تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

الزعيم عادل إمام: أعيش حياة بسيطة مع أسرتي ولا أفكر في الاعتزال

رغم أن نجوماً كثيرين تراجعت نجوميتهم مع تقدّمهم في العمر، إلا أن نجومية الفنان عادل إمام لا تعترف بنظرية العمر الافتراضي، فكلما قدّم عملاً فنيا،ً أضاف إلى رصيده نجاحاً جديداً. هو حالة خاصة من الصعب أن تتكرر، إذ حصد العديد من الألقاب، أبرزها «الزعيم» و«صاحب السعادة» و«إمام الفنانين»، لكن اللقب الأقرب لقلبه هو «الفنان». قليل الكلام... ورغم ذلك خصنا بعدد من التصريحات عن آخر أعماله الدرامية «عوالم خفية»، تلك التجربة التي تعاون فيها مع مؤلفين شباب، وكانت الأولى لابنه المخرج المتميز رامي إمام في مجال الإنتاج التلفزيوني، كما كشف لنا عن أسباب ابتعاده عن السينما، وأكثر ما يسعده، وكيف يعيش حياته بعيداً عن الأضواء، وشكل علاقته بأحفاده، ورأيه فيما وصل له ابنه محمد إمام.

- حققت نجاحاً كبيراً في موسم رمضان هذا العام من خلال مسلسلك «عوالم خفية»، ما الذي جذبك لتقديم هذا العمل؟

المسلسل يناقش مجموعة من قضايا الفساد؛ في إطار درامي أظهر حرفية كتَّاب السيناريو أمين جمال ومحمد محرز ومحمود حمدان، وقد أعجبت بفكرة العمل، التي تدور حول شخصية الصحافي «هلال كامل»، الذي يحصل على مذكرات الفنانة الراحلة من طريق الصدفة، وعندما يقرأها يبدأ رحلة البحث والتحرّي عن قضايا فساد تخص أطرافاً كثيرة، في إطار من التشويق والإثارة للمشاهد، ما يجعل المشاهد حريصاً على متابعة كل حلقات المسلسل، والرسائل التي يوجهها العمل هي أكثر ما جذبني إليه.

- كيف استقبلت ردود الفعل حول العمل؟

إعجاب الجمهور بالمسلسل أسعدني كثيراً، لأن رأي الناس هو ما يصنع النجاح الحقيقي، لذا أحرص دائماً على معرفة كل ما يقال عن عملي الفني، وأتابع ذلك من طريق أفراد عائلتي، وتحديداً رامي ومحمد إمام، فهما متابعان جيدان لمواقع التواصل الاجتماعي، وهي تعكس آراء الجمهور المختلفة، وخصوصاً آراء الشباب. وبعد انتهاء تصوير المسلسل، لمست فعلاً إعجاب الجمهور بأدائي. وأذكر جيّداً عندما تعطّلت سيارتي ذات يومٍ وتجمهر حولي عدد كبير من المارة، ليُعبّروا لي عن سعادتهم بالمسلسل، حينها نسيتُ مشكلتي وشعرتُ بفرحةٍ كبيرة.

- بعد كل هذه النجاحات؛ هل مازلت تنتظر بلهفة آراء الجمهور بأعمالك؟

بالتأكيد، الاستماع إلى رأي الجمهور هو ما يُشجّعني على الاستمرار، وما زلتُ حتى اليوم أشعر بسعادةٍ غامرة عندما يقول لي مخرج العمل «رائع أو هايل» بعد تجسيدي لأحد المشاهد. الفن يتطلب التعرف على رد فعل المتلقي ومدى شعوره بما يقدّمه الفنان، لذا أحرص دائماً على معرفة آراء الجمهور بأعمالي الفنية الجديدة، وأتمنى أن أكون دائماً عند حسن ظنهم بي.

- حرصت كعادتك على إعطاء الشباب والوجوه الجديدة أدواراً رئيسة في المسلسل؛ ما سر هذا الحرص؟

من واجبي كفنان أن أهتمّ إلى الوجوه الشابة الصاعدة، خصوصاً من يمتلك منهم الموهبة ويحتاج إلى الدعم، وإيماني بالشباب ليس له حدود، فالمستقبل لهم، وهم قادرون على فعل كل شيء من أجل الوصول إلى النجاح، وسعيد جداً بكل الشباب والمواهب التي ظهرت معي في مسلسل «عوالم خفية»، وجميعهم قدموا أدواراً رائعة ومميزة، وبذلوا أقصى مجهود ليظهروا بالشكل والأداء المطلوب، وأتوقّع لهم جميعاً مستقبلاً مبهراً في مجال التمثيل، لأنهم نجحوا في لفت أنظار الجمهور إليهم من خلال شخصياتهم في العمل، وأتمنى لهم النجاح والتوفيق في مسيرتهم الفنية، وتحقيق كل أحلامهم وطموحاتهم المهنية.

- ما سبب تعاونك مع مؤلفين شباب هذا العام على الرغم من ارتباط اسم المؤلف يوسف معاطي بك طوال السنوات الماضية؟

يوسف معاطي صديق مقرّب قبل أن يكون صاحب الأعمال الدرامية التي قدمتها في الأعوام الأخيرة، والجميع يدرك مدى العلاقة القوية التي تجمعنا، وحققنا معاً العديد من النجاحات، وتقديمي مشروعاً درامياً مع مؤلفين آخرين لا يعني على الإطلاق أن التعاون بيننا قد انتهى، لكن مسلسل «عوالم خفية» جذبني، وشعرت أنه العمل الذي يناسبني لهذا العام، كما أن مؤلفي العمل اجتهدوا ونجحوا في تقديم سيناريو مميز، وهم كتَّاب ينتظرهم مستقبل مشرق، ولم أرفض يوماً عملاً فنياً لمجرد أن مؤلفه شاب، بل أبحث دائماً عن العمل الجيد والمختلف، دون الالتفات إلى أي أمور أخرى.

- تتعاون مع ابنك رامي إمام للمرة الخامسة في الدراما التلفزيونية كمخرج للعمل، لكنها كانت المرة الأولى في مجال الإنتاج الفني، كيف تقيم هذه التجربة؟

هي تجربة مميزة، استطاع رامي كمنتج توفير كافة الإمكانيات لتقديم عمل فني جيد، أما كونه مخرجاً؛ فهو يمتلك رؤية خاصة وموهبة، ولا أقول هذا الكلام لأنه ابني، لكنها الحقيقة التي يعترف بها الجميع، وعن نفسي لا أعمل معه بأحاسيس الأبوة، إنما تعاوني معه ناتج عن نجاحه وكفاءته، وفي موقع التصوير أنفذ توجيهاته كباقي الممثلين المشاركين في العمل، فهو المخرج ولا يمكن أن أتدخل في عمله أبداً، وهذا هو سر تعاوننا الدائم معاً، كما أنني لا أنحاز إلى ابنيَّ في العمل، لدرجة أنني كنت أرفض فكرة دخولهما المجال الفني في البدايات، لخوفي عليهما خصوصاً أنني على دراية بصعوبة هذا المجال، لكنهما قررا دخول عالم الفن من دون علمي، وعندما حققا النجاح شعرت بمدى حبهما وانتمائهما له.

- ما رأيك في المستوى الذي وصل إليه محمد إمام؟

يمتلك محمد موهبة فنية كبيرة، ويتمتع بكاريزما خاصة، كما أنه نجح في الكوميديا ورسم الابتسامة على وجوه المشاهدين من خلال أعماله الفنية، سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية، وسعدت بنجاح فيلمه الأخير «ليلة هنا وسرور»، وأتمنى أن يظل محافظاً على ثقة جمهوره به، وينجح في اختياراته الفنية المقبلة، لأن النجاح سهل، لكن المحافظة عليه أمرٌ صعب، ويحتاج إلى مجهود كبير، وأنا أثق بموهبته وقدرته على تحقيق المزيد من النجاحات خلال الفترة القادمة.

- كيف تقيّم الموسم الرمضاني لهذا العام؟

للأسف، لم أستطع مشاهدة المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان، بسبب انشغالي بتصوير المشاهد المتبقية من مسلسلي، لكنني سمعت ردود فعل جيدة على العديد من المسلسلات، ليس داخل مصر فقط، وإنما على مستوى الوطن العربي كله، وهذا في حد ذاته جيد ويسعد أي فنان يعمل في هذا المجال، لأن ذلك يعود بالنفع على الصناعة بشكل عام، كما أنني أدعم فكرة وجود مواسم درامية أخرى، وعرض المسلسلات لأول مرة على مدار العام، وأتمنى أن تظل الدراما المصرية في موقع الريادة.

- هل بدأت في التحضير لمسلسلك الجديد؟

لم أبدأ بعد في تنفيذ مشروعي القادم، لأن مسلسل «عوالم خفية» إستغرق تحضيره وقتاً طويلاً، لذا قررت أن آخذ فترة راحة أجدّد فيها نشاطي، ومن ثم أبدأ في التفكير والبحث عن العمل الفني القادم، خصوصاً أنني أرغب في التنوع والاختلاف، وتقديم عمل يحمل رسالة للجمهور.

- ما سبب ابتعادك عن السينما والحرص على التواجد الدرامي خلال السنوات الأخيرة؟

دائماً أبحث عن الموضوعات والقضايا التي ستتم مناقشتها في العمل الفني الذي سأقدمه، وهذا كان متوافراً لي في الدراما التلفزيونية خلال الأعوام الأخيرة، قلّما أجده في المشاريع السينمائية، كما أن السينما مرت بظروف صعبة في الفترة الماضية، وكان أحد العوامل التي أبعدتني عن السينما، ولا أنكر أن انشغالي بالتلفزيون كان هو الآخر سبباً، لأن من الصعب تصوير عملين في نفس العام، أحدهما مسلسل والآخر فيلم، والأهم بالنسبة لي هو تقديم أعمال فنية محترمة تمتّع المشاهد وترضي ذوقه الفني.

- أي عمل خاص بك تحب مشاهدته دائماً؟

قد يندهش البعض حين يعلم أنني لا أشاهد أعمالي الفنية، حتى أثناء التصوير لا أحب مشاهدة المشهد على «المونيتور»، وربما أشاهد أحياناً فيلماً أو مسرحية خاصة بي تعرض على شاشة التلفزيون من طريق الصدفة، لكنّني لست شغوفاً بمشاهدة نفسي على الشاشة.

- الجميع يعلم عشقك للإبداع؛ كيف نشأ حبك للفن والتمثيل؟

الفن هو الذي يختارك وليس أنت من تختار الفن، فإذا كنت تمتلك موهبة الفن والتمثيل ستجده يجذبك نحوه، وفي بداياتي الفنية لم أكن أفكر أن أكون بطلاً لأفلام أو مسلسلات، وحين عرضت عليّ أول بطولة مطلقة شعرت برهبة شديدة، كما أن حب الفن موجود في داخلي بالفطرة.

- ما الشيء الذي تحرص على الالتزام به؟

الانضباط في الوقت. طوال حياتي أحرص على الالتزام بالمواعيد، وهي قاعدة لا يمكن مخالفتها أبداً، واعتدت على الحضور إلى مكان التصوير قبل الموعد المحدد بحوالى الساعتين، وأنزعج كثيراً عندما أكون على اتفاق مع أحد الأشخاص على موعد معين ويتأخر عليَّ، إذ أنصرف بعد مرور خمس دقائق من موعد لقائنا المحدد، لأنني أحب احترام المواعيد جداً.

- أطلق جمهورك وعشاقك عليك العديد من الألقاب التي من ضمنها «الزعيم» و«صاحب السعادة» و«إمام الفنانين» أي منها الأقرب إلى قلبك؟

لقب «الفنان» هو أكثر ما يُشعرني بالسعادة، ويختصر المعنى الحقيقي لعملي وعشقي للتمثيل طوال حياتي، وتجعلني أسترجع كل ما قدمته في سنوات عملي. فرغم أن التمثيل من المهن الشاقة إلا أنها ممتعة للغاية.

- متى يمكن أن تفكر في الاعتزال؟

الفن بالنسبة إلي هو الحياة، لذا لا أفكر في الاعتزال أبداً، بل ما يشغلني دائماً هو ما سأقدمه من أعمال فنية.

- كيف تقضي أوقات فراغك؟

مع أسرتي وأحفادي، أشعر معهم بمتعة حقيقية، حتى عندما أسافر لقضاء إجازتي الصيفية أكون برفقتهم، كما لا أحب التواجد في المناسبات الفنية. أعيش حياتي بعيداً عن الأضواء بطريقة بسيطة للغاية، فحياتي الطبيعية هي سبب راحتي النفسية.

- هل أحفادك يحبون الفن مثلك؟

جميع أفراد أسرتي يعشقون الفن، ليس أحفادي وحدهم، كما أن أحفادي يحبون الضحك ويتمتعون بروح الفكاهة، وعندما أجلس معهم تحدث العديد من المواقف الكوميدية، وأكثر ما يميزهم جميعاً أنهم يعيشون الحياة ببساطة، وأتمنى لهم التوفيق والنجاح في مستقبلهم، لأنهم حصاد عمري، وهم ثروتي الحقيقية، لذا حرصت أن نعيش معاً في منزل واحد.

- كيف تصف زوجتك هالة؟

لم أتزوج إلا مرة واحدة، وأرى أن الاستقرار الأسري مهم جداً لكل شخص يريد تحقيق ذاته في الحياة، ولا يمكن الوصول إلى النجاح بدون الهدوء والاستقرار العائلي، وزوجتي استطاعت أن توفر الجو الملائم والمناسب الذي يجعلني أنجح في عملي، ولها الفضل أيضاً في تربية أبنائنا والحفاظ عليهم حتى كبروا وملأوا حياتنا بالأحفاد، وأصفها بأنها زوجة مثالية.

- ما هي أمنياتك؟

أتمنى أن يعم الخير والسلام كل الدول العربية وتنعم شعوبها بالأمان والاستقرار، ويحفظ الله مصر من أي شر، ويحميها ممن يحاولون إلحاق الإضرار بها.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078