معهد العالم العربي يستقبل جناح الفن النقّال...
وهبت دار شانيل Chanel لمعهد العالم العربي في باريس معرض الفن النقّال بعد تنقّله من مدينة الى أخرى طوال عامين. إنه المعرض الفني الأكثر عصرية وتطوراً الذي صممته زها حديد.
يضم المعرض أعمال 20 فناناً عالمياً معاصراً ترجموا العناصر الرمزية للحقيبة اليدوية الجلدية المضرّبة والمدروزة Chanel 2.55.
بعد 4 أعوام من التجول في أنحاء العالم، استراح معرض الفن المعاصر الذي صممته زها حديد في باريس، خارج أبواب معهد العالم العربي، حيث يفترض أن يبقى لغاية 30 تشرين الأول/أكتوبر.
ابتكره أساساً كارل لاغيرفيلد عام 2007، وأصبح مركزاً لمعرض متمحور حول الحقيبة الجلدية المضربة «2.55» من شانيل Chanel. وقد تولّت المهندسة المعمارية البريطانية، العراقية المولد، الحائزة جائزة «بريتزكر»، زها حديد تصميم المعرض النقال المعاصر، هي التي صممت بعض أهم المشاريع العالمية، ومنها أخيراً مركز لندن المائي London Aquatics Center للألعاب الأولمبية التي ستقام في لندن سنة 2012.
تجول المعرض النقّال بين هونغ كونغ وطوكيو ونيويورك، وعرض التصور الفريد لعشرين فناناً عالمياً معاصراً، والأفكار مستوحاة من حقيبة شانيل. على الصعيد التاريخي، لطالما كشفت دار شانيل Chanel عن روابط مع عالم الفن منذ أيام الآنسة شانيل التي أفضت صداقتها الكبيرة مع الفنانين إلى حصول تعاون بين الفنان والماركة. ومع هذا المعرض، حافظت دار شانيل Chanel على جذورها بدعوة الفنانين ليشركوا أنفسهم مرة جديدة مع الماركة، مع متابعة للعمل الذي بدأته الآنسة شانيل. الهدف من المعرض، الذي تنقل بين قارات عدة، هو إظهار طريقة انتشار الموضة في العالم.
وهب الآن كارل لاغيرفيلد المعرض النقال إلى معهد العالم العربي، الذي افتتح معرضاً جديداً. أطلق عليه الآن اسم المعرض الفني النقال، وسوف يحتفل بعمل مصممته، زها حديد، في معرضها الأخير Une Architecture .
المعرض النقال نفسه يبلغ طوله 45 متراً مع مساحة أرضية من 700 متر مربع، لكن البنية القابلة للطي- المستقبلية والشبيهة بمركبة فضائية- لن تكون محصورة في المعرض نفسه، وإنما سيكون الاثنان عملاً فنياً واحداً، وهي سابقة في عالم الثقافة.
الداخل سائل، مع جدران منحوتة ويشتمل على سلسلة من الأقسام الخاصة. المعرض نفسه يعرض مشاريع الأبحاث التي أنجزت خلال الأعوام الأخيرة، والتي تم عرضها عبر نماذج أولية ومنحوتات ولوحات فنية وعروض لصور متحركة.
كنت أود مقابلة كارل لاغيرفيلد أو زها حديد، لكن أتيحت لي فرصة أخرى ألا وهي لقاء برونو بابلوفسكي، رئيس قسم شؤون الموضة في شانيل Chanel. بدا رجلاً متواضعاً إلى أبعد الحدود وشرب الشاي الأخضر أثناء التحدث بحماس عن هذا المشروع الفريد.
- متى التقيت زها حديد للمرة الأولى؟
التقيت زها حديد قبل 4 أعوام حين قابلتها مع كارل لاغيرفيلد لمناقشة فكرة ابتكار شيء يمكن تشييده وتفكيكه. جناح نقّال. وكانت هذه النتيجة. كان هذا أول لقاء. تنقل هذا المعرض في مناطق عدة في العالم مثل هونغ كونغ وطوكيو ونيويورك. وها هو الآن في باريس في معهد العالم العربي مع الجمهور المثالي.
- كيف قررتم نقل المعرض إلى هنا؟
كنا نبحث عن مكان ما. في باريس، لا يوجد أي شيء لزها حديد، وبالتالي فإن الباريسيين غير متآلفين مع أعمالها. كنا نبحث عن أفكار مختلفة. اتصل بنا القيّمون على المعهد للقول إنهم يملكون هذه المساحة الجميلة، التي كانت في الماضي مدينة عتيقة. أرادوا استبدال المدينة العتيقة. عرفنا أن هذا هو المكان المثالي.
- هل فكرتم في أماكن أخرى؟
كانت هناك أماكن عديدة مطروحة.
- مضى عامان على وجود المعرض في هونغ كونغ. كيف تم اختيار المواقع الأخرى؟
كان ذلك ترجمة لرأيي الشخصي. وضعنا المعرض النقال في مرآب سيارات في هونغ كونغ. وفي طوكيو، وضعناه في الملعب الأولمبي. وفي نيويورك، كان أكثر اخضراراً في سنترال بارك، وكان هذا مذهلاً فعلاً لأنه كان مختبئاً في الحديقة ثم ظهر فجأة. كل مدينة ولدت شعوراً مختلفاً وكان الجو ممتعاً جداً.
- في أية مدينة واجهتم أكبر قدر من التحديات؟
في كل المدن. ففي كل مدينة، احتجنا إلى العثور على موقع له معنى للمدينة. مرآب السيارات في هونغ كونغ فرض الكثير من التحديات لأنها كانت المرة الأولى التي يتم فيها اقتراح مثل هذه الفكرة. كل مدينة وفرت لنا تحدياتها الخاصة، لكن الأمور كانت جيدة وممتعة. إنها المرة الأولى التي يتم فيها ابتكار مثل هذا الشيء الضخم، ويتم نقله إلى دول مختلفة.
بدأنا في لندن لتشييده في موقع خاص للاطلاع أولاً على فكرتها. ثم نقلناه بالباخرة إلى هونغ كونغ، وبعدها إلى طوكيو ومن ثم نيويورك. لم يكن إذاً مشروعاً سهلاً، وإنما رائعاً. إنه قصة مذهلة.
- هل تعاودون تجربة مثل هذا الأمر مجدداً؟
لمَ لا؟ فهذا جزء مما نحب فعله في شانيل Chanel. نحب تجربة طرق مختلفة، والذهاب إلى أماكن لم يجربها أحد قبلنا. هذا مختلف عما كنا نفعله، لكنه لا يزال متناغماً مع الماركة. فالأمر يتمحور حول الإبداع ومفاجأة الأشخاص. لقد عدنا إلى العبارة الشهيرة في شانيل: «دعوا شانيل تفاجئكم». كانت هذه طريقة جيدة لمفاجأة الجميع.
- ما كانت كلمات كارل لاغيرفيلد عندما طرح هذه الفكرة؟
قال عبارتين: «عليكم إنجاز شيء يتحرك» و«عليكم العمل مع زها حديد». أحب كارل لاغيرفيلد عملها، وكانت هذه فرصة جميلة لكي يعملا معاً. إنه التعاون المثالي.
- كيف هو العمل مع شخصين مؤثرين جداً؟
كان العمل رائعاً جداً. احترما بعضهما البعض وأرادا جمع أفكارهما وإبداعاتهما. ونجح الأمر.
- يستلزم مثل هذا المشروع مقداراً كبيراً من الاستثمار. هل استحق المشروع مثل هذه الكلفة؟
أنا أعيد الكرّة من دون أي شك. فهذا النوع من المشاريع يعطي شيئاً جديداً للناس وتحب شانيل عنصر المفاجأة. ولا شك في أني أبقي على التعاون بين زها وكارل لأني أعرف أنه تعاون مثمر. في بداية هذا المشروع، بدأنا نفكر في حقيبتنا الشهيرة «2.55» وأردنا ربط الحقيبة الرمزية بقمة الإبداع وقمة العصرية لدخول القرن الجديد.
عندما عملنا على تصميم المعرض النقال مع زها، تحدثت عن تركيبة الحقيبة المضربة والشكل الذي ترجمتها فيه بحيث يتم عرض شيء كلاسيكي جداً صممته الآنسة شانيل في شباط/فبراير 1955 بطريقة تلهم الفنانين وتدفع الماركة إلى الأمام بطريقة قوية وعصرية. قبل 4 أعوام، تم الطلب من فنانين عالميين ترجمة إحساسهم حيال حقيبة شانيل الكلاسيكية. كانت طريقة عصرية جديدة حققت ما أردناه.
- هذا شرف كبير لنا، نحن العرب، أن تمثلنا زها حديد التي هي من أصول عربية. هل يزيد ذلك من اهتمامكم في الشرق الأوسط؟
لدينا مشاريع وأعمال هنا، لكن الأمور تحتاج إلى الوقت. لدينا 7 بوتيكات ومتجر كبير. نحن على وشك البدء في تطوير ماركتنا ليس فقط في عالم الموضة، وإنما أيضاً الساعات والمجوهرات والعطور ومستحضرات التجميل.
مثلما نتعاون في الولايات المتحدة واليابان وآسيا، نملك في الشرق الأوسط زبائننا الأوفياء، مما يدفعنا إلى منحهم المزيد.
- ما هي الخطوة التالية؟
نقدم 8 مجموعات في السنة، مما يبقينا مشغولين على الدوام. نحن الماركة الوحيدة التي تقدم ست مجموعات من الألبسة الجاهزة، ومجموعتين من الأزياء الراقية والأكسسوارات. أربع مجموعات مع أربعة عروض كبيرة تجمع الصحافة والزبائن.
هذا هو هدفنا الأساسي. التمكن من تصوير إبداعنا طوال الوقت. يتغير الأمر دوماً وتحصل الكثير من الأمور وراء الكواليس. نسعى بكد لنكون دوماً في القمة، وليس هذا سهلاً. الموضة هي قيمة الماركة ولذلك سوف تبقى دوماً الأولوية.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024