد الصاعقة المصرية «قالوا إيه»، خلال حفلتك الأخيرة في دولة الكويت؟ 

أنا مواطنٌ مصري أحب بلدي، وجنديٌّ في موقعي الفني، لذلك كان لا بد أن أشارك المصريين في حبهم وتقديرهم لجيش بلدهم. وبعد أن تم تعميم نشيد الصاعقة المصرية في المدارس الحكومية، وجدت أنّ من المهم أن يعمّم في الحفلات الغنائية كافة، وأن نتذكر شهداءنا الذين ضحّوا بأنفسهم في حروبهم مع الإرهاب، وأفتخر بأنني أول مطرب مصري أقدم على هذا الأمر. والحمد لله، فقد ألهب النشيد حماسة الجماهير التي كانت موجودة في الحفلة، وسأسعى دائماً الى غنائه في حفلاتي المقبلة كافة، مثلما كنت أفعل مع أغنية «تسلم الأيادي» التي أقدّمها في كل حفلة لي في أي مكان في العالم.

- لماذا أصبحت تقيم حفلاتك خارج مصر بشكل كامل؟

إطلاقاً، صحيح أن عدد حفلاتي في مصر لا يقارن ربما بعدد حفلاتي في الخارج، لكن خلال الأشهر الخمسة الأخيرة أحييت ثلاث حفلات في مدن مصرية مختلفة، الأولى في القاهرة، والثانية في شرم الشيخ مع مجموعة mbc، والثالثة في مدينة الغردقة. لكن بطبعي، أحب أن أغني في جميع دول العالم، ودائماً ما أُدعى الى الغناء في أهم وأعظم قاعات دول العالم ومسارحها، فأنا في سعي دائم الى جعل الأغنية المصرية والعربية يتردد صوتها ونغماتها في أرجاء المسارح الكبرى، كما أنني لا أبتعد كثيراً عن الجمهور العربي والخليجي، فخلال الفترة المقبلة لديَّ جولة غنائية كبيرة في الخليج.

- ما كان شعورك بعد ما وقفت على مسرح الأولمبيا، لا سيما أنك ثالث مطرب مصري تغني على هذا المسرح بعد أم كلثوم وعبدالحليم حافظ؟

رأيت مشوار عمري يمر كشريط سينما أمام عينيّ، وربما رأيت تفاصيل وأحداث 35 عاماً، منذ كنت شاباً يافعاً في مدينة مغاغة في المنيا بالصعيد، واسترجعت أمنياتي وأحلامي التي كنت أطمح الى تحقيقها حين أكبر، وأيضاً تذكرت «الجورن» – مايكروفون صغير يُستخدم في الأفراح الشعبية البسيطة – عندما كنت أمسكه بيدي لكي أغني في أفراح أهلي في البلد واحتفالاتهم. كذلك، تذكرت أنني كنت أحلم بيوم أقف فيه على مسرح الأولمبيا مثلما فعلت أم كلثوم وحليم، ورأيت أن حلمي تحقق بعد هذه السنوات كلها. والحمد لله، فهو يحقق لي كل أحلامي، حتى وإن طالت المدة، الى درجة أنه قبل غنائي في حفلة جائزة نوبل بأربعة أشهر، تمنيت أن أحصل على جائزة نوبل في الغناء، لأجدهم يتواصلون معي كي أحيي الحفلة هناك.

- بما أن الأولمبيا حلم من أحلامك، فلماذا لم تطلب الغناء عليه منذ سنوات طويلة؟

لا أحب أن أطلب الغناء على مسرح ما، فالأجمل هو أن تتم دعوتك الى ذلك، وهو ما حدث معي. وبطبيعتي، لا أفرض نفسي على أحد، فطيلة السنوات الماضية حينما كنت أزور فرنسا، كنت أمرّ أمام هذا المسرح وأقول في نفسي إنني سأغني فيه يوماً، والحمد لله تم تحقيق الحلم وقمت بالغناء فيه، وأتمنى لجميع زملائي أن يغنوا فيه أيضاً.

- كيف تم اختيارك للغناء على هذا المسرح العالمي؟

لقد تواصل معي متعهد إنكليزي للحفلات يمتلك إحدى أكبر الشركات لإقامة الحفلات، وأخبرني بأن هناك جولة كبيرة في أوروبا: إسبانيا وفرنسا وهولندا، فرفضت في البداية، لكن حين أعلمني بأن مسرح الأولمبيا هو أحد المسارح التي سأغني عليها ضمن الجولة الغنائية، وافقت فوراً، فكل الجولات والحفلات في بلاد العالم في كفة، وهذه الحفلة في كفة أخرى.

- كيف تصف شعورك بعد أن غنيت على مسرح أولمبيا؟

ربما لا تصدقني إن قلت إنني كنت قد اتخذت عهداً على نفسي بأن أعتزل الغناء عقب هذه الحفلة، وكنت سأعلن الخبر بعدها بدقائق، حيث وجدت عقلي الباطني يفرض سؤالاً: ما الذي أستطيع أن أفعله بعد أن غنيت على أهم مسرح غنائي في العالم، فالمسؤولية أصبحت كبيرة على عاتقي، لكن الحب الكبير الذي رأيته في وجوه الجماهير جعلني أتراجع عن القرار، وأستكمل مشوار الغناء، وأقدم كل ما في وسعي من أجل إسعاد جمهوري. وأدعو الله أن يوفقني في اختياراتي المقبلة، وأن يساعدني في خوض مجالات جديدة في الموسيقى لم أكن قادراً على اقتحامها في الفترات الماضية.

- مَن مِن أصدقائك تمنّيت أن يكون معك هناك؟

المنتج فايز عزيز وصديقي سامح المتناوي والدكتور هاني ثابت والفنان الكبير حميد الشاعري، الذي كان سبباً في جزء كبير مما وصلت إليه الآن.

- لمن تهدي حفلتك وفرحتك بوقوفك على مسرح الأولمبيا؟

أهدي فرحتي إلى أولادي وزوجتي، والى روح أمي ووالدي رحمهما الله، اللذين كان لهما دور كبير في حياتي، ورغم الخلافات الكبيرة التي حصلت مع والدي بسبب رفضه الدائم اتجاهي الى الغناء، إلا أنه كان سبباً في نجاحي وإثبات موهبتي.

- بعد أن حققت حلمك بالغناء على مسرح أولمبيا، ما الأمنية التي تعمل على تحقيقها في الوقت الحاضر؟

أعمل في الفترة الأخيرة، على الغناء مع المطرب العالمي برونو مارس، وربما يتم تفعيل الأمر خلال الفترة المقبلة، وأيضاً مع الفنان الفرنسي العالمي ستروماي، علماً أننا اتفقنا على إعادة تسجيل أغنية «أستر ياللي بتستر» على شكل ديو. فالغناء مع فنانين من حول العالم أمر مهم للانفتاح على الثقافات الأخرى، وأنا لا أسعى من خلال ذلك الى الوصول الى العالمية، بل الى نشر موسيقانا في العالم أجمع، فللأسف اللغة العربية مثل الفرنسية والألمانية، لا تمتلك القدرة على أن تكون عالمية وتنتشر في أرجاء العالم كافة.

- ما تفاصيل تعاونك الجديد مع الفنان حميد الشاعري؟

اتفقت مع حميد على تقديم عدد من الأغنيات السينغل خلال الفترة المقبلة، التي ستجمعنا معاً، منها أغنية انتهينا من تسجيلها بعنوان «أنا ملهوف عليكي»، من كلمات أمل الطاير وتوزيع حميد الشاعري، أما اللحن فهو لأحد الأعمال الفولكلورية الليبية ذات النكهة المصرية، وسيتولى إدارة الإنتاج فايز عزيز، ومن المحتمل أن يتم تصويرها بطريقة الفيديو كليب، لكننا لم نحسم الأمر بعد، كما أن حميد سيكون حاضراً وبقوة في ألبومي الجديد.

- لماذا لم تفكر في تكرار تجربة السينما بعد أن ظهرت عام 2005 بفيلم «علي سبايسي»؟

عُرض عليَّ هذا الموضوع مراراً، وفي كل مرة أعود وأتراجع عن فكرة التمثيل، ربما لأن الأعمال التي تُقدم لي ليست مناسبة، فمثلاً عُرضت عليَّ المشاركة في فيلم «حلاوة روح» مع هيفاء وهبي في أحد الأدوار، لكنني رأيت أنه لا يليق بتاريخي رغم كبر مساحته، إلا أنني أحببت أن أقدم فيه هدية هي عبارة عن أغنية، والحمد الله حققت الأغنية نجاحاً كبيراً لم يكن متوقعاً. علماً أنني أفضّل العودة الى التمثيل من خلال مسلسل تلفزيوني يُعرض خلال شهر رمضان الكريم.

- من هو الفنان الشعبي الذى تميل إلى سماع صوته؟

أحب بهاء سلطان وأقدّره، فهو صاحب موهبة فذة وصوت رائع، لكنه للأسف بعيد عن الساحة منذ فترة طويلة، لذلك أتمنى أن يعود ويقدّم أعمالاً جديدة.

- ما هي هوايات حكيم بعيداً عن الفن؟

أنا عاشق من الدرجة الأولى لركوب الخيل، وقد زرتني سابقاً في مزرعتي وشاهدت عدد الخيول الأصلية التي أربّيها، إذ أحب أن أعيش حياتي مع الخيل. إضافة الى أنني أهوى كرة القدم وأتابعها باستمرار.

- ما هو النادي الرياضي الذي تشجّعه؟

أنا أهلاوي ومتعصّب جداً له، ودائماً ما أحضر مبارياته، كما أتابع مباريات المنتخب الوطني وأحضرها في المدرجات.

- لماذا تقوم دائماً بتغيير أرقام هاتفك؟ ومن هو أول شخص تعطيه رقمك الجديد؟

لا أحب أن يكون رقم هاتفي موجوداً مع عدد كبير من الناس، إنما فقط مع المقربين مني. وبالتأكيد، أولادي هم أول من يحصلون على رقمي الجديد، فلا يمكن أن يتصل بي أحد من أبنائي ولا أرد عليه، وحتى لو كنت في لقاء تلفزيوني أقوم بالرد عليه فوراً.

- ما أكثر دولة تحب السفر إليها؟

 فرنسا، وباريس تحديداً.

- ما دور زوجتك في حياتك الشخصية؟

زوجتي وأولادي هم أقرب الناس إلي، فأنا لا أملك سواهم في حياتي، ولا أستطيع السفر من دونهم، ولزوجتي فضل كبير في نجاحي طيلة السنوات الماضية، إذ يكفي تربيتها للأولاد.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078