تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

"فوبيا" السفر بالطائرة.. هل يمكن التغلب عليها؟

حسام بركات

بعض الأمور التي نرتاح لها ربما تكون خطرة".. هكذا غرّد صاحب الحساب "صبراً بني الكرام" في موقع "تويتر"، وضرب مثالاً على ذلك ركوب الطائرة. فهي "وسيلة نقل مريحة وسريعة، لكن عندما نفكر في أن خللاً ما يمكن أن يصيبها، ينتابنا الخوف والقلق لما ندركه من نتائج كارثية".


وعلى رغم اعتبار كثير من الناس طريق المطار هو طريق السعادة، إلا أن البعض منهم ليس كذلك، إذ يقف الخوف من ركوب الطائرة عائقاً بينهم وبين السعادة والاستجمام والراحة.


البروفيسور واستشاري الطب النفسي الدكتور طارق الحبيب تحدث عبر حسابه الرسمي في "تويتر" عن المخاوف المرضية على اختلافها، التي يمكن أن تصيب الإنسان، والتي يعرفها علم النفس بـ"الفوبيا"، والتي تعني الخوف الشديد غير المنطقي وغير المبرر، من شيء لا يشكل خطراً أو تهديداً حقيقياً، ويعتبر الخوف من ركوب الطائرة واحداً منها.



وشكت تالا الطيب، إحدى المتفاعلات مع صفحة "الحبيب"، خوفها الذي يصل حد "الفوبيا من ركوب الطائرة"، على رغم أنها تسافر، بحكم عملها، بشكل شبه أسبوعي، إلا أنها تعاني خوفاً من الاقلاع يتملكها لمدة خمس دقائق، حتى مع استخدامها بعض العقاقير الطبية التي تعمل على تخفيف حدة التوتر، لكن "دون جدوى".


وتالا ليست وحدها، فهناك مشاهير عرف عنهم الخوف من ركوب الطائرة، ولعل أشهرهم الموسيقار محمد عبدالوهاب، والكاتب الكبير نجيب محفوظ، والفنانة ماري منيب، وغيرهم.


لماذا الخوف؟


بحسب صحيفة TIME البريطانية، فإن السفر بالطائرة يعد وسيلة النقل الأكثر أماناً، والأقل خطراً وتسجيلاً للحوادث، مقارنة بالسفر عن طريق البحر والبر. لكن الفوبيا لدى الناس موجودة بأرقام عالية لا يمكن التغافل عنها، وتزيد الطائرات المفقودة والمنكوبة التي وقعت من قبل من حدة الخوف وتصل به إلى الفوبيا.


ولعل السبب الذي يقف وراء هذه المخاوف، كما صرح مدير برنامج العلاج المكثف لاضطرابات الهلع والفوبيا الخاصة في جامعة بوسطن، تود فاركيوني، لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية، هو شعور الناس فقدانهم السيطرة في موقف كهذا، حيث تغلق أبواب الطائرة ويشعرون بأنهم عالقون بداخلها تحت سيطرة قائدها.



وهناك عوامل أخرى تساعد في تغذية هذا الخوف، مثل عدم استيعاب الكيفية التي تعمل بها الطائرات، والمطبات الهوائية العنيفة التي قد تعترض الرحلة، والخوف من المرتفعات والحوادث، وفوبيا الأماكن المغلقة والضيقة، إضافة إلى الخوف من التعرض لأي طارئ صحي مفاجئ دون القدرة على فعل شيء إلى حين هبوط الطائرة.


مواجهة الخوف من الطائرة


الاستشاري النفسي طارق الحبيب زف بشرى سارة لكل من لديه هذه المخاوف عند ركوبه الطائرة، وهي إمكانية علاجها، وغرّد: "كل المخاوف، بما فيها الخوف من ركوب الطائرة، علاجها يسير وممكن أيضا"، وأهم هذه الطرق تطبيق القول الشهير: "داويها بالتي كانت هي الداء"، بمعنى تكرار السفر بالطائرة والإكثار منه، حتى تنكسر العقدة التي تكونت في العقل الباطن.


الخبيرة النفسية زاشا توماس، أفادت وفقاً لصحيفة "دايلي ميل" البريطانية، بأن أهم خطوات مواجهة الخوف من ركوب الطائرة هو الاسترخاء، لأن الخوف غالبا ما يكون نتيجة التوتر البدني وزيادة معدل ضربات القلب، واختيار الجلوس بمقعد بعيد عن النافذة لتخفيف التوتر.


كما يجب التركيز على الأشياء الإيجابية في السفر، والحديث مع الآخرين على متن الرحلة ذاتها، وعدم الجلوس وحيدا، لأن البقاء هادئاً مع الخوف يجعل الإنسان يفكر بصورة سلبية، ولا ينجم عنها سوى المزيد من الخوف والأفكار الكئيبة، مع تذكير النفس بأن الطيران يعتبر حقا الوسيلة الأكثر أمانا في السفر حول العالم.


نقلاً عن شبكة الحياة الاجتماعية

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079